عربي21:
2025-03-03@18:56:21 GMT

كيف يمكن إكراه أمريكا على وقف الحرب؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

قبل ساعات معدودة من انتهاء الهدنة في حرب الإبادة على غزة، أكد ناطق باسم البيت الأبيض أنه «إذا قررت إسرائيل العودة إلى ضرب حماس، فسنواصل دعمنا لها في ذلك». 

وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن سارع، بعدما حطّت طائرته في مطار تل أبيب، إلى المشاركة في اجتماع «كابينت الحرب» الإسرائيلي ليؤكد لأعضائه دعم البيت الأبيض المستمر لـِ»إسرائيل» في حربها على قطاع غزة.

سؤال يطرح نفسه: لماذا تشارك الولايات المتحدة في هذه الحرب الهمجية التي تشنها «إسرائيل» بلا هوادة؟ الجواب: لأنها، كما «إسرائيل»، تشعر بأن طوفان الأقصى وانعكاساته اللاحقة على الكيان الصهيوني والمنطقة يشكّل تهديداً وجودياً لنفوذها ومصالحها في غرب آسيا.

لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها
هل تطول الحرب؟
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالنت أكد لوزير الخارجية الأمريكي: «لا أعتقد أن التزامنا بالنصر مرتبط بالوقت. سنستمر حتى ندمّر قدرات حماس ونعيد جميع المختطفين». تقارير إعلامية من داخل كيان الاحتلال، أشارت إلى أن بلينكن لم يعترض على أقوال غالنت، ربما لعلمه أنه ما كان ليتفوّه بها لولا وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على الاستمرار في الحرب لغاية تحقيق ما رسما لها من أهداف. 
مع ذلك، تظاهر بلينكن بالحرص على حقوق الإنسان بالحديث عن «ضرورة منع ترحيل سكان غزة من منازلهم في جنوب القطاع». جنوب القطاع؟ هل ذلك يعني أن لا مانعَ أمريكياً من ترحيل السكان في شمال القطاع؟ ذلك أن كثيراً من سكان مدينة غزة الذين اضطروا، تحت وطأة الحرب الهمجية، على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ثم عادوا إلى غزة أثناء فترة الهدنة، قرروا البقاء فيها حتى لو عادت «إسرائيل» إلى استئناف حربها. 

هنا ينتصب سؤال: ما موقف المقاومة في غزة، بعدما استأنفت «اسرائيل» حربها؟ الجواب ذاته كان وما زال يتكرر على ألسنة قادة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية المتلاحمة معها في القتال ضد العدو الصهيوني: نحن صامدون في أرضنا ومستمرون في مواجهة العدو مهما طالت الحرب. لكن لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها، فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك؟ صحيح أن فصائل المقاومة في قطاع غزة صامدة وتقاتل بجسارةٍ وشراسة، لكن انتصارها على عدو صهيوني تشاطره القتال وتسخو في دعمه لوجستياً إحدى أقوى دول العالم، يتطلّب في المقابل حلفاء يشاطرونها قتالها الضاري المتواصل ضد العدو ويمدونها بالدعم اللوجستي والعسكري، فمن تراهم يكونون؟ إنهم بلا مواربة أطراف محور المقاومة، هؤلاء يجمعهم بالمقاومة الفلسطينية قبل الحرب وبعدها تحالف معلن وقيادة عسكرية مشتركة وأهداف سياسية متكاملة، وهم يعرفون دونما شك أن انتصار «إسرائيل»، ومن ورائها أمريكا، في الحرب يعني بالتأكيد أن الدور سيأتي عليهم لاحقاً، فلا يعقل أن يتركوا المقاومة الفلسطينية وحدها تواجه الخطر الماثل والمتواصل.

قد ينبري واحدٌ أو اكثر من حلفاء الولايات المتحدة أو وكلائها في لبنان والمنطقة، ليذكّر المقاومة بالقواعد العسكرية الأمربكية في العراق وسوريا والبحرين وقطر، وبأساطيلها البحرية وحاملات طائراتها المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وليحذّر من أن أمريكا لن تتوانى عن التدخل عسكرياً وميدانياً بلا تردد إلى جانب «إسرائيل»، بما هي أهم قاعدة عسكرية لها في غرب آسيا، إذا ما قررت أطراف محور المقاومة مساندة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، بغية الحؤول دون افتراسها من قِبَل التحالف الإسرائيلي – الأمريكي.

الحقيقة أن تدخل أمريكا إلى جانب «إسرائيل» حاصل قبل الحرب وأثنائها، وقوامه حتى الآن، مساندة سخية لوجستية ومالية وسياسية، وقد يتطور من حال الشريك الأساس في الحرب مداورةً إلى حال الشريك مباشرةً، غير أن دون ذلك محاذير ومخاطر عدّة، أهمها خمسة:
أولها، ضيق هامش المناورة أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن في سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المصحوبة بتعاظم التظاهرات الشعبية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير، والرفض القاطع لمزيد من الدعم المالي والسياسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وسط تضخم متفاقم يضرب الولايات المتحدة في هذه الآونة.

ثانيها، تعاظم التعاطف والتأييد الشعبي في كل أنحاء العالم، ولاسيما في دول غرب أوروبا، للشعب الفلسطيني المعتدى عليه، وتصاعد المطالبة تالياً بوقف الحرب.

ثالثها، مخاطر إحراج أمريكا للدول العربية المتحالفة معها، ما يضطر الأخيرة تحت ضغط الرأي العام في بلادها إلى التملّص من المكاسب التي حققتها واشنطن خلال الأعوام الماضية، وفي مقدّمها حملة التطبيع مع «إسرائيل».

رابعها، اغتنام الصين وروسيا فرصة معاداة أمريكا للرأي العام في كل أنحاء القارة العربية، للقيام بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية الممتعضة من الدعم الأمريكي الهائل لـ»إسرائيل»، والعمل تالياً على إجلاء نفوذ واشنطن ومصالحها عن مختلف دول غرب آسيا في سياق مسارٍ للحلول محلها.

خامسها، وربما أكثرها خطورة، التسبّب في تعزيز نفوذ إيران في العالم العربي عموماً، وفي دول العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن خصوصاً، واحتمال تهديد بقاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والخليج.

كل هذه المخاطر والمحاذير قد لا تنفع، على الأرجح، في إنقاذ «إسرائيل» من معمعة حربٍ تبدو أنها تتطور إلى حرب إقليمية، لن تتوانى معها وخلالها أطراف محور المقاومة عن نصرة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، في إطار معادلة التناسب والضرورة، وذلك بالاشتراك ميدانياً فيها من قُربٍ أو من بُعدٍ، بغية إكراه أمريكا على وقف الحرب ومنعها من استغلال تداعياتها اللاحقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب الفلسطينية فلسطين غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نفذها درزي.. مغردون: عملية حيفا صفعة لنتنياهو وتكذيب لرواية إسرائيل

وتضاف العملية إلى سلسلة عمليات طعن ودهس وإطلاق نار ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة والداخل الإسرائيلي.

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن منفذ العملية جاء من منطقة شفا عمرو إلى موقع العملية في محطة قطارات الخليج المركزية -أكبر مركز للنقل في إسرائيل– وذلك وسط مدينة حيفا.

وأخرج المنفذ -فور نزوله من الحافلة التي قدم بها إلى محطة القطارات- سكينا ثم طعن ركابا على رصيف المحطة، وركض وراء الموجودين في الموقع ليطعنهم واحدا تلو الآخر، بعدها جاءت الشرطة وأطلقت النار عليه وأصابته بجروح خطرة.

وأعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل شخص يبلغ من العمر 70 عاما في العملية وإصابة 4 آخرين، 3 منهم حالتهم حرجة للغاية بسبب إصاباتهم في الرأس والجسد.

وفي تطور لافت، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القتيل عربي، فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك مخاوف من أن القتيل أُصيب برصاص الشرطة عن طريق الخطأ، ظنا منهم أنه منفذ العملية، مشيرة إلى أن جثته أُرسلت للتشريح للتأكد من سبب وفاته.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت منفذ عملية الطعن وهو شاب عربي من الطائفة الدرزية يُدعى يثرو شاهين، يبلغ من العمر 20 عاما، ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية، وكان يعيش خارج إسرائيل وعاد إليها الأسبوع الماضي.

إعلان

صفعة بوجه نتنياهو

وأبرزت حلقة (2025/3/3) من برنامج "شبكات" إجماع مغردين على أن العملية تعكس تحولا في موقف بعض أبناء الطائفة الدرزية تجاه إسرائيل، وتؤكد أن المقاومة تتجاوز الانتماءات الطائفية، وأشاروا إلى أن هذه العملية تتحدى الروايات الإسرائيلية حول ولاء الدروز للدولة العبرية.

ووفقا لرأي المغرد معاذ حامد فإن "التيار الوطني في الدروز آخذ في التصاعد من رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، وصولا للانخراط المباشر في المقاومة، وإن كان حالة فردية".

وفي السياق ذاته، غردت صاحبة الحساب نورا قائلة: "هذه صفعة قوية على وجه نتنياهو، وتكذيب لأهدافه بأن قلبه على الدروز".

وأكدت الناشطة سدرة من جانبها أن "الكيان المحتل مش راضي يستوعب أن أصحاب الأرض يدافعون عن أرضهم بغض النظر عن طوائفهم"، في حين لفت المغرد رامز إلى أن "هذه العملية تؤكد أنه لا أمان للصهاينة على أرض فلسطين المحتلة".

أما الناشط "الشيخ" فحذر من استخدام هذا الحدث "لتأجيج الجدل حول التوترات الداخلية في المجتمع الدرزي والتفاعل مع السياسات الإسرائيلية".

بدوره، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية في تغريدة على حسابه قائلا "سنواصل محاربة الذين يسعون للنيل من حياتنا في كل مكان، وسنهزمهم".

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن "عملية الطعن في حيفا رد طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيد أن المقاومة مستمرة حتى زواله".

ويعد هذا الهجوم الأول الذي يسفر عن قتلى في إسرائيل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، مما يثير مخاوف من تصاعد التوتر في ظل الأوضاع الراهنة.

3/3/2025

مقالات مشابهة

  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • “توعد حماس بالجحيم وعواقب لا يمكن أن تتصورها إذا لم تطلق المحتجزين”.. نتنياهو: نستعد للحرب بدعم من ترامب
  • نفذها درزي.. مغردون: عملية حيفا صفعة لنتنياهو وتكذيب لرواية إسرائيل
  • أمريكا: لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة روسيا بالمفاوضات
  • مئات الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باستكمال صفقة التبادل
  • اهالي الأسرى الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باتمام الصفقة غزة
  • محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
  • إسرائيل تعلن موقفها من مقترح أمريكا بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة
  • رفض الاعتذار لترامب.. زيلينسكي: يمكن إنقاذ العلاقات مع أمريكا
  • إسرائيل تهدّد مجدداً... وسلام في الجنوب: ملتزمون اعادة الاعمار وتأمين العودة