جدل في جيش الاحتلال.. اختفاء تسجيلات هجوم طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
اكتشف كبار الضباط في جيش الاحتلال خلال زيارة قاموا بها لمقرات الألوية، أن لقطات كاميرات المراقبة، والتي تعود إلى يوم عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قد اختفت "بشكل غامض".
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه تمت إزالة التسجيلات المهمة ليوم هجوم "السبت الأسود"، من قاعدة البيانات المركزية، وهو ما أثار شكوكا بأن الجميع يبحثون في المقام الأول عن مصالحهم الخاصة، وأعينهم على ما سيأتي بعد ذلك.
لكن جيش الاحتلال، يزعم أن التسجيلات المهمة لم يتم حذفها، بل اقتصر الوصول إليها على الموظفين المصرح لهم بذلك.
وتم تكليف الفرق بتحليل الدروس المستفادة من الحرب، ودراسة الاستراتيجيات العملياتية لحركة حماس، ونشرها بين الوحدات القتالية التابعة لمختلف الفرق.
كما تشكلت فرق تحقيق ركزت على المساعدة في تخطيط المنطقة الحدودية والإجراءات الأمنية المصممة لحماية البلديات.
وأعرب ضباط الاحتياط عن مخاوفهم بشأن اختفاء مقاطع فيديو مهمة التقطت من كاميرات مراقبة مختلفة تابعة لجيش الاحتلال على طول حدود غزة، وهي جزء من الشبكة العسكرية المعروفة باسم "ZiTube".
ورجحت الصحيفة، أنه تم حذف مقاطع الفيديو المهمة، عمدا لعرقلة التحقيق المتعمق في الأحداث التي وقعت في الأراضي الفلسطينية، وخروقات الحدود، والوضع العام.
وروى أحد كبار ضباط الاحتياط من إحدى الكتائب الموقف، قائلاً: "كنا نخطط لنعرض على أحد الشخصيات الرئيسية مقطع فيديو لحادث معين من الأسبوع الماضي، لنكتشف أن شخصاً ما قد حذف مقاطع الفيديو. لقد كان موقفا محرجا للغاية".
وأضاف: "أدى ذلك لاحقا إلى الشكوك حول الدوافع وراء هذه الأعمال. وفي نهاية المطاف، منحت أذونات خاصة لمن طلبها. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يحتاج الضباط على مستوانا إلى مثل هذه الأذونات؟".
وتابع قائلا: "يبدو كما لو أن هناك صراعا على السلطة بين كبار المسؤولين وأولئك الذين يتولون أدوارا محددة، مع شعور عام بأن الجميع الآن يمنحون الأولوية لمصالحهم في ما ينتظرنا".
ونقلت الصحيفة عن مصادر، داخل فرقة غزة كشفت عن “عطل” في تسجيلات الاتصالات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ووفقا لهذه المصادر، فإن "بعض التسجيلات إما اختفت أو أنه تم تنزيلها من الشبكة ونقلها بناء على توجيهات الضباط القياديين. وبالتالي، لا يمكن الوصول إليها".
وأضافت المصادر: "عادة ما يتم حذف تسجيلات الاتصالات بعد فترة محددة، إلا إذا قام شخص ما بحفظها عمداً داخل النظام. ويبدو أن أحد الأشخاص قد اتخذ قرارا متعمداً بنقل هذه التسجيلات أو حذفها لضمان عدم تمكن أي شخص من الاطلاع عليها".
وتابعت الصحيفة، بأن هذه التسجيلات تعتبر حيوية لأنها توفر وصفا شاملا لما حدث، وتكشف الإجراءات التي يتعيَن اتخاذها، مع التركيز بشكل خاص على الساعات الثماني الأولى الحاسمة، بما في ذلك اللحظات التي كان فيها نقص في قنوات الاتصال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تحقيق “الشاباك” يكشف الإخفاقات الكبرى قبل ملحمة طوفان الأقصى
يمانيون../
أقرّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني “الشاباك”، رونين بار، بالفشل الذريع في التعامل مع ملحمة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وذلك في تحقيق داخلي نشر ملخصه يوم الثلاثاء، كشف عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والإدارية التي سبقت العملية.
فشل استخباراتي وغياب التحذيرات المسبقة
بحسب التحقيق، فإن “الشاباك” لم يتمكن من إصدار تحذير مبكر بشأن الهجوم رغم وجود إشارات تحذيرية تلقاها الجهاز عشية 6 أكتوبر، إلا أنه لم يتخذ أي خطوات احترازية كبرى. كما أكد أن القوة الصغيرة من ضباط “الشاباك” والشرطة المنتشرة على حدود غزة لم تتمكن من التصدي للهجوم الواسع الذي شنّته المقاومة، مما أدى إلى انهيار سريع لمنظومة الأمن الصهيونية في المستوطنات القريبة من القطاع.
أسباب الإخفاق: غياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة
وأشار التحقيق إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في الفشل، أبرزها:
ضعف التنسيق بين “الشاباك” والجيش الصهيوني، إذ لم يكن هناك تقسيم واضح للمسؤوليات حول من يجب أن يقدم التحذيرات بشأن اندلاع الحرب، خاصة في ظل تحول حركة حماس إلى قوة عسكرية متكاملة.
سوء تقدير نوايا المقاومة الفلسطينية، حيث ظن “الشاباك” أن المقاومة تركز على التصعيد في الضفة الغربية فقط، ولم تكن تخطط لعملية كبرى من داخل قطاع غزة.
الثقة المفرطة في قوة التحصينات الأمنية، حيث اعتمد العدو على تصور خاطئ بأن السياج الأمني الحدودي مع غزة والمراقبة العسكرية كفيلة بمنع أي هجوم واسع.
فشل استخباراتي في استيعاب الخطة العسكرية للمقاومة، إذ أن الجيش الصهيوني كان قد حصل على وثيقة “أسوار أريحا” التي تضمنت خطة حماس للهجوم البري، إلا أن هذه المعلومات لم يتم التعامل معها بجدية كافية ولم تُترجم إلى سيناريوهات تدريبية أو إجراءات دفاعية.
كيف تمكنت المقاومة من تنفيذ العملية؟
كشف التحقيق عن عوامل عديدة مكّنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ ملحمة طوفان الأقصى، أبرزها:
تآكل الردع الصهيوني بشكل مستمر، حيث اعتقدت المقاومة أن كيان الاحتلال أصبح ضعيفًا من الداخل، بسبب الانقسامات السياسية والأزمات الداخلية.
السياسة الصهيونية تجاه غزة، التي اعتمدت على فترات من التهدئة المؤقتة، مما منح المقاومة فرصة لبناء قوتها العسكرية بعيدًا عن الضربات الاستباقية.
عدم استهداف قادة المقاومة بشكل كافٍ، حيث ذكر التحقيق أن “الشاباك” كان لديه إدراك تام لخطر حركة حماس، لكنه لم يتخذ خطوات حاسمة للقضاء على قيادتها أو إضعاف بنيتها التحتية.
الدعم المالي المقدم من قطر، والذي اعتبره التحقيق عاملاً مساعدًا في تقوية قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية.
رئيس “الشاباك” يعترف بالفشل لكنه يرفض الاستقالة
في بيان رافق التحقيق، اعترف رونين بار بأن “الشاباك” أخفق في توقع الهجوم ومنعه، مشيرًا إلى أن الهجوم كان من الممكن تجنبه لو تم اتخاذ إجراءات مختلفة خلال السنوات السابقة وعشية الهجوم. وقال:
“هذا ليس المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، ولا الذي توقعه الإسرائيليون منا. رغم أننا لم نستخف بحركة حماس، إلا أننا فشلنا في منع هجومها الكاسح.”
ورغم الضغوط السياسية، أعلن بار أنه لا يعتزم الاستقالة حاليًا، لكنه سيغادر منصبه قبل انتهاء ولايته، تاركًا القرار النهائي في يد رئيس الحكومة.
نتنياهو يضغط لإقالة بار خلال أيام
في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى لدفع رئيس “الشاباك” للاستقالة خلال الأيام المقبلة، وإن لم يحدث ذلك، فإنه سيطرح الأمر في اجتماع الحكومة لاتخاذ قرار بشأنه.
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن التحقيق الذي قدمه “الشاباك” لا يجيب على أي تساؤلات جوهرية، بل جاء لتبرير الفشل دون تقديم حلول واضحة، مشيرة إلى أن بار كان “أسيرًا لمفاهيم خاطئة أدت إلى الفشل الذريع”.
خلاصة التحقيق: انهيار منظومة الأمن الصهيوني أمام المقاومة
يكشف هذا التحقيق الداخلي عن مدى الهشاشة الأمنية والاستخباراتية لدى العدو الصهيوني، ويؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى لم تكن مجرد هجوم مفاجئ، بل كانت نتيجة سنوات من الإخفاقات الاستراتيجية والتكتيكية. كما يبرز أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق كل التحصينات الصهيونية، متجاوزةً الجيش وأجهزة الاستخبارات، وهو ما يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الصهيونية التي تآكلت بشكل غير مسبوق.