الأسبوع:
2025-03-17@01:17:49 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

لكل فكر بشري عناصر قوة ونقاط ضعف، وكلما كان هذا الفكر منحرًفا عن القيم والأخلاق، معتمدًا على المقاييس المادية المجردة من الروح الإيمانية، ازدادت نقاط الضعف فيه وقُوِّضت عناصر القوة. استطاع اليهود أن يستفيدوا من تفرُّقهم وتشتتهم في بلاد العالم فترة طويلة من الزمان، فتمكنوا من دراسة طبيعة الشعوب الأوربية، ونشروا الاتجاهات الفكرية الإلحادية الإباحية ليُضعفوا هذه الشعوب إيمانيًّا وأخلاقيًّا، وسيطروا بدرجة كبيرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام ليتحكموا في قرارات الحكام والسياسيين، ودخل بعضهم في الديانة النصرانية ظاهرًا، وقد نتج عن ذلك ظهور مصدرين كبيرين لدعم الفكر الصهيوني في أوربا وأمريكا.

. المصدر الأول: الحكومات السياسية، التي دعمتِ اليهود سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وكانت سببًا قويًّا في تمكينهم من احتلال فلسطين، فضلًا عن إمداد إسرائيل سنويًّا بأحدث الأسلحة المتطورة حتى تظل متفوقة على دول الشرق الأوسط عسكريًّا. والمصدر الثاني عُرف بمذهب الألفية لإيمانهم بالرجاء المبارك وهو المجيء الثاني للمسيح ليحكم العالم ألف عام من السلام على الأرض، ويعتقدون أن هذه الألفية هي آخر العصور، وأنه لابد من جمع اليهود من الشتات إلى فلسطين كخطوة أخيرة قبل عودة المسيح إلى عاصمته وموطنه الأول أورشليم (القدس)، واستطاعوا تأسيس كيانهم في فلسطين بما يأتيهم من دعم من حلفائهم في أمريكا وأوربا، التي تُعَد عناصر قوة، وأبرزها الدعم السياسي من جهتين: الجهة الغربية تتمثل في اعتراف الدول العظمى بدولة إسرائيل وتأثيرهم على الهيئات العالمية لتوجيه القرارات السياسية دائمًا لصالح اليهود، والجهة الإفريقية تتمثل في التعاون المشترك بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الإفريقية حيث بادرت إسرائيل بالاعتراف باستقلال الدول الإفريقية، وقدمت لهم معونات مالية وعسكرية وثقافية وفنية، وأمدتهم بالخبرات في المجال التقني. وفي مقابل ذلك حصدتِ العديد من المكاسب السياسية، من أهمها: بسط النفوذ على القارة الإفريقية كبداية للهيمنة على العالم، تكوين حليف استراتيچي يُخرجها من العزلة المفروضة، السيطرة على منابع النيل لإضعاف مصر والضغط عليها للحصول على حصة من مائه، عزل الدول العربية وضرب مصالحها في العمق الإفريقي، مساعدة الجاليات اليهودية في الدول الإفريقية، وخاصة يهود الفلاشا في إثيوبيا.. هذا فضلًا عن تمكُّن اليهود من بناء اقتصاد جيد يفوق الدول العربية، ويرجع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوربي، وتنشيط التجارة مع الدول الإفريقية بالاستفادة من المواد الخام رخيصة الثمن وتصنيعها، ثم تصديرها لنفس الدول بأعلى الأسعار، وتأسيس العديد من الشركات الناشئة المتطورة في مجال التقنية الحديثة، مثل شركة Better Place التي تقوم بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتميز الاستخباراتي حيث يُعتبر جهاز الاستخبارات الصهيوني من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، والتأثير الإعلامي حيث سيطر اليهود على معظم وسائل الإعلام في أوربا وأمريكا. أما عن نقاط الضعف في الفكر الصهيوني من الناحية العقيدية فيقوم الفكر الصهيوني على عقيدة ملفقة وتأويلات بعيدة لنصوص التوراة وادعاءات كاذبة تسببت في ضعف الفكر الصهيوني من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، حيث ينتشر بين اليهود أمراض أخلاقية واجتماعية وسلوكية خطيرة، كفيلة بهدم الكيان الصهيوني من أساسه، أبرزها: العنصرية بين اليهود، واحتقار الجماعات الدينية اليهودية وإجبارهم للحكومة على تمييزهم في التعليم والمعونة المالية، وإعطائهم رواتب شهرية تؤخذ من الضرائب التي تُجمع من عامة الشعب، مما أدى إلى غرس الكراهية والاشمئزاز في نفوس غير الدينيين، وانتشار الإباحية الجنسية بين اليهود، وتآكل الحياة العائلية في المجتمع الصهيوني فقد ذكرت جريدة معاريف أن من بين كل ثلاث حالات زواج يكون مصير حالة واحدة الطلاق، انتشار شرب الخمر وتعاطي المخدرات بين اليهود، ارتفاع نسبة الانتحار في إسرائيل، العزوف عن الزواج الشرعي والجنوح إلى الإباحية الجنسية، الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية الذي يعرقل مسيرة المخطط الصهيوني، فضلًا عن استغلال البنوك لحاجة الناس وإقراضهم بفوائد ربوية عالية. أما من الناحية الأمنية والعسكرية فيظهر عدم إيمان معظم اليهود في فلسطين بالفكرالصهيوني، وجبن اليهود وحرصهم على الحياة، وقناعتهم الثابتة بعدم وجود عقيدة دينية تستحق التضحية بالنفس، وضعف عزيمتهم وعدم صمودهم أمام الحروب والاشتباكات الدائمة مع العرب، والفرار من الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستغرق ثلاث سنوات والتحايل على ذلك بادعاء الإصابة بالأمراض النفسية، وتغيُّب ثلث جنود الاحتياط عند استدعائهم، وتورط عدد كبير من القادة العسكريين في الفساد.وبالتالي يتضح أن الجيش الصهيوني إذا وُجهت إليه ضربات قوية في عمقه الاستراتيچي -داخل فلسطين- تؤدي إلى هزيمته، فإنه لن تقوم له قائمة أبدًا، وستفنى دويلته المزعومة وتندثر تمامًا، وسيتبدد مشروعها الصهيوني ويذهب أدراج الرياح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفریقیة الصهیونی من بین الیهود

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن بلاده قد تبدأ محادثات ثنائية مع بعض الدول لإبرام ترتيبات تجارية جديدة، وذلك عقب فرضها رسوما جمركية على شركائها التجاريين الرئيسيين.

وأكد روبيو في تصريحات أوردتها قناة "الحرة الأمريكية"، أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية، مشيرا إلى أن هذه السياسة لا تستهدف دولا بعينها مثل كندا أو المكسيك أو الاتحاد الأوروبي، بل تشمل الجميع.

وأضاف أن واشنطن، بناء على مبدأ الإنصاف والمعاملة بالمثل، قد تدخل في مفاوضات ثنائية مع دول مختلفة بشأن ترتيبات تجارية جديدة تحقق مصلحة جميع الأطراف.

وأشار روبيو إلى أن الولايات المتحدة لا تقبل بالوضع الحالي، وتسعى إلى تحديد وضع جديد، وبعد ذلك يمكن التفاوض على اتفاقيات، إذا رغبت الدول الأخرى بذلك، مشددًا على أن الاستمرار في الوضع الراهن ليس خيارا مطروحا. 

وتأتي تصريحات روبيو بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% بعض الواردات الأوروبية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية
  • فلسطين إذ تحرج الحياد السويسري من جديد
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
  • منح دراسية لطلبة فلسطين في عدد من الدول
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • جيهان عبد السلام: الرئيس السيسي وضع ملف القارة الإفريقية في مقدمة اهتماماته
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!