عربي21:
2024-09-16@21:53:53 GMT

كيف يمكن إكراه أمريكا على وقف الحرب؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

قبل ساعات معدودة من انتهاء الهدنة في حرب الإبادة على غزة، أكد ناطق باسم البيت الأبيض أنه «إذا قررت إسرائيل العودة إلى ضرب حماس، فسنواصل دعمنا لها في ذلك». 

وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن سارع، بعدما حطّت طائرته في مطار تل أبيب، إلى المشاركة في اجتماع «كابينت الحرب» الإسرائيلي ليؤكد لأعضائه دعم البيت الأبيض المستمر لـِ»إسرائيل» في حربها على قطاع غزة.

سؤال يطرح نفسه: لماذا تشارك الولايات المتحدة في هذه الحرب الهمجية التي تشنها «إسرائيل» بلا هوادة؟ الجواب: لأنها، كما «إسرائيل»، تشعر بأن طوفان الأقصى وانعكاساته اللاحقة على الكيان الصهيوني والمنطقة يشكّل تهديداً وجودياً لنفوذها ومصالحها في غرب آسيا.

لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها
هل تطول الحرب؟
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالنت أكد لوزير الخارجية الأمريكي: «لا أعتقد أن التزامنا بالنصر مرتبط بالوقت. سنستمر حتى ندمّر قدرات حماس ونعيد جميع المختطفين». تقارير إعلامية من داخل كيان الاحتلال، أشارت إلى أن بلينكن لم يعترض على أقوال غالنت، ربما لعلمه أنه ما كان ليتفوّه بها لولا وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على الاستمرار في الحرب لغاية تحقيق ما رسما لها من أهداف. 
مع ذلك، تظاهر بلينكن بالحرص على حقوق الإنسان بالحديث عن «ضرورة منع ترحيل سكان غزة من منازلهم في جنوب القطاع». جنوب القطاع؟ هل ذلك يعني أن لا مانعَ أمريكياً من ترحيل السكان في شمال القطاع؟ ذلك أن كثيراً من سكان مدينة غزة الذين اضطروا، تحت وطأة الحرب الهمجية، على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ثم عادوا إلى غزة أثناء فترة الهدنة، قرروا البقاء فيها حتى لو عادت «إسرائيل» إلى استئناف حربها. 

هنا ينتصب سؤال: ما موقف المقاومة في غزة، بعدما استأنفت «اسرائيل» حربها؟ الجواب ذاته كان وما زال يتكرر على ألسنة قادة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية المتلاحمة معها في القتال ضد العدو الصهيوني: نحن صامدون في أرضنا ومستمرون في مواجهة العدو مهما طالت الحرب. لكن لكلِّ حرب نهاية، ولا شك في أن إنهاء الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على قطاع غزة اليوم قبل الغد يشكّل انتصاراً مدويّاً لحماس وحليفاتها، فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك؟ صحيح أن فصائل المقاومة في قطاع غزة صامدة وتقاتل بجسارةٍ وشراسة، لكن انتصارها على عدو صهيوني تشاطره القتال وتسخو في دعمه لوجستياً إحدى أقوى دول العالم، يتطلّب في المقابل حلفاء يشاطرونها قتالها الضاري المتواصل ضد العدو ويمدونها بالدعم اللوجستي والعسكري، فمن تراهم يكونون؟ إنهم بلا مواربة أطراف محور المقاومة، هؤلاء يجمعهم بالمقاومة الفلسطينية قبل الحرب وبعدها تحالف معلن وقيادة عسكرية مشتركة وأهداف سياسية متكاملة، وهم يعرفون دونما شك أن انتصار «إسرائيل»، ومن ورائها أمريكا، في الحرب يعني بالتأكيد أن الدور سيأتي عليهم لاحقاً، فلا يعقل أن يتركوا المقاومة الفلسطينية وحدها تواجه الخطر الماثل والمتواصل.

قد ينبري واحدٌ أو اكثر من حلفاء الولايات المتحدة أو وكلائها في لبنان والمنطقة، ليذكّر المقاومة بالقواعد العسكرية الأمربكية في العراق وسوريا والبحرين وقطر، وبأساطيلها البحرية وحاملات طائراتها المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وليحذّر من أن أمريكا لن تتوانى عن التدخل عسكرياً وميدانياً بلا تردد إلى جانب «إسرائيل»، بما هي أهم قاعدة عسكرية لها في غرب آسيا، إذا ما قررت أطراف محور المقاومة مساندة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، بغية الحؤول دون افتراسها من قِبَل التحالف الإسرائيلي – الأمريكي.

الحقيقة أن تدخل أمريكا إلى جانب «إسرائيل» حاصل قبل الحرب وأثنائها، وقوامه حتى الآن، مساندة سخية لوجستية ومالية وسياسية، وقد يتطور من حال الشريك الأساس في الحرب مداورةً إلى حال الشريك مباشرةً، غير أن دون ذلك محاذير ومخاطر عدّة، أهمها خمسة:
أولها، ضيق هامش المناورة أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن في سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المصحوبة بتعاظم التظاهرات الشعبية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير، والرفض القاطع لمزيد من الدعم المالي والسياسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وسط تضخم متفاقم يضرب الولايات المتحدة في هذه الآونة.

ثانيها، تعاظم التعاطف والتأييد الشعبي في كل أنحاء العالم، ولاسيما في دول غرب أوروبا، للشعب الفلسطيني المعتدى عليه، وتصاعد المطالبة تالياً بوقف الحرب.

ثالثها، مخاطر إحراج أمريكا للدول العربية المتحالفة معها، ما يضطر الأخيرة تحت ضغط الرأي العام في بلادها إلى التملّص من المكاسب التي حققتها واشنطن خلال الأعوام الماضية، وفي مقدّمها حملة التطبيع مع «إسرائيل».

رابعها، اغتنام الصين وروسيا فرصة معاداة أمريكا للرأي العام في كل أنحاء القارة العربية، للقيام بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية الممتعضة من الدعم الأمريكي الهائل لـ»إسرائيل»، والعمل تالياً على إجلاء نفوذ واشنطن ومصالحها عن مختلف دول غرب آسيا في سياق مسارٍ للحلول محلها.

خامسها، وربما أكثرها خطورة، التسبّب في تعزيز نفوذ إيران في العالم العربي عموماً، وفي دول العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن خصوصاً، واحتمال تهديد بقاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والخليج.

كل هذه المخاطر والمحاذير قد لا تنفع، على الأرجح، في إنقاذ «إسرائيل» من معمعة حربٍ تبدو أنها تتطور إلى حرب إقليمية، لن تتوانى معها وخلالها أطراف محور المقاومة عن نصرة المقاومة الفلسطينية عسكرياً، في إطار معادلة التناسب والضرورة، وذلك بالاشتراك ميدانياً فيها من قُربٍ أو من بُعدٍ، بغية إكراه أمريكا على وقف الحرب ومنعها من استغلال تداعياتها اللاحقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب الفلسطينية فلسطين غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وثائق: أمريكا تبني في إسرائيل منشآت تستوعب طائرات تزود المقاتلات بالوقود

في عمق صحراء النقب، تبني الولايات المتحدة بصمت منشآت تستوعب الطائرات التي تزود المقاتلات بالوقود في الجو، وهو إجراء يخدم إسرائيل التي تريد زيادة قدرتها على ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

اعلان

كشف موقع "ذا إنترسبت" الإخباري الأمريكي، أنه اطلع على وثائق تظهر أن الجيش الأمريكي يبني منشآت طائرات في إسرائيل، لاستيعاب طائرات تزويد الوقود المصنوعة أمريكياً.

ويتضمن المشروع بناءً جديداً وتطويراً لمبان قائمة، بما يشمل حظيرة واحدة أو أكثر، ومخازن في قاعدة عسكرية جنوبي إسرائيل، وفقاً لوثائق سلاح الهندسة بالجيش الأمريكي.

ويأتي المشروع الجديد في إطار صفقة تبلغ مليار دولار، منح لشركة "بوينغ" العملاقة في عام 2022، وتضمن إعطاء إسرائيل 4 طائرات من طراز "بوينغ كي سي -46 بيغاسوس" المتخصصة في تزويد المقاتلات بالوقود في الجو، فضلا عن نقل المعدات العسكرية.

لكن تسليمها سيتم بحلول نهاية عام 2026.

Related"جرائم حرب محتملة على غزة"..محكمة هولندية تأمر الحكومة بوقف تصدير قطع غيار طائرات إف-35 إلى إسرائيلإسرائيل تنوي شراء سرب ثالث من مقاتلات "إف-35" ليصل أسطولها إلى 75 مقاتلة الأكثر تقدما بالعالم"عمليتنا أنجزت كما خطط لها".. نصرالله: هدف عمليتنا كان قاعدة "أمان" و"وحدة 8200" قرب تل أبيبلماذا تريد إسرائيل هذه الطائرات؟

ونظر إلى اقتناء هذا النوع من الطائرات على أنه تصميم من جانب إسرائيل على زيادة قدراتها لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وبحسب الموقع الإخباري، فإن هذا النوع من الطائرات هو أحدث ما لدى سلاح الجو الأمريكي، وحل مكان الطرازين القديمين اللذين كانا يستعين بهما.

غير أن هذا الطراز يواجه مشكلات لا حصر لها، مثل مشكلة تتصل بنظام الرؤية عن بعد، علاوة على أنها أصبحت تشكل عبئا ماليا، مما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 7 مليارات دولار.

أما بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الطائرات الجديدة التي بيعت لقاء 927 مليون دولار، محل طائرات الركاب "بوينغ 707" التي أجرى عليها سلاح الجو الإسرائيلي تعديلات لتصبح طائرات تزود بالوقود في الجو.

وتظهر الوثائق أيضا "إنشاء وتكييف البنية التحتية وصيانتها لاستيعاب الطائرات الجديدة، بما يشمل إنشاء 5 هياكل خرسانية وفولاذية جديدة، علاوة على إمكانية بناء مبان ومستودعات جديدة.

قواعد أمريكية سرية بالمنطقة

في أواخر العام الماضي، كشف موقع "ذا إنترسبت" أن وزارة الدفاع الأمريكية منحت عقداً بملايين الدولارات لبناء مرافق عسكرية أمريكية لقاعدة سرية في عمق صحراء النقب الإسرائيلية، ولا تبعد عن حدود غزة سوى 35 كيلومتراً، والقاعدة الأمريكية التي تحمل الاسم الرمزي "الموقع 512"، وهي منشأة رادار تراقب السماء بحثاً عن هجمات صاروخية ضد إسرائيل.

وقال الموقع إن القاعدة "512" ليست سوى واحد من أكثر من 60 قاعدة أجنبية أو مشتركة تابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وتتراوح هذه المواقع من مواقع قتالية صغيرة إلى قواعد جوية ضخمة في 13 دولة هي: البحرين ومصر والعراق وإسرائيل والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والسعودية وسوريا والإمارات واليمن.

وتعرضت 14 من هذه القواعد على الأقل للهجمات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الجنود الثلاثة الذين قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة في يناير/كانون الثاني الماضي على "برج 22"، وهي منشأة عسكرية أمريكية في الأردن.

المصادر الإضافية • موقع ذا إنترسبت

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صواريخ حزب الله الدقيقة يمكنها الوصول إلى أي مكان في إسرائيل.. فهل تُعيد رسم موازين القوة في الحرب؟ "أكسيوس": سيناريو الهجوم على طاولة بايدن.. هكذا سترد إيران على اغتيال هنية تقارير: بايدن يتراجع أمام إسرائيل في مسألتي القنابل الضخمة واستئناف الحرب الولايات المتحدة الأمريكية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها 344: قصف لا يهدأ وعداد الضحايا في ارتفاع مستمر وحزب الله يرفع وتيرة هجماته بالشمال يعرض الآن Next انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا يعرض الآن Next أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة يعرض الآن Next الصين تدين مرور سفن حربية ألمانية من مضيق تايوان: "يبعث إشارة خاطئة" يعرض الآن Next دول وسط أوروبا تتأهب لأمطار غزيرة ومخاوف من تكرار "فيضانات القرن" اعلانالاكثر قراءة في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية حرائق في صفد بعد صواريخ حزب الله وغارات إسرائيلية تسفر عن 5 قتلى في لبنان وسوريا تباين الآراء في الاتحاد الأوروبي: سانشيز يدعو لإعادة النظر في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية كوريا الشمالية تكشف عن منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وكيم يدعو لصنع المزيد من الأسلحة النووية غوتيريش: غياب المحاسبة على قتل موظفي الأمم المتحدة في غزة "غير مقبول" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الاتحاد الأوروبي ألمانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا بولندا السويد روسيا فرنسا قطاع غزة سياسة الهجرة أوروبا سلسلة حرب النجوم Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • أمريكا تحذر إسرائيل من عواقب شن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان
  • عاجل: إيران تتبرأ من الهجوم الصاروخي للحوثيين على إسرائيل وتعلن: أمريكا لست عدو ولن ننجر لحرب إقليمية
  • كيف يمكن لبوتين أن يستخدم السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟
  • مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها
  • كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • أستاذ إعلام: أمريكا تمنح إسرائيل غطاء حماية كامل لجرائمها
  • وثائق: أمريكا تبني في إسرائيل منشآت تستوعب طائرات تزود المقاتلات بالوقود
  • ‏الخارجية الروسية: أمريكا وبريطانيا تدفعان إلى تصعيد بأوكرانيا لا يمكن السيطرة عليه
  • أمين عام الناتو: يمكن إجراء حوار مع روسيا في مرحلة معينة لإنهاء الحرب