عربي21:
2025-01-31@02:04:51 GMT

كيف يمكن إكراه أمريكا على وقف الحرب؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

قبل ساعات معدودة من انتهاء الهدنة في حرب الإبادة على غزة، أكد ناطق باسم البيت الأبيض أنه «إذا قررت إسرائيل العودة إلى ضرب حماس، فسنواصل دعمنا لها في ذلك». 

وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن سارع، بعدما حطّت طائرته في مطار تل أبيب، إلى المشاركة في اجتماع «كابينت الحرب» الإسرائيلي ليؤكد لأعضائه دعم البيت الأبيض المستمر لـِ»إسرائيل» في حربها على قطاع غزة.

سؤال يطرح نفسه: لماذا تشارك الولايات المتحدة في هذه الحرب الهمجية التي تشنها «إسرائيل» بلا هوادة؟ الجواب: لأنها، كما «إسرائيل»، تشعر بأن طوفان الأقصى وانعكاساته اللاحقة على الكيان الصهيوني والمنطقة يشكّل تهديداً وجودياً لنفوذها ومصالحها في غرب آسيا.

لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها
هل تطول الحرب؟
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالنت أكد لوزير الخارجية الأمريكي: «لا أعتقد أن التزامنا بالنصر مرتبط بالوقت. سنستمر حتى ندمّر قدرات حماس ونعيد جميع المختطفين». تقارير إعلامية من داخل كيان الاحتلال، أشارت إلى أن بلينكن لم يعترض على أقوال غالنت، ربما لعلمه أنه ما كان ليتفوّه بها لولا وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على الاستمرار في الحرب لغاية تحقيق ما رسما لها من أهداف. 
مع ذلك، تظاهر بلينكن بالحرص على حقوق الإنسان بالحديث عن «ضرورة منع ترحيل سكان غزة من منازلهم في جنوب القطاع». جنوب القطاع؟ هل ذلك يعني أن لا مانعَ أمريكياً من ترحيل السكان في شمال القطاع؟ ذلك أن كثيراً من سكان مدينة غزة الذين اضطروا، تحت وطأة الحرب الهمجية، على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ثم عادوا إلى غزة أثناء فترة الهدنة، قرروا البقاء فيها حتى لو عادت «إسرائيل» إلى استئناف حربها. 

هنا ينتصب سؤال: ما موقف المقاومة في غزة، بعدما استأنفت «اسرائيل» حربها؟ الجواب ذاته كان وما زال يتكرر على ألسنة قادة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية المتلاحمة معها في القتال ضد العدو الصهيوني: نحن صامدون في أرضنا ومستمرون في مواجهة العدو مهما طالت الحرب. لكن لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها، فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك؟ صحيح أن فصائل المقاومة في قطاع غزة صامدة وتقاتل بجسارةٍ وشراسة، لكن انتصارها على عدو صهيوني تشاطره القتال وتسخو في دعمه لوجستياً إحدى أقوى دول العالم، يتطلّب في المقابل حلفاء يشاطرونها قتالها الضاري المتواصل ضد العدو ويمدونها بالدعم اللوجستي والعسكري، فمن تراهم يكونون؟ إنهم بلا مواربة أطراف محور المقاومة، هؤلاء يجمعهم بالمقاومة الفلسطينية قبل الحرب وبعدها تحالف معلن وقيادة عسكرية مشتركة وأهداف سياسية متكاملة، وهم يعرفون دونما شك أن انتصار «إسرائيل»، ومن ورائها أمريكا، في الحرب يعني بالتأكيد أن الدور سيأتي عليهم لاحقاً، فلا يعقل أن يتركوا المقاومة الفلسطينية وحدها تواجه الخطر الماثل والمتواصل.

قد ينبري واحدٌ أو اكثر من حلفاء الولايات المتحدة أو وكلائها في لبنان والمنطقة، ليذكّر المقاومة بالقواعد العسكرية الأمربكية في العراق وسوريا والبحرين وقطر، وبأساطيلها البحرية وحاملات طائراتها المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وليحذّر من أن أمريكا لن تتوانى عن التدخل عسكرياً وميدانياً بلا تردد إلى جانب «إسرائيل»، بما هي أهم قاعدة عسكرية لها في غرب آسيا، إذا ما قررت أطراف محور المقاومة مساندة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، بغية الحؤول دون افتراسها من قِبَل التحالف الإسرائيلي – الأمريكي.

الحقيقة أن تدخل أمريكا إلى جانب «إسرائيل» حاصل قبل الحرب وأثنائها، وقوامه حتى الآن، مساندة سخية لوجستية ومالية وسياسية، وقد يتطور من حال الشريك الأساس في الحرب مداورةً إلى حال الشريك مباشرةً، غير أن دون ذلك محاذير ومخاطر عدّة، أهمها خمسة:
أولها، ضيق هامش المناورة أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن في سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المصحوبة بتعاظم التظاهرات الشعبية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير، والرفض القاطع لمزيد من الدعم المالي والسياسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وسط تضخم متفاقم يضرب الولايات المتحدة في هذه الآونة.

ثانيها، تعاظم التعاطف والتأييد الشعبي في كل أنحاء العالم، ولاسيما في دول غرب أوروبا، للشعب الفلسطيني المعتدى عليه، وتصاعد المطالبة تالياً بوقف الحرب.

ثالثها، مخاطر إحراج أمريكا للدول العربية المتحالفة معها، ما يضطر الأخيرة تحت ضغط الرأي العام في بلادها إلى التملّص من المكاسب التي حققتها واشنطن خلال الأعوام الماضية، وفي مقدّمها حملة التطبيع مع «إسرائيل».

رابعها، اغتنام الصين وروسيا فرصة معاداة أمريكا للرأي العام في كل أنحاء القارة العربية، للقيام بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية الممتعضة من الدعم الأمريكي الهائل لـ»إسرائيل»، والعمل تالياً على إجلاء نفوذ واشنطن ومصالحها عن مختلف دول غرب آسيا في سياق مسارٍ للحلول محلها.

خامسها، وربما أكثرها خطورة، التسبّب في تعزيز نفوذ إيران في العالم العربي عموماً، وفي دول العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن خصوصاً، واحتمال تهديد بقاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والخليج.

كل هذه المخاطر والمحاذير قد لا تنفع، على الأرجح، في إنقاذ «إسرائيل» من معمعة حربٍ تبدو أنها تتطور إلى حرب إقليمية، لن تتوانى معها وخلالها أطراف محور المقاومة عن نصرة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، في إطار معادلة التناسب والضرورة، وذلك بالاشتراك ميدانياً فيها من قُربٍ أو من بُعدٍ، بغية إكراه أمريكا على وقف الحرب ومنعها من استغلال تداعياتها اللاحقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب الفلسطينية فلسطين غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الحرب الصهيوني يُعلن توسيع العدوان على مخيمات الضفة الغربية

الثورة نت/..

زار وزير الحرب الصهيوني المجرم، إسرائيل كاتس مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء، برفقة قائد المنطقة الوسطى، اللواء آفي بلوت، وقادة آخرين، حيث أجرى نقاشًا لتقدير الوضع على الأرض.

وقال إنَّ ما يُسمّى عملية “السور الحديدي” مستمرة وستتوسع لتشمل مخيمات إضافية في الضفة، وأضاف: “أعلنا الحرب على “الإرهاب” (المقاومة) الفلسطيني في “يهودا والسامرة” (الضفة الغربية)”.

وأكد كاتس أيضًا، كما نقل موقع القناة “14” “الإسرائيلية”، أنَّه يجب استخدام القوة الكاملة لتنفيذ سياسة القضاء على “الإرهابيين” (المقاومين) والبنية التحتية التابعة لهم في المخيم، مع منع القدرة على عودة “الإرهاب” (المقاومة) في المخيم عند انتهاء العملية.

وتابع: “جاءت عملية “السور الحديدي” لسحق البنية التحتية “الإرهابية” التي تم بناؤها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بتمويل وتسليح من إيران. مخيم جنين لن يعود كما كان، بعد انتهاء العملية. سيبقى الجيش “الإسرائيلي” في المخيم لضمان عدم عودة “الإرهاب” (المقاومة)”.

وتوجه كاتس أيضًا إلى السلطة الفلسطينية بالقول: “أوقفوا تمويل “الإرهاب” (المقاومة) وقتل اليهود وابدؤوا في محاربة “الإرهاب” (المقاومة) بشكل جدي. من يمول عائلات “الإرهابيين” (المقاومين) ويربي أطفالهم على تدمير “إسرائيل” يعرض وجوده للخطر”.

مقالات مشابهة

  • مصر: لا يمكن استبدال دور الأونروا في غزة
  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
  • وزير الحرب الصهيوني يُعلن توسيع العدوان على مخيمات الضفة الغربية
  • حماس: مماطلة إسرائيل بإدخال المساعدات قد تؤثر على إتفاق وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن
  • مسؤول إيراني: لا عداوة لنا مع أمريكا
  • هل يتحول تطبيق «ديب سيك» إلى سلاح استراتيجي في الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين؟
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • السيد الخامنئي: أمريكا تجسيد للاستعمار والغطرسة
  • خبير عسكري لـعربي21: أداء المقاومة أسطوري والاحتلال فشل بتحقيق أهدافه (شاهد)
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار