الأسبوع:
2025-01-31@16:47:47 GMT

هل كانت خداعًا.. ؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

هل كانت خداعًا.. ؟

من جديد توجَّه «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل الخميس الماضي لبحث تمديد الهدنة الإنسانية مع حماس، والتي وقع الاتفاق عليها بين الطرفين قبل نهاية الشهر الماضي، وكانت تشكل نقطةً مفصليةً في الحرب الدائرة في غزة بين «حركة حماس» وإسرائيل. بيد أن الآراء تباينت حول مردودها، فقد رأى البعض أنها جاءت لصالح حماس، حيث إن إسرائيل قبلت بشروط الحركة بعد أن كانت تصر على رفض الهدنة على مدى أسابيع.

وهناك مَن رأى بأن كلًّا من إسرائيل وحماس قد استفاد منها. وفي الوقت نفسه هناك مَن رأى أنها تُعتبر هدية لحركة حماس وليس للشعب الفلسطيني، حيث إنها تأتي كاستراحة للحركة من وعثاء حربها مع الكيان الصهيوني.

من جانب آخر فإن الهدنة لم تناقش رجوعَ النازحين وأوضاع الناس، ولم تناقشِ الكارثة التي نجمت عن الحرب في الأوساط المدنية، وبالتالي فإن دخول الهدنة أو نهايتها أو عدم إبرامها أصلًا لم يكن ليغير شيئًا من الحقيقة الماثلة أمام الجميع ألا وهي أن قطاع غزة قد أُحرق وبات به مليون نازح بمدارس «الأونروا» غالبيتهم بلا مأوى. كما أن إسرائيل لديها اليوم أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني، ولهذا فإن الإفراج عن مائة وخمسين أسيرًا لن يشكل فارقًا كبيرًا بالنسبة للفلسطينيين. وهناك مَن يرى أن أي وقف للعدوان على الشعب الفلسطيني هو في مصلحة الجميع، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني تعرَّض ومازال يتعرض حتى اللحظة لعدوان بربري همجي غير مسبوق في تاريخ العالم الحديث، ولا سيما وأن حجم الدمار الذي خلَّفه العدوان لا يستوعبه عقل.

هناك مَن ينعي ما يسمى بالهدنة، وها هو أحد الفلسطينيين يقول: (لم نحرز شيئًا من ورائها. طالبتنا إسرائيل بإخلاء منازلنا في الشمال، وتوجهنا إلى الجنوب، وبعد عشرة أيام قامت إسرائيل بقصفه ومات أكثر من ثلاثين فردًا من العائلة). وبالتالي لم تكنِ الهدنة إلا خداعًا للشعب الفلسطيني ليظل المطروح هو أن لا أمان لإسرائيل ووعودها. ولهذا شعر الفلسطينيون بأن القصف الإسرائيلي يزداد ضراوةً بعد هذه الهدنات الصورية. لقد ظهرتِ الهدنة وكأنها مجرد وقت مستقطع فقط من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين حتى إذا تم ذلك تعود الحرب من جديد بكل صخبها بل وأعنف مما كانت عليه.

لقد أثبتتِ الوقائع أن الهدنة هي خدعة كبرى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ففي 27 ديسمبر 2008 شنَّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم «عملية الرصاص المصبوب» وردَّت عليها حماس بعملية اسمها «حرب الفرقان»، وأسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 1430 فلسطينيًّا، ومقتل 13 إسرائيليًّا. وفي عام 2012 شنَّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة أسمتها «عامود السحاب»، وردَّت عليها حماس بمعركة أسمتها «حجارة السجيل» استمرت ثمانية أيام استُشهد فيها نحو 180 فلسطينيًّا، في حين قُتل عشرون إسرائيليًّا. وفي 2014 أطلقت إسرائيل عملية عسكرية وهي «الجرف الصامد» وردَّت عليها حماس بمعركة «العصف المأكول» استمرت51 يومًا وأسفرت عن استشهاد 2322 فلسطينيًّا، ومقتل 74 إسرائيليًّا.

لقد ثارتِ الشكوك حول الهدنة لا سيما وأن إسرائيل لم ولن تتخلى عن عدوانها الآثم وأفعالها الدنيئة. ولهذا فالحديث عن هدنة يظل خدعة، والفلسطينيون ليسوا في حاجة إليها لكونها صورية ومنزوعة الدسم. إن ما يريده الفلسطينيون ويتطلعون إليه هو وقف كامل لإطلاق النار وليس مجرد التلويح بالهدنة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ت إسرائیل ت علیها

إقرأ أيضاً:

حماس: الحركة ستواصل حكم غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني

قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو، الجمعة، إن الحركة ستواصل حكم قطاع غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني.
وفي تصريحات لوكالة أسوشييتد برس اتهم النونو حركة فتح برفض خيارين قدمتهما مصر في مقترحها للطرفين لإدارة القطاع بعد الحرب.

وأشار إلى أن المقترحين هما بين تسليم إدارة غزة إلى لجنة دعم مجتمعية مكونة من فلسطينيين تكنوقراط مستقلين، أو القبول بإنشاء حكومة توافق وطني تدير الضفة الغربية وقطاع غزة معا.

وفي وقت سابق،  وجه مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، انتقادات لاذعة لحركة حماس، محملا إياها مسؤولية الفشل في إدارة قطاع غزة خلال السنوات الـ17 الماضية.

وقال الهباش في تصريحات صحفية: "على حماس أن تعترف بأنها فشلت في حكم قطاع غزة، وأن تعيد الأمور إلى نصابها. سيطرت على القطاع بالقوة، وخاضت ستة حروب دمرت غزة وأحرقت مستقبلها".

وأضاف: "إسرائيل استغلت حماس لإفشال الوحدة الفلسطينية".

وتصاعدت حدة الخطاب بين الطرفين في الأيام الأخيرة، حيث أكدت السلطة الفلسطينية أن حماس تعرقل أي جهد لتوحيد الصف الفلسطيني. ووفقا للهباش، فإن الحركة تتماهى مع أجندات خارجية تعيق إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة.

وأضاف: "إسرائيل رعت وساعدت حكم حماس لغزة، لأنه يخدم مشروعها في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة. هناك أطراف عربية ودولية ساعدت حماس بناء على طلب إسرائيلي وأميركي، لضمان استمرار الانقسام بين غزة والضفة".

على الجانب الآخر، ترفض حماس هذه الاتهامات وتعتبرها محاولة لإبعاد السلطة الفلسطينية عن تحمل مسؤولياتها تجاه غزة.

وتتهم الحركة السلطة الفلسطينية بإفشال أي مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاستئثار بالقرار السياسي الفلسطيني دون إشراك الفصائل الأخرى.

مقالات مشابهة

  • حماس تفرج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين السبت مقابل إطلاق سراح 90 فلسطينيا
  • حماس: الحركة ستواصل حكم غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني
  • ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء ببن الإحتلال وحركة حماس في إطار الهدنة
  • فلسطيني يوثق مشاهد العودة إلى منزله في شمال غزة.. ماذا حدث؟
  • ‏مصدر فلسطيني: الصليب الأحمر الدولي أبلغ حماس أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الفلسطينيين اليوم
  • 110 أسير فلسطيني يتنفس هواء الحُرية
  • سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بشار الأسد
  • حماس: مماطلة إسرائيل بإدخال المساعدات قد تؤثر على إتفاق وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن
  • محلل سياسي فلسطيني: يجب أن نعزز صمود الشعب الفلسطيني في أراضيه
  • محلل سياسي فلسطيني: تهديدات ترامب الأخيرة ليست موجهة فقط للشعب الفلسطيني والعالم العربي