بداية القصة (١).. .في بدايات الألفية الثالثة لم يكُن أهل مصر وهم يستقبلون مواليدهم الجُدد حينها يتخيلون أن هؤلاء الصغار الذين وُلدوا في أقصى سنوات الهدوء سيعيشون كل هذا الزخم، وستمر بهم كل تلك الأحداث وهم مازالوا في ريعان صِباهم ومهد شبابهم. عن مواليد ٢٠٠٠ وما بعدها أتساءل: «ماذا فعلتم بالحياة، وماذا فعلتِ الحياة بكم؟».
يومًا سيحكي علماء الاجتماع عن هذا الجيل
الذى لم يصل معظمه لسن الرشد بعدُ وقد عاصر في طفولته ما لم يعاصره السابقون طوال قرن من الزمان: تغيرات حادة طرأت على المجتمع في تتالٍ شديد السرعة بدأت برواج عصر الإنترنت ودخول هؤلاء الصغار إلى مصيدة مواقع التواصل وبرامج الهواتف الذكية لنبدأ في مرحلة انسلاخ تلك الأجيال تدريجيًّا عن البيت والمدرسة ودور العبادة، لتتحول حياتهم إلى الشكل المميكن فكريًّا وسلوكيًّا حتى صاروا أكثر حدةً وتعصُّبًا، ولكن أيضًا أكثر ذكاءً وتطلعًا وانفتاحًا على العالم ممَّن سبقوهم بعقود.ثورات تقوم فتشعل
الأرض حراكًا، وربيع عربي يتوهج ثم يخمد، ودساتير تُكتَب، وحكومات تذهب وتأتي غيرها، سكون مميت دام عقودًا ينشط فجأة ليقلب كل الموازين والأوضاع، سياسيًّا واقتصاديًّا وفكريًّا. وفي منتصف كل هذا يولد جيل جديد ينمو ويترعرع وتتكون شخصيته وهو يتابع على الشاشات ما يحدث مرغمًا، فكل البيوت وكل العيون متعلقة دومًا بأخبارٍ تأتي كل يومٍ عبر النشرات عن الجديد والجديد الذى لا ينتهي ولا يتوقف. فجأة يسقط كثيرٌ من ثوابت المجتمع، تتغير الأفكار وتهتز الركائز، قيم وأنماط وحياة كانت مستقرة تُصبح في مهب الريح. لا يجد هؤلاء في زحام الأحداث مَن يُثبِّت هويتهم ويمنحهم الثقه ليضربوا جذورهم الناشئة جيدًا في باطن الأرض الطيبة، تقتلع الرياح كثيرًا منهم ولا ينجو إلا مَن تمسك سريعًا بالأصول فلم يُغْرِه بريق المستحدثات الزائف. حتى حين جاءت جائحة كورونا وأجبرت هؤلاء الصغار على ملازمة المنازل لعامين، لم يكن أمامهم سوى الهروب نحو التيك توك وما يشابهه من برامج خبيثة ماكرة أضاعت كثيرًا من الهوية والقيم، بل وغيَّرتِ اللغة والشكل والهيئة. أي جيل هذا الذى عاصر في ٢٠ عامًا ما لم يحدث طوال ٢٠٠ عام في السرعة والتتابع والقسوة، وكأنهم (حقل تجارب) تم استخدامه لاختبار كل ما هو جديد خلال فترة زمنية قصيرة جدًّا في عالم مختلف يتجه نحو شكل لم يألفه السابقون؟!!.. عُذرًا أبناءَ هذا الجيل، لكم كل العذر إن أصابكم بعضُ الشطط وفقدان الاتزان، فما مر بكم وأنتم مازلتم في البدايات لم يكن سهلًا أبدًا. لكُم الله، وعقولكم الذكية، وهويتكم المحفورة في چينات أرواحكم تثبِّتكم في الأرض مهما اشتدت رياح الفتن.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
نشأت الديهي يعلق على رفع 716 شخص من قوائم الإرهاب (فيديو)
قال الإعلامي نشأت الديهي، إن النيابة العامة طلبت من محكمة الجنايات رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب دفعة واحدة، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
نشأت الديهي عن قانون لجوء الأجانب: مكسب تشريعي للدولة
المصرية نشأت الديهي: جماعة الإخوان لم تختفِ.. وتتحور مثل الفيروس
الدولة تفتح صفحة جديد مع هؤلاء الشباب
وأضاف نشأت الديهي، خلال تقديمه برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على القناة العاشرة المصرية “ten”، أن الدولة تفتح صفحة جديد مع هؤلاء الشباب، وعليهم أن لا يعودوا إلى هذا الطريق مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية اتخذت أكثر من قرار للعفو عن الكثير من المحبوسين في أكثر من مناسبة".
وأوضح أن الاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان تؤكد أن الدولة المصرية قوية، مشيرًا إلى أن الحديث على أن مصر تتعرض للضغوط الخارجية للإفراج عن هؤلاء الشباب أمر غير صحيح ، مستطردًا: "لو كانت مصر تقبل بالضغوط الخارجية، لكان علاء عبد الفتاح خرج من مصر".
الدولة المصرية لا تقبل الابتزاز
ولفت إلى أن الدولة المصرية لا تقبل الابتزاز أو الضغوط من أي جهة أو أي شخص مهما كانت الأمور، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية لن يكون لها مكان في التربة المصرية الطيبة، لانهم أفسدوا في الأرض، ولن يكون هناك أي مصالحة مع الإخوان تحت أي ظرف.