أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن مدمرة تابعة لها أسقطت طائرات مسيّرة عدة أمس الأحد في البحر الأحمر، في حين دان مجلس الأمن الدولي ما وصفها بالهجمات التي شنتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن على سفينة تجارية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" في بيان إن "4 هجمات استهدفت 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر"، موضحة أن "المدمرة يو إس إس كارني استجابت لنداءات استغاثة من السفن وقدمت لها المساعدة، وأسقطت 3 طائرات مسيّرة".

ونقلت وكالات أن المدمرة الأميركية رصدت صاروخا أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وسقط قرب سفينة "يونيتي إكسبلورر" التي ترفع علم جزر البهاماس، وقد أبلغت السفينة لاحقا عن إصابتها بأضرار طفيفة جراء صاروخ آخر أطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

كما أبلغت سفينة الشحن "نمبر 9″، التي ترفع علم بنما، عن أضرار مادية بسبب صاروخ أطلق من اليمن، في حين أفادت سفينة "صوفي 2″، التي ترفع أيضا علم بنما، عن إصابتها دون وقوع خسائر بشرية.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال للجزيرة أمس الأحد إن صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن صوب المدمرة الأميركية كارني وسفن تجارية بالبحر الأحمر.

كما قال الجيش الأميركي إن لديهم "سببا للاعتقاد بأن هذه الهجمات التي نفذها الحوثيون وقعت بدعم كامل من إيران"، في وقت قال فيه مسؤول أميركي للجزيرة "لا يمكننا التأكيد إن كانت المدمرة كارني هدفا لهجوم الحوثيين بمسيرات وصواريخ بالبحر الأحمر".


إدانة أممية

وقد دان مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" ما وصفها بالهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على سفينة تجارية في البحر الأحمر، داعيا إلى الإفراج الفوري عن السفينة غلاكسي ليدر، التي أعلن الحوثيون يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الاستيلاء عليها في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع المقاومة الفلسطينية ونصرة لأهالي قطاع غزة، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.

مجلس الأمن: ندعو إلى الإفراج الفوري عن السفينة غلاكسي ليدر وفريقها (وكالات)

وتأتي هذه الإدانة الأممية بعد أن أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين أمس الأحد أن قواتهم نفذت عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين عند باب المندب، قائلا -في بيان مصور- إن "قواتنا البحرية مستمرة في استهداف السفن الإسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة، كما ستواصل منع السفن الإسرائيلية من الملاحة حتى يتوقف العدوان على غزة".

وكان الحوثيون هدّدوا إسرائيل بضربات "موجعة وقاصمة" إثر عودة العدوان على قطاع غزة، كما أعلنوا يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيرات، أعقبها الإعلان عن أكثر من عملية أخرى، أبرزها نحو مدينة إيلات، وفق بياناتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)

أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.

 

وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.

 

في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

 

وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".

 

وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".

 

واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

 

بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.

 

وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".

 

وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.

 

وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.

 

في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.

 

ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.

 

وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.

 

"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.

 

وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.


مقالات مشابهة

  • الحوثيون يقولون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية التي انطلقت منها هجمات السبت
  • كيف تلقت إيران رسالة ترامب من الهجمات الأميركية على الحوثيين؟
  • إعلامي مصري يهاجم الحوثيين: لم يستهدفوا سفينة إسرائيلية واحدة بينما خسرنا المليارات
  • وزير خارجية اليمن: استئناف الحوثيين هجمات البحر الأحمر يهدد المنطقة
  • مقتل تسعة أشخاص في ضربات أميركية على اليمن وترامب يتعهد بإنهاء هجمات الحوثيين
  • عاجل: القيادة الوسطى الأميركية تعلن إطلاق عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن
  • وكالات أميركية تحذّر من هجمات فدية إلكترونية محتملة
  • الرئيس الأمريكي يعلن بدء ضربات على الحوثيين فى اليمن
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • معهد أمريكي يُحذّر من الأثر البيئي لحملة الحوثيين ضد الشحن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)