نصرة لغزة.. اليمن يوسع حرب التنكيل بالكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينتين إسرائيليتين في باب المندب بصواريخ وطائرات مسيّرة تنفيذ فعلي لإغلاق البحر الأحمر أمام سفن العدو الصهيوني وتوسيع الحرب إلى البحر العربي حروب الصواريخ والطائرات المسيّرة على العدو في البحار بدأت.. إسرائيل أمام خطر مرعب العدو يعترف: ميناء إيلات معطل وشركات الملاحة قامت بتغيير خطوط الشحن إلى رأس الرجاء الصالح
الثورة /عبدالرحمن عبدالله
وسَّعت الجمهورية اليمنية من حرب التنكيل بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر ، باستهداف القوات المسلحة اليمنية سفينتين إسرائيليتين في باب المندب يوم أمس ، تجاهلتا التحذيرات اليمنية وحاولتا الإبحار في البحر الأحمر.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها استهدفت السفينتين «يونِتي إكسبلورر» و«نمبر ناين»، الأولى بصاروخ بحري والثانية بطائرة مسيّرة، وذلك بعد رفضهما الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية ، من جانبها أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إحدى السفينتين تضررت بشدة، والأخرى تضررت جزئيا مؤجرة لشركة إسرائيلية وأصيبت بأضرار طفيفة.
استهداف السفن الإسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات اليمنية ، يعد تطوراً نوعياً وتصعيدا يمنيا في حرب التنكيل بإدخال الصواريخ والمسيرات إلى المعركة البحرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني لنصرة غزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية ، وتثبيتا عمليا لقرار اليمن بإغلاق البحر الأحمر أمام سفن الكيان الصهيوني.
وجاءت عملية استهداف السفن بضربات صاروخية وبالطائرات المسيَّرة بعد أيام من تنفيذ القوات البحرية اليمنية عملية بحرية انتهت بالاستيلاء على سفينة شحن صهيونية في البحر الأحمر واقتيادها إلى السواحل اليمنية ، وهو ما يعد تصعيدا خطيرا على الكيان الصهيوني الذي بات يتكبد خسائر كبيرة جراء تغيير سفنه خطوط شحنها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.
القوات البحرية استهدفت السفينتين في باب المندب وهو تطور آخر لناحية اتساع رقعة الاستهداف الذي امتد إلى باب المندب بعدما اقتصرت العملية السابقة على السواحل المحاذية للحديدة.
إلى ذلك أكدت القوات المسلحة اليمنية توسيع استهداف السفن الإسرائيلية إلى البحر العربي ، وجدد متحدث القوات المسلحة السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف القصف الإسرائيلي على غزة ، وأعاد التأكيد على أن كافة السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيليين ستكون هدفاً مشروعاً إذا خالفت بيانات قوات اليمن المسلحة.
العملية التي وقعت في وقت مبكر من أمس الأحد، دفعت شركة الملاحة الإسرائيلية «زيم» إلى الإعلان عن تغيير خطوط ملاحة سفنها بعد تعرض السفينتين للقصف قبالة سواحل اليمن ، في المقابل أعلنت شركة الشحن الإسرائيلية سيم : تغيير خطوط شحنها إلى رأس الرجاء الصالح ، أمر من شأنه تحمل تكاليف باهضة في عملية الشحن من وإلى كيان العدو الصهيوني.
وحصلت (الثورة) على معلومات حول السفينتين اللتين استهدفتهما القوات اليمنية ، وحسب المعلومات فإن السفينة UNITY EXPLORER والتي استهدفتها القوات البحرية أمس في مضيق باب المندب تملكها وتديرها شركة RAY SHIPPING ومقرها تل أبيب ، فيما تتبع السفينة الثانية نمبر ناين شركة gold star ، وهي إحدى شركات النقل التابعة لشركة الملاحة الصهيونية “zim “ ، وتقوم بالنقل من آسيا إلى دول البحر المتوسط.
خسائر إسرائيلية باهظة نتيجة اغلاق البحر الأحمر
إلى ذلك أعلنت إذاعة جيش العدو بأن السفينة التي تعرضت لأضرار في البحر الأحمر مؤجرة لشركة ملكيتها إسرائيلية جزئيا ، فيما قالت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية: سفينة تلقت أمرًا من البحرية اليمنية بتغيير مسارها في البحر الأحمر.
إلى ذلك قالت صحيفة غلوبس الاقتصادية «الإسرائيلية»: إن الحرب البحرية ألحقت أضرار جسيمة بميناء إيلات الذي يواجه تهديداً بالإغلاق ، وأضافت غلوبس نقلاً عن مصادر في الصناعة «الإسرائيلية»: ميناء إيلات ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل.
واعترف مدير ميناء «إيلات» الصهيوني بأن تهديدات اليمن تؤثر على جميع السفن ، سواء تلك التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط وإلينا في ايلات ، وقال: إن الميناء شبه متوقف ، وأن نشاط السفن من وإلى الميناء شبه متوقف بما في ذلك التي تأتي عبر البحر الأبيض المتوسط.
وكان مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي قد أكد أن شركات الشحن الإسرائيلية غيَّرت مسار خطوط الشحن ، وقال: إن من بين شركات الشحن التي تعمل في خدمة الكيان «إسرائيل»، قررت شركة «زيم» تغيير مسارات سفنها وتجنب عبور البحر الأحمر، حيث يتم تشغيل هذا الخط من «زيم» بواسطة 12 سفينة ترفع جميعها أعلاماً أجنبية ، ويوم أمس أعلنت شركة سيم الملاحية الصهيونية تغيير خطوط شحنها أيضا.
ومعنى هذا القرار المتعلق بالخط الرابط بين آسيا وموانئ تركيا وإسرائيل، والناشئ من الخوف على سلامة السفن في هذا الخط وأطقمها، تمديد مسار الإبحار، وبسبب ذلك سيكون هناك تدهور كبير في الخدمة المقدمة لعملاء الشركة، وأيضاً في نتائجها المالية، مقابل زيادة في نفقاتها الثابتة دون التعويض الملائم في أجور الشحن الموجودة في هذه التجارة».
ومن شأن تغيير مسار هذا الخط تحمل الكيان الصهيوني أعباء اقتصادية كبيرة ، فالتكلفة الإضافية لنحو 30 يوماً من الإبحار والاستهلاك الإضافي للوقود للرحلة حول أفريقيا والعودة، بدلاً من المرور عبر قناة السويس، تعتبر كبيرة للغاية ، وثمة نفقات أعلى بكثير من توفير عدم المرور في قناة السويس (الذي قد يصل إلى نصف مليون دولار أو أكثر للسفينة الواحدة في الرحلة الواحدة، وعدم دفع التأمين الحربي بسبب عدم المرور في البحر الأحمر).
ومن شأن زيادة المسافات أيضا أن تزيد من أكلاف الشحن والوقود ، وطبيعة السيطرة بالنار على المضيق تعني أن أكلاف التأمين ستزيد أيضاً، وستهدّد بتعطيل إمدادات السلع وسلاسل التوريد ، وهذا يعني أن هذه الخطوة ستنعكس على أسعار السلع داخل كيان العدو الصهيوني.
الصواريخ والمسيَّرات تدخل إلى حروب البحار
أعلنت القوات المسلحة اليمنية بأنها نفذت عمليتها أمس من خلال صواريخ وطائرات مسيَّرة ، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها اليمن هذا السلاح في إطار الحرب على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب ، ومن شأن ذلك أن يترك تداعيات مهمة وخطيرة على سفن الكيان الصهيوني ، وأن توسع من الاستهدافات لسفن الكيان الصهيوني بما فيها التي تمر عبر البحر العربي.
استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البحرية على السفن الإسرائيلية ، يعد هو التطور الأحدث في سلسلة الحرب اليمنية على الكيان الصهيوني ، التي تتمحور ساحاتها في البحر الأحمر ، منذ بدء شن الحرب الإجرامية على غزة في 7 أكتوبر ، وهي المرة الأولى التي تحدث في مياه الشرق الأوسط ، ما يشير إلى أن ما توعد به قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من حرب تنكيل على السفن الإسرائيلية قد بدأت بالفعل.
وكانت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) أمس الأحد 3 ديسمبر أنها تلقت تقارير عن نشاط طائرات مسيرة وانفجار محتمل في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر ، وقالت الوكالة إن الطائرات بدون طيار انطلقت من اليمن، ودعت الوكالة السفن الموجودة في المنطقة المجاورة للمضيق إلى توخي الحذر.
وكانت القوات المسلحة قد استولت في 19 نوفمبر الماضي، على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، وتوعدت باستهداف المزيد من السفن الإسرائيلية ، لتأتي العملية التي نفذتها أمس بضرب سفن إسرائيلية في باب المندب تنفيذا لذلك ، فيما أكدت توسيع الاستهداف نحو البحر العربي.
وتعليقا على العملية ، قال مراقبون غربيون «ربما شهدنا للتو أول هجوم صاروخي مضاد للسفن في العالم ، واعتبروا عملية القوات المسلحة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة خطوة غير مسبوقة على سفن إسرائيلية ، منذ بدء شن الحرب على غزة.
واعتبروا العملية بأنها تنفيذ لتهديدات اليمن باستهداف السفن الإسرائيلية ، وقالوا إن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إغلاق البحر الأحمر بشكل فعال أمام السفن الإسرائيلية ، مؤكدين بأن إدخال البحر العربي إلى المعادلة من شأنه أن ينعكس في عمليات مماثلة .
وكتب أحد المحللين الإسرائيليين ويُدعى « سيباستيان روبلين» في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح نوع الصواريخ الباليستية المستخدمة ، ولكن إذا اشتملت الضربة على صاروخ باليستي مضاد للسفن ، فإنها ستمثل أول طلقات تجريبية لعصر جديد في الحرب البحرية – حقبة لا يتعين فيها على السفن في البحر أن تحرس ضد الطوربيدات والصواريخ السطحية فحسب، بل أيضًا الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها ، من الشواطئ البعيدة وتهبط من وراء الغلاف الجوي للأرض .
وأضاف “صواريخ كروز، الدعامة الأساسية للحرب الحديثة المضادة للسفن، هي في الأساس نوع من الطائرات بدون طيار القابلة للاستهلاك ، وفي المقابل، فإن الصاروخ الباليستي يتصرف مثل سفينة صاروخية ولديه قدرة أقل بكثير على المناورة ، ومع ذلك، فإن أقوى الصواريخ الباليستية يمكن أن تخرج من الغلاف الجوي وتقطع مسافات هائلة بسرعات سخيفة، مما يجعل من الصعب للغاية اعتراضها دون دفاعات متخصصة”.
وأضاف قائلا: «مع ذلك، فإن هجوم (الحوثيين) يعد أيضًا بمثابة تحذير من أن عصر حرب الصواريخ الباليستية ضد السفن في البحر قد بدأ ، وفي حين تثبت بعض الابتكارات التكنولوجية أنها غير عملية بمجرد اختبارها على القتال، فإن بعضها الآخر (مثل الدبابات وحاملات الطائرات ) كان له بدايات غريبة قبل أن يتطور إلى آلات قتالية مهيمنة ، لكن إصابة السفن في باب المندب ينذر بقادم سيئ»، حسب تعبيره.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن تُعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر وتُجبر واشنطن على الفرار من المنطقة
الوحدة نيوز/ اعترفت أمريكا باستهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملات طائرتها “إبراهام” وبارجاتها في البحرين الأحمر والعربي، ولم تستطع إخفاء ألمها هذه المرة كما فعلت مع “أيزنهاور” حينما فرت جراء الجحيم الذي واجهته في البحر، لكي لا تهتز صورتها أمام العالم.
فعقب المعركة الشرسة التي خاضتها القوات المسلحة باقتدار لثمان ساعات، خرج البنتاجون الأمريكي يتوعد اليمن بـ”العواقب الوخيمة” على ما حدث لـ”إبراهام” من ضربات استباقية دقيقة أرغمتها على المغادرة فوراً مع بارجتين أخريتين.
تعتقد الولايات المتحدة أن بمقدورها لي ذراع اليمن وثنيه عن مساندة غزة ولبنان ومحاولة تكبيل موقفه العروبي والديني والانساني إما بالمساومة السياسية والمغريات المادية أو بالقوة العسكرية، بيد أن ذلك فشل أمام صلابة اليمنيين ووفائهم لقيمهم ومبادئهم، ولقضيتهم الأولى وهي فلسطين.
لم يكن في حسبان أمريكا أن تواجه ردود قوية ورادعه ضدها من قبل القوات المسلحة؛ فما حدث ولايزال يؤكد مدى جهوزية الجيش اليمني لأي معركة كانت، من حيث العتاد العسكري والمعلوماتي الاستخباراتي والهجومي العملياتي، وهذا ما يجعل موازين القوى العالمية تقف أمام التحولات الاستراتيجية العسكرية لليمن بتبصر وإمعان بعيداً عن النظرة القاصرة التي عهدتها في العقود الماضية.
ولا شك أن العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية أكان في البر والبحر والجو وعمق الكيان الصهيوني وحاملات الطائرات الأمريكية، تبعث برسائل عدة مباشرة وغير مباشرة لكل متربص قريب أو بعيد، بأن مجرد التفكير بتجاوز الخطوط الحمراء بعد الآن، سيكون المصير غير متوقع وسيفاجأ الجميع.
أن أول وأقوى تلك الرسائل هي لأمريكا والتي تنص على أن اليمن لن يتراجع عن نصرة غزة ولبنان ولو استقدمت كل قطعها العسكرية وجحافلها وطائراتها إلى البحرين الأحمر والعربي، كما يقول على الصنعاني الباحث في استراتيجيات ومخططات الدول العظمى للمنطقة العربية والإسلامية، مضيفاً أن عملية الجيش اليمني باستهداف حاملاتها في البحر هي أقوى رسالة للأمريكي على الإطلاق وفي أصعب الأوقات وأخطرها.
وهناك إشارة أخرى خطيرة في بيان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عقب ضرب حاملة الطائرات “إبراهام”، وهي عسكرة البحر الاحمر، وهذا ما قد يصل بالأمور إلى إغلاق باب المندب تماماً إذا استمر الأمريكي في عجرفته، وزج بمدمراته في البحر الاحمر، بحسب ما ذكر الصنعاني.
عملية ناجحة وغير مسبوقة
إن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية تجاه حاملة الطائرات الامريكية “إبراهام” في البحر العربي وتجاه المدمرتين الامريكيتين بالبحر الاحمر تعتبر عمليات شجاعة وجريئة وناجحة واستباقية وغير مسبوقة، وفق ما أفاد عبدالله النعمي عضو المكتب السياسي لانصار الله، لافتاً إلى أن المعركة مع حاملة الطائرات الامريكية “ابراهام” أتت في وقت حساس وحرج واوصلت رسائل كثيرة لكل دول العالم حيث استمرت 8 ساعات ما يعني أن العملية لم تكن مجرد استهداف وإنما حرب ضروس، كانت خاتمته النصر المبين لليمن ولقواته المسلحة.
وتابع النعمي: “الأساطيل الحربية هي للاستعراض فحسب، فهي لا تستطيع أن تصمد كثيراً أمام أي مواجهة حقيقة، ولن تكون صعب من مواجهة 17 دولة، وبالتالي يبقى مجرد اسطول مكشوف وواضح حتى وإن كان يحمل ألف صاروخ مضاد”.
يد اليمنيين الطولى
فيما يؤكد الباحث والكاتب السياسي اللبناني في الشؤون الإقليمية والدولية جمال شعيب، أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سيما الأخيرة ضد حاملة الطائرات الامريكية ومدمراتها المرافقة، على علو كعب “القادة العسكريين اليمنيين” ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة “توجهات العدو” ونواياه فقط، بل في سرعة اتخاذ القرار العسكري المناسب ان لجهة “إبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب” أو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد “أسطول بحري من الأفضل في العالم” من ساحة المواجهة وإبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى “هدف”.
اهتزاز ثقة حلفاء أمريكا
ووفق تقارير وتحليلات عسكرية فإن ما أعلنه الجيش اليمني في بيانه العسكري الأخير يمثل لحظة محورية في المعركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل دلالات استراتيجية هامة تؤكد على ديناميكيات جديدة في المنطقة، حيث وجهت ضربة معنوية قاسية للأمريكي، وكشفت عن ثغرات خطيرة في منظومته الأمنية والعسكرية، وهزت ثقته، وبالتالي من شأن هذه العمليات، أن تعيد تشكيل تصورات القوة لدى خصوم واشنطن.
وتقول تلك التقارير والتحليلات العسكرية التي رصدتها “الوحدة” بان اليمن برهنت على امتلاكها شبكة استخبارات متطورة، تتيح لها رصد تحركات القوات الأمريكية بدقة وتحديد توقيت العمليات المناسبة، و هذا الأمر يعزز من فرضية أن اليمن أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الإقليمية.
وتشير إلى قدرة اليمن على ضرب قلب الآلة العسكرية للعدو، على الرغم من قوتها النارية المتفوقة وتفوقها التكنولوجي. كما أظهرت هذه العمليات قدرات القوات المسلحة اليمنية، على تخطيط وتنفيذ عمليات معقدة، باستخدام تكتيكات واستراتيجيات مبتكرة للتغلب على دفاعات الجيش الأمريكي.
وبالتالي فإن هذه العمليات تعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، وتغير من قواعد اللعبة في المنطقة، وتعقد حسابات القوى الكبرى، حسب ما ذكرت التقارير والتحليلات العسكرية، مضيفة أن القوات الأمريكية ليست محصنة من الهجمات، واليمن لم تعد ساحة مفتوحة، وأنها سترد بقوة على أي تهديدات محتملة.
مرحلة جديدة من الصراع
من جانبه أعتبر العميد عبدالله بن عامر نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد القوات الأمريكية في المنطقة “عملية استباقية” تشكل “سابقة تاريخية” في السياق العسكري، وقد تمهد لمرحلة جديدة من الصراع.
وأكد بن عامر أن الجانب الأمريكي كان يحضّر لشن عدوان كبير على اليمن، إلا أن هذه العملية الاستباقية نجحت في إحباط المخطط، مستدركًا، أن الساعات الماضية شهدت تسريب بعض الأخبار تتحدث عن بعض الغارات الجوية الأمريكية على مناطق يمنية، والحقيقة أن بعضها نُفذت بواسطة طائرات مسيرة، و لم تتمكن الطائرات الحربية الأمريكية من الإقلاع من الحاملات الأمريكية.
وأضاف أن لهذه العملية نتائج وتداعيات بالغة الأهمية ليس على مستوى العمليات العسكرية الجارية أو على الدور اليمني الاسنادي للقضية الفلسطينية واللبنانية فحسب، إنما أيضًا على صعيد التواجد العسكري في المنطقة، لأن هذا التواجد أصبح بالفعل يخدم الكيان الإسرائيلي منذ أول لحظة، واليمن اضطر لمواجهة هذا التواجد، خاصة بعد تعرضه لعدوان أمريكي خلال الأشهر الماضية.
كما أوضح أنه “كلما تصاعدت المواجهة في البحر الأحمر كلما خسر الأمريكي أكثر”.
وبخصوص الادعاءات الأمريكية بأن الهجمات اليمنية على سفنها الحربية غير قانونية، قال بن عامر: “دون خجل يكرر الأمريكي ويتحدث أن الهجمات على سفنه الحربية غير قانونية على أساس أن عدوانه على اليمن وتواجده في البحر ودفاعه عن إسرائيل قانوني”.
افشال الهجوم العدواني ضد اليمن
تمكنت العملية الهجومية للقوات المسلحة اليمنية ضد حاملة الطائرات “إبراهام” من افشال الهجوم الجوي العدواني الذي كان يُحضّر ضد اليمن، كما أوضح الصحفي المتخصص بالشؤون العسكرية كامل المعمري، مشيراً إلى أنه بمثابة إجهاض مسبق لمحاولة العدوان الذي كان سينطلق من هذه الحاملة الضخمة.
ويُظهر هذا الهجوم مدى قدرة القوات اليمنية على استباق العمليات العدوانية، وتوجيه ضربة قاسية ضد الأسطول الأمريكي في البحر العربي، ولم تكن مجرد استهداف عسكري تقليدي، بل كانت استهداف مُركّز لمدرج الإقلاع والهبوط للطائرات على متن الحاملة، بحسب المعمري.
ويقول المعمري إن افشال الهجوم العدواني على اليمن يعني إيقاف القدرة على شن الهجمات الجوية ضد الأراضي اليمنية، وبالتالي تحجيم قوة العدو بشكل فعال.
مضيفاً أن استمرار العمليتين العسكريتين اليمنيتين لمدة ثماني ساعات ضد حاملة الطائرات والمدمرات الأمريكية، يعكس تحولاً استراتيجياً وعسكريا نوعيا في معادلة الصراع البحري بل ويكشف عن استعداد القوات اليمنية لمواصلة الضغط على العدو واستنزاف موارده الدفاعية.
ونوه المعمري أن هذا النوع من المعارك البحرية المطولة نادراً ما تشهده مواجهات في مناطق تواجد الأسطول الأمريكي، مما يشير إلى ضعف حقيقي في قدرة القطع الأمريكية على إنهاء الاشتباك أو احتوائه بسرعة.
تطوّر استراتيجي غير تقليدي
إضافة إلى ذلك، يمثل الاشتباك البحري الممتد نجاحا تكتيكيا للقوات اليمنية في إرباك العدو وإجباره على استنزاف موارده الدفاعية والتقنية، بحيث يصبح عاجزاً عن الرد الفعّال أو إعادة تنظيم صفوفه بفعالية.
وتابع قائلاً: إن تواصل الاشتباك لفترة طويلة يحمل رسالة بأن اليمن قادر على الحفاظ على موقعه البحري بل وتهديد قدرات الخصم المتفوقة بشكل استراتيجي، في خطوة تؤكد أن الهيمنة العسكرية الأمريكية في مناطق البحرين العربي والأحمر أصبحت محل تحدٍّ حقيقي.
إن تنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة يتطلب معرفة متقدمة وقدرة على استغلال الثغرات الدفاعية لدى العدو، وهو ما يظهر أن اليمن طوّر استراتيجيات غير تقليدية تمكنه من تجاوز العوائق التكنولوجية الأميركية وفرض أسلوب معركة يناسب ظروفه وإمكاناته، وفقاً للمعمري.