الأسبوع:
2025-03-16@09:26:13 GMT

وَهْمُ «شعب الله المختار»!!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

وَهْمُ «شعب الله المختار»!!

«لا يحق لأحد في العالم أن يحاسب إسرائيل».. هكذا نطق الإرهابي «أرييل شارون».. رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.. تعبيرًا عن الوهم الصهيوني الأكبر بأن اليهود هُم «شعب الله المختار»، ومن ثم فإن لديهم مطلق الحرية في أن يفعلوا ما يشاءون وأن يقتلوا مَن يشاءون كما يحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر المنقضي!!

ولأنهم «شعب الله المختار»، فإن «الأغيار» (كل مَن هو غير يهودي) عبارة عن «حيوانات بشرية»، أو على أقصى تقدير بشر من الدرجة الأدنى قياسًا باليهود من بني صهيون، ومن أكثر الناس كرهًا لدى الصهاينة «العرب»، وهو ما يعكسه شعارهم الشهير: «العربي الجيد هو العربي الميت»، وهو الأمر الذي نشهده بأعيننا في تلك الحرب الوحشية التي يمارسها الصهاينة ضد فلسطينيي غزة من النساء والرجال والأطفال والشيوخ!!

ولأن الصهيونية مزيج بين الدين والقومية، فإن أعتى الصهاينة -حتى ولو كانوا ملحدين- يستغلون الأساطير التوراتية والتلمودية لتحقيق أهدافهم السياسية بقتل وطرد وتهجير عرب فلسطين من أراضيهم لأكثر من (75) عامًا، انطلاقًا من وهم «شعب الله المختار»، إذ يقول التلمود بهذا الصدد: «إن اليهود أحب إلى الله من الملائكة، فالذي يصفع اليهودي يصفع العناية الإلهية سواءً بسواء»!!

كما ورد في التوراة: «أنتم أولاد للرب إلهكم.

. .لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعبًا خاصًّا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض».

أما في «المشنا» (التوراة الشفوية، وهي إحدى مكوِّنَيْن -مع الجمارا- للتلمود) وتحديدًا في (وصايا الآباء 3/18) فقد ورد ما يلي: «بنو إسرائيل أحباء الله، لأنهم يُدعون أبناءه، بل هناك برهان أعظم على هذا الحب، وهو أن الله نفسه قد سماهم بهذا الاسم في قوله في التوراة: (أنتم أولاد للرب إلهكم)»!!

وهناك كذلك: «أنا الرب إلهكم الذي ميَّزكم عن الشعوب، تكونون لي قديسين لأني قدوس، أنا الرب وقد ميَّزتكم عن الشعوب لتكونوا لي» (لاويون 20: 24-26).

وأيضًا: «إنك يا إسرائيل شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب التي على وجه الأرض» (سِفر التثنية 7: 6-8).

وقد زاد على تطرف كتب اليهود المقدسة في إثبات وَهْمِ أنهم «شعب الله المختار»، ما قرره الحاخام والباحث اليهودي الأمريكي-البولندي «آرثر هيرزبيرج» أنه: (في سيناء عندما تجلى الله لموسى ولبني إسرائيل، تم زواج بين الله وإسرائيل.. وسُجل عقد الزواج بينهما، وكانتِ السموات والأرض شهودًا لهذا الزواج!!!). ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح

عادت مسألة حزب العمال الكردستاني وصراعه الممتد مع تركيا إلى الواجهة من جديد، إثر الدعوة التي وجهها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان في 27 فبراير/شباط 2025 لحل الحزب وإلقاء السلاح ووقف العمليات القتالية ضد أنقرة.

وتعد الدعوة -التي وُصفت بالتاريخية- الثالثة لأوجلان منذ اعتقاله عام 1999، وقد سبقتها دعوة أخرى في مارس/آذار 2013 ثم في الشهر ذاته عام 2015 بعد مسار تفاوضي سري قاده جهاز الاستخبارات التركي، وتوصل الطرفان بعده إلى إصدار ورقة من 10 مواد للوصول إلى اتفاق نهائي ينهي حالة المواجهة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف أدارت المقاومة "حربا نفسية" تفوقت على السردية الإسرائيلية؟list 2 of 2تحديات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةend of list

ولكن الاتفاق وصل إلى طريق مسدود بعد تطورات الأحداث في سوريا عام 2015 وإعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إدارة ذاتية بمنطقة شمال سوريا، بالتزامن مع إعلانات مشابهة في عدد من المدن شرقي تركيا وجنوبها الشرقي، مما دفع أنقرة إلى خوض حرب شوارع واستعادة السيطرة، ثم ضرب الحزب في سوريا والعراق.

وحول دلالات وتداعيات الإعلان الأخير، نشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان "نداء أوجلان لحل حزب العمال.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح" ناقش فيه الباحث المختص بالشأن التركي سعيد الحاج السياق الإقليمي والدولي لدعوة أوجلان وسقف التوقعات وراء المسار السياسي الجديد.

إعلان مبادرة سياسية دون تعقيب رسمي

شددت الحكومات التركية المتعاقبة بعد عام 2015 على أنه لن تكون هناك عملية تسوية جديدة بالتنسيق مع حزب العمال الكردستاني، وركزت على المواجهات الأمنية والعسكرية، وتقويض أي تطور إقليمي قد يخدم أجندة الحزب.

ولكن وساطة قيادة إقليم كردستان العراق ونداء قيادات كردية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بإخراج العملية السياسية من الثلاجة" إلى جانب تطورات أخرى، عززت سبل إطلاق مسار سياسي جديد بخصوص المسألة الكردية في تركيا.

وجاء نداء أوجلان بمثابة تتويج لمسار غير معلن بدأ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتصريح رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي المتحالف مع أردوغان، دعا فيه للسماح لأوجلان بإلقاء كلمة أمام كتلة الحزب البرلمانية وإعلان حل حزب العمال الكردستاني والمرور إلى مرحلة "تركيا بلا إرهاب".

ونفى المستشار القانوني للرئيس التركي أي نية لانتهاج "عملية تسوية" جديدة مع حزب العمال الكردستاني، في حين رحب أردوغان بمبادرة بهتشلي، وسمحت وزارة العدل بزيارة وفد من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب -الذي يُوصف بأنه الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني- بزيارة أوجلان في سجنه ونقل ما دار بينهما لأحزاب أخرى في البرلمان.

وتوالت زيارات الوفد إلى أوجلان ونقل في المرة الثالثة رسالة بعنوان "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" جاءت فيها الدعوة إلى عقد مؤتمر عام وإلقاء السلاح نهائيا وانتهاج العمل السياسي، مؤكدا تحمله المسؤولية التاريخية عن ندائه.

وبعد يومين من الرسالة، أعلنت قيادة حزب العمال الكردستاني موافقتها على "كل ما جاء فيها" على أن يشرف أوجلان بنفسه على المؤتمر بعد "تهيئة الظروف القانونية" وهو ما عززه بهتشلي بالاتصال مع رئيس حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب تونجار بكيرخان، ورئيس حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين دميرطاش للتأكيد على وقوفه وراء أي دور يخدم المسار السياسي.

زعيم حزب الحركة القومية بهتشلي يستقبل وفدا برلمانيا من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب (مواقع التواصل)

 

طموح عالٍ

رفع نداء أوجلان الأخير من سقف التوقعات وراء العملية السياسية، فعلى عكس المبادرات السابقة لم تكتف هذا الدعوة إلى وقف القتال فحسب بل إلقاء السلاح وحل الحزب، وهو ما يمكن تصنيفه ضمن خانة المراجعات الفكرية لدى أوجلان بخصوص الهدف من وراء الحزب، فقد جاء في الرسالة أيضا تراجعه عن المشاريع الانفصالية والفدرالية والإدارة الذاتية.

إعلان

وبالتزامن مع ذلك أوضح أوجلان استعداده للاضطلاع بدور إيجابي ولم يطرح أي شروط على الحكومة التركية، في حين اقتصرت رسالته على التوجه للحزب "الكردستاني" الذي لم يتأخر في تلبية النداء والموافقة على مضمون الرسالة.

وقد حظي نداء أوجلان بدعم أطراف وشخصيات فاعلة أخرى في المشهد الإقليمي الكردي مثل قيادة حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، والرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني.

وفي المقابل، تأتي رمزية بهتشلي -بوصفه حليفا لأردوغان وزعيم التيار القومي في البلاد مع علاقته الوطيدة بالدولة العميقة- ضمانا على الآمال المعلقة من وراء العملية السياسية الوليدة.

وقد فُهم من تصريح بهتشلي ودعوته لإطلاق أوجلان بأن هناك توجها لدى الحكومة أو الدولة التركية بخصوص المسار السياسي، قد تُرجم بسماح أردوغان لأوجلان باستقبال الزيارات العائلية والحزبية والسماح بإذاعة رسالته في الإعلام.

وكل ما سبق يشير إلى أن جميع الأطراف المعنية في تركيا والمنطقة ترغب في انتهاج مسار سياسي، ويوحي ذلك بوجود مفاوضات وتفاهمات سابقة على التصريحات الصادرة عن مختلف الأطراف لم يعلن عنها حتى الآن، خاصة مع تغير النظام في سوريا وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص سحب قواته من البلاد.

الرئيس السوري الشرع (يمين) وقائد قوات "قسد" عبدي بعد توقيع اتفاق الاندماج بالدولة السورية (الفرنسية)

 

آمال ولكن..

رغم التفاؤل بمستقبل المسار السياسي الوليد لحل المسألة الكردية فإنه من الصعب توقع حلول سريعة دون عقبات، مع تداخل العوامل الإقليمية والدولية، و"فاتورة ضحايا بعشرات آلاف" حسب الأرقام الرسمية التركية.

كما قللت قيادات من "العمال الكردستاني" في جبال قنديل شمالي العراق من أهمية ما يصدر عن أوجلان بوصفه "أسيرا لا يملك قراره" كما نفذ الحزب هجوما على شركة صناعات دفاعية اليوم التالي لتصريح بهتشلي.

ورغم موافقة اللجنة التنفيذية للحزب على مضمون الرسالة فإنها طالبت بإدارة أوجلان نفسه للمؤتمر وتنفيذ حل الحزب ونزع السلاح، داعية لتوفير "السياسة الديمقراطية والأرضية القانونية" للمسار الوليد، مما يعد رفعا مبكرا لسقف الشروط.

إعلان

وتحتاج أنقرة بالرغم من ذلك لاستحقاقات قانونية وسياسية تمررها عبر البرلمان لإنجاح المسار السياسي الوليد، من قبيل كيفية التعامل مع هذه المنظمة وقياداتها وكوادرها وأنصارها، وخصوصا المتهمين منهم، فضلا عن مصير أوجلان نفسه، وهي مسارات شائكة قد لا تحظى بتأييد الشارع وبعض الأحزاب السياسية.

ويضاف إلى ذلك عدم إصدار الحكومة التركية أي مبادرة محددة أو ملامح مفصلة للمرحلة القادمة، فالمبادرة حتى الآن لا تزال حبيسة رد فعل أوجلان على تصريح بهتشلي مع بقاء أردوغان بعيدا عن التعقيب المباشر والتفصيلي عن مضمون المبادرة.

وفي المحصلة، تحظى هذه المبادرة بفرصة أعظم من سابقاتها خاصة بعد بيان اللجنة التنفيذية للعمال الكردستاني الذي أكد على زعامة أوجلان والامتثال الكامل لندائه، في حين تتموضع الحكومة التركية في مساحة أكثر أريحية تفتح لها أبواب إغلاق الملف الأكثر حساسية في التاريخ التركي، في وقت لم تعلن حتى الآن عن التخلي عن الخيار العسكري والحرب الاستباقية.

 

[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من هذا الرابط]

مقالات مشابهة

  • البديوي: دول مجلس التعاون تعمل على مكافحة الإسلاموفوبيا
  • طريق البخور في العُلا .. شريان التجارة والتاريخ في الجزيرة العربية
  • وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!
  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف أبدت مرونة تجاه المبادرة الأمريكية للهدنة
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
  • الجيش اللبناني يتسلم عسكريا مصابا أفرجت عنه إسرائيل