شروق عوض (دبي)
مع نجاح مؤتمر الأطراف COP28 في تحفيز 134 دولة بالتوقيع على إعلان «الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي»، وحشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ، فإن هذا النجاح سيساهم في تحقيق أهداف اتفاق باريس والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.

5 درجة مئوية، وذلك من خلال دعم الأمن الغذائي في تسريع معالجة الارتباط الوثيق بين النظم الغذائية والزراعة وبين المناخ- بحسب وزراء وخبراء دوليين من مختلف دول العالم.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، أن تلك النجاحات تساهم في بناء منظومة غذائية عالمية مستدامة، كما تحفز الدول على وضع النظم الغذائية والزراعة في صميم طموحاتها المناخية، والحد من الانبعاثات العالمية لحماية المزارعين وسبل عيشهم، في المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

عوامل تمكين
قال مايكل او سي، وزير الموارد الطبيعية وتغير المناخ في مالاوي، إن التزام 134 دولة بالتوقيع على إعلان «الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي»، سيساهم في بناء منظومة غذائية مستقبلية، حيث يعد هذا الإعلان خطوة حاسمة في إدماج النظم الزراعية المستدامة، والنظم الغذائية بوصفها عوامل تمكين حاسمة خلال التعامل مع تداعيات تغير المناخ، كما سيساهم الإعلان في إجراء تغيير جذري في مجال الغذاء والزراعة، لبناء مستقبل أفضل للأسر والمزارعين على حد سواء.
وأكد أن الإعلان يعد الأول من نوعه في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف من ناحية التركيز على الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي، حيث ستحقق الدول من بينها مالاوي العديد من الفوائد أبرزها اتخاذ إجراءات مشتركة بشأن تغير المناخ، الذي يؤثر سلباً على حياة جزء كبير من سكان العالم، خاصةً المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
وبيّن أن التزام رئاسة «COP28» بإعطاء الأولوية للنظم الغذائية ضمن أجندة عمل المؤتمر، يعكس حرصها على مواجهة التحديات العالمية الملحة، مشيراً إلى أنه من خلال العمل على حشد الجهود الوطنية على مستوى الدول وإشراك الجهات الفاعلة غير الحكومية، وتوسيع نطاق الابتكار، وتأمين التمويل، سيخدم في نهاية المطاف دفع منظومة التحول لتأمين مستقبل مستدام للجميع.

تفادي الحرارة
من جانبها، أوضحت انجو شارما، قائد في المركز العالمي للتكيف، أن حرص رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» على وضع النظم الغذائية والزراعية ضمن أجندة مناقشات المؤتمر، مسألة في غاية الأهمية، حيث تتلاقى النظم الغذائية مع 3 اعتبارات وهي التغذية، وتحسين سبل العيش، وتغير المناخ، وهو ما يجعل هذا القطاع معقداً للغاية، ولكنه يحفل أيضاً بالكثير من الفرص عبر تحويل التحديات المرتبطة بتلك الاعتبارات إلى حلول ناجعة لأزمة تغير المناخ العالمية.
وشددت على أن أهمية ذلك الإعلان تكمن أيضاً في تسريع تطوير النظم الغذائية للاستجابة لتداعيات تغير المناخ، والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، والذي يمثل ركيزة أساسية في أجندة عمل مؤتمر الأطراف28 COP التي تركز على التنمية المستدامة والحياة وسبل العيش من خلال تطوير النظم الغذائية والزراعية لدعم «الهدف العالمي بشأن التكيف» الذي يلتزم المؤتمر باعتماد قرار حول تحقيقه. وأكدت أن «COP28» منح دول العالم إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها لدفع العمل المناخي إلى الأمام، مع التركيز بشكل خاص على تحويل النظم الغذائية إلى نظم مستدامة وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة، حيث تهدف رئاسة المؤتمر زيادة تحفيز العمل الجماعي لتحويل النظم الغذائية إلى نظم مستدامة.

أخبار ذات صلة منظمات مالية وتجارية دولية تسرع وتيرة الحراك المناخي لطيفة بنت محمد: نعمل مع المواهب الاستثنائية لغدٍ أفضل مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

تأمين التمويل
بدورها، أوضحت آنا جيوفاني، خبير رئيسي في شركة «دي ايه اي»، أن دولة الإمارات تؤمن بأن أحد أقوى الطرق التي يمكن أن يقدمه «COP28» هو تأمين التمويل العادل للمناخ للدول النامية، حيث يمكن أن يحدث فرقاً جوهرياً وفورياً لشعوب تلك الدول، مشيرة إلى حاجة العالم إلى توجه متكامل ومستدام يأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والتعاون للتعامل مع تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ معاً.
وبيّنت جيوفاني أن النجاح في تحويل الأنظمة الغذائية على الصعيد العالمي سيحقق خفضاً في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الغذاء، وتقليل فقدان الحياة البرية، وتقليل استخدام الأراضي الزراعية، وكذلك خفض الوفيات المبكرة، مؤكدة أن الإعلان المشار إليه أعلاه سيساهم في تحقيق أهداف اتفاق باريس والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وذلك من خلال دعم الأمن الغذائي في تسريع معالجة الارتباط الوثيق بين النظم الغذائية والزراعة وتغير المناخ.

حاجة الدول
من جانبها، قالت امبيكا هيرن انديني، محامية بيئية، أن تلك النجاحات التي حققتها رئاسة مؤتمر الأطراف، جاءت وسط حاجة بعض الدول إلى أنظمة غذائية قوية ومنتجة لمساعدة الناس على محاربة الفقر والحفاظ على صحتهم، موضحةً أن توقيع 134 دولة على إعلان «الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي»، يلزم البلدان على تحول النظم الغذائية وإيجاد حلول مبتكرة وطموحة للقضايا المتعلقة بالأغذية.
وأشارت انديني إلى أن تجارب دولة الإمارات الناجحة بملفات الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي، ناجمة عن كون الدولة مركزاً تجارياً عالمياً رائداً للغذاء، وعدد شركات التكنولوجيا الزراعية الكبير، حيث يلاحظ المتابع لتلك المسيرة العديد من الأسباب أبرزها تبني ابتكارات متقدمة لزراعة العديد من أنواع الأغذية ضمن نظم زراعية ذات بيئات مغلقة، واعتماد سياسات مرنة وفقاً لمعطيات كل فترة زمنية ودعم الاستثمارات وتوسيع نطاق الابتكارات في مجال الأغذية والبحوث الزراعية وغيرها الكثير. وأوضحت أنّ نجاح مؤتمر الأطراف «COP28» في حشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ، لم يأت من فراغ، وإنما جاء في وقت تعاني فيه بعض الدول من أزمة «المجاعة» التي تفاقمت في أعقاب التغير المناخي، والذي بات يلقي بتداعياته السلبية ممثلة بالاحتباس الحراري ما أدى، أكثر من أيّ وقت مضى، إلى الندرة في توفير المنتجات الغذائية كالزراعية في المقام الأول.
التحول السريع
أكدت هيرن انديني أن التركيز في الوقت الراهن على مسألة التحول السريع إلى أنظمة غذائية زراعية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، نتيجة لما تتسبب به الأنظمة الغذائية التقليدية بمخاطر صحية ومناخية واجتماعية واقتصادية، حيث يعجز سكان بعض الدول عن تحمّل تكلفة نمط غذائي صحي، ومعاناة البعض من الأمراض بسبب أنماط غذائية سيئة، وانخفاض إنتاج المزارعين نتيجة للفقر والافتقار إلى فرص الحصول على التمويل والتدريب والتكنولوجيا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف الزراعة الاستدامة كوب 28 مؤتمر المناخ الإمارات الأمن الغذائی فی وتغیر المناخ والحفاظ على من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء دوليون يدلون بآرائهم بشأن حاملة الطائرات المسيرة الإيرانية الجديدة

وصف خبراء دوليون في مجال الأمن والدفاع بناء إيران حاملة مسيَّرات، هي الأولى من نوعها، بأنه يمثل دفعة كبيرة لقدرات الحرس الثوري الإيراني البحرية، لكنهم أشاروا إلى أن بإمكان إسرائيل تعقبها وتحييدها بسهولة عند نشوب أي صراع محتمل في المنطقة.

ويقول هؤلاء الخبراء إن السفينة الجديدة التي تسمى "الشهيد باقري" تساعد، مع ذلك، على تحسين إستراتيجية الحرب الإيرانية غير المتكافئة، وتدل على نية طهران توسيع نطاق عملياتها إلى أبعد من الخليج العربي، لكنهم يشيرون أيضا إلى محدودية كبيرة في قدراتها الهجومية والرادعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون: أي لجنة تحقيق مستقلة ستحمّل نتنياهو مسؤولية 7 أكتوبرlist 2 of 2واشنطن تايمز: ترامب جاد بشأن الفتوحات الأميركية من بنما إلى المريخend of list

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن فرزين نديمي، المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج العربي بمعهد واشنطن، قوله إن حاملة المسيّرات الجديدة يمكن أن تكون وسيلة مفيدة لاستعراض القوة وقاعدة دعم لمهام مكافحة القرصنة والأمن البحري.

وأضاف أنها توسع نطاق انتشار إيران البحري وتتيح إطلاق طائرات المراقبة المسيرة وطائرات الهليكوبتر، كما أنها تفيد في دعم عمليات إزالة الألغام إذا تم تجهيزها بالأنظمة المناسبة.

ويعد دخول الحاملة تطورا في الإستراتيجية البحرية السابقة للحرس الثوري الإيراني التي كانت تركز على سفن الهجوم السريع الصغيرة وأنظمة الصواريخ الساحلية.

إعلان

وطبقا للصحيفة الإسرائيلية، يمكن استخدام "الشهيد باقري" في مهام استطلاعية موسعة، وتوفير معلومات استخباراتية فورية عن تحركات العدو في الخليج العربي وخليج عمان وربما شرق البحر الأبيض المتوسط.

ومن الناحية النظرية، يمكن استخدامها أيضا في توجيه ضربات بعيدة المدى، من ذلك الهجمات على المنشآت العسكرية أو البنية التحتية الحيوية في الدول المعادية مثل إسرائيل. ولكن من الناحية العملية، فإن قدراتها الهجومية محدودة، بحسب نديمي.

وأوضح نديمي أن حاملة المسيّرات الإيرانية تترك وراءها آثارا وإشارات كبيرة جدا وتفتقر إلى الحماية الكافية، مما يجعلها عرضة للأسلحة الحديثة المضادة للسفن، ويُفشل الغرض من بناء أسطول بحري غير متماثل.

وفضلا عن ذلك، فإن قدرة الردع التي تتمتع بها حاملة الطائرات المسيرة الجديدة محدودة، وستكون هدفا عالي القيمة في أي سيناريو صراع، مما يحدّ من نشرها في الاشتباكات العالية الكثافة، كما يقول نديمي.

مسيرات في مكان ما من إيران (رويترز)

ولتجنب جعل حاملة المسيرات هذه هدفا معرضا للخطر، يرجح نديمي أن يخصص الحرس الثوري الإيراني اثنين من طراداته الصاروخية الجديدة للتناوب على مهمة المرافقة، "وإلا فإنها قد تصبح هدفا سهل المنال".

ويرى المحلل في الشؤون الأمنية والدفاعية لإيران والخليج العربي أن "الشهيد باقري" تعاني من جوانب قصور عديدة مما يعني أنها لا تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل، لافتا إلى أن حداثة السفينة تضفي قيمة دعائية جيدة لإيران باعتبارها "حاملة طائرات الغلابة".

ونقلت الصحيفة أيضا عن شاهين موداريس، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا الإيطالية، القول إن سهولة رصد حاملة المسيرات واكتشاف أماكن وجودها يشكل عائقا أمام قدرتها على الردع.

وتابع قائلا إن سفينة الشهيد باقري تفتقر إلى دعم مجموعة حاملة الطائرات الضاربة المتكاملة، مما يعني أنها عرضة للهجمات الجوية والصاروخية، وذلك على عكس حاملات الطائرات التابعة للقوى البحرية الدولية.

إعلان

وزاد أن الحاملة الجديدة يمكنها أن تطلق طائرات مسيرة للمراقبة وشن ضربات محدودة، لكنها ستواجه تحديات كبيرة في العمليات الهجومية ضد خصوم يتمتعون بدفاعات جيدة.

وأكد أن استخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى في شن ضربات "يستلزم مسارات طيران ملتوية لتجنب اعتراضها، مما يقلل من فاعليتها العملياتية".

مروحية تحوم حول أول حاملة مسيرات إيرانية (أسوشيتد برس)

وقال موداريس إن إطلاق مسيرة من قارب صغير أو سفينة تجارية هو تكتيك غير متماثل يصعب اكتشافه، ولكن الأمر لن يكون كذلك إذا أُطلقت من حاملة طائرات ذات سطح طيران بزاوية مميزة، مثل تلك التي على متن سفينة الشهيد باقري التي "لا تتمتع بحماية كبيرة ويمكن استهدافها بسهولة بأسلحة حديثة مضادة للسفن".

وفي حين أن أنظمة الدفاع الساحلية والأصول البحرية الإيرانية يمكن أن توفر مستوى معينا من الحماية في الخليج العربي، إلا أن موداريس يعتقد أن "قدرة السفينة على البقاء في بيئة عالية التهديد -مثل شرق البحر الأبيض المتوسط- ستكون متدنية للغاية. ويمكن للقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية تعقبها وتحييدها بسهولة في سيناريو الصراع".

وأشار الخبير في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا الإيطالية إلى أن إيران اعتمدت في السابق على وكلاء إقليميين مثل حزب الله والحوثيين لشن هجمات بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية أو غربية.

وأردف بالقول إن نشر منصة بحرية من دون طيار لا يغير هذه المعادلة بشكل أساسي، إذ إن هجمات الطائرات المسيرة البعيدة المدى التي تنطلق من سفينة الشهيد باقري ستظل تواجه مخاطر اعتراض كبيرة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داود وأنظمة الدفاع الصاروخي من طراز "آرو".

ومع ذلك، فإن نشر مثل هذه المسيرات من سفينة الشهيد باقري "قد يمكّن طهران من مراقبة المياه الدولية وممرات العبور البحرية الضيقة بكفاءة أكبر، لا سيما خليج عدن، حيث تسعى إيران منذ مدة طويلة إلى تأمين ممرات الشحن الخاصة بها من القرصنة والتهديدات الخارجية".

لكن الخبير الدولي يحذر من أن نشر حاملة الطائرات المسيرة قد يُنظر إليه على أنه تصعيد، مما يدفع دول الخليج العربي إلى تعزيز دفاعاتها البحرية وإجراءاتها المضادة، مضيفا أن الولايات المتحدة والدول الحليفة ستراقب عن كثب تحركات السفينة.

وشدد على أن وجود حاملة الطائرات المسيرة هذه في المياه الدولية، لا سيما في خليج عدن أو بالقرب من مضيق هرمز، "يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وتعزيز الأصول البحرية الأميركية في المنطقة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • مستقبل مصر للتنمية المستدامة:إنشاء منظومة إنتاج غذائي متكاملة لتأمين مخزون استراتيجي من السلع الغذائية
  • ماذا يستطيع الأفراد أن يفعلوا إزاء تغير المناخ؟
  • خبراء دوليون يدلون بآرائهم بشأن حاملة الطائرات المسيرة الإيرانية الجديدة
  • تغير المناخ يهدد بزيادة حرائق المدن بحلول نهاية القرن
  • أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يبحثون ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • وزيرة البيئة تبحث مع برنامج الهابيتات تنفيذ مشروعات لإدارة المخلفات
  • كيف نعلم أننا مسؤولون عن تغير المناخ؟
  • إطلاق أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • رئيس وزراء إسبانيا: المغرب شريك إستراتيجي من الدرجة الأولى لنا ولأوروبا