الحرب توجه ضربة لقطاع التكنولوجيا في إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
وجّهت عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي ضربة قاسية بشكل كبير لقطاع التقنية الإسرائيلي، الذي يعدّ أحد أهم القطاعات الاقتصادية، ويعمل فيه 6 آلاف شركة، وتشكّل الصناعة 18 % من الناتج المحلي، ونحو نصف صادرات البلاد، و30 % من عائدات الضرائب.
ورغم قدرة إسرائيل على مواجهة الركود الكبير بين 2008 و2009، وآثار جائحة كورونا الاقتصادية، إلا أن الحال يختلف الآن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حسبما جاء في تقرير لـ»الجزيرة نت»، إذ تأثر قطاع التقنية بشدة، وأفاد ما يزيد على 80 % من شركات التقنية المتقدمة الإسرائيلية أنها تضررت من الحرب.
وتلقى هذا القطاع الحيوي ضربات موجعة تهدد ازدهاره من زوايا عدة؛ أهمها القوى العاملة التي تعد أبرز التداعيات الفورية للحرب على شركات التقنية، حيث حشدت إسرائيل أكثر من 300 ألف جندي احتياطي للمشاركة في الحرب، وتقدر شركة «إس إن سي» الإسرائيلية أن حوالي 10 % من موظفي التقنية جُندوا، مع ارتفاع العدد إلى 30 % في بعض الشركات، حسبما ذكرت منصة «فوربس» في تقرير لها.
وحسب تقرير نشره معهد «سياسات الأمة الناشئة»، فإن 70 ٪ من شركات التقنية الإسرائيلية أبلغت عن وقوع أضرار في عملياتها؛ بسبب استدعاء جزء كبير من موظفيهم للخدمة العسكرية.
وإسرائيل واحدة من الدول القليلة خارج شرق آسيا التي تُصنّع فيها الرقائق المتقدمة، بما في ذلك تطويرها وتخطيطها، وأبرز شركة في مجال أشباه الموصّلات هي شركة «إنتل»، التي تعمل في إسرائيل منذ ما يقرب من 50 عاما، وتوظف حوالي 12800 شخص في 5 مواقع رئيسية في البلاد.
ويقع مركز تطوير «إنفيديا» الذي يصنّع الرقائق لأنظمة الذكاء الاصطناعي، في مستوطنة «يوكنعام»، على بُعد ساعة بالسيارة من الحدود الشمالية مع لبنان، وافتتحت شركة «غوغل» بالفعل مركزا خاصا بها لتطوير الرقائق في إسرائيل، وتوظف أمازون أكثر من 1500 شخص في البلاد.
ووفقا لبيان شركة «إنفيديا»، استدعي حوالي 12 % من موظفيها البالغ عددهم 3300، إلى الخدمة العسكرية حسبما ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي.
في 2021، جمعت الشركات الناشئة الإسرائيلية 27 مليار دولار وفقا لهيئة الابتكار الإسرائيلية (وكالة حكومية)، وفي ظل الحرب الحالية فإن التحدي الكبير هو استمرار تدفق الاستثمارات في شركات التقنية الإسرائيلية.
وهنا نجد تأثيرا مباشرا للحرب إذ إن أكثر من 40 % من شركات التقنية لديها اتفاقات استثمارية تأخرت أو ألغيت، و10 % فقط تمكنت من عقد اجتماعات مع المستثمرين.
وقال جون ميدفيد الرئيس التنفيذي لشركة «أور كراود» - وهي منصة عالمية كبرى للاستثمار في المشروعات ومقرها إسرائيل - لرويترز، إن «التحدي الكبير الذي يواجه اقتصاد الشركات الناشئة هو التأكد من استمرار تدفق الأموال؛ لأن الغالبية العظمى من هذه الشركات الناشئة ليست مربحة، ولذلك هي بحاجة إلى استثمار مستمر». وأضاف «هذا ليس وقتا سهلا بشكل خاص للحصول على الاستثمار».
ولمواجهة هذه التحديات، أعلنت هيئة الابتكار الإسرائيلية، المسؤولة عن توجيه سياسات التقنية في البلاد عن تخصيص 100 مليون شيكل (26.7 مليون دولار) في شكل منح ومساعدات لتزويد حوالي 100 شركة ناشئة تعاني من ضائقة مالية، لمواجهة التحديات التي تفرضها الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الابتكار الإسرائيلية درور بن، إن «قطاع التقنية الفائقة، الذي واجه انخفاضا في حجم الاستثمار خلال الأشهر الـ 18 الماضية، يتأثر - أيضا- بالأزمة الحالية.. ويبدو هذا التأثير أكثر وضوحا في الشركات الناشئة التي تحتاج إلى التمويل بشكل عاجل، خاصة خلال فترة مليئة بالتحديات، حيث يصعب إجراء جولات تمويل جديدة». وفق ما ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وقبل اندلاع الحرب بالفعل، عانت شركات التقنية الإسرائيلية من انخفاض حاد في الاستثمارات بنسبة تصل إلى 70 %، الذي تفاقم بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي، والإصلاح القضائي المثير للجدل الذي تقدمت به الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام، وجاءت الحرب لتزيد الأمر سوءا، وهو ما دفع هيئة الابتكار الإسرائيلية للتدخل.
وتمثّل صناعة التقنية 30 % من عائدات الضرائب في إسرائيل، مما يجعل ازدهارها حاسما للاقتصاد الإسرائيلي. ولكن في ظل العدوان، فإن توقف عجلة العمل أو تباطؤها، يؤثر بشكل كبير في صادرات هذه الشركات، وكذلك في الضرائب التي تدفعها لخزينة الدولة.
وحسب تقرير معهد «سياسات الأمة الناشئة»، فهناك نسبة كبيرة من الشركات معرضة لخطر الإغلاق أو التأخير في الإنتاج وتسليم الطلبيات، أو عدم القدرة على مقابلة المستثمرين وتلبية متطلباتهم. وفي استطلاع أجراه المعهد وشمل 507 شركات تقنية إسرائيلية متقدمة، أبلغ أكثر من 70 % من هذه الشركات تأجيل أو إلغاء الطلبات والمشروعات المهمة الخاصة بها.
كما أكدت هذه الشركات عدم قدرتها على إجراء التجارب المخبرية الضرورية لتطوير مشروعاتها، فضلا عن وجود صعوبات في التصدير والاستيراد من الخارج، كما أبلغ حوالي ثلثي هذه الشركات عن مشكلات فنية وتشغيلية مرتبطة بحالة الحرب.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية الشرکات الناشئة شرکات التقنیة هذه الشرکات فی إسرائیل أکثر من
إقرأ أيضاً:
حملة تضامنية مع مشجع تونسي اقتلع لافتة شركة تدعم إسرائيل
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في تونس خلال الساعات الماضية جدلا واسعا وتضامنا كبيرا مع الطالب التونسي محمد أمين الطويهري، عضو الحملة التونسية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية حادثة أثارت اهتمام الرأي العام.
القصة وقعت أمس الاثنين، خلال مباراة جمعت المنتخب التونسي مع نظيره المالاوي في إطار تصفيات كأس العالم 2026 التي أقيمت في ملعب رادس، فقد اقتحم محمد أمين الطويهري أرضية الملعب حاملا علم فلسطين، وبعد رفع العلم، توجه إلى اللوحات الإعلانية المحيطة بالملعب ومزق لافتة دعائية لشركة تدعم الاحتلال الإسرائيلي وسط هتافات الجمهور، وبعد ذلك تدخلت قوات الأمن في الملعب واعتقلته.
مقطع الفيديو الذي أظهر اقتحام محمد للملعب ورفعه العلم الفلسطيني، بالإضافة إلى تدخل قوات الأمن بطريقة عنيفة ضده، أثار موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في تونس.
واعتبر كثير من النشطاء ما قام به محمد "عملا رمزيا" لدعم القضية الفلسطينية، وانتقدوا بشدة ما وصفوه بـ"القمع الأمني" الذي تعرض له.
وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي وسوما تضامنية مع الطويهري، مطالبين بإطلاق سراحه فورا.
وعبّروا عن استغرابهم من التضييق على شاب اختار التعبير عن موقفه الرافض للتطبيع بوسيلة سلمية.
إعلانوتساءل ناشطون وحقوقيون عن جدوى إيقاف شاب لمجرد رفعه علم فلسطين، خاصة أن رفع العلم لا يشكل تهديدا أو ضررا لأحد.
كما عبروا عن استنكارهم لتناقض المواقف الرسمية، حيث ترفع السلطة شعارات ضد التطبيع نهارا، بينما تتخذ إجراءات قمعية ضد المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية ليلا. وقال بعضهم:
"إيقاف الطويهري لمجرد رفعه علم فلسطين في الملعب يكشف عن نفاق الشعارات، أي منطق هذا الذي يرى في تمزيق لافتة إعلانية جريمة لكنه يتعامى عن تمزيق أوطان بأكملها؟ السلطة التي تخشى علما في يد شاب هي سلطة واهية تخشى الحقيقة أكثر من الفوضى".
View this post on InstagramA post shared by صدى فلسطين (@palestine.echo)
بعد توقيفه، أحيل محمد أمين الطويهري إلى النيابة العمومية، حيث تم الاحتفاظ به ليتم تقديمه صباح اليوم الثلاثاء 25 مارس/آذار أمام المحكمة الابتدائية ببن عروس.
ووجهت له تهم تتعلق بـ"الاقتحام والتشويش وإثارة الشغب". وقد دعت حملة مقاطعة كارفور تونس وعدة منظمات داعمة للقضية الفلسطينية الجماهير إلى التجمع أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الطويهري.
وبعد سماع وكيل الجمهورية للطويهري، تقرر تأجيل الجلسة المتعلقة بالقضية. وأشارت الحملة إلى أن الطالب سيبقى في حالة انتظار لتحديد موعد جديد لجلسة المحاكمة، مع استمرار متابعته على خلفية التهم المنسوبة إليه.
ومع انتشار قصة محمد أمين الطويهري، أطلق ناشطون حملة تضامن واسعة عبر مواقع التواصل، حيث وصفه البعض بالـ"بطل"، مؤكدين أن موقفه يعكس نبض الشارع التونسي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال. وكتب أحدهم:
"محمد أمين الطويهري واحد منّا.. شاب عبر بطريقته عن موقف نبيل تجاه قضية فلسطين، لم يرتكب عنفا، ولم يخرب، فقط أراد لفت الانتباه لقضية عادلة. مكانه في الجامعة، وليس في السجن".
إعلانودعا عدد من النشطاء إلى التضامن الميداني مع الطويهري، معتبرين أن الحادثة ليست قضية فردية بل تمس بالحريات العامة وحق التعبير السلمي. وأشار آخرون إلى أن هذه الحادثة تفتح باب النقاش حول ازدواجية المواقف في التعامل مع القضايا الوطنية والدولية.
محمد امين الطويهري واحد منا …
مؤمن اللي فما حق ضايع في فلسطين حب يعبر على مساندتو بطريقتو ،لا ارتكب عنف و لا كسر ملعب
اللي عملو حركة رمزية للفت الانتباه لقضية عادلة
مكانو في الجامعة مش فالحبس
الحرية لمحمد أمين و الحرية لفلسطين ????????
و المجد للشعب التونسي صاحب الصوت العالي ???????? pic.twitter.com/bd4TTvrqE4
— khaled tns (@khaled_tns) March 25, 2025