بلومبرغ: إسرائيل تسعى إلى حلول للجبهة الشمالية
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
في نهاية طريق متعرج في شمال إسرائيل، يقبع كيبوتز المنارة فوق حافة راميم، في جبال نفتالي، حيث تنمو أشجار الرمان والأفوكادو.
لا نريد أن نجد أنفسنا متورطين في جبهتين
وبدل أن يكون المشهد شاعرياً، كانت هناك فجوات كبيرة في الجدران السوداء لمنازل من طبقتين. وانهار سقف، وتدلت كتلة ملتوية من المعدن المنصهر على بقايا سيارة.
وفيما يتركز انتباه العالم على استئناف القتال بين إسرائيل وناشطي حركة حماس في جنوب قطاع غزة، يقول موقع "بلومبرغ" إن هذه التعاونية الزراعية المهجورة إلى حد كبير، تسلط الضوء على المشكلة القادمة لهذه الدولة المحاصرة في الشرق الأوسط، وهي كيفية إعادة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من المنطقة، عندما يكون هناك تهديد وجودي على مرمى البصر عبر الحدود.
وقال يوشوا طالب الهندسة الميكانيكية (27 عاماً)، الذي يقود دبابة في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة خلال وجوده في الكيبوتز، إن "أي شخص يتحرك سيلحق به الضرر. ليس لديهم أمان فعلي ولا شعور بالأمن من أجل العودة. وكي نسمح للناس بالعودة، يجب أن يكون لدينا دليل على أن أعداءنا في لبنان، حزب الله، ليس لديهم النية لمهاجمة الناس".
وهذه القضية تشغل إسرائيل منذ أن قاتلت حزب الله لمدة 34 يوماً في حرب 2006. لكن هذا الشعور بالهشاشة لدى المزارعين والسكان الآخرين في القرى الإسرائيلية على جانب الحدود مع لبنان، وصل إلى مستوى غير مسبوق، منذ أن خرج ناشطو حماس من غزة لمهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قتلوا 1200 شخص وخطفوا 240 آخرين.
Devastating images. Told to flee south, civilians are again under attack.
“Too many innocent Palestinians have been killed. Frankly, the scale of civilian suffering, and the images and videos coming from Gaza are devastating.”
—VP Kamala Harris https://t.co/zPmaydBGd6
ورد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية، حولت معظم شمال غزة إلى ركام، وبغزو بري تقول حماس إنه أدى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص في الجيب الواقع على المتوسط. وتجدد القتال، الجمعة، بعد هدوء استمر 7 أيام، مما سمح بتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.
وينض قرار مجلس الأمن الرقم 1701، الذي تم تبنيه عقب حرب 2006، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين إسرائيل ونهر الليطاني، على مسافة 29 كيلومتراً إلى الشمال. لكن تم انتهاك هذا القرار على نطاق واسع، بينما الأسرة الدولية لم تفعل شيئاً لتطبيقه، وفق ما قال إيال حولاتا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في إيجاز صحافي، الخميس.
ويقول قائد الدبابة يوشوا، الذي ترك زوجته وابنه البالغ 18 شهراً في منزله قرب الحدود مع غزة، قبل بضعة أسابيع للمساعدة في حراسة الحدود الشمالية، إن "حزب الله كان يخطط لشيء منذ سنوات في الشمال مماثل جداً" للاختراق الذي نفذته حماس. وأضاف أنه كان هناك "وقف غير رسمي لإطلاق النار" مع حزب الله خلال الهدنة الموقتة في الجنوب.
وبدأ حزب الله بإطلاق وابل من قذائف الهاون والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات منذ 7 أكتوبر، وهي الهجمات الأعنف منذ 2006. ووضع الجيش الإسرائيلي في حال تأهب قصوى، وانتشر على طول الحدود البالغة 48 ميلاً.
وفي الوقت الحاضر، أجلي معظم سكان كيبوتز المنارة البالغ عددهم 250 شخصاً إلى مدينة طبريا على مسافة ساعة بالسيارة جنوباً على الشواطئ الغربية لبحر الجليل، حيث تدفع الحكومة بدل إقامتهم.
وبينما من الممكن أن يؤدي الانتشار العسكري الإسرائيلي القوي إلى ردع حزب الله عن عبور الحدود أو تصعيد الهجمات، فإنه من غير المحتمل أن يقنع الإسرائيليين الذين يعيشون في المنطقة بالعودة إلى منازلهم. كما أنه لن يقلل من خطر حزب الله الذي يملك ترسانة أسلحة متطورة، بينها صواريخ يمكن أن تطال إيلات في الطرف الجنوب الشرقي من إسرائيل.
ووضعت معضلة الشمال في موقع ثانوي بينما يركز الجيش والحكومة بشكل أساسي على الحرب في الجنوب، لكن المشكلة لن تختفي، وهي مصدر قلق أساسي لبعض من رجال الأعمال البارزين في إسرائيل.
وبحسب إيريل مارغاليت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "جيروزاليم كابيتال بارتنر"، إحدى أكبر شركات رأس المال الاستثماري في إسرائيل: "لن يعيش الناس على الحدود، حيث حزب الله قريب منهم للغاية، ويطلق النار على السياج أو المنازل بصواريخ مضادة للدبابات". وأضاف: "يتعين عمل شيء ما حيال ذلك سواء دبلوماسياً أو عسكرياً".
ويقول رئيس جمعية الصناعيين في إسرائيل رون تومر، إن الحكومة بدأت في دفع حوافز للعمال من أجل العودة إلى وظائفهم في الشمال، وكذلك زيادة رواتبهم. وأشار إلى أن 70 شركة من الشركات المنتسبة إلى الجمعية تعمل هناك.
لكن ذلك لا يعالج المسألة الأمنية، أو يوفر وضوحاً على المدى البعيد لأولئك الذين يعيشون على طول الحدود الشمالية، يحملهم على العودة.
ويقول حولاتا إنه بينما إسرائيل كانت قلقة من رد فعل الأسرة الدولية، وتمتنع عن غزو بري كإجراء استباقي لكل من غزة وجنوب لبنان منذ أعوام، فإن هجوم حماس "غيّر الحسابات"، وعندما تنتهي إسرائيل من القضاء على حماس في غزة وتحرير ما تبقى من رهائن، فإن هذا الأمر قد يتغير.
وأضاف:" إن ما نفعله في غزة أمر صعب بما فيه الكفاية. ولا نريد أن نجد أنفسنا متورطين في جبهتين.. لن أقترح على أية حكومة إسرائيلية الانتظار مجدداً. أعتقد أننا في حاجة إلى التحرك قبل أن يحدث لنا ذلك، وأن نمنع أية مذبحة أخرى للمدنيين في أي جزء من إسرائيل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تسعى لدرء قرار ضدها والوكالة الذرية تعلّق على ضربة إسرائيل
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه ليس هناك ما يشير إلى أن جزءا من مجمع بارشين العسكري -الذي استهدفته إسرائيل خلال هجوم جوي الشهر الماضي- منشأة نووية أو به أي مواد نووية.
جاء ذلك ردا على سؤال من صحفي عن تصريح صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الاثنين الماضي- قال فيه إن إسرائيل ضربت "جزءا محددا من البرنامج النووي" الإيراني.
ونفذت مقاتلات إسرائيلية يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية بعد بضعة أسابيع من إطلاق إيران وابلا من الصواريخ شمل نحو 200 صاروخ باليستي صوب إسرائيل.
في غضون ذلك، تواصلت المحاولات الإيرانية لدرء مساع غربية لاستصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية، من خلال وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم يقل قليلا عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
وذكر أحد تقريرين سريين، قدمتهما الوكالة للدول الأعضاء، أن إيران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي درجة قريبة من نسبة 90% المطلوبة لصنع سلاح نووي، واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.
وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطا بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع بسبب عدم تعاونها مع الوكالة، وأضافوا أن المساعي مستمرة رغم ذلك.
"يعقد الأمور"وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت أمس الأربعاء إن الوزير عباس عراقجي أبلغ نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن الضغط من جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتقديم قرار ضد طهران من شأنه أن "يعقد الأمور" ويتناقض مع "الأجواء الإيجابية التي نشأت بين إيران والوكالة الذرية".
ونص أحد التقريرين الفصليين على أنه خلال زيارة غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%".
وأضاف التقرير أن الوكالة تأكدت من أن إيران "بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لذلك". وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف.
ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران باعتبارها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد في اجتماع مجلس المحافظين، تماما مثلما فعلت عندما قطعت تعهدا غامضا بالتعاون بقدر أكبر مع الوكالة الذرية في مارس/آذار العام الماضي، ولم يتم إطلاقا الوفاء به بشكل كامل.