أحمد عاطف (القاهرة)
أكدت غيوة نكات المدير التنفيذي لمنظمة «السلام الأخضر» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «غرينبيس»، أن أنشطها خلال «COP28» تشمل التعاون مع جامعة أبوظبي في مسابقة لاستكشاف الآفاق التحويلية لقطاع الطاقة والاقتصاد، وتسليط الضوء على أفضل المشاركات في المؤتمر الدولي للنهوض بالمستقبل المستدام، خلال مؤتمر الأطراف، وتسليط الضوء على الأساليب المبتكرة في تحول الطاقة بدولة الإمارات.


وأوضحت في حوار مع «الاتحاد»، أن المنظمة تنظم في المؤتمر معرضاً للمستقبل البديل باستخدام الذكاء الاصطناعي والتصوير لعرض رؤية الشباب لدور الإمارات المتطور باعتبارها رائدة في مجال الطاقة المتجددة والحفاظ على التنوع البيولوجي، والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
كما تشارك المنظمة تحالف «أمة من أجل الأرض»، في استضافة 6 أحداث جانبية في جناح تركز على قضايا تمويل المناخ الإسلامي، وندرة المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والوقود الأحفوري، وأماكن العبادة المجانية.
وأوضحت نكات، أن COP28 يعقد في ظل منعطف محوري للعمل المناخي، حيث يواجه العالم درجات حرارة قياسية، وحرائق غابات غير مسبوقة، وفيضانات، وعواصف، وموجات جفاف مدمرة للمجتمعات، والأرواح، وسبل العيش، والبيئة، ولهذا ستكون منظمة السلام الأخضر «غرينبيس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاضرة في المؤتمر، ممثلة بخبراء المناخ والناشطين وأولئك الذين تأثروا بشكل مباشر بأزمة المناخ من أجل ضمان سماع أصوات المتضررين واستماع صناع السياسات لمطالبهم.
وأوضحت غيوة نكات لـ«الاتحاد» أن المنظمة تشارك هذا العام مرة أخرى بوفد من أبطال المناخ الشباب إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP28»، بما في ذلك ممثلين عن بعض المجتمعات الأكثر تضرراً في منطقتنا، من العراق والمغرب وتونس، إلى الأردن ولبنان.

أخبار ذات صلة أبناء القبائل: البيت متوحد تحت راية القيادة ماذا قالوا عن.... التجربة «الرواندية» في النمو الأخضر؟ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

مؤتمر تاريخي
وترى أن «COP28» أحد أهم مؤتمرات الأطراف حتى الآن، وسيسجله التاريخ باعتباره الأكثر نجاحاً على الإطلاق إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن انتقال عادل ومنصف بعيداً، وقد تمت دعوة أكثر من 500 من الرؤساء التنفيذيين والمجتمع المدني للنظر في تسريع التحول في مجال الطاقة، والنظر في الكيفية التي يمكن بها إصلاح تمويل الشركات ودعم المسار إلى مستقبل أكثر استدامة.
وتتطلع غيوة إلى أن يكون المؤتمر سباقاً لإدراج أصوات الشباب المعرضين للمناخ في عملية صنع القرار، لذا، للعام الثاني على التوالي، رحبت «غرينبيس» بـ 450 شاباً من صانعي التغيير في مخيم العدالة المناخية التحويلي في لبنان لتبادل المعرفة والموارد والأفكار.
وأشارت إلى أنه من المهم أن يتفهم زعماء العالم مدى إلحاح الاتفاق على التخلص التدريجي العادل من الوقود الأحفوري، موضحة أنهم في «غرينبيس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتفقون مع رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين على أن تقليل الوقود الأحفوري أمر ضروري لا مفر منه، ويجب أن يذهب الطموح المشترك لقمة مؤتمر الأطراف هذه إلى أبعد من ذلك، ويتضمن التخلص التدريجي العادل (وليس مجرد التخفيض) من استخدام الوقود الأحفوري، ونعترف بأن هذا يفرض تحديات، خاصة للبلدان التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على إنتاج النفط والغاز، وعلينا أن نتقبل بشجاعة التحدي المتمثل في جعل التحول إلى أنظمة الطاقة الخالية من الوقود الأحفوري عادلاً.
وعبرت غيوة عن اهتمام المنظمة بضمان أن يشمل التقييم العالمي البلدان ويلزمها باتخاذ إجراءات قابلة للقياس، وخاصة في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفي «COP28»، يجب على القادة رسم مسار لتسريع العمل المناخي، وسد الفجوات لتحقيق أهداف العام 2030، والعمل بشكل عاجل لضمان بقاء حد 1.5 درجة مئوية في المتناول، ومن أجل النجاة من هذه الأزمة، نحتاج إلى حساب يجبر المتسببين في التلوث تاريخياً للوقود الأحفوري، وهم المسؤولون الأكبر عن تغير المناخ، وعليهم البدء في دفع تكاليف حل الأزمة التي تسببوا فيها.
 ورحبت في هذا الصدد، بالتزام الإمارات الراسخ بتمويل المناخ على جدول أعمال مؤتمر الأطراف، مشددة على أن صندوق الخسائر والأضرار الذي يعمل بكامل طاقته ويلبي احتياجات الناس على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ من شأنه أن يحمل هذه الانبعاثات التاريخية، سواء البلدان أو الشركات، المسؤولية عن تأثيرها البيئي.
وقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل عن صندوقها المذهل بقيمة 4.5 مليار دولار لمبادرات الطاقة النظيفة في أفريقيا، بالإضافة إلى خطتها الاستثمارية بقيمة 54 مليار دولار لمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.
ودعت نكات إلى ضرورة الإصغاء لأصوات السكان الأصليين والنساء والشباب والمجتمعات المهمشة، ومن المهم بنفس القدر أن نظل يقظين ضد التأثير غير المبرر لصناعة الوقود الأحفوري، مع الاعتراف بأنه السبب الجذري لأزمة المناخ، وعندما نوازن بين الرغبة في تحقيق أرباح الشركات واحتياجات الناس العاديين، يتعين علينا أن نتذكر المعاناة الحقيقية التي يتحملها الكثير منهم في صراع يومي من أجل البقاء، وكل يوم يمر دون تغيير حقيقي بمثابة حكم بالموت على هذه المجتمعات. 
وطالبت المدير التنفيذي لمنظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (غرينبيس) بترجمة نتائج «COP28» إلى إجراءات والتزامات ملموسة ليست طموحة فحسب، بل منصفة وعادلة أيضاً، حيث يمثل تغير المناخ تحدياً عالمياً يتطلب التعاون من جميع المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأن الجميع في سباق مع الزمن في معركتنا ضد أزمة المناخ، الساعة تدق، والأزمة تتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق، ويتعين على زعماء العالم أن يُظهروا قدرتهم على التحرك بسرعة أكبر، لأن الحلول جاهزة، ولا يوجد سبب يمنع الحكومات من حل هذه الأزمة في الوقت الحالي.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة فی الشرق الأوسط وشمال أفریقیا الوقود الأحفوری مؤتمر الأطراف من أجل

إقرأ أيضاً:

إلى كتبة الذكاء الاصطناعي: ارحمونا!

«فـي لحظة فارقة فـي تاريخ البشرية»، «فـي عالمٍ يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم»، «فـي زمنٍ تتسارع فـيه وتيرة الحياة»، «فـي عالمٍ يعلو فـيه الضجيج»، «فـي زمنٍ تتلاطم فـيه أمواج الفوضى». هذه عينة فقط من افتتاحيات مقالات باتت تنشر فـي بعض الصحف العُمانية منذ أن بلتْنا شركة OpenAI - سامحها الله - بإطلاق برامجها المتطورة للذكاء الاصطناعي للعامة فـي أواخر عام 2022. هذه المقالات المكتوبة بشكل كامل أو جزئي بأدوات الذكاء الاصطناعي، صارت تُنشر فـي جرائدنا بأسماء «كُتّاب» يحلو لي أن أسميهم «كتبة الذكاء الاصطناعي» رغم أن عددًا غير قليل منهم يحمل لقب (د) قبل اسمه، بل ويحرص على أن تُعَرِّفَه الصحيفة به. مقالات أقل ما يمكن أن يُقال فـيها إنها باردة، ومملة، لا حرارة فـيها ولا روح، ولا بصمة شخصية.

وعندما أقول «كتبة» وليس «كُتّابًا»، رغم أن الجمعَيْن يُستخدمان فـي اللغة العربية لمفردة واحدة هي «كاتب»، فلأن بينهما فارقًا جوهريًّا. فـ«الكُتّاب» هم من يكتبون نصوصًا أدبية أو فكرية أو علمية نابعة من بنات أفكارهم، وصميم إبداعهم، هم أولئك الذين تتقلّبُ الفكرة فـي رؤوسهم ردحًا من الزمن قبل أن تسقط على الورق أو جهاز اللابتوب. أما «الكتبة» فهم النسّاخون الذين يدوِّنون أقوال الآخرين أو يسجلونها، دون إبداع أو تأليف ذاتي، ومن هنا جاءت تسمية «الكاتب بالعدل» فـي المحاكم، المستوحاة من القرآن الكريم، لأن هذا الكاتب يسجل ما يُمليه عليه قانون الأحوال المدنية أو المتخاصمون أمام القضاء، وهي وظيفة جديرة بكل احترام وتبجيل لأنها ارتبطت بالعدل وإعادة الحقوق إلى أصحابها، على النقيض مما يفعله كتبة الذكاء الاصطناعي الذين يمكن تسمية الواحد منهم - بدون أي تحفظ - «الكاتب بالظُلم»، أو «الكاتب بالغصب»، أو «الكاتب بالسرقة»!

نعم. هم «كتّاب بالسرقة»، لأنهم ينسِبون إلى أنفسهم نصوصًا ومقالات لم يُعمِلوا فـيها فكرًا، ولم يبذلوا جهدًا، عدا جهد النقر على تطبيق «تشات جي بي تي» فـي هواتفهم، وهم «كُتّاب بالغصب» لأنهم يُعيدون إنتاج نصوص ومقالات كُتِبتْ قبلهم دون أن يشيروا إلى مصادرها، متخفّين وراء القدرة السحرية للذكاء الاصطناعي على إعادة كتابة النصوص والأفكار المكتوبة سابقًا بعبارات جديدة. بل إن الكسل يبلغ بهم أحيانًا حدّ أن يكتفوا بطلب المقال الجاهز من التطبيق دون أن يزودوه بأي تفاصيل تخلق خصوصية ما للمقال، ثم ينشرون ما يجود به عليهم كما هو، دون أي إضافة أو حذف، وبصياغاته المكرورة نفسها: «من هنا تبرز أهمية كذا ...»، «حين نتحدث عن كذا لا نعني مجرد كذا»، «مع هيمنة كذا نقف اليوم أمام سؤال جوهري»، «ولو سألنا أنفسنا كذا، حتمًا ستكون الإجابة كذا»، إلى آخر تلك الصياغات الرتيبة. وما إن يظهر موضوع يشغل الرأي العام، أو يصبح «ترندًا» لأي سبب، نجد هؤلاء الكتبة يتهافتون على تقيؤ «مقالاتهم» المعلبة التي تسبب حُرقة فـي المعدة، ومغصًا فـي القولون، وعلى سبيل المثال؛ أجزم أنه لو أُتيح لزميلنا محمود عبيد - رحمه الله - قراءة كل المقالات الباردة التي دبّجتها الآلةُ فـي تأبينه، لابتسم ساخرًا وقرر كتابة تمثيلية كوميدية جديدة بطلها واحد من هؤلاء الكتبة. أما علي مسعود المعشني؛ الكاتب والمحلل السياسي العُماني، فلا بد أن لسان حاله وهو يقرأ مقالات «كتبة الذكاء الاصطناعي» المدافعة عنه خلال الهجمة السيبرانية الأخيرة عليه بصياغات تكاد تكون واحدة من مقال إلى آخر: «شكرًا لكِ أيتها الآلة. كم أنتِ طيبة ومنصفة».

ولكي لا أُفهَمَ خطًأ أقول إن الذكاء الاصطناعي اختراع مهمّ، وثورة معلوماتية مفـيدة للبشرية، وله دور مهمّ فـي تسهيل حياتنا، ومن يتجاهله فالمؤكد أنه خارج نطاق التغطية، غير أن طريقة استخدامنا له هي التي تحدد هذه الأهمية، ففـي مجال الكتابة يمكن أن يكون ناصحًا أمينًا للكُتّاب، ومُساعدًا مخلصًا، يوفّر لهم المعلومات اللازمة للكتابة، ويقترح عليهم المحاور التي عليهم أن يطرقوها، بل إن بوسعه أن يُراجع الصياغة ويدقق اللغة، ويقترح تحسينات أسلوبية. أما أن يكتب هو المقال بدلًا منهم فهذه ليس لها أي تسمية أخرى إلا السرقة والضحك على الذقون.

وإذا كان «الكتَبة» هم الملومين، فإن هذا لا يعفـي الصحف ورؤساء تحريرها من المسؤولية، ذلك أن على هذه الصحف وضع سياسة تحريرية واضحة تمنع هذا النوع الجديد من الانتحال، وتفعيل آليات تدقيق إضافـية حين تصلها مقالات أو نصوص مشتبه فـي أنها مولّدة ذاتيا، وهناك أدوات وبرامج متقدمة لكشف ذلك، كما إن عليها تدريب طواقم تحريرها على التمييز بين النصوص البشرية وتلك الناتجة عن أدوات الذكاء الاصطناعي.

فـي «كتاب الضحك والنسيان»؛ الرواية الشهيرة للروائي التشيكي ميلان كونديرا، تُبدي إحدى الشخصيات اندهاشها من تنامي هوس الكتابة بين الساسة وسائقي سيارات الأجرة والنادلات والعاشقات والقتلة والسارقين والأطباء والمرضى وغيرهم من فئات المجتمع، ثم تتنبأ هذه الشخصية بأنه «سيأتي يوم (وهو غير بعيد) يُلفـي فـيه كل الناس أنفسهم كُتّابًا»، وعندها «سنكون بلغنا زمن الصمم وانتفاء التفاهم الشامِلَيْن». وإذا ما علمنا أن هذه الرواية نُشِرتْ لأول مرة عام 1979 عرفنا أنه مضى نحو نصف قرن على نبوءة كونديرا هذه، والتي نرى اليوم تحققها أمامنا رأي العين؛ فالجميع صاروا «كتّابًا» بالفعل، لا بفضل موهبتهم وثقافتهم، ولا لواسع اطلاعهم، وإنما بفضل آلة صماء قادرة على الإدلاء بدلوها فـي أي موضوع، وعلى تدبيج مقالات ونصوص باردة ومملة، لكنها كافـية لتحقيق أمنية هؤلاء بأن يُشار إليهم بأنهم «كُتّاب». وها قد بلغنا حقًّا زمن الصمم الشامل وانتفاء التفاهم، «فـي عالمٍ يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم»، مع شديد الاعتذار لـ «سيدتنا الآلة» على استخدام عبارتها الأثيرة لقفل هذا المقال.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يؤكد استمرار خطة تشريعات الذكاء الاصطناعي في موعدها
  • إلى كتبة الذكاء الاصطناعي: ارحمونا!
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟
  • "برازن" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطلق شعار "كن في الصدارة.. كن برازن" احتفالًا بمرور عقد على تأسيسها
  • نائب وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • قطر تتصدر مؤشر السلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025
  • نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • اليونيسف: طفل يُقتل أو يُشوه كل 15 دقيقة في الشرق الأوسط
  • Google تطلق Veo 3 لتوليد الفيديوهات على Gemini في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة