واشنطن: هجوم الحوثيين الأخير بدعم إيراني واستهدف ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر واستمر 8 ساعات
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كشفت القيادة المركزية الأمريكية، الإثنين، تفاصيل هجوم جماعة الحوثي على سفن تجارية في البحر الأحمر، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها نشرته على منصة إكس، إن أربع هجمات استهدفت ثلاث سفن تجارية منفصلة تعمل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر، وترتبط هذه السفن الثلاث بـ 14 دولة منفصلة.
وأضافت بأن المدمرة أرلي بيرك يو إس إس كارني استجابت لنداءات الاستغاثة من السفن وقامت بتقديم المساعدة.
وأشارت إلى أنه عند حوالي الساعة 9:15 صباحًا بتوقيت صنعاء (أمس الأحد)، "استشعرت السفينة كارني هجومًا صاروخيا باليستيا مضادا للسفن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفينة ام / في يونتي اكسبلورر، مما أثر على المنطقة القريبة من السفينة يونتي اكسبلورر وهي سفينة شحن ترفع علم جزر البهاما، وتمتلكها وتديرها المملكة المتحدة، ويعمل بها بحارة من دولتين. وكانت السفينة كارني تقوم بدورية في البحر الأحمر عند لحظة استشعار الهجوم على سفينة يونتي اكسبلورر".
ولفتت إلى أنه و"في حوالي الساعة 12 ظهرا، وأثناء وجودها في المياه الدولية، استشعرت المدمرة كارني وجود طائرة بدون طيار أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن واستطاعت من اسقاطها".
وأوضحت أن الطائرة بدون طيار كانت متجهة نحو المدمرة كارني مشيرة إلى أن هدفها النهائي غير واضح، وأنه "لا يمكننا في الوقت الحالي تقييم ما إذا كانت المدمرة كارني هدفًا للطائرات بدون طيار".
وأكد بيان المركزية الأمريكية، أنه "لم تقع أي أضرار بالسفينة الأمريكية أو إصابات بين أفرادها".
وأشار البيان إلى حدوث هجوم منفصل في حوالي الساعة 12:35 ظهرًا، لافتة إلى أن السفينة يونتي اكسبلورر أفادت بأنها "قد أصيبت بصاروخ أطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن استجاب المدمرة كارني لنداء الاستغاثة أثناء المساعدة في تقييم الأضرار، استشعرت كارني هجوم لطائرة بدون طيار أخرى، مما أدى إلى تدمير الطائرة بدون طيار دون أي ضرر أو إصابات على متن كارني أو سفينة يونتي اكسبلورر. أبلغت يونتي اكسبلورر عن حدوث أضرار طفيفة ناجمة عن الهجوم الصاروخي".
كما أفادت بوقوع هجوم ثالث عند الساعة 3:30 مساء أمس الأحد، حيث "أصيبت السفينة أم في رقم 9 بصاروخ تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أثناء عملها في ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر. أبلغت ناقلة البضائع التي ترفع علم بنما والمملوكة والمدارة من قبل برمودا والمملكة المتحدة عن وقوع أضرار ولم تقع إصابات".
وقالت بأن الهجوم الرابع وقع في حوالي الساعة 4:30 مساءً، حيث "أرسلت السفينة أم في سوفي نداء استغاثة يفيد بتعرضها لهجوم بصاروخ لتستجيب المدمرة كارني مرة أخرى لنداء الاستغاثة ولم يبلغ عن وقوع أضرار جسيمة".
وأشارت إلى أنه "وبينما كانت كارني في طريقها لتقديم الدعم، قامت بأسقاط طائرة بدون طيار كانت متجهة نحوها". موضحة أن سوفي عبارة عن سفينة نقل بضائع ترفع علم بنما، ويتكون طاقمها من بحارة من ثماني دول.
وأكد بيان البحرية الأمريكية أن "هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري".
وأفاد البيان بأن حياة الطواقم الدولية التي تمثل بلدانا متعددة حول العالم تعرضت للخطر، مشيرة إلى أن لديها "كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، على الرغم من شنها من قبل الحوثيين في اليمن، تم تمكينها بالكامل من قبل إيران".
وتوعدت بالرد على هذه الهجمات بالتنسيق مع شركائها الدوليين، حيث قالت بأن الولايات المتحدة ستنظر "في عدة اشكال للاستجابة المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر اسرائيل اليمن مليشيا الحوثي واشنطن فی البحر الأحمر المدمرة کارنی حوالی الساعة بدون طیار هجوم ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن
واشنطن- قبل 3 أسابيع من انتهاء فترة حكمه الأولى أدرج دونالد ترامب جماعة الحوثيين اليمنية في قائمة الجماعات الإرهابية، وأخرجتها إدارة جو بايدن من هذه القائمة، وما لبث أن عاد ترامب مع بداية فترة حكمه الثانية لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية.
وعكس هذه الإدراج تشدد ترامب تجاه الجماعة التي يعتبرها إحدى أذرع إيران في المنطقة، وهو ما ظهر واضحا مع بدء هجمات أميركية قوية ضد أهداف تابعة للجماعة وبعض قياداتها، وسط تعهد باستمرار هذه الهجمات حتى يتوقف تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وكانت جماعة الحوثي قد اختارت دعم سكان غزة بتعطيل الملاحة البحرية المارة بمضيق باب المندب من أو إلى إسرائيل.
وفي حديث متلفز أول أمس الأحد أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن جماعة الحوثي قد "هاجمت 174 سفينة عسكرية تابعة للولايات المتحدة، وهاجمت 145 مرة السفن التجارية"، وأكد أن "هذه الهجمات لا يمكن لها أن تستمر".
هدف ترامبووفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، أثرت هجمات الحوثي على مصالح 65 دولة على الأقل وما لا يقل عن 29 شركة دولية للطاقة والشحن.
وأشار تقدير صدر مؤخرا عن خدمة أبحاث الكونغرس إلى أنه "في الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أنهم استهدفوا سفنا لعديد البلدان، مما أدى إلى تحويل حركة المرور البحرية وزيادة تكاليف شركات الشحن العالمية وأقساط التأمين وأسعار الشحن البحري".
إعلانوفي بيان إعلانه بدء الهجمات بتغريدة على منصة تروث سوشيال قال ترامب "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين: وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءا من اليوم، وإذا لم تفعلوا فسينهال عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل، إلى إيران: يجب أن ينتهي دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورا".
وسبق بدء الهجمات إعادة تصنيف جماعة الحوثي بالإرهاب، ووفقا للبيان الصادر من البيت الأبيض، فإن تصنيف الجماعة إرهابية هو جزء من جهد أوسع للإدارة "للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين وشركائنا، والشحن البحري في البحر الأحمر".
ويمّكن هذا التصنيف الحكومة الأميركية من زيادة العقوبات الجنائية على تقديم الدعم المادي للجماعة، ويسمح للضحايا بمقاضاة أي جهة تدعم الحوثيين.
كما يتيح هذه التصنيف حظر المعاملات المالية والتجارية بين المواطنين والجهات الأميركية والجماعة، وهو ما يزيد عزلة الحوثيين عن المجتمع الدولي.
ويتطلب الإدراج من منظمات الإغاثة الحكومية وغير الحكومية الأميركية مراجعة أنشطتها في اليمن لضمان عدم استفادة الحوثيين من المشاريع الإنسانية.
تصعيد ترامب
ولا تزال إيران أكبر تحدٍ إستراتيجي يواجه أميركا في الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي يواجه فيه النظام الإيراني موقفا صعبا بعد الضربات التي تلقاها حليفه اللبناني حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وقد أرسلت إدارة ترامب رسائل مختلطة حتى الآن، إذ ضاعفت سياسة الضغط، في حين تبحث أيضا عن طرق لإجراء محادثة مباشرة مع طهران من خلال رسالة بعث بها ترامب إلى المرشد الأعلى في إيران.
وردّت إيران برسائل مختلطة خاصة بها، إذ أشار علي خامنئي إلى الولايات المتحدة على أنها "حكومة متنمرة" خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين وعسكريين، وفي الوقت نفسه، أشارت إيران إلى بعض الانفتاح على المحادثات.
إعلانمن ناحيته، يقول ديفيد دي روش أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ووزارة الدفاع إن "ترامب سيقول إن هذا تصعيد لوقف التصعيد، إنه بالتأكيد لا يريد نشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط، إنه يريد تدمير قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن، وبالتالي إنهاء وجود مجموعة ضاربة في البحر الأحمر".
وأضاف دي روش "كانت إدارة بايدن مقيدة في ردها على العدوان البحري الحوثي بالرغبة في تجنب جدال داخلي في الحزب الديمقراطي بشأن قانون سلطات الحرب، ولا سيما في الوقت الذي احتاج فيه بايدن إلى موافقة الحزب لتأمين ترشيحه للرئاسة دون إجراء انتخابات أولية".
ورأى أن ترامب يسعى إلى توسيع الهجمات ضد الحوثيين، بما في ذلك ضرب مقرهم الرئيسي، مما يجعله في وضع أقوى لحماية النقل البحري والتفاوض مع إيران، حسب كلامه.
وأشار الخبير العسكري في حديث للجزيرة نت إلى أن "عبء مرافقة السفن المدنية في البحر الأحمر غير مستدام، والتأثير على التجارة كبير جدا، أحد الاعتبارات التي تم التغاضي عنها هو عدم تحرك مصر، الدولة التي خسرت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من رسوم عبور قناة السويس التي تحتاجها بشدة، وفي الوقت ذاته لا يمكن للولايات المتحدة والدول البحرية الأخرى السماح لمجموعة غير حكومية بإغلاق مثل هذا الممر البحري الرئيسي".
ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية، فإن "إيران لا تسيطر على الحوثيين"، ولكن بدون مساعدة إيران "سيعاني الحوثيون لتعقب السفن التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن وضربها بشكل فعال".
دعوات لعدم التدخل
ووسط الاحتفاء العام بالهجمات الأميركية على الحوثيين خرج تيار يعارض هذه الهجمات.
ويرى هذا التيار أنه يجب على واشنطن أن تنهي فورا نشاطها العسكري ضد الحوثيين، وأن تضغط على الدول الأوروبية والآسيوية للقيام بدور أكثر استباقية في حماية سفن الشحن الخاصة بها، والتوقف عن دعم واشنطن الحرب الإسرائيلية في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إعلانويأتي النائب الجمهوري توماس ماسي على رأس هؤلاء المطالبين بعدم تدخل بلاده في الدول الأجنبية، وتقليص استخدام الجيش الأميركي في الخارج.
وبعد تعرّض اليمن لهجمات جوية وصاروخية أميركية على مدار الأيام الماضي من سفنها وقواعدها بالبجر الأحمر غرد ماسي على منصة إكس قائلا "ما لن تخبرك به وسائل الإعلام هو أن طريق الشحن هذا يستخدم بشكل أساسي لإيصال الصادرات من آسيا إلى أوروبا، وتكمن قيمتها الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة في المقام الأول في استيراد النفط من الشرق الأوسط، والذي لا نحتاجه ويمكننا التنقيب عن نفطنا في أراضينا، كما تأتي معظم الواردات الأميركية من آسيا عبر المحيط الهادي".
وينتمي ماسي إلى تيار الأحرار في الحزب، وهو تيار لا يؤمن بوجود مصالح لواشنطن في التدخل في حروب لا تنتهي بالشرق الأوسط.
What the media won’t tell you is this shipping route is mainly used to get exports from Asia to Europe.
Its economic value to the United States is primarily in importing oil from the Middle East, but we can drill our own oil.
Most U.S. imports from Asia come via the Pacific.
— Thomas Massie (@RepThomasMassie) March 16, 2025
وفي تغريدة أخرى أشار ماسي إلى أن الولايات المتحدة ليست ضمن الدول التي تتأثر تجارتها باضطراب الملاحة في البحر الأحمر.
وقال إن أكثر دول تخسر من اضطراب الملاحة في البحر الأحمر هي الصين فقد خسرت 9.6 مليارات دولار، والسعودية 5.8 مليارات، وألمانيا 3.4 مليارات، واليابان 3.1 مليارات، ثم كوريا الجنوبية 2.7 مليار دولار.
بالمقابل، رأى جون هوفمان محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو في تحليل له على موقع المركز أن نهج واشنطن تجاه الحوثيين هو مثال لسوء التصرف الإستراتيجي.
وقال هوفمان "إنها حملة عسكرية مفتوحة -وغير مصرح بها من قبل الكونغرس– ولديها مشكلة كبيرة، إنها لا تعمل ولن يكون لها تأثير".
إعلانوأضاف "لن تنجح إستراتيجية واشنطن، فهي ذات تكلفة كبيرة وتعرّض حياة الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية للخطر، وتخاطر بزعزعة استقرار اليمن وكذلك استقرار المنطقة الأوسع".
وأكد هوفمان أنه "لا توجد مصالح وطنية حيوية للولايات المتحدة على المحك في اليمن تبرر هذا المستوى من التدخل العسكري الأميركي، أو تبديد مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين".