سيف بن زايد: «نداء أبوظبي» يعزّز مكافحة الجرائم البيئية
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
دبي: «الخليج»
ألقى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، كلمة رئيسية في المنتدى الوزاري الذي انعقد برئاسته على هامش مؤتمر «COP28»، تناول فيها دور قوى إنفاذ القانون في حماية التنوع البيولوجي، وضمان التعافي المناخي، بتنظيم من وزارة الداخلية.
وأعرب سموّه، في بداية الكلمة عن شكره للحاضرين بهذا المنتدى، والمشاركين في اجتماعات الاتفاقية الإطارية لمناقشة التحديات التي تواجه العالم، جرّاء التغيّرات المناخية، وتداول القضايا المتعلقة بالبيئة، والتحديات الإجرامية الناشئة عنها، انطلاقاً من الإدراك العميق للمسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع.
وقال سموّه: «كما تعلمون.. وانطلاقاً من التزام دولة الإمارات بمواجهة التغير المناخي، أنشأنا شراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ممثلة بالدكتورة غادة والي، وكيلة الأمين العام، والمديرة التنفيذية للمكتب، التي نتج عنها إطلاق «المبادرة المناخية الدولية لإنفاذ القانون (I2LEC)»، الخاصة بالتغيرات المناخية لمؤسسات إنفاذ القانون، ضمن جهود متواصلة ومشاريع ومبادرات متلاحقة ستستمر خلال (2023-2025) وما بعدها».
وأضاف: «جاء إطلاق «نداء أبوظبي للعمل»؛ بهدف تعزيز وتوسيع دور أجهزة إنفاذ القانون في مكافحة الجرائم البيئية والمتعلقة بالمناخ، ولقد حصل بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات، على ترحيب ودعم واسعين، تجلّى بدعم خمس منظمات شرطية إقليمية، وخمسين جهة إنفاذ قانون حول العالم. وكان من المهم لدينا عند إنشاء الشراكة أن يكون هناك تمثيل واضح للدول من مختلف القارات، لنعكس وجهات النظر، ونعمل على إيجاد نتائج حيوية بناءً على معلومات وبيانات واقعية».
وتابع سموّه: «على مدى تسعة أشهر، بذلت فرق العمل من مختلف المنظمات الدولية، جهوداً استثنائية، وأثمر تعاونها الوثيق، مخرجات واضحة لسبع مبادرات رئيسية، بالشراكة مع منظمات دولية وإقليمية، شرطية وبحثية، هذا الإنجاز ليس شهادة على التزامنا المشترك في التصدي لتداعيات التغيرات المناخية فقط؛ بل هو دليل على قدرتنا في تحقيق التغيير الإيجابي، عندما نعمل معاً بروح الشراكة الفعالة أيضاً».
وأشار إلى أن الدكتورة غادة والي، ستستعرض الورقة البحثية، التي أعدّت مع الشريك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدِّرات والجريمة، وتتعلق بالجرائم التي تؤثر في البيئة، ودور جهات إنفاذ القانون في التخفيف من حدتها، وستكون مرجعاً لقرار المبادرة خلال انعقاد لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية عام (2024) في فيينا.
وأوضح سموّه، أن العمل جرى مع الشريك في القطاع الخاص، معهد بحوث النظم البيئية «إسري» على مسارين مهمين؛ أولهما: «نموذج تقييم الاستعداد العالمي»، الذي يوضح مدى استعداد الدول والمجتمعات لمواجهة الجرائم البيئية وآثارها عبر الاستبانات وجمع البيانات، لرسم خريطة طريق لبناء القدرات بشكل منهجي، والثاني: إنشاء «الخريطة الحرارية للجرائم البيئية»، التي تعرض للمرة الأولى تأثيرات الجرائم البيئية في تغير المناخ بنطاقه العالمي.
وشارك سموّه، الحضور بعض النتائج المبدئية المثيرة للقلق، أولها: وجود أدلة واضحة على أن الجرائم البيئية ترتبط بجرائم متنوعة، مثل غسل الأموال، والاتجار بالبشر، والاتجار بالمخدِّرات. وثانيها: عائدات الجرائم البيئية، تشكل مصدر تمويل لمرتكبي الجرائم المنظمة، والإرهابيين، والجماعات المتمردة، مؤثرة بذلك سلباً في تطور المجتمعات ونهضتها؛ على سبيل المثال: تشير التقديرات إلى أن التجارة غير المشروعة في منطقة صغيرة بإفريقيا، تدر وحدها بين (8.75) و(16) مليون دولار شهرياً للمنظمات الإجرامية.
وتابع: أما ثالثة النتائج، فخلال المرحلة الماضية كانت جريمة الاتجار بالبشر مرتبطة بالتغير المناخي بسبب نزوح المجتمعات، الأكثر شيوعاً في إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وجنوب شرق آسيا. رابعاً، عقدت على إثرها برامج تدريبية تخصصية بالتعاون مع الشركاء، ضمن مشروع بناء القدرات العالمي، واستفادت منها نحو أربعين دولة. وخامساً كشفت الخريطة، أن الأنهار الألف في مختلف أنحاء العالم، والمسؤولة عن نحو (80%) سنوياً من التلوث البلاستيكي في بحار الكرة الأرضية، تكشف واقعاً مؤلماً، وقصة معكوسة ومأساوية عن سلبية التأثير البيئي لإنتاج الدول المتقدمة صناعياً ونفاياتها، ودوره في زيادة ثقل الضغط البيئي على كاهل الدول الفقيرة المستهلكة، وهو ما توضحه النقاط الساخنة على الخريطة الحرارية عن المناطق في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا.
وأعرب سموّه، عن أسفه كون اللوم يتجه دوماً نحو الدول المتأثرة بالتلوّث، وليس الدول المنتجة له، كما هي الحال مع كثير من الجرائم ومنها البيئية؛ حيث يستفيد الشمال العالمي على حساب الجنوب العالمي.
وأضاف سموّه: كما أوضح صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن التعاون العالمي أحد المتطلبات الأساسية لمكافحة التغير المناخي، فإنه يسرّه القول إن دولة الإمارات، تطلق اليوم «التحالف العالمي للحدّ من انبعاثات الحرائق»، ويضم ثماني منظمات دفاع مدني تخصصية عالمية؛ بهدف خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الحرائق بنسبة (80%) عالمياً بحلول عام 2050.
وجدد سموّه، الدعوة الإماراتية، لتعزيز العمل المشترك والتعاون الدولي والشراكة في (I2LEC)، لمواجهة جميع تداعيات التغيرات المناخية. متمنياً التوفيق والنجاح لجميع الجهود الساعية نحو عالم أفضل لنا وللأجيال القادمة.
جهد دولي متواصل
وتحدثت في المنتدى، غادة والي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، وبنيامين أبالوس جونيور، وزير الداخلية والحكومة المحلية في الفلبين، وسونيا جواجاجارا، وزيرة الشعوب الأصلية في البرازيل، وإيفا بزابيا، نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة البيئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، وألكسندر زويف، الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية بالأمم المتحدة.
وتناولوا سبل تعزيز قدرات وكالات إنفاذ القانون في مواجهة الجرائم البيئية، والمبادرات الدولية الريادية التي قدمتها الدول، وفي مقدمتها المبادرة المناخية الدولية لمؤسسات إنفاذ القانون (I2LEC).
واستعرضوا الجهود الدولية في ملاحقة عصابات الاتجار بالبشر، وتجارب عدد من الدول من بينها الفلبين ودول شرق آسيا في مواجهة الجرائم البيئية، وتأثيراتها المناخية مثل التصحر والجفاف، ودور وكالات إنفاذ القانون في مواجهتها.
تحصين البيئة
وقالت غادة والي: «لم يعد تأثير تغير المناخ كابوساً محتملاً للمستقبل.. إنه موجود بالفعل، ويؤذي الناس والكوكب، وعلى مدى العقدين الماضيين، تزايدت وتيرة الكوارث المرتبطة بالمناخ بمعدل الضعف تقريباً. وحالات الجفاف الشديدة والطويلة الأمد، وحرائق الغابات الشائعة بشكل متزايد، والعواصف القوية، والفيضانات الساحلية، وغيرها من الظواهر التي تحصد الأرواح وسبل العيش والمنازل والمستقبل».
مسؤولية مشتركة
وأكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، أنه وبصفته رئيس «الإنتربول»، يدعم هذه المبادرة المهمة، التي تعترف بأهمية الدور الذي يجب أن تؤديه أجهزة إنفاذ القانون في حماية كوكبنا، وبناء القدرة على التكيّف مع تغير المناخ.
إجماع متزايد
وقدم الأمين العام المساعد ألكسندر زويف، الشكر لدولة الإمارات على عقد هذا المنتدى الوزاري المهم. وقال: «ليس هناك أدنى شك في أن أزمة المناخ موجودة، وأن المجتمعات الضعيفة، التي أسهمت تاريخياً بأقل قدر من الإسهام في تغير المناخ، تتأثر به بشكل غير متناسب مع حجم إسهاماتها، وكذلك، ليس من قبيل المصادفة أن الكثير من المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ معرضة لعدم الاستقرار والصراع أيضاً. ومن بين الستة عشر بلداً الأكثر عرضة لتغير المناخ، تستضيف تسع دول عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة».
مكافحة التهديدات غير التقليدية
وأكدت إيفا بزابيا، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة البيئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ترحيب بلادها بإطلاق دولة الإمارات المبادرة الدولية لتعزيز المناخ، مقدمة الشكر للفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد، على دعوته لها لإلقاء كلمة في هذا الحدث عن إطلاق «I2LEC».
وقالت: سيقتصر حديثي على أربع نقاط؛ وهي: التحديات المناخية، والتقييم الموجز لتأثيراتها في إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على وجه الخصوص، ودور أجهزة إنفاذ القانون في حماية المجتمعات والتصدي للجرائم المرتبطة بهذه التحديات المناخية، وضرورة وأهمية التعاون الدولي في مكافحة تغير المناخ.
وأضافت: تتمثل التحديات المناخية الرئيسية في إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الجفاف، وانتشار التصحر، وتدهور الأراضي، والفيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر في البلدان الجزرية والمدن الساحلية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان جرائم الکونغو الدیمقراطیة إنفاذ القانون فی الجرائم البیئیة دولة الإمارات الأمین العام تغیر المناخ بن زاید
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة – أبوظبي تعزِّز ثقافة التطوُّع لدعم الجهود البيئية
تعمل هيئة البيئة – أبوظبي على تشجيع أفراد المجتمع للتسجيل في أحد برامجها التطوعية الأربعة، للإسهام في دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، وضمان مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمقبلة في الإمارة.
وقالت رشا علي المدفعي، مدير إدارة التوعية البيئية بالإنابة في الهيئة: «تؤمن هيئة البيئة – أبوظبي بأنَّ المسؤولية البيئية هي مسؤولية مشتركة، ونحن نسعى للوصول إلى مختلف فئات المجتمع مع التركيز على الجيل المقبل، ونسعى لتزويده بالأدوات والمعرفة اللازمة ليتمكَّن من فهم أهمية الاستدامة البيئية، والدور المهم الذي نؤدّيه معاً في ضمان بناء مستقبل مستدام».
وأضافت المدفعي: «على مدى السنوات الماضية، أطلقت الهيئة العديد من البرامج التطوعية التي تهدف إلى تحفيز السلوك البيئي الإيجابي للأفراد، والارتقاء بقدراتهم، وتعزيز معرفتهم وتوعيتهم بأهمية المساهمة في الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والتنوُّع البيولوجي الفريد الذي تحتضنه بيئتنا الطبيعية. مشيرةً إلى أنَّ برامج التطوُّع البيئي تندرج ضمن منصة (ناها) التي أطلقتها الهيئة، وتهدف إلى تحويل نوايا العمل البيئي إلى إجراءات ملموسة ومؤثِّرة، حيث توفِّر المنصة الفرص للشباب وأفراد المجتمع للانخراط في الأنشطة التي تحفِّز العمل من أجل تحقيق أفضل الممارسات المستدامة».
وفي إطار برنامج «مرشد» برعاية «توتال» للطاقة، الذي يهدف إلى إلهام وإشراك الشباب المهتمين بحماية البيئة، بدأت المرحلة الثانية من البرنامج، وهي مرحلة التطوُّع، حيث تمكَّن الطلاب المشاركون من إكمال 300 ساعة تطوُّعية في منتزه قرم الجبيل، وتنظيم الرحلات الميدانية خلال المؤتمر العالمي للتربية البيئية الثاني عشر، ما أضاف قيمة كبيرة للمؤتمر، وأظهر التزامهم تجاه البيئة.
ولتفعيل مزيدٍ من التواصل والتفاعل بين المشاركين، نُظِّمَت «خلوة في الطبيعة» في محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومنتزه قرم الجبيل، وتضمَّنت أنشطة متعدِّدة مثل البحث عن الكنز، وبناء الفريق، إضافةً إلى جولات إرشادية قادها مراقبو منتزه قرم الجبيل الشباب لزملائهم في محمية الوثبة، حيث اختُتِمَت بتكريم المشاركين المتميِّزين.
يُنفَّذ هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسَّسة الإمارات للتعليم المدرسي، ودائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، ويوفِّر فرصاً كافية لتقديم وتلقّي الإرشاد والتطوير القيادي، إضافةً إلى اكتساب الخبرة في التعليم البيئي، وتعزيز جهود الشباب المبذولة في مجال استعادة النُّظم البيئية. ويحفِّز البرنامج الشباب إلى التطوُّع ليكونوا مراقِبين بيئيين، من خلال تدريب مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً من طلاب الحلقتين الثانية والثالثة في مدارس أبوظبي سنوياً، لفهم دور المراقِبين في حماية البيئة والمحافظة عليها.
ويهدف برنامج «المواطن الأخضر» إلى توفير الفرصة للمواطنين والمقيمين الشغوفين بالعمل البيئي في المجتمع، من خلال إشراكهم بشكل أكبر في حماية تراث إمارة أبوظبي الطبيعي. ونُظِّمَ لقاءٌ افتراضيٌّ للمتطوعين للترحيب بالأعضاء الجدد وشرح الأدوار والمسؤوليات، حيث تمَّ عرض خطة 2024، والتعريف بمنصة «ناها» وبرامج التوعية الخاصة بالهيئة. حضر اللقاء نحو 68 متطوّعاً، وشهد العام الجاري تنظيم خمس حملات تنظيف بمشاركة 281 متطوّعاً.
وشهد برنامج «الخبراء البيئيين»، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة من الخبراء البيئيين من مختلف التخصُّصات والدول، ارتفاعاً في عدد الخبراء المشاركين ليصل إلى 287 خبيراً. وأُرسِلَت نشرات علمية للخبراء بمُعدَّل نشرة كلَّ شهر، ونظِّمَت ثلاث محاضرات علمية، وشارك خمسة خبراء في جلسة «اسأل خبير»، التي تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات في المجال البيئي.
يدعم هذا البرنامج مشاريع الهيئة وفعالياتها، ويستفيد من معارف وخبرات الخبراء المشاركين. وتشمل المسؤوليات المتوقَّعة من «الخبير الأخضر» عقد ورش عمل أو محاضرات، ومراجعة أو تقييم التقارير ودراسات الحالة، وتدريب المتطوّعين.
ويستهدف المجلس الأخضر للشباب، الذي أُطلِقَ في عام 2015 ضمن مبادرة الجامعات المستدامة، فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز دور الشباب وتمكينهم من المبادرة والمشاركة في العمل البيئي، ودعم تحقيق الرؤية البيئية بسرعة وبطريقة مبتكرة. يتيح المجلس الأخضر الفرصة للشباب ليصبحوا عناصر فاعلة وعوامل رئيسية للتغيير في المجتمع.
ويضمُّ المجلس الأخضر للشباب اليوم أكثر من 650 عضواً، ويجتمع أعضاؤه كلَّ ثلاثة أشهر لمشاركة الأفكار والحلول التي تسعى لمواجهة مختلف التحديات البيئية. ويتبع المجلس شكلاً فريداً واستباقياً للتثقيف البيئي عبر تشجيع الحوار المفتوح والتعلُّم المثمِر. يشار إلى أنَّ 232 عضواً كرَّسوا ما يزيد على 970 ساعة على مدى 60 فعالية منذ عام 2019، بما في ذلك المؤتمر العالمي للتربية البيئية، وأنشطة تنظيف الشواطئ في أبوظبي، والجلسات التثقيفية المباشرة حول مواضيع متنوّعة، مثل دعم تطبيق سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وغيرها من المبادرات المجتمعية.