كتب فؤاد بزي في" الاخبار": انتهى موسم الزيتون لبنانياً هذه السنة إلى مأساة، إذ انخفض إنتاج دونم الأرض المزروعة زيتوناً من 6 تنكات إلى أقل من تنكة واحدة في عدد كبير من المناطق ما رفع ثمنها الى حدود 150 دولاراً للمنتجة حديثاً، و120 دولاراً للقديمة. أما ظاهرة انخفاض الإنتاج فليست لبنانية صرفة، بل تعود إلى التقلبات الحرارية المتطرفة الناتجة عن ظاهرة التغيّر المناخي العالمي، إضافة إلى عدم تمكّن عدد كبير من مزارعي الزيتون في الجنوب من قطاف الموسم الذي بقي «على أمه»، والقصف الصهيوني الأراضي اللبنانية بالقنابل الفوسفورية الحارقة ما أدّى إلى نشوب حوالي 386 حريقًا قضت على 50 ألف شجرة زيتون، بعدما تسبّبت باشتعال أكثر من 1000 دونم من الأراضي، وفق إحصاءات وزارة الزراعة.

والزيتون هو من المنتجات النادرة في لبنان التي تغلب فيها كفة الميزان التجاري لمصلحة التصدير على حساب الاستيراد. فحتى شهر آب الماضي، صدّر لبنان، بحسب الجمارك اللبنانية، ما قيمته 19 مليون دولار من حبوب الزيتون الخام والمنتجات الغذائية المتعلقة به من زيت ومخلّلات، وبلغ إجمالي ما تمّ تصديره خلال عام 2023 من منتجات الزيتون 5145 طناً، 71% منها زيت. ومقابل هذا الإنتاج الكبير، والاكتفاء الذاتي تقريباً، بقيت حركة الاستيراد شغّالة، ودخل إلى لبنان 920 طناً من منتجات الزيتون خلال عام 2023، بقيمة 750 ألف دولار، شكّلت مخلّلات الزيتون الجزء الأكبر منها (906 أطنان)، فيما بلغ وزن الزيت المستورد 2 طن فقط (0.2%)، ما يشير إلى عدم وجود صناعات غذائية فاعلة مرتبطة بالزيتون في لبنان.
السلطة السياسية غائبة تماماً عن دعم الزراعة الأولى لبنانياً، ولولا ضغط تجمّع الهيئات الممثّلة لقطاع الزيتون لما صدر عن وزارة الزراعة القرار 667 (عام 2016) الذي أخضع استيراد زيت الزيتون للإجازة المسبقة، ومنع إغراق السوق بالزيت المستورد الأرخص من الزيت المحلّي. وعلى صعيد متصل، فإن الأراضي المزروعة بالزيتون غير محمية بأيّ قانون، فـ«عدو الزيتون الأول»، بحسب عضو تجمّع الهيئات الممثّلة لقطاع الزيتون جورج عيناتي هو «غابات الباطون التي حلّت مكان بساتين الزيتون في منطقة صحراء الشويفات، وأبي سمرا في طرابلس». كما أشار عيناتي إلى كارثة أخرى تمثّلت بـ«بحيرات مقالع التراب الأحمر في منطقة المقالع في شكا والتي ساهمت في تغيير طبيعة الأرض، وانتشار مرض عين الطاووس، ما أدّى إلى القضاء على أكثر من مليون ونصف مليون شجرة زيتون». ويضاف أيضاً إلى ذلك، «الرعي الجائر، ولا سيّما في منطقة الكورة، حيث لا توجد أي قطعة أرض مصنّفة على أنّها مراعٍ، ورغم ذلك يستمر التعدّي على بساتين الزيتون من أصحاب قطعان الماشية رغم وجود 61 قراراً بلدياً تمنع الرعي».
«المعاومة» والمناخ قلّصا موسم زيتون 2023
في السنة الماضية أنتجت مساحة ألف متر مربع (دونم) من الزيتون 6 «تنكات» زيت (التنكة تحتوي 20 ليتراً من الزيت)، أما هذه السنة فلم تنتج المساحة نفسها في بعض المناطق تنكةً واحدةً بسبب تناقص كمية الثمار التي تحملها كل شجرة زيتون. هذه الظاهرة تُعرف باسم «المعاومة»، بحسب الخبير في زراعة الزيتون المهندس حسين حطيط، وهي «دورة تتأثّر بها كلّ الأشجار التي تنتج ثماراً تحتوي على زيت لا سكر». ولكنّ «العوامل المناخية وإهمال الأشجار ضاعفا من تأثير المعاومة»، يضيف حطيط، فـ«العوامل المناخية من تقلبات الحرارة السريعة والمتطرفة، وهطول الأمطار بشدّة في وقت قصير، أدّت إلى ضرب الموسم». ومن جهة أخرى، أشار حطيط إلى «وجود مواسم زيتون جيّدة في بعض المناطق، وكان يمكن أن تنسحب على بقية البساتين لو وجدت الممارسات الزراعية المحترفة، مثل السقاية والتقليم وغيرها التي تؤدي إلى تخفيف أثر المعاومة». إلا أنّ «تأثير المعاومة لن يستمر في العام المقبل»، يطمئن حطيط. فـ«كل 4 سنوات هناك موسم زيتون كبير، ثم من بعدها ينخفض ويعود إلى المعاومة».
لبنان لا يزال لاعباً صغيراً على مستوى سوق الزيتون وزيته عالمياً، إذ يساهم بأقل من 1% من الإنتاج العالمي على الرغم من المساحات الهائلة المزروعة بشجر الزيتون نسبةً إلى مساحته. على المستوى العربي، تتصدّر تونس المنطقة العربية في إنتاج وتصدير زيت الزيتون، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد إسبانيا وإيطاليا، بحسب المجلس الدولي للزيتون (منظمة دولية تضم 44 دولة تستحوذ على 98% من الإنتاج العالمي من زيت الزيتون).
زيت الزيتون اللبناني المُصدَّر أغلبه يخرج بطريقة فردية، «بالشنطة، إلى العائلات اللبنانية في الاغتراب». أما الكميات التي تخرج عبر الجمارك فتذهب بنسبة 20% إلى الولايات المتحدة، تليها دولة الكويت بنسبة 19.5%، ومن ثمّ كندا والإمارات العربية المتحدة بنسبة 10% لكلّ منهما. وفي مجال استهلاك الفرد السنوي لزيت الزيتون، يحتل لبنان المرتبة الثالثة عربياً باستهلاك 2.9 ليتر سنوياً، والسابعة عالمياً، فيما تحتل سوريا المركز الأول عربياً بـ4.6 ليترات سنوياً، والرابع عالمياً.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأسواق الآسيوية تتراجع وسط نتائج متباينة من نفيديا واتهامات الفساد ضد مجموعة أداني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية، اليوم الخميس، حيث تأثرت البورصات التقنية بنتائج متباينة لشركة نفيديا، في حين شهدت الأسواق الهندية هبوطًا بعد اتهام الولايات المتحدة لمجموعة أداني بالفساد. وكان المستثمرون حذرين وسط توقعات ضعيفة من نفيديا بشأن الإيرادات المستقبلية، ما أثار مخاوف من تباطؤ الطلب على الذكاء الاصطناعي.

كما ساهمت التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا في تقليص شهية المخاطرة بشكل عام في المنطقة.

وفي اليابان، انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.7%، متأثرًا بخسائر في أسهم شركات الرقائق مثل "أدفانتست" و"توكيو إلكترون"؛ وفق ما أورده موقع (إنفستنج) الأمريكي.

بينما سجل مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% بفضل مكاسب صغيرة لشركة سامسونج، وفي تايوان، تراجعت أسهم شركة "تي إس إم سي" بنسبة 1%، في حين انخفضت أسهم شركة "فوكسكون" بنحو 2%.

تسرب الضعف في قطاع التكنولوجيا الآسيوي إلى القطاعات الأخرى، حيث انخفض مؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج بنسبة 0.2%، مع تداول أسهم شركة "صناعة أشباه الموصلات الدولية" (إس إم آي سي)، أكبر شركة لصناعة الرقائق في الصين، بشكل جانبي.
كما تراجعت مؤشرات "سي إس آي 300" و"شنتشن المركب" في الصين بنسبة تقارب 0.3% لكل منهما.

وفي الهند، انخفض مؤشر "نيفتي 50" الهندي بنسبة 0.9% ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر، تحت ضغط الخسائر في أسهم الشركات التابعة لمجموعة أداني بعد أن اتهمت السلطات الأمريكية رئيس المجموعة، جوتام أداني، بتورطه في مخطط رشاوى يزيد عن 250 مليون دولار.

واتهم أداني وسبعة متهمين آخرين، بينهم ابن شقيقه ساجار أداني، بدفع رشاوى لمسؤولين حكوميين للحصول على عقود مربحة للطاقة الشمسية.
 

مقالات مشابهة

  • الكويت.. استثمار 33 مليار دولار لزيادة الإنتاج النفطي
  • تصنيع أول ميني باص كهربائي في مصر
  • الزراعة في لبنان عندما كان غير شكل الزيتون...
  • الأسواق الآسيوية تتراجع وسط نتائج متباينة من نفيديا واتهامات الفساد ضد مجموعة أداني
  • خطة مصر لتصبح مركزا إقليميا لتجارة الغاز الطبيعي بتعزيز الاكتشافات والإنتاج
  • بن قدارة: لابد من تنفيذ خطة زيادة إنتاج النفط قبل نهاية العام
  • رئيس الوزراء: نتوقع عودة حجم إنتاج حقل ظهر إلى طبيعته منتصف 2025
  • رئيس قطاع الثروة الحيوانية: تهجين السلالات المحلية من الماشية لزيادة الإنتاج
  • رحلة «المشمهندس حسين» من مصنع النسيج إلى إنتاج أثاث عصري ورخيص: جهز شقتك بـ50 ألف
  • موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية