الأسبوع:
2025-01-05@19:09:35 GMT

الخداع الأمريكي في غزة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الخداع الأمريكي في غزة

تعددتِ الأخبار والتقارير حول العروض الأمريكية والإسرائيلية والأوربية على مصر مقابل القيام بأدوار مختلفة في غزة بعد أن تنتهي أمريكا وإسرائيل من القضاء على حماس، وفقًا لمزاعمهم وآمالهم.

ومن ضمن ما نُشر في هذا الشأن ما نقلته صحيفة «إسرائيل اليوم» حول دعم الكونجرس الأمريكي لخطة تتضمن استقبال مصر عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين في غزة، تقدَّم بها للكونجرس السيناتور چون ويلسون، الذي اقترح أن يتم توزيع العدد الأكبر من أبناء غزة على مصر وتركيا والعراق واليمن، كما اقترح «ويلسون» توزيع سكان غزة الذين ستستقبلهم كل دولة: مليون في مصر، نصف مليون في تركيا، 250 ألفًا في العراق، و250 ألفًا آخرين لليمن.

والتصور الثاني هو تسلُّم مصر قطاع غزة وإدارة الأمن بداخله، والثالث هو انخراط مصر ضمن عدة دول عربية لإدارة غزة، والتصور الرابع هو انخراط مصر ضمن تحالف دولي لإدارة الأوضاع في غزة بعد حماس.

ومع كل هذه العروض التي تتحدث عنها الصحف الأمريكية والإسرائيلية تُنشر تفاصيل حول مساعدات وتسهيلات مالية تقدمها أمريكا وأوربا لمصر لإخراجها من أزمتها الاقتصادية الخانقة.

وبالتوازي مع تلك التصورات الكثيرة تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن إقامة منطقة عازلة في شمال غزة، تفصل بينها وبين الأراضي المحتلة، وهو ما أعلن عنه بوضوح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي قال إننا لن نسمح بعودة الأمور إلى ما قبل السابع من أكتوبر، ولن يتعرض سكان غلاف غزة إلى خطر حماس مرة أخرى.

ويبدو من كثرة المقترحات والتصورات أنها تستهدف إغراق المنطقة العربية والفلسطينيين في حالة من التيه السياسي، بحيث لا يعرف أحدٌ حقيقة النوايا الإسرائيلية والأمريكية في غزة وفي الأراضي الفلسطينية في الفترة القادمة، حيث تتناقض في الكثير من الأحيان المقترحات التي تُنشر في الصحف والوكالات الأمريكية والإسرائيلية والغربية.

ويأتي ذلك استمرارًا لخطة الخداع التي تقوم بتنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه كل الدول العربية إضافة إلى إيران، حيث تتعمد تبني تصريحات تدعو إلى الهدنة وحماية المدنيين، وفي الوقت نفسه تمد إسرائيل بمئات القنابل التي يزيد وزن الواحدة منها على ألفَي كيلوجرام، وهي القنابل القادرة على تفجير المنشآت والتحصينات تحت الأرض لمسافة 30 مترًا، وهو ما يعني أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي دمَّر كل ما هو فوق الأرض في غزة، سوف يعمل على تدمير كل ما هو تحت الأرض فيها بحيث تتحول غزة إلى بركان من النار لا يمكن لأي بشر العيش فيه.

ووفقًا لهذا المخطط، فإن الناجين من تلك المحرقة وعمليات الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بالتعاون المشترك بين تل أبيب وواشنطن، ومعظم العواصم الغربية، لن يجدوا أمامهم إلا الحدود المصرية للهروب إليها في أكبر عملية تهجير قسري في التاريخ تنقلها شاشات الفضائيات، وتصمت أمامها كل دول العالم.

وتحاول الإدارة الصهيونية، تصدير أزمتها مع المقاومة الفلسطينية إلى مصر بحيث تتحول أكبر دولة عربية إلى شرطي يحمي حدودها، ويُحاسَب دوليًّا عند التقصير في ذلك، وهي تستغل هذا الدعم غير المسبوق من كافة الدول الأوربية والولايات المتحدة، لوضع القاهرة في مأزق كبير بين إشكالين: إما أن تقبل التهجير وتتحول إلى شرطي يحمي أمن إسرائيل، أو تقبل الصمت الكامل على عمليات الإبادة للشعب الفلسطيني، أو الدخول في صراع عسكري ليس مع إسرائيل وحدها ولكن مع التحالف الأمريكي الأوربي أيضًا.

ولا يمكن تفسير المسعى الإسرائيلي الأمريكي بأنه رد فعل على ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، لأن كل عمليات إسرائيل ضد المسجد الأقصى والقدس، والشعب الفلسطيني في جنين وطولكرم ونابلس وغيرها مدن الضفة الغربية، إضافة إلى تدنيس واحتلال المسجد الأقصى من قطعان المستوطنين، كانت عملًا منظمًا سبق طوفان الأقصى، وكان جليًا أن الهدف منه القضاء التام على حل الدولتين، وإجبار الشعب الفلسطيني على الهروب من أرضه.

ويبقى أن ما تقوم به إسرائيل الآن بغطاء أمريكي من استخدام مذهل لأحدث الأسلحة الفتاكة ضد الشعب الفلسطيني في غزة هو النموذج الذي تريد به أمريكا أن تُرهب العرب وتضعهم جميعًا تحت سيف الذل الإسرائيلي، بينما تتفرغ هي لمعاركها الكبرى مع روسيا والصين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی غزة التی ت

إقرأ أيضاً:

الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا

ماجد حميد الكحلاني

في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الكيان الصهيوني، تتوالى الأنباء عن مغادرة أعداد كبيرة من سكانه، ووفقًا للمكتب المركزي للإحصاء الصهيوني، غادر أكثر من 82 ألف شخص البلاد في عام 2024، مما أَدَّى إلى انخفاض معدل نمو السكان إلى 1,1 % مقارنة بـ1,6 % في العام السابق.

هذا النزوح الجماعي يعكس حالة القلق والاضطراب التي تسود المجتمع الصهيوني، خَاصَّة في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة؛ فقد أشَارَت تقارير إعلامية إلى أن إطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة واليمن ساهم بشكل كبير في هذه الهجرة الجماعية.

ومنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في 7 أُكتوبر 2023، تعرض الجنود الصهاينة لتحديات غير مسبوقة، الهجمات المتواصلة من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والمواجهات مع حزب الله في جنوب لبنان، بالإضافة إلى العمليات القادمة من جبهات أُخرى كاليمن والعراق، كشفت عن هشاشة المنظومة العسكرية الإسرائيلية التي طالما تباهت بقوتها وتفوقها.

ووفقًا لموقع “والا” الصهيوني، بلغ عدد الجرحى في صفوف الجيش وقوات الأمن والمستوطنين منذ بدء العملية 25 ألفًا، هذا الرقم، الذي كان من المفترض أن يكون سريًّا، أصبح مادة دسمة للتندر في الأوساط الإعلامية؛ فمن كان يظن أن “الجيش الذي لا يُقهر” سيُصاب بهذا العدد الهائل من الجروح، سواء أكانت جسدية أَو نفسية؟

لم تقتصر الخسائر على الإصابات الجسدية؛ فقد أشَارَت رئيسة حركة “أُمهات في الجبهة”، المحامية أييلت هشاحر سيدوف، إلى حالات انتحار بين الجنود وانهيارات نفسية أَدَّت إلى تسريح 12 جنديًّا دون إعلان رسمي، يبدو أن “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم” يعاني من أزمة هُـوِيَّة، حَيثُ لم يعد الجنود قادرين على تحمل الضغوط النفسية الناتجة عن مواجهة مقاومة شرسة ومجتمع دولي يزداد انتقادًا.

وفي الوقت الذي يتفاخر فيه الساسة الإسرائيليون بوحدة الصف وقوة الجيش، يتخلى هؤلاء عن جنودهم في الميدان، تصريحات عضو الكنيست المتطرف، تسفي سوكوت، التي ربط فيها مقتل الجنود بالابتعاد عن الدين، تعكس حالة النفاق والتخبط التي يعيشها النظام السياسي، فمن لم يخدم في الجيش، كيف له أن يُقرّر مصير الأسرى والجنود في ساحات القتال؟

في هذا السياق، برزت جبهة اليمن كلاعب غير متوقع، حَيثُ نفذت هجمات صاروخية استهدفت مناطق استراتيجية مثل ميناء إيلات، وأشَارَت تقارير إعلامية إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم تطورها، فشلت في اعتراض بعض هذه الصواريخ، مما أَدَّى إلى حالة من الرعب والارتباك بين السكان، وحدثت حالات وفاة نتيجة التدافع، وإصابات بسكتات قلبية جراء دوي صافرات الإنذار، مما يعكس التأثير النفسي العميق لهذه الهجمات.

وفي ظل هذه التطورات منذ انطلاق “طوفان الأقصى تجد “إسرائيل” نفسها أمام تحديات متعددة الجبهات جعلت جيشها يواجه أزمة وجودية حقيقية؛ فقد تحوّل الجيش “الجيش الذي لا يُقهر” من كيان يُعتبر الأقوى في المنطقة، إلى كيان يعاني من انهيارات نفسية، وانتحارات، وهروب جماعي من الخدمة.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تمارس حرب إبادة في قطاع غزة
  • ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
  • إسرائيل تصب “جام غضبها” على “حارس الازدهار” الأمريكي
  • مصر تدعو إسرائيل بالتوقف عن سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني
  • الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • «رئيس مجلس النواب الأمريكي المنتخب»: سياسة الحدود المفتوحة التي اتبعتها إدارة بايدن دمرت بلادنا
  • القيادة تعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز
  • توافق الرغبة الأمريكية مع إسرائيل بشأن الحرب على غزة