النميري كان يقول الثورة تراجع ولا تتراجع
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
النميري كان يقول الثورة تراجع ولا تتراجع كلما أراد تبرير أخطاءه والغرب سبقه في هذا الفهم المغلف بالغطرسة وحب الذات وعدم الاعتراف بأن العالم أصبح متعدد الأقطاب وأنهم لإزالة هذه الأقطاب المنافسة تحولوا الي قطاع طرق ومارسوا الإبادة الجماعية مثلهم مثل الجنجوي
من قال إن الغرب له القوة الذاتية لإصلاح ذات بينه وان تعليمه نوعي وأنه بينه وبين بقية أنحاء المعمورة فراسخ من التفوق السياسي والاقتصادي والعسكري .
المنظمة الأممية والمحكمة الجنائية الدولية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ... كل هذه الأجسام برد وسلام علي التابعين للغرب من الدول ذات الهشاشة السياسية المحكومة بغير ديمقراطية تذكر ولاحرية بائنة ولاحقوق إنسان أما أهل الضفة الأخري من الشعوب التي تنشد العيش الكريم وتفييء ظلال العدل والمساواة والانعتاق من أي تبعية كانت تكون عليها هذه الأجسام سيفا مسلطا تقعدها عن التنمية والتقدم والازدهار لدرجة أن الحيلة الوحيدة لها هي إشعال المظاهرات التي يخمدها الحاكم العسكري المتسلط أو اشباهه من حكام آخر الزمان ويعود الشعب الي اجحاره بدلاً من أن يرجع الجيش لسكناته !!..
امريكا التي فقدت ظلها تقود أوروبا مثل قطيع الضأن الاجرب وكلهم في الغرب المزعوم الذي يعيش أهله في هالة من سمو الاخلاق والتفوق في كل شيء ولكن كل هؤلاء الفلاسفة وحملة الأقلام ومن سموا أنفسهم سدنة للقيم ... هل كتبوا يوما عن الاستعمار قديما وحديثا هذا الاستعمار الغربي الكريه وماساقه للشعوب المستضعفة من حزن وألم مازالت جراحه محفورة في أجساد العالم الثالث وهذه الحروب الصليبية الحديثة التي بدأت باكذوبة في العراق ووصلت الي غزة لتعيد نكبة الفلسطينين للواجهة من جديد !!..
أما بخصوص حرب الجنرالين وحرب أوكرانيا فإن اصابع الغرب فيها تلعب علي وتر ثروات الشعوب تريد السيطرة عليها من غير وجه في لصوصية سافرة ومع ذلك تخرج أطنان من الكتب في الغرب تمجد ديمقراطيته ونبالته وعشقه لحقوق الانسان ...
هذا الإنسان الذي هو معهم اضيع من الأيتام علي مائدة اللئام !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كتاب: اعترافات قرصان اقتصادي
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مؤلف الكتاب هو (جون بيركنز John Perkins) أمريكي من مواليد 1945، والكتاب الذي بين أيدينا هو كتابه الأشهر، ويحمل عنوان: (The new confession of a economic hit man)، ويتناول فيه الأساليب الإجرامية التي انتهجتها عصابات الشركات والبنوك وحكومة الولايات المتحدة في المقامرة بمستقبل الدول الفقيرة، فقد عمل المؤلف بوظيفة مستشار وخبير اقتصادي لمدة عشر سنوات في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والشركات متعددة الجنسيات، وانحصرت وظيفته في إبتزاز القادة الأجانب، وتطويعهم لخدمة البيت الأبيض، وأهدافه المبنية على نهب الثروات. .
الكتاب عبارة عن رواية جريئة لكنها مقنعة، تستمد أحداثها من تجارب المؤلف الشخصية كقاتل اقتصادي محترف، وتحكي عن تلاعبه بالبيانات، ودوره في الخداع وترويج الأكاذيب، والابتزاز عن طريق الجنس، والاغتيالات، وما إلى ذلك من أعمال قذرة. .
يُعد الكتاب نقطة جذب لأولئك الذين ليسوا على دراية بتدخلات الحكومة الأمريكية في شؤون البلدان الضعيفة، واغراقها بالقروض التي لا طاقة لها على سدادها، فكانت النتيجة مساومتها على مقايضة ثرواتها بديونها. .
يبدو أن المؤلف كان مشتتا بين المُثل الوهمية الأمريكية، وبين هيمنتها وأنانيتها وجشعها، فلم يكن مقتنعا بتناقضاتها. وسعيها الدؤوب لفرض هيمنتها الاقتصادية على العالم. .
يعترف المؤلف انه كان يدير المفاوضات مع الحكومات الضعيفة، وكانت الأوراق المطروحة للتفاوض أشبه بلعبة البوكر (القمار)، حيث تبقى الأوراق مخفية، ويراهن كل لاعب على يده. .
كان هذا النوع من المفاوضات أشد خطورة من لعب القمار، لأنه ترك آثاره المدمرة على حياة الشعوب ولعقود طويلة من الزمن. .
يقول المؤلف: كانت الولايات المتحدة تنظر إلى كولومبيا كمجال مفتوح لتعزيز مصالحها السياسية والتجارية. فألقت ثقلها كله في الاستثمارات الضخمة لمشاريع شبكات الطاقة الكهربائية، والطرق السريعة، والاتصالات السلكية واللاسلكية، وفتح موارد الغاز والنفط. فكانت مهمة المؤلف التوجه إلى كولومبيا لتقديم القروض الضخمة مقابل تنفيذ مشاريع اقتصادية وكهربائية تحت ستار التنمية، ومقابل تبني خطة اقتصادية مزيفة تنص على أنه في غضون 25 عاماً ستشهد كولمبيا زيادة بنسبة 17-20٪ في النمو الاقتصادي المزعوم، والازدهار الكاذب. .
ويذكر أيضاً أن الحكومة الأمريكية لديها فرق مدربة لتنفيذ الاغتيالات، يعرفون باسم (ابن آوى)، لتصفية أشخاص بعينهم، والتخلص منهم إذا كانت النتائج لا تسير وفقاً للخطة المتفق عليها. .
على الرغم من أن المؤلف أمضى 10 أعوام في هذه المهنة القذرة، لكنه أدرك في نهاية المطاف انه بحاجة للتصالح مع ضميره كإنسان حتى لو تعرض للخطر، فقرر تكثيف جهوده لتوعية الشعوب، وشارك في المؤتمرات الدولية لتثقيف قادة المستقبل. محذرا الناس من خبث وسائل الإعلام التي لا تنقل الحقيقة بشكل صحيح حول المواقف الجيوسياسية والاغتيالات السرية. .
ويتساءل المؤلف في ختام كتابه: هل سنتوقف نحن الامريكان عن تدنيس الأرض وتلوث الأجواء بذريعة التنقيب عن النفط والموارد الأخرى ؟. وهل هنالك ثمة أمل ليقظة الشعوب وخروجها من غيبوبتها الطويلة ؟. .
الجواب متروك للمستقبل. .