منذ الراحل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكل قرار تتخذه قيادة الإمارات في الداخل أو في خارج الدولة هو في مضمونه وهدفه النهائي لا يبغي إلا «الخير». إنها دولة، بالأرقام والأفعال، من أكثر فعال الخير لشعبها ومحيطها العربي وللمجتمع الإنساني.
تفعل الخير من دون منة على أحد، ومن دون طلب مقابل، وتؤمن كما علمها مؤسسها «أن العطاء بلا طلب مقابل هو أكثر الأعمال الإنسانية التي يجازى بها الإنسان عند رب العالمين».
انظروا إلى كشف حساب الإمارات في العطاء الإنساني: دعم اقتصادي، قروض، هبات، مشاريع إنسانية، مشاريع خدمية غير ربحية، تضامن إنساني مع الكوارث الطبيعية.
كل ذلك يتم من دون التمييز بين خلق الله من دول أو ديانات أو مذاهب أو أعراق. ولعل ما يشعر به المواطن والمقيم على أرض الدولة خير دليل، فالإنسان في هذه البلاد التي تضم 200 جنسية مقيمة، وأكثر من 68 مذهباً وطائفة وديانة، لا يشعر فيها بأي تفرقة بين مواطن ومقيم، وبين طبقة أو أخرى أو جنسية أو أخرى. الجميع في هذا الوطن ينعمون بأمن وأمان يندر أن يوجد في منطقة ملتهبة قريبة من الصراعات وسط عالم مجنون.
الجميع في هذا الوطن يجد ما يعرف في العصر بـ«جودة الحياة»، بمعنى يوفر مستوى حياة يعلو عن مجرد توفير بعض الحاجات الأساسية للإنسان. من هنا تتميز الإمارات في مؤشرات الدخل السنوي للفرد، وجودة الحياة، ومعدل الأمان، وأنظمة الحوكمة الاقتصادية، واحترام الأنظمة والقوانين المحلية. وتؤدي الإمارات دوراً محورياً في رسم سياسات المنطقة والعالم من دون صوت عالٍ أو رغبة في استعراض قوة.
آخر إسهامات دولة الإمارات، هي استضافة قمة المناخ العالمية «كوب 28» في دبي، وحسن التنظيم البديع، ودقة وكفاءة إدارة هذه القمة.
ومن دون خطابات حماسية أو طنطنة إعلامية، وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كعادته، بصمة الإنجاز القائم على أن الأقوال تدعمها أفعال بإنشاء صندوق
بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، فضلاً عن دعم بقيمة مئة مليون دولار من دولة الإمارات لصندوق الخسائر والأضرار؛ لإنجاز أهداف تخفيف الانبعاثات وتعويض الأضرار والخسائر، وتعهد حقيقي بتقليل الانبعاثات بنسبة 40%.
هكذا «أبو خالد» يدرس قضاياه، ويستوعبها، ويحدد المشكلة بعد دراسات مستفيضة، ثم يصل إلى الحلول العملية الفعالة بأقصر الطرق وأقل فترة زمنية. شرعية دولة الإمارات تدعمها دائماً التأسيس والنظام الأساسي، والقوانين الناظمة، ولكن –في رأيي– هي «شرعية الإنجاز المبهر»، والكفاءة والإيمان بالعلم والتنوير والبحث العلمي، الذي مكن هذه الدولة من أن تكون المركز الأول لاختيار الطاقة النظيفة، ومكنها من تأسيس أهم كلية في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ومكنها من الوصول إلى المريخ بواسطة عقول شابة إماراتية.
وكما قال صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمته العميقة: «الحمد لله على الإمارات»، واصفاً شعبه بـ«السند القوي»، الذي حقق هذا الإنجاز العظيم. ومن أعظم ما يميز «أبو خالد» أنه يرى أن دور «القائد» هو العمل لخدمة شعبه، وتحسين كل أوجه حياته، والدفاع عن أمنه القومي، والأهم هو تأمين عالم أفضل وأكثر تقدماً، وأقل تعقيداً لشباب المستقبل. في هذا المجال تتضح رؤية القائد حينما قال: «يا شبابنا إن رهاننا الحقيقي هو عليكم، وتقدم البلاد لن يتم إلا بكم». وأضاف: «إن السلاح الحقيقي اليوم ليس الـ3 ملايين برميل التي ننتجها يومياً، ولكن أنتم؛ لذلك حينما تستلمون الراية يجب أن تسلموها وأنتم بخير وعز».
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل من دون
إقرأ أيضاً:
سفارة الدولة في بلغراد تنظم ندوة “الاستدامة والطاقة المتجددة والمدن الذكية”
نظمت سفارة دولة الإمارات في جمهورية صربيا، ندوة بعنوان “الاستدامة والطاقة المتجددة والمدن الذكية”، بالتعاون مع دار الشباب في بلغراد والمركز الثقافي العربي في صربيا.
وسلطت الندوة الضوء على المبادرات الطموحة التي تجسد رؤية دولة الإمارات نحو مستقبل مستدام وأكثر إشراقًا، مستعرضةً أبرز الإنجازات والمشاريع التي تعزز مكانتها العالمية في هذا المجال.
وألقى سعادة أحمد حاتم المنهالي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية صربيا، خلال الندوة، كلمة أكد فيها التزام دولة الإمارات بالمضي قدمًا في تحقيق أهداف الاستدامة وفق أرقى المعايير الدولية. كما أشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتعزيز الابتكار والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
كما قدمت السفارة عرضًا حول مشاريع دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة في صربيا، وأبرز التجارب الرائدة للمدن الذكية في دولة الإمارات، والتي تعد نموذجًا عالميًا يحتذى به في تحقيق التوازن بين التنمية والتكنولوجيا والاستدامة.
كما شاركت ناتاشا ستانوييفيتش، مستشارة في معهد السياسة والاقتصاد الدولي بصربيا، في الندوة، من خلال تقديم عرض تناول الابتكار في المجال الاقتصادي والتنمية المستدامة في دولة الإمارات، مسلطة الضوء على الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة في هذا القطاع.
وشهدت الندوة حضورًا مميزًا من السفراء وطلاب الجامعات وأفراد المجتمع الصربي، بالإضافة إلى نخبة من المتخصصين والخبراء في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.وام