الأسبوع:
2025-04-11@11:23:13 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

لكل فكر بشري عناصر قوة ونقاط ضعف، وكلما كان هذا الفكر منحرًفا عن القيم والأخلاق، معتمدًا على المقاييس المادية المجردة من الروح الإيمانية، ازدادت نقاط الضعف فيه وقُوِّضت عناصر القوة. استطاع اليهود أن يستفيدوا من تفرُّقهم وتشتتهم في بلاد العالم فترة طويلة من الزمان، فتمكنوا من دراسة طبيعة الشعوب الأوربية، ونشروا الاتجاهات الفكرية الإلحادية الإباحية ليُضعفوا هذه الشعوب إيمانيًّا وأخلاقيًّا، وسيطروا بدرجة كبيرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام ليتحكموا في قرارات الحكام والسياسيين، ودخل بعضهم في الديانة النصرانية ظاهرًا، وقد نتج عن ذلك ظهور مصدرين كبيرين لدعم الفكر الصهيوني في أوربا وأمريكا.

. المصدر الأول: الحكومات السياسية، التي دعمتِ اليهود سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وكانت سببًا قويًّا في تمكينهم من احتلال فلسطين، فضلًا عن إمداد إسرائيل سنويًّا بأحدث الأسلحة المتطورة حتى تظل متفوقة على دول الشرق الأوسط عسكريًّا. والمصدر الثاني عُرف بمذهب الألفية لإيمانهم بالرجاء المبارك وهو المجيء الثاني للمسيح ليحكم العالم ألف عام من السلام على الأرض، ويعتقدون أن هذه الألفية هي آخر العصور، وأنه لابد من جمع اليهود من الشتات إلى فلسطين كخطوة أخيرة قبل عودة المسيح إلى عاصمته وموطنه الأول أورشليم (القدس)، واستطاعوا تأسيس كيانهم في فلسطين بما يأتيهم من دعم من حلفائهم في أمريكا وأوربا، التي تُعَد عناصر قوة، وأبرزها الدعم السياسي من جهتين: الجهة الغربية تتمثل في اعتراف الدول العظمى بدولة إسرائيل وتأثيرهم على الهيئات العالمية لتوجيه القرارات السياسية دائمًا لصالح اليهود، والجهة الإفريقية تتمثل في التعاون المشترك بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الإفريقية حيث بادرت إسرائيل بالاعتراف باستقلال الدول الإفريقية، وقدمت لهم معونات مالية وعسكرية وثقافية وفنية، وأمدتهم بالخبرات في المجال التقني. وفي مقابل ذلك حصدتِ العديد من المكاسب السياسية، من أهمها: بسط النفوذ على القارة الإفريقية كبداية للهيمنة على العالم، تكوين حليف استراتيچي يُخرجها من العزلة المفروضة، السيطرة على منابع النيل لإضعاف مصر والضغط عليها للحصول على حصة من مائه، عزل الدول العربية وضرب مصالحها في العمق الإفريقي، مساعدة الجاليات اليهودية في الدول الإفريقية، وخاصة يهود الفلاشا في إثيوبيا.. هذا فضلًا عن تمكُّن اليهود من بناء اقتصاد جيد يفوق الدول العربية، ويرجع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوربي، وتنشيط التجارة مع الدول الإفريقية بالاستفادة من المواد الخام رخيصة الثمن وتصنيعها، ثم تصديرها لنفس الدول بأعلى الأسعار، وتأسيس العديد من الشركات الناشئة المتطورة في مجال التقنية الحديثة، مثل شركة Better Place التي تقوم بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتميز الاستخباراتي حيث يُعتبر جهاز الاستخبارات الصهيوني من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، والتأثير الإعلامي حيث سيطر اليهود على معظم وسائل الإعلام في أوربا وأمريكا. أما عن نقاط الضعف في الفكر الصهيوني من الناحية العقيدية فيقوم الفكر الصهيوني على عقيدة ملفقة وتأويلات بعيدة لنصوص التوراة وادعاءات كاذبة تسببت في ضعف الفكر الصهيوني من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، حيث ينتشر بين اليهود أمراض أخلاقية واجتماعية وسلوكية خطيرة، كفيلة بهدم الكيان الصهيوني من أساسه، أبرزها: العنصرية بين اليهود، واحتقار الجماعات الدينية اليهودية وإجبارهم للحكومة على تمييزهم في التعليم والمعونة المالية، وإعطائهم رواتب شهرية تؤخذ من الضرائب التي تُجمع من عامة الشعب، مما أدى إلى غرس الكراهية والاشمئزاز في نفوس غير الدينيين، وانتشار الإباحية الجنسية بين اليهود، وتآكل الحياة العائلية في المجتمع الصهيوني فقد ذكرت جريدة معاريف أن من بين كل ثلاث حالات زواج يكون مصير حالة واحدة الطلاق، انتشار شرب الخمر وتعاطي المخدرات بين اليهود، ارتفاع نسبة الانتحار في إسرائيل، العزوف عن الزواج الشرعي والجنوح إلى الإباحية الجنسية، الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية الذي يعرقل مسيرة المخطط الصهيوني، فضلًا عن استغلال البنوك لحاجة الناس وإقراضهم بفوائد ربوية عالية. أما من الناحية الأمنية والعسكرية فيظهر عدم إيمان معظم اليهود في فلسطين بالفكرالصهيوني، وجبن اليهود وحرصهم على الحياة، وقناعتهم الثابتة بعدم وجود عقيدة دينية تستحق التضحية بالنفس، وضعف عزيمتهم وعدم صمودهم أمام الحروب والاشتباكات الدائمة مع العرب، والفرار من الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستغرق ثلاث سنوات والتحايل على ذلك بادعاء الإصابة بالأمراض النفسية، وتغيُّب ثلث جنود الاحتياط عند استدعائهم، وتورط عدد كبير من القادة العسكريين في الفساد.وبالتالي يتضح أن الجيش الصهيوني إذا وُجهت إليه ضربات قوية في عمقه الاستراتيچي -داخل فلسطين- تؤدي إلى هزيمته، فإنه لن تقوم له قائمة أبدًا، وستفنى دويلته المزعومة وتندثر تمامًا، وسيتبدد مشروعها الصهيوني ويذهب أدراج الرياح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفریقیة الصهیونی من بین الیهود

إقرأ أيضاً:

اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران

طهران- تزامنا مع احتفالها بالذكرى الـ 19 لليوم الوطني للتقنية النووية، أمس الأربعاء، أعلنت إيران رسميا دخولها المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية، كاشفة عن 6 إنجازات نووية جديدة واعتبرت أن حمايتها "مسؤولية وطنية".

وبمناسبة هذا اليوم، حضر نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، برنامجا حواريا عقب النشرة المسائية علی قناة "خبر" الناطقة بالفارسية، الليلة الماضية، قائلا إن بلاده أمست من الدول الرائدة على مستوى العالم في مجال إنتاج الأدوية المشعة.

ولدى استعراضه أبرز الإنجازات النووية التي حققتها خلال العام الماضي، أعلن إسلامي دخول طهران بشكل رسمي "المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية"، موضحا أن "الركيزة الأساسية في هذه الصناعة هي تحويلها إلى وقود، إلى جانب ضرورة بناء المفاعلات البحثية ومفاعلات الطاقة، وقد بلغنا مرحلة النضج في هذا المجال، ونعلن رسميا دخولنا هذا المسار وبلوغ المستوى الصناعي".

إسلامي (يمين) أعلن دخول طهران رسميا المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية (رويترز) مشاريع نووية

وأوضح إسلامي أن إيران أنجزت 150 مشروعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منها 68 مشروعا تم تقييمها وتصنيفها، إلا أنه تم الكشف عن 6 فقط منها في الاحتفال الأخير، الذي أقيم أمس، مضيفا أنه "لا يوجد نظير لبلاده في التقنية النووية لأن معظم الدول تعمل ضمن شبكات متكاملة وتتعاون فيما بينها، بينما نعمل بشكل مستقل بسبب العقوبات".

وتابع أنه رغم الحصار، تعتبر إيران من الدول المتقدمة في إنتاج الأدوية المشعة، وتُعد ضمن الدول الخمس الأوائل في تنوع النشاطات النووية، ومن بين العشر الأوائل عالميا من حيث القدرة الإنتاجية، مؤكدا "حققنا كل ما عزمنا عليه؛ فعلى سبيل المثال قررنا قبل عامين إنتاج غاز الهيليوم باهظ الثمن، وها نحن ننتجه اليوم بإمكاناتنا الذاتية".

وبخصوص الكهرباء النووية، قال إسلامي "أنتجت محطة بوشهر النووية حتى الآن 72 مليار كيلووات من الكهرباء، 7 مليارات منها خلال العام الماضي، ونهدف ضمن أفق خطة 2041 للوصول إلى 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية".

بزشكيان (يسار) أكد أن إيران لن تتخلى عن إنجازاتها النووية (رويترز)

وتوقع محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي طهران في نيسان/أبريل الجاري. وقال إن تحديد محاور الزيارة لا يزال قيد التفاوض، وإن لديهم مسارين مختلفين بشأن التعاون مع الوكالة:

إعلان الأول: العلاقة المؤسسية المبنية على اتفاق الضمانات ومعاهدة عدم الانتشار النووي. الثاني: يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 2231.

ووفقا له، لدى طهران 120 مفتشا معتمدا من الوكالة الذرية في الوقت الراهن، وتتم عمليات التفتيش بشكل منتظم، مضيفا أن "القرار 2231 سينتهي بالكامل بنهاية العام العاشر من الاتفاق النووي، وأن أطرافا مثل الكيان الصهيوني وبعض الدول الأوروبية تسعى لمنع إيران من الاستفادة من هذا الإنجاز".

#إيران: نؤمن بمبدأ المفاوضات وكما أكدنا سابقا سنخوضها إذا تمت مخاطبتنا بلغة الاحترام pic.twitter.com/HgrgzYt2NL

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 8, 2025

منتجات جديدة

وأفادت وكالة إرنا الرسمية بأن الرئيس مسعود بزشكيان رعا حفلا تم الكشف خلاله، أمس الأربعاء، عن 6 منتجات جديدة في صناعة الطاقة النووية على النحو التالي:

العلاج الإشعاعي "غاليوم فابي" الذي يستخدم لتشخيص أنواع مختلفة من أمراض السرطان وتحديد الأورام الأولية بدقة عالية. العلاج الإشعاعي "لوتشيم فابي" وهو منتج مبتكر ومتقدم في علاج السرطان إذ يؤثر بشكل مباشر على الخلايا السرطانية باستخدام تقنيات الطب النووي. كريم جلدي "رنيوم-188" الذي يُستخدم في علاج السرطانات الجلدية الشائعة. مصباح "كوبالت 57" المخصص لاستخدامه في أعمال حفر الآبار ضمن نظام Gas Hold-up للكشف عن الغاز داخل الأنابيب. وكان إنتاجه مقتصرا على ألمانيا والولايات المتحدة. الميثانول الديوتيري "دي4" وهو مادة أولية هامة في صناعة البتروكيميائيات وتستخدم كمذيب في صناعة الألوان والدهانات، وكذلك في الصناعات الصيدلانية والطبية، كما يُستعمل كمذيب في أجهزة الرنين المغناطيسي النووي (إن إم آر)، مما يساهم في تحسين فعالية الأدوية وتقليل الآثار الجانبية، بالإضافة إلى تمهيد الطريق لإنتاج الأدوية المعدلة. "حمض دي إيثيل هكسيل فوسفريك" الذي يستخدم بشكل رئيسي لاستخراج المعادن الثمينة مثل اليورانيوم والكوبالت والنيكل والزنك في الصناعات، وله أهمية كبيرة في استخراج اليورانيوم من حمض الكبريتيك. وقد نجح المتخصصون الإيرانيون في إنتاجه في مرحلة تجريبية ويخططون في المرحلة الراهنة للإنتاج الواسع لهذه المادة الإستراتيجية. إعلان برنامج سلمي

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لن تتخلى عن إنجازاتها النووية ولن تساوم بشأنها ولن تسمح لأي طرف بمنعها من الابتكار والإبداع، نافيا سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية رغم الاتهامات التي تطالها في هذا الشأن.

وكشف -في كلمته خلال احتفال اليوم الوطني للتقنية النووية- أن المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بالمفاوضات غير المباشرة لأن طهران لا تثق بالطرف المقابل، مؤكدا أن خامنئي لا يعارض استثمار الشركات الأميركية داخل إيران، وأن ما ترفضه بلاده هو "سياسات واشنطن الخاطئة".

وشدد بزشكيان على أن طهران "مستعدة لتقديم ضمانات بأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية رغم أننا أثبتنا هذا الأمر سابقا"، وعلى أنها تدعم السلام "لكنها لن تستسلم وتتبع سياسة الحوار لكن بعزة وكرامة".

في السياق، أصدرت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني بيانا أكدت فيه أن طهران "لديها الحق في امتلاك صناعة نووية سلمية في شتى المجالات وذلك وفقا للمادة الرابعة من معاهدة حظر الانتشار النووي"، محذرة من أن أي تدخل أو تهديد لبرنامج إيران النووي "سيقابل بردة فعل خطيرة ومدمرة".

من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "برنامج طهران النووي السلمي رمز للإرادة الوطنية ونتيجة لجهود الشعب للوصول إلى المعرفة النووية، وأن صون وحماية الإنجازات في مجال الطاقة النووية السلمية مسؤولية وطنية".

وكتب إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية، في منشور على قناة "سخنكو" المهتمة بنشر أخبار الخارجية الإيرانية على منصة تلغرام، أن "الوزارة ستستخدم كامل قوتها للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني في مجال الطاقة النووية".

مقالات مشابهة

  • رغم تصاعد دعوات المقاطعة وجرائم العدوان على غزة.. 3669 منتجاً عربياً تغزو أسواق كيان الاحتلال الصهيوني
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • فلسطين ترحب بموقف “ماكرون” نحو الاعتراف بدولتها
  • اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بنية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين
  • واشنطن: الدول التي امتنعت عن الرد على الرسوم بالمثل تلقت مكافأة
  • لمدة 90 يوماً.. ترامب يوقف الرسوم الجمركية على الدول التي لم ترد عليها 
  • حماس: مجازر العدو الصهيوني تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • من بينها مصر والأردن .. ما هي الدول التي قررت السعودية وقف التأشيرات لها استعداداً لموسم الحج؟
  • العفو الدولية: عمليات الإعدام تسجل أعلى مستوياتها في عقد... من هي الدول التي تتصدر القائمة؟