مجربات حسبنا الله ونعم الوكيل 450 مرة، من الأمور التي يغفلها الكثيرون، وقد يقع البعض في خطأ جعلها مقتصرة على أنها دعاء على الظالم والانتقام منه، ما يجعله يستبطئ نتائجها والشعور بالضيق لعدم استجابة المولى تبارك وتعالى إليه والانتقام ممن أوقعه في المظلومية، وفي التقرير التالي نوضح عجائب حسبي الله ونعم الوكيل.

مجربات حسبنا الله ونعم الوكيل 450 مرة

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن "حسبنا الله ونعم الوكيل" معناها الاكتفاء بالله وحده، والاستغناء عن الخلق ، فهو الذي يكفيني، وهو الذي يستجيب دعائي، وهو الذي يحقق مطلوبي، وهو الذي يصلني إلى مقصودي؛ فهو سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ومع كل شي، وبعد كل شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيءٍ عليم، وبكل شيءٍ محيط.

وتابع: كان الاشتغال بذكر هذه الكلمة المباركة هو حال الذاكرين المعلقة قلوبهم بالله رب العالمين «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين» هذه الحالة حالة المبادرة من الله سبحانه وتعالى قبل الطلب تتأتى بإخلاص العبادة.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضى الله تعالى عنهما- : (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِىَ فِى النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالُوا (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . [صحيح البخاري]

وأوضح: كان من مجربات أهل الله الذكر بـ حسبنا الله ونعم الوكيل 450 مرة، فهى وقاية وكفاية وصرف للسوء، فـ "حسبنا الله ونعم الوكيل" كلمة قد تجري على اللسان، لكنها تهز ذرَّات الكون .. كلمة قد يستهين بها الناس، ولكنها تنور قلوب المؤمنين، في ظلمات الفتن.

دعوت على أحد بـ حسبي الله ونعم الوكيل فكان عقابه شديدا.. فماذا أفعل؟ كيف يكون باب العبد بين الترغيب والرجاء ؟.. علي جمعة يوضح معنى وفضل حسبي الله ونعم الوكيل

شرح الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معنى وفضل «حسبى الله ونعم الوكيل»، قائلا:«حسبى الله ونعم الوكيل تعنى إن أنا سحبت نفسى من الموضوع أو القضية ولم أعد طرفا فيها ولا أتصرف تصرفا سلبى ولا إيجابى فى هذه القضية ووكلت الله عز وجل».

وتابع خلال لقائه مع الإعلامى «عمرو خليل»، على قناة «سي بي سي»، أن هذه الكلمة تعنى أننى وكلت ربنا ولا يجوز التدخل فى الأمر، والله عز وجل الذى يعلم كل شيء، مضيفًا: « أنت أحلت له القضية ليحكم فيها فسوف يحكم فيها الله عز وجل حكم عادل ويعطيك حق الذى تريده ويتصرف مع هذا الخصم».

وأوضح أن الشخص الذى يوكل الله عز وجل بكلمة «حسبنا الله ونعم الوكيل» لا يجب أن يتدخل لأنه يكون فى هذه الحالة غير صادق في الكلمة وهذا يعتبر لعبة مع الله وعلماء يحذرونا منه فلا يجوز أن يوكل الإنسان الله للحكم وأخذ الحق وهو يتدخل، ومن يستخير الله ينفذ ما يشاهده فى الاستخارة وليس العكس أو أنه لا يستخير من الأول.

قول حسبي الله ونعم الوكيل

وفي جواب سائلة تقول: وقع عليّ ظلم، فقلت: "حسبي الله ونعم الوكيل" أمام بعض زملائي في العمل. فهل تعتبر هذه الكلمة غير لائقة في هذه الحالة، أم لا؟، قالت دار الإفتاء: يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۞ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 173-174].

بَيَّنَ الحق تبارك وتعالى في هاتين الآيتين أن كلمة "حسبنا الله ونعم الوكيل" تقال عند الشدائد، وهي من أقوال المؤمنين المتمسكين بالله والناشدين لنصر الله، وَبَيَّنَ أن من يتمسك بهذه الكلمة فهو من الناجين بفضل الله ونعمته، مشددًة: فلا تعتبر هذه الكلمة من الكلمات غير اللائقة، بل هي في محلها عند وقوع الظلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حسبنا الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل حسبی الله ونعم الوکیل الله عز وجل هذه الکلمة ا الله کل شیء

إقرأ أيضاً:

وأحسنوا

 

 

زكريا الحسني

 

الإحسان في اللغة العربية يعني: إتقان العمل: أي فعله على أكمل وجه وبأفضل صورة، ويعني كذلك فعل الخير: وهو تقديم المعروف والمساعدة للآخرين، كما يعني التفضل والعطاء: أي تقديم النفع دون انتظار مقابل، وهو مشتق من الجذر "حَسُنَ"، الذي يدل على الجمال والجودة في الفعل والخلق.

الإحسان هو أسمى مراتب الفضيلة، وهو ليس مجرد فعلٍ نبيلٍ أو عطاءٍ كريم، بل هو حالة من الصفاء الروحي والسمو الأخلاقي. إنه شعورٌ يعكس نقاء القلب وصفاء السريرة، فيفيض صاحبه حبًا ورحمة، فيصبح كالغيث أينما حلّ نفع.

الإحسان هو أن تعطي دون انتظار مقابل، وأن تزرع الأمل في قلوبٍ أرهقها الألم، وأن تكون يدًا حانية تمتد لكل محتاج. إنه أن ترى جمال الحياة في إسعاد الآخرين، وأن تستشعر رضا الله في قضاء حوائج عباده.

يقول ابن القيم: "الإحسانُ هو أن تعبدَ اللهَ كأنَّكَ تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو غايةُ الإخلاصِ للهِ وحده."

ويقول الشاعر:

وإذا جَزَيتَ الخَيرَ عَشرَةَ أمثَالِهِ

فَالإحسَانُ يَفُوقُ ذَلِكَ أضْعَافَا

الإحسان نورٌ يُضيء الدروب الحالكة، وهو قوةٌ تمنحك سعادةً لا توصف؛ لأنك تشعر أنك سبب في إدخال السرور على قلوبٍ أرهقها الزمن. إنه رسالة حبٍ وسلام، ومفتاحٌ لرضا الرحمن، وسرٌ من أسرار السعادة الأبدية.

فكُن من المحسنين، وازرع الخير حيثما حللت، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ويكفيك شرفًا أن تكون ممن أحبهم الله واصطفاهم ليرفعوا راية الإحسان في الأرض.

حين أحسِن إلى أحدهم أشكرهم، فقال لي أحدهم: أليس من المفترض أن نكون نحن من يشكرك؟ فقلت: ألا تعلم من أمرني بذلك؟ إنه الله، الذي قال: {إِنْ أَحْسَنتُمْ فَقَدْ أَحْسَنتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الإسراء: 7).

واليوم، أنت دفعتني إلى الارتقاء إلى هذه المرتبة، فخذ كل ما ذكرت سلفًا بعين الاعتبار، وتقبّل شكري لك، لأن الله اختارني لهذا الموقف ليبلوني: أأشكر أم أكفر؟ وهذا هو نور الله في الأرض، والله يصطفي من عباده من يشاء ويختار.

وما قدمته لك ليس تفضّلًا مني، فإن ظننت ذلك فقد تكبّرت على الله. تعالى الله علوًّا كبيرًا عن أن أكون جاحدًا أو ناكرًا لفضله.

أشكر الله الذي رزقني هذه الفرصة لأكون سببًا في إدخال السرور على قلبك، وجعلني ممن يحملون نور الإحسان في هذه الدنيا. فالفضل لله أولًا وآخرًا، وما أنا إلا وسيلة لتحقيق إرادته في نشر الخير بين عباده.

ينبغي أن نُعيد إحياء مفهوم الأخلاقيات في ثقافة الناس، فبعودة هذه القيم السامية سيصبح نسيج المجتمع أكثر صلابة، وستنتشر المحبة والخير بين أفراده، فتتنزل البركات من الله؛ لأن الله يُوجد في كل خيرٍ، وهو الذي غرس هذه القيم في صميم خِلقتنا ومناط تفكيرنا.

علينا فقط أن نستعيد ما ضاع منا من إرثٍ عظيمٍ جاء به سيّد الخلق وأهل بيته الأطهار. فلنكن على أثرهم مهتدين، مستنيرين بهديهم، سائرين على دربهم، لنحقق ما أراده الله لنا من خيرٍ وصلاح.

الأخلاق ليست مجرّد سلوكياتٍ عابرة، بل هي روح الحضارات وجوهر الإنسانية. إنّها الحبل الذي يربط الأرض بالسماء، والقوة التي تُعلي شأن الأمم وترفع قدر الإنسان. فلا رفعة لأمةٍ فقدت أخلاقها، ولا مجدَ لمجتمعٍ تهاوى في مستنقع الانحلال.

فلنكن جيلًا يُعيد للأخلاق رونقها، وللقيم مكانتها، ولننشر هذا النور في كل مكان، لأن الأخلاق هي أمانة السماء في أعناقنا، وحِفظها هو حفظ للإنسانية جمعاء.

ويُضاف إلى ذلك أن الإحسان يحرر الروح من قيود الأنا، ويرتقي بالإنسان إلى مراتب العطاء الخالص. فهو سرٌ من أسرار النقاء القلبي، وعنوانٌ للرقي الإنساني.

كما أن الإحسان يُعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية على أسسٍ من الحب والإخلاص، ويُضفي على الحياة بريقًا لا يُقاوم، فتشعر أن العالم كله يتنفس الجمال لأنك زرعت فيه بذور الخير.

فما أروع أن نعيش بالإحسان، وما أجمل أن نمضي في دروب الحياة حاملين قلوبًا نقية وأرواحًا مضيئة، تنشر الفرح وتنثر الأمل في كل مكان.

مقالات مشابهة

  • مرايا الوحي.. المحاضرة الرمضانية (3) للسيد القائد 1446هـ
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • وأحسنوا
  • النائب السابق أنطوان سعد في ذمة الله
  • بالفيديو.. عصام الروبي: صلاح البال منحة ربانية للمؤمنين الصادقين
  • المحشي مهمة شاقة.. سحر رامي تكشف أسرارها في المطبخ
  • افتقدناك في هذا الشهر الكريم أخانا وشيخنا وابننا ووالدنا يوسف فضل الله
  • كيف نستقبل رمضان؟ 10 نصائح تجعلك تفوز بالشهر الكريم لا تفوّتها
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • مدون أمريكي يكشف معنى الكلمة البذيئة التي تلفظ بها زيلينسكي خلال مشادته مع ترامب / شاهد