الأسبوع:
2025-02-22@20:29:16 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

لكل فكر بشري عناصر قوة ونقاط ضعف، وكلما كان هذا الفكر منحرًفا عن القيم والأخلاق، معتمدًا على المقاييس المادية المجردة من الروح الإيمانية، ازدادت نقاط الضعف فيه وقُوِّضت عناصر القوة. استطاع اليهود أن يستفيدوا من تفرُّقهم وتشتتهم في بلاد العالم فترة طويلة من الزمان، فتمكنوا من دراسة طبيعة الشعوب الأوربية، ونشروا الاتجاهات الفكرية الإلحادية الإباحية ليُضعفوا هذه الشعوب إيمانيًّا وأخلاقيًّا، وسيطروا بدرجة كبيرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام ليتحكموا في قرارات الحكام والسياسيين، ودخل بعضهم في الديانة النصرانية ظاهرًا، وقد نتج عن ذلك ظهور مصدرين كبيرين لدعم الفكر الصهيوني في أوربا وأمريكا.

. المصدر الأول: الحكومات السياسية، التي دعمتِ اليهود سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وكانت سببًا قويًّا في تمكينهم من احتلال فلسطين، فضلًا عن إمداد إسرائيل سنويًّا بأحدث الأسلحة المتطورة حتى تظل متفوقة على دول الشرق الأوسط عسكريًّا. والمصدر الثاني عُرف بمذهب الألفية لإيمانهم بالرجاء المبارك وهو المجيء الثاني للمسيح ليحكم العالم ألف عام من السلام على الأرض، ويعتقدون أن هذه الألفية هي آخر العصور، وأنه لابد من جمع اليهود من الشتات إلى فلسطين كخطوة أخيرة قبل عودة المسيح إلى عاصمته وموطنه الأول أورشليم (القدس)، واستطاعوا تأسيس كيانهم في فلسطين بما يأتيهم من دعم من حلفائهم في أمريكا وأوربا، التي تُعَد عناصر قوة، وأبرزها الدعم السياسي من جهتين: الجهة الغربية تتمثل في اعتراف الدول العظمى بدولة إسرائيل وتأثيرهم على الهيئات العالمية لتوجيه القرارات السياسية دائمًا لصالح اليهود، والجهة الإفريقية تتمثل في التعاون المشترك بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الإفريقية حيث بادرت إسرائيل بالاعتراف باستقلال الدول الإفريقية، وقدمت لهم معونات مالية وعسكرية وثقافية وفنية، وأمدتهم بالخبرات في المجال التقني. وفي مقابل ذلك حصدتِ العديد من المكاسب السياسية، من أهمها: بسط النفوذ على القارة الإفريقية كبداية للهيمنة على العالم، تكوين حليف استراتيچي يُخرجها من العزلة المفروضة، السيطرة على منابع النيل لإضعاف مصر والضغط عليها للحصول على حصة من مائه، عزل الدول العربية وضرب مصالحها في العمق الإفريقي، مساعدة الجاليات اليهودية في الدول الإفريقية، وخاصة يهود الفلاشا في إثيوبيا.. هذا فضلًا عن تمكُّن اليهود من بناء اقتصاد جيد يفوق الدول العربية، ويرجع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوربي، وتنشيط التجارة مع الدول الإفريقية بالاستفادة من المواد الخام رخيصة الثمن وتصنيعها، ثم تصديرها لنفس الدول بأعلى الأسعار، وتأسيس العديد من الشركات الناشئة المتطورة في مجال التقنية الحديثة، مثل شركة Better Place التي تقوم بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتميز الاستخباراتي حيث يُعتبر جهاز الاستخبارات الصهيوني من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، والتأثير الإعلامي حيث سيطر اليهود على معظم وسائل الإعلام في أوربا وأمريكا. أما عن نقاط الضعف في الفكر الصهيوني من الناحية العقيدية فيقوم الفكر الصهيوني على عقيدة ملفقة وتأويلات بعيدة لنصوص التوراة وادعاءات كاذبة تسببت في ضعف الفكر الصهيوني من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، حيث ينتشر بين اليهود أمراض أخلاقية واجتماعية وسلوكية خطيرة، كفيلة بهدم الكيان الصهيوني من أساسه، أبرزها: العنصرية بين اليهود، واحتقار الجماعات الدينية اليهودية وإجبارهم للحكومة على تمييزهم في التعليم والمعونة المالية، وإعطائهم رواتب شهرية تؤخذ من الضرائب التي تُجمع من عامة الشعب، مما أدى إلى غرس الكراهية والاشمئزاز في نفوس غير الدينيين، وانتشار الإباحية الجنسية بين اليهود، وتآكل الحياة العائلية في المجتمع الصهيوني فقد ذكرت جريدة معاريف أن من بين كل ثلاث حالات زواج يكون مصير حالة واحدة الطلاق، انتشار شرب الخمر وتعاطي المخدرات بين اليهود، ارتفاع نسبة الانتحار في إسرائيل، العزوف عن الزواج الشرعي والجنوح إلى الإباحية الجنسية، الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية الذي يعرقل مسيرة المخطط الصهيوني، فضلًا عن استغلال البنوك لحاجة الناس وإقراضهم بفوائد ربوية عالية. أما من الناحية الأمنية والعسكرية فيظهر عدم إيمان معظم اليهود في فلسطين بالفكرالصهيوني، وجبن اليهود وحرصهم على الحياة، وقناعتهم الثابتة بعدم وجود عقيدة دينية تستحق التضحية بالنفس، وضعف عزيمتهم وعدم صمودهم أمام الحروب والاشتباكات الدائمة مع العرب، والفرار من الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستغرق ثلاث سنوات والتحايل على ذلك بادعاء الإصابة بالأمراض النفسية، وتغيُّب ثلث جنود الاحتياط عند استدعائهم، وتورط عدد كبير من القادة العسكريين في الفساد.وبالتالي يتضح أن الجيش الصهيوني إذا وُجهت إليه ضربات قوية في عمقه الاستراتيچي -داخل فلسطين- تؤدي إلى هزيمته، فإنه لن تقوم له قائمة أبدًا، وستفنى دويلته المزعومة وتندثر تمامًا، وسيتبدد مشروعها الصهيوني ويذهب أدراج الرياح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفریقیة الصهیونی من بین الیهود

إقرأ أيضاً:

السعودية.. أعظم وحدة في العصر الحديث

البلاد- جدة
تعد المملكة العربية السعودية أروع نموذج للوحدة والاستقرار والبناء والنماء في العصر الحديث، حيث أقامها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود- طيب الله ثراه- على أسس راسخة تحت التوحيد، بعد سنوات من الفراغ السياسي والفوضى الأمنية والشتات في وسط الجزيرة العربية، وسطر ببطولاته العظيمة صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي بمداد من ذهب،
فقد اتسمت المملكة منذ قيامها دولة فتية، بصلابة أسسها وتماسك أركانها، وطموح أهدافها الوطنية التي تجسد عبقرية الملك المؤسس ورؤيته الإستراتيجية في التوحيد والبناء، واستمر أبناؤه الملوك البررة من بعده على نهجه في تعزيز نعمة الاستقرار والتنمية والتقدم، فأصبحت السعودية دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
في ظل تحديات كبيرة من الفوضى والشتات والفتن الداخلية والمخاطر الخارجية، لم يكن من السهولة توحيد ذلك المجتمع المتناثر بين أرجاء الجزيرة العربية، ولا من البساطة بناء هذا الصرح بجميع مكوناته، إلا بقيادة فذة وببطولات وتضحيات وكفاح طويل من أجل بنائه، وإطلاقه كدولة عصرية كبيرة باسم ” المملكة العربية السعودية”، فكان هذا الكيان الشامخ، هو الجائزة المستحقة تتويجًا للتاريخ العريق الممتد جذوره لنحو ثلاثة قرون منذ عام 1727م؛ حيث تأسست الدولة السعودية الأولى.

مؤسسات الدولة
في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م أعلن الملك عبدالعزيز- رحمه الله- توحيد المملكة العربية السعودية بعد أحداث تاريخية استمرت 30 عامًا.
ومن ملامح التأسيس والبناء، غرسه مبدأ المشاركة للجميع؛ حيث أقبل الناس على تجهيز أنفسهم للمشاركة معه في توحيد البلاد إيمانًا بهدفه العظيم في التوحيد ونبذ الفوضى، فكانت هذه الوحدة العظيمة بين أبناء المملكة التي شهدتها البلاد، ولا تزال تشهدها إلى اليوم.
وركز الملك عبد العزيز في بناء دولته الفتية، على إرساء الأمن بالمملكة، حيث أصبحت الطرق والمدن والقرى والهجر تعيش في أمن دائم، كما أسس الملك عبدالعزيز الأنظمة اللازمة والمؤسسات الأمنية.
كذلك الاهتمام بالجوانب الإدارية والعسكرية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد أسس العديد من المؤسسات الإدارية؛ منها: المجالس الإدارية، ومجلس الوكلاء، ومجلس الشورى وإدارة المقاطعات ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة الدفاع ووزارة المواصلات ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وغيرها من الوزارات والإدارات المتعددة.
كما شملت عناية الملك المؤسس البناء التنظيمي؛ ومنه: تطوير الخدمات المقدمة للحجاج، حيث أمر بتوسعة الحرمين الشريفين، وتأسيس المديرية العامة للحج، وإنشاء المحاجر الصحية، والطرق ووسائل المواصلات المتعددة، وفي آخر حياته، أنشأ الملك عبدالعزيز مجلس الوزراء؛ ليكون خاتمة إنجازاته الإدارية والتنظيمية.

التوطين والتعليم
ومن أبرز الإنجازات أيضًا، تأسيس الهجر الذي نتج عنه تكوين مناطق استقرار عديدة في أنحاء المملكة لعدد من القبائل، التي اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي، التي استقروا بها حتى أصبحت حواضر مزدهرة، ويعد مشروع التوطين هذا من أبرز المشروعات المتعلقة بالتطور الاجتماعي في المنطقة، الذي حقق نتائج عظيمة في حياة البادية، وفي ازدهار المنطقة عمرانياً وسكانياً.
وقد استفاد الملك عبدالعزيز من وسائل التقدم والتطور، وقام بجلبها إلى المملكة، وتوظيفها في خدمة التطور الحضاري، الذي أرسى قواعده؛ بفضل سياسته الحكيمة المبنية على الأخذ بأسباب الحضارة والتقدم، ضمن معايير المبادئ الإسلامية والتقاليد الاجتماعية، التي تقوم عليها الدولة السعودية، ونتج عن سياسة الملك عبدالعزيز تطور الدولة السعودية في شتى ميادين الحياة، مع الاحتفاظ بمبادئها وأسسها الدينية والاجتماعية؛ محققاً بذلك أعظم معادلة متوازنة بين الأصالة والمعاصرة.
كذلك عنايته بالتعليم، ونشر المعرفة من خلال تشجيع طلاب العلم، وتأسيس المدارس وإصدار الأنظمة الخاصة بها، ونشر المؤلفات وتوزيعها، وانطلاقاً من حرص الملك عبدالعزيز الشخصي على الاستزادة من مناهل العلم والمعرفة؛ قام بتشجيع تطور التعليم ومؤسساته وإنشاء المكتبات، وإتاحة الكتب للجميع، وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة والمحفوظة اليوم في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، والمؤلفات التي طبعت على نفقة جلالته في أنحاء العالم العربي والإسلامي وظهور المدارس وازدهار الحركة العلمية في المنطقة، من أبرز الأدلة على عناية الملك عبدالعزيز بجوانب العلم والمعرفة.

مقالات مشابهة

  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «5- 13»
  • رئيس مجلس النواب يدعو لإصدار قوانين تدعم فلسطين وتمنع تهجير اهل غزة
  • انطلاق المؤتمر السابع لرؤساء البرلمانات العربية لدعم فلسطين
  • السعودية.. أعظم وحدة في العصر الحديث
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • ويتكوف وكوشنر يعاودان الحديث عن غزة كصفقة عقارية
  • منتدى: استثمار التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية أداة حاسمة لتحقيق الاستقرار والسلم
  • البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس
  • للعام الثالث على التوالي.. الإمارات العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة 2025