أكد سعادة السيد ألين بيريز توريس سفير جمهورية كوبا لدى دولة قطر، عمق العلاقة التي تجمع بلاده بدولة قطر، واصفا إياها بالممتازة وتغطي المجالات الثنائية ومتعددة الأطراف.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إن الهدف الرئيسي لزيارة فخامة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بيرموديز لدولة قطر، هو تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، وتأسيس مجالات جديدة للتعاون.


وأوضح أن البلدين لديهما قاعدة متينة في علاقات الصداقة الوثيقة بين الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقد كان التعاطف والتناغم الذي تحقق بين القائدين بمثابة الأساس لتطوير علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة اليوم بين دولة قطر وكوبا، وقد أعطى كلا القائدين دفعة كبيرة للعلاقات بين حكومتينا وشعبينا.
وبيّن اشتراك قطر وكوبا في المبادئ والأهداف في العلاقات الدولية، بما في ذلك تعزيز السلام والعلاقات الودية بين الدول، والتعاون الدولي في حل المشاكل العالمية، واحترام مبدأ المساواة في السيادة بين جميع الدول، وتسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدفاع عن سيادتها واستقلالها.
وقال سعادته إن كوبا حكومة وشعبا تقدر كثيرا العلاقات مع قطر حكومة وشعبا، مضيفا «نحن ممتنون للتضامن والتعاون الذي حظينا به، ولا سيما دعم دعوتنا إلى إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا».
واعتبر سعادة السفير قطاع الصحة من أكثر القطاعات تعاونا بين البلدين، حيث قدم الآلاف من العاملين الكوبيين بالمجال الصحي خدماتهم الطبية، مشيرا إلى أن إمكانات التنمية والتطور لا تزال واسعة، وبالتالي تعمل السلطات في كلا البلدين على تعزيز وتوسيع التعاون الطبي.
وتوقع السفير الكوبي زيادة في نسق التعاون في مجالات جديدة بعد زيارة الرئيس الكوبي للدوحة، مثل التكنولوجيا الحيوية والأدوية والسياحة والاستثمار والتجارة، والثقافة، والرياضة، والتعليم. وأضاف:» نعتقد أن تسريع وتيرة التقدم أمر ممكن، ونحن نعمل على تحقيق نتائج ملموسة». وأشار إلى قيام الحكومتين بمراجعة مقترحات الاتفاقيات التي يمكن توقيعها خلال زيارة رئيسنا إلى قطر.
كما ذكر سعادة السيد ألين بيريز توريس سفير جمهورية كوبا لدى دولة قطر في ختام تصريحه لـ»قنا» بالأنشطة والفعاليات الثقافية التي قامت بها السفارة بالتنسيق مع مؤسسات قطرية على غرار متحف الفن الإسلامي وكتارا، قائلا:» توجد في كتارا قطعة فنية تحيي العلاقات الودية بين بلدينا ولوحة جدارية لفنان تشكيلي كوبي تم رسمها قبل كأس العالم لكرة القدم».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر السفير الكوبي

إقرأ أيضاً:

هل تؤسس ثورة غزة ضد حماس للسلام؟

في واشنطن وبروكسل والعواصم العالمية، لم يصدق الناس ما شاهدوه على شاشات الأخبار المتواصلة من شرق البحر المتوسط، إذ بمئات ثم آلاف المتظاهرين يحتجون ضد سطة حماس، للمرة الأولى منذ حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وربما المرة الأولى منذ تولي الحركة الحكم في القطاع.

ورغم قصف إسرائيل المتواصل لأهداف داخل القطاع منذ خريف 2023 لكن المحللين والمراقبين يتوقفون على أسئلة ثقيلة ومنها، من يقف وراء الاحتجاجات، هل تقف جهة إقليمية أو دولية أو فريق فلسطيني؟ هل إسرائيل دبرت المسألة؟ أم أن المجتمع الغزاوي هو الذي أفرز تلك الظاهرة؟ وبعدها تأتي موجة ثانية من الأسئلة، هل ستتحول التظاهرات إلى شبه انتفاضة؟ هل تتوسع؟ هل ستطول؟ هل ستنهار أم ستنتصر؟ إن كان ذلك حاصلاً فما السيناريوهات ومستقبل غزة في خضم التطورات الإقليمية والحروب والعلاقات الدولية. ولعلها معادلة مترابطة بين إيران وميليشياتها، و"السابع من أكتوبر" وحملة إسرائيل رداً عليها، وعامي حرب، وثورة في غزة على حكامها. فلنحاول في هذا المقال أن "نقشر" الحال المعقدة الدموية في القطاع ونفهم ما يجري أو في الأقل ما نراه.

هل هنالك معارضة لحماس في غزة؟

بالطبع داخل كل مجتمع قوة مسيطرة وقوة تعارضها، حتى تحت الاحتلال. وهذا كان الوضع في الأراضي الفلسطينية منذ انتهاء الحرب الباردة، منظمة التحرير في الصدارة والحركات الإسلامية تنخر من تحت. ومع وفاة القائد التاريخي ياسر عرفات عام 2004، بدأت الحركة الإسلامية الفلسطينية في تمددها ولا سيما داخل غزة، معقل "الإخوان" التاريخي. ومع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، بدأ صراع وسباق على السلطة، مر بمواجهة دموية انتهت بانقلاب عسكري قامت به حماس ضد فتح، عام 2007 لتسيطر على القطاع لعقدين ونيف، ودخلت فتح وآخرون صف المعارضة. لكن مع مرور الزمن خرجت من داخل المجتمع الفلسطيني مجموعات اجتماعية شبيهة باليسار الليبرالي، ومشاركة في عهد الإنترنت منذ ظهوره. وكانت حماس المسيطرة على القطاع منذ صيف عام 2007 بنت قوة خارقة بعد الانقلاب على فتح، جمعت في مساحتها الدعمين الإخواني والإيراني ما وضع "المعارضة الفتحية" ومعارضة المجموعات الليبرالية في موقف مستحيل، قبل حرب السابع من أكتوبر.

مع اندلاع المواجهة العسكرية بين القوات الإسرائيلية و"المقاومة الإسلامية" في غزة منذ الثامن من أكتوبر، بدأت رحلة الـ18 شهراً من الحرب المدمرة التي تخطت غزة إلى إسرائيل فلبنان، وسوريا، والعراق، واليمن إلى الداخل الإيراني. وهذه الحرب لم تكن كسابقاتها ولم تعد العودة إلى الستاتيكو هي الهدف عند الإسرائيليين.

كسر هيبة حماس والمحور

إن تدمير الآلة العسكرية لحماس ومن بعدها حزب الله في لبنان، وتصفية قيادات القوتين الميليشياوية في القطاع ولبنان هزت تدريجاً هيبة حماس، والميليشيات الأخرى داخل المنطقة. فلا إسرائيل تراجعت ولا الدول العربية "انتحرت" في سبيل إنقاذ الجيش الحمساوي. وامتدت الضربات الإسرائيلية إلى حزب الله الحليف الشمالي لحماس، وأقعدته استراتيجياً. واخترقت أسراب من المقاتلات الإسرائيلية الأجواء الإيرانية وضربت الدفاعات الجوية للنظام وقلمت أظافره، فتقلصت قدرة "الجمهورية الإسلامية" على حماية قطاع غزة، وأدركت القيادة الحمساوية أن "النجدة الخمينية والإخوانية" لن تصل، لا لغزة ولا حتى أطراف الدولة العبرية. ومن وسط الأنقاض والبيوت المدمرة بدأ الناس يتكلمون عن ضرورة وقف الحرب، ليتمكن فلسطينيو القطاع أن "يعيشوا" كبشر. ووصلت الحرب المدمرة إلى حدود انهيار الصبر لدى المجتمع المدني، فسقطت قدسية "المقاومة العسكرية" ضد إسرائيل وبدأت مشروعية "المقاومة السلمية" ضد حماس.

 معارضة حماس من أين؟

سيتم تجميع الوثائق ومعرفة جذور معارضة حماس خاصة منذ 2007، لكن انتشار مسيرات الغزاويين ضد السلطة الحاكمة في القطاع بات يسلط الضوء على بعض الظواهر الكامنة وراء التحركات الشعبية المتلاحقة. وأهم معارضي حماس وأولهم كانوا ولا يزالون أعضاء وأنصار حركة فتح، ومؤيدي السلطة الفلسطينية، الذين ذاقوا الأمرين من حماس، لا سيما إبان انقلاب عام 2007 وبعده. وبعد "السابع من أكتوبر" بنحو شهرين بدأ على الـ"سوشيال ميديا" ظهور لمجموعات من اللاجئين الخارجين من غزة باتجاه مصر وهم ينددون بتهور حماس، ومسؤوليتها عن الدمار والخسائر الفادحة للأهالي، إلا أن الجو العام للإعلام كان يعكس تأييداً لسلطة حماس، رغم المآسي على الأرض.

لكن ظاهرة أخرى بدأت تهز ثقة الناس في حكامهم، وهي الفيديوهات التي ظهرت عن تعذيب الميليشيات لفتيان داخل غزة متهمين بـ"السرقة"، بما فيه الطعام والخبز، وسربت تقارير عن تصفيات لمن عدتهم الحركة "جواسيس" بينما هم مجرد معارضين للحركة، ولهذه الحرب. وهنا تذمرت جماعات أكبر من المواطنين داخل القطاع من قمع حماس بحقهم. المعترضون حافظوا على امتعاضهم من إسرائيل بسبب القصف لكنهم بدأوا ينتقدون نظامهم، لا سيما أن حماس تنسق حربها مع النظام الإيراني.

انهيار الجسر

ومع انسحاب جماعة حزب الله، وبعدها سقوط نظام الأسد كلياً، أدركت المعارضة الغزاوية لحماس أن هذه الأخيرة لن تكسب المعركة، وأن إطالة الحرب باتت كارثة. وبحسب بعض المعلومات فإن التحضيرات للتظاهرات بدأت منذ أشهر، وإن هنالك هيئات تنسيق في الداخل تقف وراء المسيرات. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير إعلان الرئيس الأمريكي عن مشروع لنقل أهالي غزة إلى دول أخرى، بينما تُصلح المؤسسات ويُعاد الإعمار. وكان لهذه التصريحات أثر عميق خوفاً من ترك الأرض، بينما حماس تستمر في جهادها ولا تأبه بجهاد الناس الحياتي، فانفجرت الاحتجاجات وتوسعت.

مقالات مشابهة

  • رئيسة الوزراء الدنمارك يزور جرينلاند في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأمريكي
  • العراق وسوريا على أعتاب مرحلة جديدة.. استئناف العلاقات الاقتصادية قريباً
  • العراق وسوريا على أعتاب مرحلة جديدة.. استئناف العلاقات الاقتصادية قريباً - عاجل
  • نائب الرئيس الأميركي يتفقد قاعدة عسكرية في زيارة مثيرة للجدل إلى غرينلاند
  • جلسة حوارية ببهلا تناقش تطوير مجالات العمل البلدي
  • هل تؤسس ثورة غزة ضد حماس للسلام؟
  • السفير حاتم رسلان: العلاقات بين مصر وسيراليون تدخل عصرًا جديدًا
  • عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي... تحالف سياسي واسع في غرينلاند لمواجهة الضغوط الأمريكية
  • خطوة من الخرطوم والرياض لتعزيز العلاقات بين البلدين 
  • سفير مصر بالسنغال يؤكد حرص قيادتي البلدين على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية