تحليل: هل يمكن للمجلس الحضرمي أن يكون قوة مؤثرة كغيره من القوى السياسية؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
قراءة في المتغيرات الجديدة التي يشهدها مجلس حضرموت الوطني وانعكاساتها على مستقبله..
كيف ستؤثر الانسحابات الأخيرة على تماسك مجلس حضرموت الوطني؟
ما مستقبل مجلس حضرموت الوطني في ظل التغيرات الراهنة؟
حضرموت تخلط الأوراق
(عدن الغد) القسم السياسي:
لا تخطئ عين أي مراقب في اليمن الوضع السياسي اللافت الذي تعيشه البلاد، في ظل تناسخ المجالس السياسية وتأسيس الكثير منها خلال السنوات القليلة الماضية، والتي باتت تشكل ظاهرة سياسية تستحق الرصد والدراسة، وليس فقط التعليق والتحليل.
ففي الوقت الذي غابت فيه الأحزاب السياسية العريقة عن تأدية دورها وتأثيرها في الحكم والسلطة وأوضاع البلاد -ربما بسبب الحرب-، بالإضافة إلى عدم وجود وتأسيس أحزاب جديدة، أدى كل ذلك إلى ظاهرة المجالس السياسية التي حلت بديلا عن الأحزاب، وتحولت تلك المجالس إلى قوى حقيقية مؤثرة على الساحة اليمنية، في مختلف المناطق المحررة.
والاختلاف الجوهري بين المجالس المستحدثة والأحزاب التي يكفل الدستور والقوانين تأسيسها، كأحد أبرز معالم الحياة السياسية الديمقراطية في أي بلد مستقر، هو أن المجالس تتجاوز البعد المدني والسياسي الذي تنشأ بموجبه الأحزاب، حيث تضم المجالس أجنحةً عسكرية وأخرى قبلية، لا بد منها حتى تستطيع تلك المجالس فرض أجندتها وأهدافها وتسيطر على الوضع وتفرض مطالبها.
وهذا ما كان مشاهدا في المناطق والمحافظات المحررة، منذ الفترة التي تلت تحرير تلك المحافظات، بدءا بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في مايو/ آيار عام 2017، ومرورا بالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في عام 2021، وليس انتهاءً بمجلس حضرموت الوطني الذي تأسس خلال العام الجاري 2023، وقبلهم جميعا كان المجلس السياسي الأعلى في مناطق سيطرة الحوثيين عام 2016.
ويجب الإشارة هنا إلى أن محافظات محررة عديدة شهدت حراكا لتأسيس مجالس سياسية مشابهة، في شبوة وأبين والحديدة وتعز والمهرة، كنتاج طبيعي لغياب الحياة السياسية الديمقراطية الطبيعية، وتنامي دعوات المناطقية في المحافظات المحررة، وسط تشجيع التوجه للنظام الاتحادي الفيدرالي، أو ربما لمواجهة نعرات الانفصال التي تصاعدت في أكثر من منطقة، خاصة في المحافظات الجنوبية من البلاد.
ولعل في مجلس حضرموت الوطني الذي تشكل مؤخرا، تتواجد الكثير من عوامل تأسيس المجالس والكيانات السياسية المستحدثة في المحافظات المحررة خلال السنوات الماضية، فهو من ناحية جاء لمواجهة رغبة قوى وكيانات سياسية أخرى في ضم حضرموت إلى سلطاتها وسيطرتها، ومن ناحية أخرى جاء لقطع الطريق أمام دعوات انفصال حضرموت عن اليمن وعن الجنوب معا، ومن ناحية ثالثة تلبية مطالب واحتياجات حضرموت الخدمية والتنموية.
> غايات وأهداف
الظروف المحيطة بأي كيان سياسي أو قوة وليدة، هي من تفرض عليها وتشكل توجهاتها وأهدافها وغايات تواجدها، وفي النموذج الحضرمي فيما يتعلق بالمجلس السياسية، فإن ثمة الكثير من العوامل التي دفعت نحو تأسيس مجلس حضرموت الوطني، ومن تلك الظروف ما هو خارجي، ومنها ما هو داخلي.
فلا يمكن فصل التسلسل الزمني لتأسيس مجلس حضرموت عن التصعيد السياسي والشعبي الذي شهدته المحافظة، في الوادي والساحل، من مظاهرات واحتجاجات خلال عامي 2022 و2023، بإيعاز ودعم من قوى سياسية أخرى تسعى لضم حضرموت مشروعها السياسي، وهي الاحتجاجات نفسها التي أدت إلى بروز وظهور مطالب انفصالية في حضرموت نفسها تدعو إلى مشروع لانفصال حضرموت عن الجنوب وعن اليمن، واستعادة الدولة الحضرمية التي كانت قبل عام 1967.
كل تلك الظروف هي التي أحاطت بتشكيل مجلس حضرموت الوطني، الذي بات لزاما عليها مراعاة العوامل التي فرضت عليه التواجد كقوة جديدة على الساحة الجنوبية واليمنية بشكل عام، وهو في سبيل إثبات تواجده وتأكيد حضوره بحاجة إلى العديد من المقومات لإبقائه قويا وعلى قيد الحياة السياسية، ومواجهات للقوى السياسية الأخرى التي ستنافسه بكل تأكيد، ويمكن أيضا أن تحاربه إذا اقتضى الأمر.
لهذا، وكغيره من القوى والمجالس السياسية الأخرى، فإن مجلس حضرموت لا بد له من ضم واستقطاب شخصيات لها وجودها القوي وتأثيرها الكبير على العمل السياسي والمحلي، ويمكنها من إحداث تغيير وتواجد على الأقل داخل نطاق المحافظة، وهو ما أعلن المجلس عنه قبل أيام، من خلال تشكيل هيئة رئاسة، وإقرار الهيئات واللجان المتخصصة المرتبطة بعمل المجلس، بالإضافة إلى أدبياته الخاصة.
كل ذلك يمكن له أن يحدد هدف وغاية مجلس حضرموت الوطني ويسهل له طريقة وآليات عمله خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى ترتيب علاقته بالقوة والتنظيمات السياسية الأخرى المتواجدة قبله على الساحة اليمنية والجنوبية على السواء، بالإضافة بعلاقته بالقوى الخارجية والإقليمية، وهو ترتيب وتهيئة وتنظيم لا مناص منه حتى يستطيع هذا المجلس الحضرمي أن يكون مؤثرا، وقوة حاضرة لا تقل أهميةً وحضورها عن القوى الأخرى.
ومن المؤكد أن التشكيل الأخير لهيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني عمل على وضع هذه النقاط في الحسبان، وهيأ لها ظروف نجاحها، في مختلف المجالات والقطاعات والتخصصات، ولا مبالغة في الأمر إذا شملت تلك القطاعات الجانب الأمني والعسكري الذي من خلاله للمجلس أن يحقق أهدافه وغاياته، ويكون مؤثرا كغيره من المجالس السياسية التي تمتلك أذرعا عسكرية ووحدات أمنية موالية، وهي الجزئية ذاتها التي ذُكرت أعلاه حول اختلاف الأحزاب عن المجالس السياسية المستحدثة اليوم.
> انسحابات منذ البداية
لن يختلف مجلس حضرموت الوطني عن بقية المجالس والقوى السياسية، سواء في الجوانب السياسية أو العسكرية والأمنية، حتى فيما يتعلق بالانشقاقات والانسحابات التي من الطبيعي أن تتعرض لها الكيانات المشابهة، في ظل تعارض واختلاف وجهات النظر وتباين الآراء السياسية بين أعضاء هذا الكيان أو ذاك.
وقد يعتقد البعض اعتقادا راسخا أن الانسحابات ستلقي بظلال تأثيراتها على المجلس الحضرمي الوليد، والذي لم يشتد عوده بعد، خاصة من شخصيات سياسية يشهد لها بالخبرة والتمرس، وهو كلام منطقي لا غبار عليه من أصحابه، غير أن المجلس الحضرمي الوليد يختلف في ظروف تكوينه عن غيره من المجالس السياسية التي سبقته.
بل إن مجلس حضرموت الوطني شهد تجاذبات واتهامات ومضايقات منذ اللحظات الأولى لتأسيسه، أو حتى مجرد التفكير والإعلان عن تأسيسه، ووصل الأمر إلى قذف تهم التخوين والعمالة لمجرد أن البعض رأى فيه تهديدا لمشروعه السياسي؛ وهذا ما يفسر عدم الاستقرار الذي عاشه المجلس بداية تأسيسه، والتأرجح في مواقف أبرز أعضائه ومنتسبيه، والتي بدت غير ثابتة؛ نتيجة الهزة التي أحدثها تشكيل المجلس في حضرموت.
وبناء على ما سبق، فإن أية انسحابات من مجلس حضرموت الوطني، قد تبدو طبيعية عطفا على العوامل المحيطة بتشكيل المجلس، والمؤثرات التي تحكمت في عضوية أعضائه، خاصة في هذا التوقيت من عمر المجلس، وهو يذكر بالانسحابات التي شهدتها مجالس سياسية جنوبية ويمنية لم تؤثر عليها، واستمرت المجالس في عملها وتأدية دورها دون أن تؤثر عليها الانسحابات.
> مستقبل المجلس الحضرمي
تخضع أية كيانات سياسية يتم تشكيلها بضغوط من قبل مؤسسيها أو داعميها، قد لا يكون هذا هو حال القوى والأحزاب السياسية في العالم، لكنه في اليمن أمر طبيعي أن تخضع القوى والكيانات السياسية لرغبات وأجندات متعددة، عطفا على الوضع الذي تعيشه البلاد من حروب وأزمات، وبالتالي تأثير اللاعبين الإقليميين والدوليين على ما يدور في الداخل.
ووضع كهذا ينعكس على المجالس السياسية المشكلة في اليمن منذ فترة ما بعد عام 2015، والتي تخضع لما يخضع له اليمن بشكل عام من تجاذبات وتدخلات خارجية، وهو ما يعني أن مجلس حضرموت الوطني لن يختلف عن سابقيه من المجالس اليمنية والجنوبية التي تحيا وتستمر بسبب ما تتلقاه من رعاية ودعم، وما وجدت إلا نتيجة التغيرات والمستجدات على الساحة السياسية اليمنية في مختلف منعطفاتها.
ما يجعل من التوقعات المتعلقة بمستقبل مجلس حضرموت الوطني ترتقي إلى مستوى التفاؤل باستمرارية عمله خلال الفترة القادمة وبوتيرة متصاعدة، خاصة في ظل الانتهاء من استكمال تشكيل هيئاته ولجانه وكافة أدبياته والانتقال إلى المرحلة المقبلة التي تنتظر اليمن على الصعيد السياسي وما يرتبط بها من جهود السلام واستحقاقاته التي ستكون محافظة حضرموت متواجدة فيها وبقوة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: مجلس حضرموت الوطنی المجالس السیاسیة المجلس الحضرمی على الساحة
إقرأ أيضاً:
هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
سرايا - أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بإطلاق صاروخ روسي جديد فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح غير المعروف حتى الآن استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.
ومساء الجمعة، أمر بوتين بانتاج كمية كبيرة من هذا الصاروخ واجراء اختبارات جديدة له “في الاوضاع القتالية”.
في ما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أطلق عليه اسم “أوريشنيك”.
– آلاف الكيلومترات –
حتى استخدامه الخميس، لم يكن وجود هذا السلاح الجديد بالنسبة لروسيا معروفا. ووصفه بوتين بانه صاروخ بالستي “متوسط المدى” يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية ما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية كيريلو بودانوف أن “أوريشنيك هو اسم المشروع، إنه فقط اسم رمزي. النظام نفسه يسمى +كيدر+”.
وتوقع بودانوف مستندا الى معلومات اوكرانية تعود الى تشرين الاول/اكتوبر أن “تنتج روسيا نموذجين”.
وقال مصدر رفيع في هيئة الاركان الأوكرانية أن روسيا لا تملك سوى “بضع وحدات”.
تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ أوريشنيك الخميس بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريبا ألف كلم.
واذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها عن 5500 كيلومتر) يمكن لأوريشنيك إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظريا أن يضرب أهدافا على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وقال بافيل بودفيغ الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، في مقابلة مع وسيلة الاعلام أوستوروزنو نوفوستي، إن “أوريشنيك يمكنه (أيضا) أن يهدد أوروبا بأكملها تقريبا”.
وحتى عام 2019، لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.
لكن في عام 2019، سحب دونالد ترامب واشنطن من هذا النص، متهما موسكو بانتهاكه، مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.
– 3 كلم بالثانية –
خلال اجتماع الجمعة مع مسؤولين عسكريين، أكد بوتين أن لدى موسكو احتياطا من هذه الصواريخ “جاهز للاستخدام”.
وخلال الاجتماع، أكد قائد القوات الروسية للصواريخ الاستراتيجية سيرغي كاراكاييف أن “الاستخدام الكثيف” لهذا الصاروخ “سيكون مشابها لاستخدام سلاح نووي”.
واوضح أنه تم تطويره بناء على أمر اصدره بوتين في تموز/يوليو 2023.
أوضحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافة الخميس، أن “أوريشنيك” “يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ البالستي العابر للقارات RS-26 Roubej” (المشتق نفسه من “RS-24 Iars”).
وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف على تطبيق تلغرام إن “هذا النظام مكلف كثيرا ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة” مؤكدا ان الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة بزنة “عدة أطنان”.
في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح RS-26 Roubej، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، بحسب وكالة تاس الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع “بالتزامن” مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة الجيل الجديد Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ويفترض انها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريبا.
بحسب بوتين فان الصاروخ أوريشنيك الذي تم إطلاقه الخميس “في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت”، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، “أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية” (حوالى 12350 كلم في الساعة).
وأفاد الأوكرانيون بأن السرعة التي بلغها الصاروخ “في القسم الاخير من المسار” تجاوزت الخميس “11 ماخ (نحو 13600 كلم في الساعة).
– عدة رؤوس –
أخيرا، سيتم تجهيز أوريشنيك أيضا بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وشدد بوتين على أن “أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد”.
وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل.
يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مسارا مستقلا عند دخوله الغلاف الجوي.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#ترامب#أمريكا#الدفاع#أوكرانيا#بوتين#رئيس#الرئيس#القوات#موسكو#كييف
طباعة المشاهدات: 991
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 01:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...