لا يعد اليمن مسقط رأس القهوة الفعلي فحسب، بل يمكن القول إن اليمنيين هم من اكتشفوها واتقنوا زراعتها وتحميصها واحتكروا إنتاجها لقرنين من الزمن ولا يزال الصنف اليمني الأفضل في العالم.
إقرأ المزيد فاطمة الجزائرية أمام جان دارك الفرنسية!القهوة جزء هام من تاريخ وثقافة "اليمن السعيد" وشجرته رمز للنبالة والأصالة، وفي هذا البلد نشأت ثقافة زراعة القهوة وتطورت السلسلة الكاملة لتحميصها وتحضيرها واستهلاكها .
تبدأ رحلة القهوة من بذرة تنمو منها شجرة تتفتح بأزهار بيضاء جميلة تضوع منها روائح طيبة مثل الياسمين، وثمارها مليئة بالحبوب التي نراها على مغلفات هذه السلعة التي من النادر أن يخلو من رائحتها صباح.
موطن شجرة القهوة الأصلي إثيوبي، ومنها نقل اليمنيون شجيراتها وزرعوها في أرضهم الجبلية وتفننوا في ذلك حتى خرج الصنف الأكثر جودة والأطيب طعما حتى الآن.
تعود أولى الأساطير عن القهوة إلى القرن التاسع، وتروي أن راعيا يدعى مالدي وكان يسكن منطقة كافا في جنوب إثيوبيا، لاحظ أن معزاته حين تأكل ثمرة تسمى "التوت المعجزة" تكتسب حيوية ونشاطا كبيرين.
الراعي حين تذوق هذا "التوت"، تأكد بنفسه من طاقة النشاط التي يمنحها. أعد مع راعي الدير المحلي مشروبا من هذه الثمرة ما سمح للقسيس بالاستيقاظ والصلاة لساعات طوال.
أسطورة ثانية تفيد بأن "الشيخ عمر"، وهو طبيب محنك من مدينة "المخا" اليمنية، كان يجري تجارب ويستخدم الثمار لعلاج الأمراض المختلفة، وهو من اكتشف القهوة وتأثيرها المنشط.
اكتسبت القهوة بحلول القرن 15 شعبية بين اليمنيين، وبدأت القهوة تزرع وتشرب وتباع في كل مكان، وساهم المناخ والظروف الطبيعية الفريدة في إنتاج القهوة المعروفة في جميع أنحاء العالم بمذاقها المميز.
القهوة في اليمن كانت خلال القرنين 17 و18، محرك التغيرات الاقتصادية والتاريخية والثقافية، وكانت حياة سكان هذا البلد العريق مرتبطة بشكل وثيق بهذه الشجرة ذات الثمار السحرية، وكان معظم المزارعون يتركز نشاطهم على زراعة القهوة.
دخل اليمن بأكمله مع بداية القرن 18 كان يأتي من صادرات البن. وجميع القهوة التي تم كانت تصل إلى جميع أنحاء العالم تأتي من اليمن.
احتكرت اليمن القهوة لأكثر من قرنين من الزمان، وعملت قامت الإمبراطورية العثمانية التي كانت ضمت اليمن على حماية هذه الثروة من السرقة والغزو، كي تحتفظ لنفسها بالأسبقية المطلقة في سوق البن.
مدينة "المخا" اليمنية كانت المركز الرئيس لتجارة البن، وكان يتوجب على جميع السفن التجارية التي تبحر في البحر الأحمر التوقف عند الميناء ودفع رسوم، ولذلك ازدهرت وتعاظمت ثروتها، وأصبحت مزدحمة. بمرور الوقت بدا يطلق على جميع القهوة التي انتجت في اليمن اسم قهوة " المخا".
تعاظم الطلب على القهوة في جميع أنحاء العالم وبدا الكثير من الدول في التفكير في زراعة اشجارها، وبدأت الشركات التجارية الاستعمارية الهولندية والفرنسية والبريطانية في تهريب حبوب البن من اليمن وتمت سرقة فسائل للشجرة ونقلت سرا إلى الخارج وزرعت في أماكن أخرى، وبدا احتكار اليمن للقهوة يتهاوى بشكل سريع، وانخفضت الأسعار بدخول منتجين كثر جدد، حتى أن اليمن لم يعد بحلول عام 1800 ينتج أكثر من 6% من مجمل الإنتاج العالمي.
أمريكا اللاتينية وإفريقيا تنتج قهوة تشوبها حموضة ومرارة، ويبقى الأجود والأغلى ثمنا يمنيا، على الرغم من قلة الأراضي الصالحة للزراعة وفقر البلد الشديد وما يمر به من محن شديدة متواصلة حتى الآن.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا
إقرأ أيضاً:
صحيفة سعودية: الثقافة اليمنية واحدة من أقدم الثقافات في العالم
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت صحيفة الرياض السعودية، اليوم الاثنين، إن الثقافة اليمنية واحدة من أقدم الثقافات في العالم، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين، مما يجعلها مركزًا حضاريًا بارزًا في تاريخ البشرية.
وأضافت: تُعرف اليمن بمملكة سبأ التاريخية، التي اشتهرت بتجارتها وازدهارها، وتتسم الثقافة اليمنية بتنوعها الواسع، حيث تشمل الفنون الموسيقية التي تعكس تراث الأرياف والمدن، إلى جانب الرقصات الشعبية مثل البرع والعصيدة، التي تُؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وتُعرف المأكولات اليمنية بتنوع نكهاتها، حيث يُعتبر المندي والزربيان والفحسة من الأطباق الرمزية التي تعكس تقاليد الضيافة والترحاب.
ووفقا للصحيفة: في إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار “انسجام عالمي”، شهدت حديقة السويدي في العاصمة الرياض حدثًا ثقافيًا يمنيًا مميزًا، حيث تجمع حشداً واسعاً من المواطنين والمقيمين في المملكة للتعرف على عراقة الثقافة اليمنية في يوم ثقافي مليء بالأنشطة المتنوعة.
وأكدت أن حديقة السويدي تحولت إلى منصة حيوية تجسد جماليات التراث اليمني، من خلال عرض الأزياء التقليدية والأطباق الشعبية والرقصات الفلكلورية، مما أتاح للزوار فرصة للتفاعل والاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة، وتضمنت الفعالية أيضًا مجموعة من الأنشطة المتنوعة، مثل العروض الحرفية التي تبرز المهارات التقليدية، وأركان تذوق المأكولات اليمنية الشهية، بالإضافة إلى العروض الفنية والموسيقية التي حظيت بإشادة واسعة من الحضور.
وأضافت: ولا تقتصر الثقافة اليمنية على الفنون والمأكولات، بل تشمل أيضًا الفنون الحرفية التي تجسد الهوية الثقافية، حيث يتميز اليمنيون بإبداعهم في صناعة الفخار والنسيج ونحوها، وتساهم هذه الحرف في الحفاظ على التراث وتعكس تاريخًا طويلًا من الابتكار والإبداع.
وتأتي فعالية “أيام اليمن” لاحتضان التنوع الثقافي وتعزيز الروابط الإنسانية، حيث تسعى المبادرة إلى خلق بيئة من التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات، وتتيح للمقيمين الفرصة التعبير عن ثقافاتهم في أجواء من الاحترام المتبادل، مما يعزز من الانسجام المجتمعي، ويمثل هذا الحدث جزءًا من سلسلة متكاملة من الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل التجارب بين المجتمعات المختلفة، وإثراء الحياة الثقافية في المملكة بما يساهم في بناء مجتمع غني بالتنوع والتفاهم.