كتب جان فغالي في" نداء الوطن"؛ اليوم، هناك أزمة بين قرى وبلدات في الجنوب وبين المقاومة، وتحديداً مع مطلقي الصواريخ. هناك «ثلاثية» في الجنوب: قرى وبلدات ذات أغلبية شيعية، وهذه مناطق تشكِّل «بيئة حاضنة» للمقاومة التي تتحرَّك مجموعاتها فيها بسهولة وسلاسة. في المناطق ذات الأغلبية الدرزية هناك حالة اعتراض، بدأت سابقاً في شويا، وتستمرّ اليوم في أكثر من بلدة وقرية، إلى درجة أنّ أبناء تلك البلدات والقرى يراقبون بانتظام مداخلها، خصوصاً في الليل، وعند «الاشتباه» بسيارة يمكن أن تكون تنقل صواريخ، يُصار إلى توقيفها وتفتيشها، وإذا كانت تحوي على صواريخ، يتمّ منعها من دخول البلدة.

هذا الواقع أدّى إلى أكثر من إشكال في أكثر من بلدة ذات أغلبية درزية، وجرت أكثر من محاولة لتطويق ذيول المضاعفات بين الجبل والضاحية، لكن لا تكاد تبرد حتى تشهد حماوة جديدة، إذا ما حصلت محاولة دخول إحدى البلدات. وما ينطبق على القرى ذات الغالبية الدرزية ينطبق على القرى ذات الغالبية السنيَّة حيث وقع أكثر من إشكال مع أبناء تلك القرى والبلدات، وهناك قرار حازم من قبل أبناء تلك القرى والبلدات، بألا يسمحوا باستخدام بلداتهم «منصَّات» لإطلاق الصواريخ.

تبقى القرى والبلدات ذات الأغلبية المسيحية، ولا سيما رميش وعين إبل والقليعة وديرميماس وكوكبا، أبناء تلك القرى والبلدات، لا يقوون حتى على المناشدة خشيةً من تخوينهم ، حصل ذلك مع أحد رؤساء البلدية في واحدة من تلك القرى، وهو ينتمي حزبياً إلى أحد أحزاب الممانعة، حيث أطلق المناشدة تلو الأخرى لإبعاد كأس إطلاق الصواريخ من بلدته، لكنّ انتماءه إلى أحد أحزاب الممانعة، لم يشفع به وينقذه من حملة التخوين والتهديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى عبر الاتصالات الهاتفية المباشرة. هناك معضلة في هذا المجال، أبناء الجنوب متروكون لأقدارهم، فمن جهة لا يريدون أن يتجرّعوا كأس «الأمن الذاتي»، ومن جهة ثانية، لا يريدون أن يشعروا كأنهم مضطرون إلى إجراء «فحص دم» في الوطنية، يناشدون الدولة، فما من مجيب، يخشون أن يُهجّروا طوعاً أو قسراً، وكأنه لا يكفيهم أنهم تعرّضوا لأكثر من موجة نزوح وتهجير في الأعوام الفائتة. النزوح من تلك القرى لم يعد إفرادياً، فهل هناك قرار عن سابق تصوّر وتصميم لتهجيرهم؟ وما نفع دعوتهم إلى التمسّك بأرضهم إذا كانوا سيدفعون ثمن الفعل وردة الفعل؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القرى والبلدات أبناء تلک تلک القرى أکثر من

إقرأ أيضاً:

محادثات ثلاثية في بكين بين الصين وإيران وروسيا حول الملف النووي الإيراني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد التلفزيون الصيني بأن مسؤولين رفيعي المستوى من الصين وإيران وروسيا عقدوا محادثات في العاصمة الصينية بكين، تناولت تطورات الملف النووي الإيراني.

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن التفاوض غير المباشر مع واشنطن ممكن، لكنه أكد أن الأهم هو توفر الإرادة الحقيقية للتفاوض والتوصل إلى اتفاق عادل في ظروف متكافئة.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن على الولايات المتحدة رفع العقوبات، مشددًا على أن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة إلا من موقع متوازن، بعيدًا عن أي ضغوط أو تهديدات. كما أكد ضرورة إثبات أن سياسة "الضغوط القصوى" لم تحقق أهدافها وليست استراتيجية فعالة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، أن  فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزير النفط الإيراني عمل "سخيف" ومخالف لجميع القوانين الدولية.

مقالات مشابهة

  • وكيل تعليم الوادي الجديد: دعم متواصل للطلاب ووصول القوافل التعليمية للقرى النائية
  • عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء
  • عون: لا استقرار بلبنان ما دام هناك احتلال في الجنوب
  • نائب ترامب: غزونا للعراق دمر أحد أعظم المجتمعات المسيحية في العالم
  • نائب ترامب: غزونا للعراق دمّر أحد أعظم المجتمعات المسيحية التاريخية في العالم
  • فريق الجامعة الإسلامية يُتوّج بكأس البطولة التنشيطية لكرة القدم المصغرة
  • ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة
  • ستيفن كوري.. 4 آلاف ثلاثية!
  • محادثات ثلاثية في بكين بين الصين وإيران وروسيا حول الملف النووي الإيراني
  • الجماعات التكفيرية تفرض حصاراً مشدداً على 30 قرية في الساحل السوري