الموقع بوست:
2024-07-06@00:41:51 GMT

هدنة هشة في اليمن: عوامل انفجار النزاع قائمة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

هدنة هشة في اليمن: عوامل انفجار النزاع قائمة

انخفاض مستوى النزاع في اليمن هو العنوان الأبرز الذي تضمّنه تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، الذي يغطي الفترة من 1 ديسمبر/كانون الأول 2022 إلى 31 أغسطس/آب 2023، غير أن التقرير تضمّن العديد من الأزمات في الملفات السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي تهدد بعودة وتيرة النزاع إلى ما قبل هدنة إبريل/نيسان 2022.

 

وأكد التقرير أن مجلس القيادة الرئاسي يواجه العديد من التحديات والانتقادات، وقد أثرت الآراء والتطلعات السياسية المتباينة لأعضائه على وحدته وأدائه، ولم تتمكن اللجان الأربع التي شُكّلت عقب إنشاء مجلس القيادة الرئاسي، وهي اللجان القانونية، والاقتصادية، والأمنية والعسكرية، ولجنة المصالحة، من تحقيق أي تقدّم ملموس في أداء المهام الموكلة إليها، والأهم من ذلك أن اللجنة العسكرية لم تتمكن من توحيد القوات المسلحة المختلفة تحت قيادة واحدة.

 

ولفت التقرير إلى ازدياد التوترات بين مجلس القيادة الرئاسي و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأعطى انضمام عضوين في مجلس القيادة الرئاسي موالين للحكومة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" ميزة عددية للأخير، وعزز نفوذه باتجاه إقامة دولة مستقلة في الجنوب.

 

مجلس القيادة الرئاسي يواجه العديد من التحديات والانتقادات، وقد أثرت الآراء والتطلعات السياسية المتباينة لأعضائه على وحدته وأدائه

 

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين يرفضون الدخول في أي نوع من الحوار مع حكومة اليمن، ويفضّلون إجراء محادثات مباشرة مع السعودية، والمطالب التي يقدمونها شرطاً للموافقة على أي مقترحات سلام تستند دائماً إلى اعتبارات اقتصادية.

 

وتشمل هذه المطالب رفع القيود المفروضة على ميناء الحديدة، ودفع الرواتب، بما في ذلك رواتب أفراد الجيش وقوات الأمن، والحصول على حصة كبيرة من إيرادات النفط.

 

عوامل انفجار النزاع قائمة

 

وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى يونيو/حزيران 2023، اعترضت الحكومة اليمنية 254 طائرة مسيّرة، و100 محرك لطائرات مسيّرة، وما يقرب من 5 أطنان من السلائف (مواد كيميائية) الخاصة بصنع المتفجرات، ومركبتين لدفع الغواصين وقطعاً متنوعة من المعدات العسكرية.

 

وفي أعقاب الهجمات على ميناء الضبة النفطية في محافظة حضرموت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، خسرت حكومة اليمن إيرادات تبلغ حوالي 1.2 مليار دولار سنوياً. وأدى التحول في الواردات من عدن إلى الحديدة إلى خسارة فادحة في الإيرادات قدرها 637.36 مليار ريال يمني (نحو 2.5 مليار دولار) منيت بها حكومة اليمن خلال الفترة من إبريل 2022 إلى يونيو 2023، في حين حقق الحوثيون مكسباً كبيراً.

 

ويقدر مجموع الخسائر في الإيرادات بسبب الحظر المفروض على شراء غاز الطهي من حكومة اليمن بنحو 46 مليار ريال يمني (نحو 184 مليون دولار) سنوياً.

 

ولفت التقرير إلى أنه في ظل الآلية الجديدة التي بدأ تنفيذها في مارس/آذار 2023 لتحصيل الإيرادات في منافذ الجمارك البرية، بدأ الحوثيون يتعاملون مع المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة باعتبارها أرضاً أجنبية للأغراض الجمركية، ما أدى فعلياً إلى تقسيم اليمن إلى بلدين.

 

وأكد التقرير أن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" يحافظ على وجود قوي في محافظتي أبين وشبوة، مع استمرار عملية "سهام الحقيقة" التي أطلقها التنظيم، وشنّ التنظيم عمليات كر وفر مخططاً لها جيداً ضد القوات الحكومية والقوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".

 

وحقق فريق الخبراء المعني باليمن في العديد من الهجمات التي ارتكبتها أطراف النزاع المختلفة. ووفقاً للبيانات التي اطلع عليها الفريق، وقعت 1436 إصابة بين المدنيين، وكان من بين المصابين 253 طفلاً، ووقع 341 هجوماً على الهياكل الأساسية المدنية، لا سيما المباني السكنية والمركبات، وذلك منذ بداية ديسمبر 2022 حتى نهاية أغسطس 2023.

 

وأشار التقرير إلى أن المدنيين في اليمن يتعرضون للتهديدات المتعلقة بالألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع والذخائر غير المتفجرة، وفي الفترة من 1 ديسمبر 2022 إلى 31 أغسطس 2023، أسفرت الحوادث التي تنطوي على متفجرات من مخلفات الحرب، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة عن 417 إصابة بين المدنيين، منها 140 حالة وفاة و277 إصابة بجروح.

 

وأكد التقرير أن جميع أطراف النزاع قامت بأعمال الاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري التي طاولت رجالاً ونساء وأطفالاً، وذلك في المقام الأول بسبب ارتباطهم المتصور بأطراف معارضة، أو لأغراض مكافحة الإرهاب، أو للحصول على فدية.

 

وحقق الفريق في عدة حالات لرجال ونساء وأطفال محتجزين أو مخفيين قسراً، تعرضوا ولا يزالون يتعرضون للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

 

هدنة هشة في اليمن

 

وحول هذا التقرير، اعتبر المحلل السياسي سعيد عقلان، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن مضمون تقرير لجنة الخبراء يؤكد أن اليمن يعيش في ظل هدنة هشة، ولا توجد مؤشرات للتعافي في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل هناك تأجيل أو ترحيل للمشاكل، بدليل أن استعراض القوة والتحشيد والتهديد بالأعمال العسكرية لا تزال حاضرة.

 

وأضاف أن "هناك حرباً اقتصادية تلقي بظلالها على المواطنين، ولم يحصل تعافٍ للوضع الاقتصادي لا في مناطق الحكومة الشرعية ولا في مناطق سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى أن بوادر التوجه إلى حل سياسي ينهي الأزمة السياسية تكاد تكون ضعيفة إن لم نقل منعدمة".

 

ورأى عقلان أن التقرير جاء في فترة الهدنة المعلنة، إلا أن مضمونه يعد امتداداً للتقارير السابقة، فما زال هناك تصعيد وتحشيد عسكري، وسقوط قتلى في مختلف المناطق، خصوصاً من المدنيين، وما زال هناك انقسام اقتصادي يؤثر على المواطن بالدرجة الأولى. وأشار إلى أن جميع الأطراف لا تزال تمارس انتهاكات حقوق الإنسان بنفس وتيرة الفترات السابقة التي سبقت الهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة في 2 إبريل 2022.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی التقریر إلى أن حکومة الیمن الفترة من العدید من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة

وفي المؤتمر، أكد وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، علي حسين الديلمي، أن مجلس الأمن أصبح إدارة من إدارات الخارجية الأمريكية، ومستمر في إصدار القرارات التي لا علاقة لها لا بالمجلس ولا بالجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا تقدر إيقاف أي قرار يتم اتخاذه من قبل مجلس الأمن.

وقال "مجلس الأمن مع الأسف الشديد الذي مهمته إحلال الأمن والسلم الدوليين، أصبح جزءاً من المشكلة وليس من الحل، لأنه يعمل على إذكاء الصراعات في مختلف أنحاء العالم".

وتطرق إلى قرار مجلس الأمن رقم "2739 " الخاص باليمن وتجديد إدانته للضربات اليمنية في البحر الأحمر دون أن يكلف نفسه باستنكار جرائم كيان العدو الصهيوني وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والتي هي السبب الرئيسي للضربات اليمنية على السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة في البحر الأحمر.

وجددّ الوزير الديلمي، التأكيد على أن مجلس الأمن في جلسته الأخيرة حول اليمن كان انحيازه واضحاً وهذا ليس بغريب عليه في مثل هذه المواقف التي عانى اليمن خلال الفترة السابقة من عدوان وحصار من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي.

وأضاف "مجلس الأمن يبدي مخاوفه على السفن المتجهة لإسرائيل لكي لا ينقطع شريان الحياة عليهم لكنه لم يبد أي مخاوف تجاه الإبادة الصهيونية للفلسطينيين لأنها لا تهمه ولا تعنيه حياتهم، وهذا هو الإجرام الذي يمارسه المجلس على الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها".

وتطرق إلى قرار مجلس الأمن حول اليمن وتأكيده على ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء بحظر توريد الأسلحة إلى اليمن، في حين أن الأسلحة التي تُبيد المدنيين في غزة والضفة وتتجه عبر السفن إلى الكيان الصهيوني لابد أن تصل بسلام ولا يقوم أحد باعتراضها وألا تعترضها أو تعرقل وصولها القوات اليمنية، معتبراً ذلك من أكثر الأمور التي تمثل ازدواجية لا أخلاقية ولا إنسانية يمارسها مجلس الأمن والأعضاء الذين صوتوا له.

وعبر وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال، عن الأسف من عدم وجود من ينتفض للفلسطينيين في مجلس الأمن حتى للتنديد بجرائم الصهاينة .. مضيفاً "الأدهى أن هذا المجلس يهدد من يساند الفلسطينيين بصدور قرارات وعقوبات ضد كل من يشعر بالإنسانية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني ومن يسانده ويناصره في محنته".

وأفاد بأن قرار مجلس الأمن بشأن اليمن دعا إلى توخي الحذر وضبط النفس في ضربات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، بينما لم يدع إسرائيل إلى ضبط نفس أو توخي الحذر.

ولفت الديلمي إلى أن المجلس يُمارس دور الشرطي وحارس أمن للكيان الصهيوني ليصول ويجول في المنطقة بكل حرية وإجرام، وسيعمل على حمايته من أي تهديد أو مساندة للشعب الفلسطيني وسيصدر قرارات ويعقد جلسات ويستصدار عقوبات ضد المقاومة التي تُناضل من أجل الحرية والاستقلال في المنطقة.

كما أكد أن أعضاء مجلس الأمن الذين صوتوا على قرار التنديد لضربات القوات اليمنية في البحر الأحمر، يقدّمون الولاء للكيان الصهيوني ويؤكدون عدم تخليهم عنه .. معتبراَ ذلك وصمة عار في جبين وتاريخ الدول التي صوّتت على القرار وأنها خيانة لمسؤوليتهم الملقاة على عاتقهم إزاء الانتهاكات والإجرام الذي ترتكبه إسرائيل.

وأوضح الوزير الديلمي، أن مجلس الأمن والوكلات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة يتم اختراقها دون اتخاذ أي إجراءات حيال ذلك، خاصة من قبل موظفي السفارة الأمريكية والذين ينتقلون بين منظمات الأمم المتحدة بكل سهولة.

وقال "المهمة أصبحت صعبة في حصول الإنسان على الإنصاف وعدم الانحياز، لأنه أصبح علينا الحذر من الاختراق، كون الأمم المتحدة ساهمت في تشويه منظمات حقوق الإنسان والسماح لأمريكا بالتحكم والسيطرة عليها، وأصبحت في ذات الوقت ضمن أوراق الضغط التي تمارسها على الجميع".

وذكر وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال، أن المخاوف تتضاعف نتيجة عدم إنصاف مجلس الأمن لما يتم ارتكابه من جرائم دموية في غزة وفلسطين، معبراً عن الأسف لانعقاد المجلس لإيقاف القوات اليمنية عن مساندة فلسطين والوقوف مع الجلاد والمجرم.

وأكد أن مجلس الأمن في الحقيقة ليس إلا سلاحاً في يد أمريكا توجهه لتدمير كل القوى المقاومة في العالم والتي تبحث عن حريتها وكرامتها واستقلاليتها من الهيمنة الأمريكية .. لافتاً إلى أن الأمم المتحدة التي تقدّم تقارير للمجلس لا يتم تنفيذها وإنما يتعمد تجاهلها بما فيها التقارير المتصلة بجرائم التجويع والجرائم ضد الإنسانية في اليمن وفلسطين. وبين الديلمي أن الأمم المتحدة مع الأسف الشديد أصبحت في موت سريري وكلمة الفصل هي لمجلس الأمن الذي يُعتبر آلية من آليات الخارجية الأمريكية والصهيونية العالمية، لافتاً إلى امتلاك الإدارة الأمريكية لكل صلاحيات وقرارات مجلس الأمن وآلياته وباتت مجيرة لخدمة المشروع الأمريكي والأجندة الصهيونية. وأضاف "سنسعى لإسقاط هذه الحقيقة على المواقف والشواهد والأحداث التي جرت باليمن والمنطقة، خاصة الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن واللغة المتناغمة التي صدرت من المجلس والمنسجمة مع الخطاب الأمريكي، ما يعني أن هناك نكسة في القرار الدولي تستوجب موقفاً دولياً موحداً للوقوف أمام المصادرة السافرة لآليات المجلس والآليات الدولية". ودعا إلى إيجاد تكتلات إنسانية في أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب أمريكا لحماية حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، مشدداً على ضرورة إصلاح المنظومة الأممية التي أصبحت عائقاً أمام إحلال السلم والأمن الدوليين. وفي معرض رده على سؤال مندوب وكالة الأنباء اليمنية سبأ - بشأن دور كل من روسيا والصين كدولتين عضويتين دائمتين في مجلس الأمن حول القرارات التي يصدرها مجلس الأمن، أثنى وزير حقوق الإنسان على روسيا والصين في الامتناع عن التصويت في معظم قرارات مجلس الأمن وتعطيلها. وأعرب عن الأمل في أن تكون مواقف روسيا والصين منحازة للإنسانية وتعبر عن الموقف الإنساني الذي يخدم البشرية في مختلف دول أنحاء العالم. حضر المؤتمر وكيل وزارة حقوق الإنسان علي صالح تيسير ومديرا التخطيط والرؤية الوطنية بوزارة حقوق الإنسان الدكتور عارف العامري والمنظمات والتقارير الدولية إبراهيم الحبيشي والناطق الرسمي للوزارة سند الصيادي.

مقالات مشابهة

  • التدقيق في حسابات جامعة ألعاب القوى وتخوفات من تكرار الفشل في أولمبياد باريس
  • محمد الدّويش : ثلاث عوامل ساهمت في ما حدث للنصر
  • بنك التنمية المحلية: ارتفاع صافي الارباح بـ 200 بالمائة في 2023
  • حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة
  • التجنس وتأشيرات فرنسا وتصاريح الإقامة.. إليكم حصة الجزائريين
  • اليمن.. اتفاق على تبادل عشرات الأسرى والمختطفين
  • اتفاق بين طرفي النزاع في اليمن يفضي لإطلاق سراح المحتجزين
  • من باريس.. خبرٌ يكشف ما حصل مع هوكشتاين
  • بالتزامن مع مشاورات مسقط.. الزنداني يلتقي سفراء أمريكا وفرنسا والإمارات
  • رئيسية مجلس الشورى تقر تقرير لجنة الزراعة والاسماك