أمين عام حلف "الناتو": أوكرانيا في وضع حرج
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن أوكرانيا في وضع حرج، ويتعين على دول الحلف الاستعداد لتلقي أنباء سيئة منها، إذ تشهد توسيعًا كبيرًا في بسط القوات الروسية سيطرتها على مختلف جبهات القتال في البلاد، فيما شن عمدة العاصمة كييف، هجومًا ضد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، واتهمه بارتكاب أخطاء عملت على توريط البلاد في حرب مع روسيا لا قبل لها بها.
وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبيرج، في مقابلة مع قناة "إيه. آر. دي" الألمانية، أول من أمس، إنه يتعين على الحلف أن يكون مستعدًا لتلقي أخبار سيئة من أوكرانيا.
وأفاد ستولتنبيرج، ردًا على سؤال: عمّا إذا كان يخشى أن يزداد الوضع في أوكرانيا سوءًا في المستقبل، بأنه "يتعين علينا أن نكون مستعدين لتلقي أخبار سيئة". بحسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأضاف ستولتنبيرج: "الحروب تتطور على مراحل. لكن علينا أن ندعم أوكرانيا في الأوقات الجيدة، والسيئة، على حد سواء". وأكد أنه من الضروري تعزيز إنتاج الذخيرة، معترفًا ستولتنبيرغ بأن دول "الناتو" لم تتمكن من تلبية الطلب المتزايد عليها.
وتابع ستولتنبيرج، أن أوكرانيا الآن في وضع حرج، لكنه رفض أن يوصي بما يجب أن تفعله كييف. واستطرد: "سأترك الأمر للأوكرانيين، والقادة العسكريين، لاتخاذ هذه القرارات العملياتية الصعبة".
وشدد أمين عام حلف "الناتو"، على أهمية عدم السماح بارتفاع أسعار الذخيرة الآن مع ارتفاع الطلب. وقال إنه لم تحدث تطورات مهمة في ساحة المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية. وأضاف: أن "الحروب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، لكننا نعلم أنه كلما زاد دعمنا لأوكرانيا، كلما انتهت الحرب بشكل أسرع".
في الغضون، شن عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، هجومًا على زيلينسكي، في مقابلة مع قناة "20 دقيقة الإخبارية" السويسرية، حظيت بتغطية واسعة، في روسيا، وأوكرانيا.
وقال كليتشكو، خلال المقابلة: "يتساءل الناس: لماذا لم نكن مستعدين بشكل أفضل لتلك الحرب؟ ولماذا نفى زيلينسكي، حتى النهاية، أن الأمور ستصل إلى هذا الحد؟". وأضاف: "كان هناك الكثير من المعلومات، التي لا تتفق مع الواقع"، متهمًا زيلينسكي بارتكاب أخطاء.
ودعا كليتشكو إلى توخي الصدق، فيما يتعلق بالوضع الحقيقي لأوكرانيا، في أعقاب الحرب مع روسيا، مضيفًا أن زيلينسكي يدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها.
وتابع: "بالطبع، يمكن أن نكذب بكل ابتهاج على شعبنا، وشركائنا، لكن لا يمكن أن تفعل ذلك إلى الأبد"، فيما قدّم دعمًا كبيرًا لرئيس الأركان الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، الذي أثار انتقادًا قبل شهر، عندما قال، إن الحرب وصلت إلى طريق مسدود. وأكمل كليتشو في المقابلة: "لقد قال الحقيقة".
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها قصفت موقعًا قياديًا محصنًا للدفاع الجوي الأوكراني، والإنذار في شرق البلاد بمدينة دنيبرو. وأضافت الوزارة، إنها نفذت هجمات مشتركة، استخدمت فيها الطيران التكتيكي العملياتي، والطيران العسكري، والمسيّرات، وقوات المدفعية، والصواريخ.
بينما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 12 مسيّرة، وصاروخ "كروز" خلال الليل، وأن أنظمة الدفاع الجوي، دمرت 10 مسيّرات قبل بلوغها أهدافها. كما أوضحت وزارة الدفاع الروسية، خلال الإفادة اليومية، أنها قصفت مستودعات للوقود في مناطق ميرهورود، وبولتافا، ومدينة خميلنيتسكي، وترسانة للذخيرة في منطقة ميكولايف، فضلًا عن شنها هجومًا ضد جنود، ومعدات، في 107 مناطق مختلفة في أوكرانيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمين عام حلف الناتو أوكرانيا روسيا حلف شمال الأطلسي
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.