إنهيار مفاوضات جدة.. الدعم السريع يتمسك بالقبض على مطلوبي الجنائية و الجيش يضع شروط
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أعلنت مصادر سعودية تعليق المباحثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منبر جدة التفاوضي لإنهاء الحرب السودانية.
الخرطوم _ التغيير
و أكدت المصادر السعودية تعليق المباحثات لوقت لاحق بسبب تمسك الدعم السريع بالقبض على 27 من المطلوبين لدى العدالة الدولية والمحلية كشرط مطلوب لإجراءات بناء الثقة المطروحة في الجولة الحالية.
و استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة اشهر والتي أودت بحياة الآلاف.
وقالت المصادر إن وفد الجيش وافق على قبض المطلوبين، لكنه تراجع في وقت لاحق ما تسبب في إنهيار المحادثات وسط تمسك الطرف الآخر بالقبض على المطلوبين كإجراء أساسي للمواصلة في بناء الثقة والوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.
ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأميركية-السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت اليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة.
ورجحت المصادر أن وفد الجيش تراجع عن موافقته بسبب ضغوط مارسها قادة نظام البشير على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالانسحاب من القتال إلى جانبه في الحرب في حال المواصلة في محادثات جدة.
وأكدت المصادر أن البرهان أصدر خطابا مختلفا في مدينة ود مدني (الأحد) عن سابقه في مدينة (القضارف) بفارق ساعات ما يدلل على ضغوط كثيفة من الإسلاميين رافضة لوقف الحرب والمواصلة في مباحثات جدة.
وأشارت إلى أن الوساطة السعودية الأمريكية توصلت إلى أن قادة نظام البشير لن يسمحوا للجيش بالوصول إلى اتفاق أو وقف الحرب.
و تشمل إجراءات بناء الثقة تشمل القبض علي الهاربين من الطرفين بما فيهم عناصر الرئيس المعزول، و خفض التصعيد الخطاب الإعلامي وعدم مهاجمة قيادة الطرفين، على أن يتم تنفيذ خطوات بناء الثقة خلال 10 ايام تمهيداً للاتفاق علي القضايا العسكرية.
وقالت المصادر إن الوساطة السعودية الأميركية سلمت اليومين الماضيين وفدي القوات المسلحة و الدعم السريع في مباحثات جدة مسودة لحل القضايا العالقة.
و أكدت المصادر تعثر التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية بين القوات المسلحة والدعم السريع بمفاوضات جدة، ما دعا إلوساطة إلى تعليق التفاوض و عودة الوفدان للتشاور مع قياداهما قبيل الإعلان جولة جديدة للمباحثات.
يذكر أن أبرز نقاط الخلاف شملت إنهاء نقاط التفتيش العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في المناطق المدنية،وقالت المصادر إنه تم الاتفاق علي خروج الدعم السريع من مساكن المواطنين و المؤسسات لكن تمثل الخلاف في “إلي أين تذهب قوات الدعم السريع بعد خروجها من هذه المناطق” في ظل تمسك الدعم السريع بإقامة ارتكازات و نقاط تفتيش في المناطق التي يسيطر عليها عقب خروجه من مساكن الموطنين والمؤسسات الحكومية.
من جهته رفض الجيش تماماً إقامة إرتكازات و نقاط تفتيش وتمسك بإنسحاب الدعم السريع إلى المعسكرات يتم الاتفاق عليها وهو ما يرفضه الأخير.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
“الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.
وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».
ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.
وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».
وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.
ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».
وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.
وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.
واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».
وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».
الشرق الأوسط: