الذكاء الاصطناعي يعيد الموتى إلى الحياة.. كيف ذلك؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
في مشهد يبدو عاديًا يتحدث أربعة من أبناء العمومة الصغار مع جدتهم سميث عبر رابط فيديو يسألونها وتجيب عليهم بكل ود وأريحية، ولكن ما لم يكن عاديًا هو أن الجدة التي تجيب وتضحك متوفية قبل أسابيع.
ليكن وراء هذا المشهد وقدرة الجدة المتوفية على التحدث مع أحفادها هي التكنولوجيا الجديدة التي تسخر قوة الذكاء الاصطناعي لإعادة الموتى من وراء القبر بشكل افتراضي، فقد تقدم عدد متزايد من الشركات الناشئة، التي يطلق عليها اسم "تكنولوجيا الحزن" أو "استحضار الأرواح الرقمية"، خدمات تعد بالحفاظ على ذكريات الأحباب المفقودين حية إلى الأبد.
بعضها، مثل تلك التي تستخدمها الجدة سميث، تعتمد على مقاطع فيديو مسجلة مسبقًا حول الموضوع، ويمكن للأقارب بعد ذلك طرح الأسئلة عليهم، من خلال واجهة الذكاء الاصطناعي التي تحدد الاستجابة المناسبة بسلاسة وعلى الفور اعتمادًا على ما تم طرحه.
على الرغم من أن السيدة سميث تحدثت عبر شاشة الفيديو، إلا أن آخرين يستخدمون نفس التكنولوجيا ظهروا مرة أخرى كصور ثلاثية الأبعاد متحركة، هذه هي سرعة التغيير التي تدعمها ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح ما كان في السابق من الخيال العلمي حقيقة واقعة.
في الواقع، قبل عقد من الزمن فقط، ظهرت إحدى حلقات الدراما البائسة Black Mirror، التي تضمنت مؤامرة تلجأ فيها امرأة شابة تدعى مارثا إلى الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء نسخة رقمية من صديقها آش بعد مقتله في حادث سيارة.
بيئة عمل شديدة الخطورة.. عاملون في شركة جيف بيزوس يقتربون من الموت تعرف على متلازمة الرئة البيضاء المنتشرة بقوة في العالميتم ذلك باستخدام جميع اتصالاته السابقة عبر الإنترنت وملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وبلغت ذروتها في إنشاء جهاز android يشبه آش، وفي حين أن هذه الخطوة الأخيرة لا تزال بعيدة بعض الشيء، إلا أن الحياة تقلد الفن بالفعل.
من خلال التعلم من لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية والمواد الأخرى مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة إنشاء نسخة من الفرد تبدو أو تتحدث أو تتفاعل مثل الشخص الحقيقي، يتراوح نطاق تقنيات الحزن من روبوتات الدردشة البسيطة إلى الصور الرمزية المتطورة التي تحاكي شكل وصوت المتوفى.
"بعد وفاة والديك، يمكنك مقابلتهم في السحابة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، للتخفيف من آلام وفاة أحبائك"، هكذا وعدت إحدى الشركات الكورية الجنوبية التي قامت بالفعل "بلم شمل" عدد من الأفراد الثكالى بصور واقعية للغاية، وهي نسخة تم إنشاؤها بالفيديو لأحبائهم.
يبدو الأمر جيدًا من الناحية النظرية، ولكن في الحياة الواقعية، يثير طرح تقنية الحزن أسئلة أخلاقية ويؤدي إلى انقسام الآراء.، فيقول أولئك الذين استفادوا من هذه الخدمات الجديدة إنها توفر وسيلة قيمة للحفاظ على الذكريات وتفاصيل الحياة ونقلها والتي كانت ستُنسى لولا ذلك، ويقولون أيضًا إن بإمكانهم توفير الراحة لمن يستخدمونها بنفس الطريقة التي يحدث بها النقر فوق ألبوم الصور أو مشاهدة مقطع فيديو منزلي.
ولكن من بين المخاوف بشأن التكنولوجيا الجديدة هو القلق من أنه من أجل تحقيق أقصى قدر من الأرباح، ستجعل شركات التكنولوجيا عروضها 'إدمانية' قدر الإمكان، بحيث يمكن فرض رسوم على الأقارب المكلومين مرارًا وتكرارًا لرؤية أحبائهم المتوفين، بدلاً من رؤية أحبائهم المتوفين، ببساطة دفع رسوم ثابتة.
هناك أيضًا تحذيرات من أن واقعية الصور الرمزية قد تجعل من الصعب على الثكالى أن يتصالحوا مع خسارتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشباب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يكشف سر الحفاظ على شباب الدماغ
في دراسة حديثة تربط بين الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب، اكتشف باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، رؤى مهمة حول شيخوخة الدماغ، وتوصلوا إلى نتائج يمكنها التصدي لتحديات الأمراض المرتبطة بالخرف.
ووفق الدراسة، التي نشرتها مجلة "Alzheimer's & Dementia: The Journal of the Alzheimer's Association"، فقد اُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الدماغ من 739 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة معرفياً بمدينة غوتنبرج، ويبلغون من العمر 70 عاماً، وشكلت النساء ما يزيد قليلاً على نصف مجموعة المشاركين.
وتسلط الدراسة الضوء على المصابين بالخرف، لافتةً إلى أن أكثر من 20 ألف شخص في السويد يصابون بأنواع مُختلفة منه سنوياً، حيث يمثل مرض الزهايمر نحو ثُلثي هذه الحالات.
ولاحظ الفريق البحثي أن من بين التغيرات التي تحدث: تقلص حجم الدماغ، وضعف كفاءة الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتركيز.
وكشفت النتائج أن عوامل مثل الالتهابات، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وأمراض الأوعية الدموية، يمكنها أن تساهم في تسارع شيخوخة الدماغ، في المقابل فإن اتباع عادات صحية كالحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام، يمكنها أن تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ لأطول فترة ممكنة.
عمل الباحثون على تحليل نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة طوروها لتقدير العمر البيولوجي للدماغ، مع أُخذ عينات دم لقياس مستويات الدهون، والسكر، ومؤشرات الالتهابات، بجانب القيام باختبارات معرفية لقياس الأداء العقلي لهؤلاء الأشخاص.
ولادة أول طفل في العالم بتقنية "Fertilo" خارج جسد الأم - موقع 24أدت تقنية خصوبة جديدة طورتها شركة "Gameto" للتكنولجيا البيولوجية، ومقرها نيويورك، باستخدام الخلايا الجذعية لمساعدة الأجنة على الاكتمال خارج الجسم، إلى أول ولادة بشرية حية في العالم.وأظهرت النتائج أن المصابين بالسكري، والسكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، كان لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية، بينما أظهرت أدمغة الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحياً مظاهر أكثر شباباً مقارنة بأعمارهم.
أهمية الأداة المُطورةوشدد الباحثون، على أن الأداة التي طوروها تُقدم نتائج دقيقة إلى حد كبير، ويمكن استخدامها كوسيلة بحثية مهمة، مع إمكانية توسيع تطبيقاتها لتشمل الدراسات السريرية المستقبلية، مثل أبحاث الخرف.
وأشارت النتائج أيضاً إلى وجود اختلافات بين الرجال والنساء في العوامل التي تؤثر على شيخوخة الدماغ، مما يعني أن الجنس قد يلعب دوراً في كيفية بناء المرونة الدماغية، وهو ما دفعهم للتأكيد على أهمية دراسة هذه الفروقات بين الجنسين بشكل كخطوة تالية وأعمق، عبر التركيز عوامل بيولوجية مثل الهرمونات، والتأثيرات الاجتماعية والثقافية، مع التركيز بشكل خاص على صحة الدماغ لدى المرأة.