عربي21:
2024-12-29@03:25:20 GMT

كيف يمكن إكراه أمريكا على وقف الحرب؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

قبل ساعات معدودة من انتهاء الهدنة في حرب الإبادة على غزة، أكد ناطق باسم البيت الأبيض أنه «إذا قررت إسرائيل العودة إلى ضرب حماس، فسنواصل دعمنا لها في ذلك». 

وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن سارع، بعدما حطّت طائرته في مطار تل أبيب، إلى المشاركة في اجتماع «كابينت الحرب» الإسرائيلي ليؤكد لأعضائه دعم البيت الأبيض المستمر لـِ»إسرائيل» في حربها على قطاع غزة.

سؤال يطرح نفسه: لماذا تشارك الولايات المتحدة في هذه الحرب الهمجية التي تشنها «إسرائيل» بلا هوادة؟ الجواب: لأنها، كما «إسرائيل»، تشعر بأن طوفان الأقصى وانعكاساته اللاحقة على الكيان الصهيوني والمنطقة يشكّل تهديداً وجودياً لنفوذها ومصالحها في غرب آسيا.

لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها
هل تطول الحرب؟
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالنت أكد لوزير الخارجية الأمريكي: «لا أعتقد أن التزامنا بالنصر مرتبط بالوقت. سنستمر حتى ندمّر قدرات حماس ونعيد جميع المختطفين». تقارير إعلامية من داخل كيان الاحتلال، أشارت إلى أن بلينكن لم يعترض على أقوال غالنت، ربما لعلمه أنه ما كان ليتفوّه بها لولا وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على الاستمرار في الحرب لغاية تحقيق ما رسما لها من أهداف. 
مع ذلك، تظاهر بلينكن بالحرص على حقوق الإنسان بالحديث عن «ضرورة منع ترحيل سكان غزة من منازلهم في جنوب القطاع». جنوب القطاع؟ هل ذلك يعني أن لا مانعَ أمريكياً من ترحيل السكان في شمال القطاع؟ ذلك أن كثيراً من سكان مدينة غزة الذين اضطروا، تحت وطأة الحرب الهمجية، على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ثم عادوا إلى غزة أثناء فترة الهدنة، قرروا البقاء فيها حتى لو عادت «إسرائيل» إلى استئناف حربها. 

هنا ينتصب سؤال: ما موقف المقاومة في غزة، بعدما استأنفت «اسرائيل» حربها؟ الجواب ذاته كان وما زال يتكرر على ألسنة قادة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية المتلاحمة معها في القتال ضد العدو الصهيوني: نحن صامدون في أرضنا ومستمرون في مواجهة العدو مهما طالت الحرب. لكن لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها، فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك؟ صحيح أن فصائل المقاومة في قطاع غزة صامدة وتقاتل بجسارةٍ وشراسة، لكن انتصارها على عدو صهيوني تشاطره القتال وتسخو في دعمه لوجستياً إحدى أقوى دول العالم، يتطلّب في المقابل حلفاء يشاطرونها قتالها الضاري المتواصل ضد العدو ويمدونها بالدعم اللوجستي والعسكري، فمن تراهم يكونون؟ إنهم بلا مواربة أطراف محور المقاومة، هؤلاء يجمعهم بالمقاومة الفلسطينية قبل الحرب وبعدها تحالف معلن وقيادة عسكرية مشتركة وأهداف سياسية متكاملة، وهم يعرفون دونما شك أن انتصار «إسرائيل»، ومن ورائها أمريكا، في الحرب يعني بالتأكيد أن الدور سيأتي عليهم لاحقاً، فلا يعقل أن يتركوا المقاومة الفلسطينية وحدها تواجه الخطر الماثل والمتواصل.

قد ينبري واحدٌ أو اكثر من حلفاء الولايات المتحدة أو وكلائها في لبنان والمنطقة، ليذكّر المقاومة بالقواعد العسكرية الأمربكية في العراق وسوريا والبحرين وقطر، وبأساطيلها البحرية وحاملات طائراتها المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وليحذّر من أن أمريكا لن تتوانى عن التدخل عسكرياً وميدانياً بلا تردد إلى جانب «إسرائيل»، بما هي أهم قاعدة عسكرية لها في غرب آسيا، إذا ما قررت أطراف محور المقاومة مساندة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، بغية الحؤول دون افتراسها من قِبَل التحالف الإسرائيلي – الأمريكي.

الحقيقة أن تدخل أمريكا إلى جانب «إسرائيل» حاصل قبل الحرب وأثنائها، وقوامه حتى الآن، مساندة سخية لوجستية ومالية وسياسية، وقد يتطور من حال الشريك الأساس في الحرب مداورةً إلى حال الشريك مباشرةً، غير أن دون ذلك محاذير ومخاطر عدّة، أهمها خمسة:
أولها، ضيق هامش المناورة أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن في سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المصحوبة بتعاظم التظاهرات الشعبية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير، والرفض القاطع لمزيد من الدعم المالي والسياسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وسط تضخم متفاقم يضرب الولايات المتحدة في هذه الآونة.

ثانيها، تعاظم التعاطف والتأييد الشعبي في كل أنحاء العالم، ولاسيما في دول غرب أوروبا، للشعب الفلسطيني المعتدى عليه، وتصاعد المطالبة تالياً بوقف الحرب.

ثالثها، مخاطر إحراج أمريكا للدول العربية المتحالفة معها، ما يضطر الأخيرة تحت ضغط الرأي العام في بلادها إلى التملّص من المكاسب التي حققتها واشنطن خلال الأعوام الماضية، وفي مقدّمها حملة التطبيع مع «إسرائيل».

رابعها، اغتنام الصين وروسيا فرصة معاداة أمريكا للرأي العام في كل أنحاء القارة العربية، للقيام بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية الممتعضة من الدعم الأمريكي الهائل لـ»إسرائيل»، والعمل تالياً على إجلاء نفوذ واشنطن ومصالحها عن مختلف دول غرب آسيا في سياق مسارٍ للحلول محلها.

خامسها، وربما أكثرها خطورة، التسبّب في تعزيز نفوذ إيران في العالم العربي عموماً، وفي دول العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن خصوصاً، واحتمال تهديد بقاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والخليج.

كل هذه المخاطر والمحاذير قد لا تنفع، على الأرجح، في إنقاذ «إسرائيل» من معمعة حربٍ تبدو أنها تتطور إلى حرب إقليمية، لن تتوانى معها وخلالها أطراف محور المقاومة عن نصرة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، في إطار معادلة التناسب والضرورة، وذلك بالاشتراك ميدانياً فيها من قُربٍ أو من بُعدٍ، بغية إكراه أمريكا على وقف الحرب ومنعها من استغلال تداعياتها اللاحقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب الفلسطينية فلسطين غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نجاح الأجهزة الأمنية في كشف جواسيس أمريكا و”إسرائيل “.. الأبعاد والدلالات

الثورة / محمد الروحاني

في ذروة عملياته العسكرية على كيان العدو الإسرائيلي، يسجل اليمن انتصارا أمنياً نوعيا وهاما، يتمثل في إحباط الأنشطة الاستخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية الـ«سي آي إيه» ومخابرات العدو الإسرائيلي «الموساد» التي جندت عبر الخائن المطلوب للعدالة حميد مجلي عدداً من الجواسيس للقيام بأنشطة رصد للقيادة ولمواقع القوة الصاروخية والطيران المسير والبحرية، وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصاتٍ وعربات إطلاق الصواريخ والمسيرات إلى جانب رصد مواقع القيادات الأمنية والعسكرية، بهدف توجيه ضربات لإعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة.

كشف الأجهزة الأمنية لجواسيس الـ»سي آي إيه و»الموساد» يمثل -وفق مراقبين- صفعة كبيرة للعدو الإسرائيلي الذي كان يُعلق الآمال على هؤلاء الجواسيس في تحقيق اختراق أمني يُمكنه من توجيه ضربات عسكرية لليمن يعتقد أنها ستؤثر في موقفه المساند لغزة، خصوصا في ظل انعدام المعلومات الاستخباراتية لديه عن اليمن وقيادته، وقواته المسلحة التي تخوض حرباً ضروسا ضده إسناداً لغزة.

وحسب المراقبين، فإن انعدام المعلومات لدى العدو الأمريكي الإسرائيلي يؤكده اللجوء إلى تجنيد الجواسيس على الأرض لردم الهوة في المعلومات الاستخباراتية والحصول على معلومات.

ويرى المراقبون أن القبض على هؤلاء الجواسيس قضى على أحلام أجهزة استخبارات العدو الأمريكي الإسرائيلي في اليمن، التي تعيش أزمة معلومات يبدو أنها ستستمر خصوصا بعد القبض على الجواسيس الذين جندهم الخائن المطلوب للعدالة حميد مجلي من أجل هذا الغرض.

رئيس تحرير الإعلام الأمني العقيد نجيب العنسي، يشير إلى أن البيان الذي كشفت عنه الأجهزة الأمنية، يؤكد أن العدو الأمريكي الإسرائيلي أصبح عاجزاً عن جمع المعلومات عبر الطائرات التجسسية خاصة بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية للقوات المسلحة اليمنية عدداً كبيراً من أحدث طائرات التجسس الأمريكية ومنها طائرات الـ«إم كيو ناين» التي كانت تعتبر عين أمريكا في اليمن سابقاً.

ويضيف أن البيان يكشف عن عجز العدو الأمريكي الإسرائيلي عن تجنيد عناصر جديدة للعمل لصالحة، خصوصا بعد تُمكن الأجهزة الأمنية من إخلاء العاصمة صنعاء، والمحافظات الحرة من عناصره الاستخباراتية خاصة بعد رحيل السفارة الأمريكية وأدوات أمريكا في بلادنا، ومرتزقتها.

ويقول: إن العدو الأمريكي الإسرائيلي لجأ إلى اجترار أدواته القديمة، حيث أن عناصر الخلية التي جندها مجلي هم بالأساس كانوا عملاء للجانب السعودي، ومن ثم عملاء للجانب الأمريكي وارتبطوا به مباشرة، وقدموا معلومات له خلال السنوات العشر الماضية من العدوان على اليمن.

ويوضح أنه من خلال ضبط الأجهزة الأمنية للخلايا اعترف بعض عناصرها بأنهم عاجزون عن تجنيد جواسيس جدد، وهذا يؤكد درجة الوعي التي أصبحت لدى اليمنيين بخطورة العمل مع العدو.

ويوضح أن هذه الخلية التي وقعت في قبضة الأجهزة الأمنية مؤخراً ارتبطت بالعدو الإسرائيلي بداية من طوفان الأقصى، وبدأت تحاول تجنيد عناصر جدد ،حيث كشفت الأجهزة الأمنية أنه على مدى عام تم رصد عناصر هذه الخلية ومن ثم ضُبط قادتها المتواجدين في بلادنا، واستُكمل ضبط هذه الخلية.

ويبين أن هذه الخلية كانت تدار من السعودية عبر استخبارات العدو الإسرائيلي بشكل مباشر، حيث كان الأمريكي والسعودي رديفاً مسانداً للاستخبارات الإسرائيلية في تشغيل هذه الخلية.. مشيرا إلى أن هذه الخلية كانت تعمل في محافظة صعدة كانطلاق لها لبقية المحافظات، حيث تم ضبط من في محافظة صعدة، والمنتشرين في كافة المحافظات.

وحسب العقيد العنسي، فإن لجوء العدو الإسرائيلي الأمريكي إلى استهداف البنى التحتية اليمنية، يؤكد أنه لا يمتلك أي معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيرة، وعن أماكن تخزين الأسلحة، وأماكن التصنيع العسكري، والمعسكرات.. لافتا إلى أن فشل الاستخبارات الأمريكية الإسرائيلية في اليمن يقابله نجاح للأجهزة الأمنية يتمثل في امتلاك بنك معلومات في العمق الإسرائيلي، يتم استهدافه حاليا، وسيتم استهدافه مستقبلاً.

يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقع جواسيس أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي في قبضة الأجهزة الأمنية، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية في مايو الماضي من إلقاء القبض على عدد من الجواسيس الذين جندهم الخائن المطلوب للعدالة طارق عفاش لرصد أماكن إطلاق الصواريخ والمسيرات التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي، ومواقع القوات البحرية والدفاع الساحلي بمحافظة الحديدة.

ويرى مراقبون أن المؤشرات تؤكد أن مصير العمليات العسكرية للعدو الإسرائيلي في اليمن ستنتهي بما انتهت إليه العمليات العسكرية الأمريكية، حيث عجز الأمريكيون طيلة العام الماضي عن الحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية نتيجة افتقارهم للمعلومات وتحركهم في منطقة مظلمة، حتى وصل بهم الأمر إلى الاعتراف بالفشل في اليمن وعدم القدرة على الحد من قدرات اليمن العسكرية.

مقالات مشابهة

  • سياسي أردني: صواريخ اليمن قلبت موازين القوى على أمريكا والكيان الصهيوني
  • نجاح الأجهزة الأمنية في كشف جواسيس أمريكا و”إسرائيل “.. الأبعاد والدلالات
  • إسرائيل: رئيس الأركان أمر بالاستعداد لتوسيع الحرب في قطاع غزة وتعزيز القوات
  • عادل حمودة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في يد أمريكا
  • كيف يمكن أن يجعل ترامب من إسرائيل شريكا أفضل للولايات المتحدة؟
  • سفير ألمانيا لدى إسرائيل: تجمد الرضع في غزة حتى الموت دافع قوي لوقف الحرب
  • نتنياهو ووقف إطلاق النار
  • خبير عسكري: بنية المقاومة تضررت خلال الحرب لكنها لا تزال قادرة على العمل
  • محلل إسرائيلي: إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله يمكن أن تغير موقف الحوثيين وتمنع هجماتهم
  • تطور الحالتين اللبنانية والسورية وانعكاساتها على حرب الإبادة بغزة