شاهد: جنوب أفريقيا تواجه صعوبات في إحياء إرث مانديلا ... بعد عشر سنوات على رحيله
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تراجعت أعداد المقترعين مع كل دورة انتخابية منذ إجرائها للمرة الأولى العام 1994. ويقوم الناخبون بشكل متزايد بالانقلاب ضد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي تزعمه مانديلا والذي يحكم البلاد منذ التسعينات.
يكتظ شارع فيلاكازي في سويتو يوميا بالسياح والباعة المتجولين خارج منزل الزعيم نلسون مانديلا، الذي تم الحفاظ عليه بشكل كبير، حتى مع تآكل إرث رائد الديمقراطية وإنهاء نظام الفصل العنصري، بعد مرور عقد على وفاته.
غير بعيد من مكان إقامتها، تبيع السيدة ماديلا قبعات ومجوهرات على طاولة قرب منزل مانديلا، الذي استحال متحفا. وكغيرها من مواطني جنوب إفريقيا، يمزج شعورها الإحباط بخيبة الأمل.
ومع أنها تشعر بالامتنان لأن وجود مانديلا في هذه البلدة لمدة 16 عاما يجذب السياح الآن، إلا أن البائعة البالغة من العمر 47 عاما تؤكد أنها لم ترَ "أي تغيير من ديمقراطية مانديلا، ولا أرى حتى ضرورة للاقتراع".
ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية، والمقررة خلال الأشهرالمقبلة، وبعد ثلاثين عاما على أول تصويت ديمقراطي، تسعى السلطات جاهدة لدفع أشخاص مثل ماديلا لتسجيل أسمائهم والإدلاء بأصواتهم.
وتراجعت أعداد المقترعين مع كل دورة انتخابية منذ إجرائها للمرة الأولى العام 1994. ويقوم الناخبون بشكل متزايد بالانقلاب ضد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي تزعمه مانديلا والذي يحكم البلاد منذ التسعينات.
وحسب استطلاعات للرأي فإن تأييد الحزب الوطني الذي تلاحقه الفضائح قد يتراجع لما دون 50 في المائة من الأصوات للمرة الأولى مع تباطؤ الاقتصاد والفساد.
"عدم مساواة"ومعدل البطالة في البلاد من أعلى المعدلات في العالم إذ تبلغ 32 في المائة في صفوف البالغين، كما أن أجور العمال منخفضة.
وعلى الرغم من نهاية نظام الفصل العنصري، تحتل جنوب إفريقيا المرتبة الأدنى عالميا في مجال المساواة حسب البنك الدولي.
وتتجاوز ديون الحكومة والشركات الحكومية أكثر من 300 مليار دولار، وهو رقم يتفاقم كل يوم. وتزايد معدل الجرائم وجرائم القتل في شوارع البلاد في السنوات العشر الماضية. كما تضطر ماديلا وجيرانها في بعض الأيام للعيش بدون كهرباء لأكثر من 12 ساعة في اليوم.
شاهد : الأمم المتحدة تحتفل بعيد ميلاد نيلسون مانديلا المئة بالكشف عن تمثال لهإرجاء مزاد على مفتاح زنزانة مانديلا بانتظار تحقيقات وكالة الإرث في جنوب إفريقياوتؤكد ماديلا: "ليس لدينا سوى ما يكفي لإطعام أطفالنا وفصل أحمال مستمر(قطع التيار الكهربائي)، وتكلفة المعيشة لا تطاق".
وتحفظ لمانديلا في جميع أنحاء العالم مكانته للطريقة، التي نجح فيها بإسقاط حكم الأقلية البيضاء ورؤيته لجنوب إفريقيا متعددة الأعراق.
ولكن المنتقدين يرون أن ممثلي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذين تولوا السلطة، تخلوا عن إرث مانديلا حيث يؤكد المحلل السياسي برينس ماشيلي لوكالة فرانس برس أن إرث مانديلا "تم تقويضه" من مسؤولي حزبه "الفاسدين".
من جهته، يتحدث نيك بورين، وهو محلل سياسي يعمل في الأسواق المالية، عن "نوع من الأسطورة" يرتبط بسنوات مانديلا، ما يصعّب مهمة أي شخص يتبعه.
"إخفاقات"وتواجه الحكومة وحزب المؤتمر الوطني معركة كبيرة لمعالجة حالة اللامبالاة في البلاد، بالإضافة إلى الديون. وأرغم الرئيس السابق جاكوب زوما على ترك منصبه بسبب مزاعم بالفساد. وتجنب السجن بسبب تدهور حالته الصحية وموافقة خلفه الحالي سيريل رامابوزا.
وفي حزيران/يونيو، قامت هيئة مراقبة الفساد بتبرئة رامابوزا من مزاعم انتهاكه للأخلاقيات بعدم الإبلاغ عن سرقة أكثر من 500 ألف دولار نقدا مخبأة في أريكة في مزرعته.
وقرب منزل مانديلا، تعتبر سيفي جيزانا التي تبلغ من العمر 27 ربيعا أن إرث مانديلا "يحتضر". وأكدت المدرّسة التي جلست مع أصدقائها في حانة، وجود مشاكل في نقص المياه والطرق خارج المدن الرئيسية، مضيفة "والآن، ليس لدينا كهرباء".
أما زانديل كوبيني التي تبلغ من العمر 24 عاما، والتي تحمل شهادة في علم الاجتماع، إلا أنها عاطلة عن العمل، فأكدت أنها لن تسجل اسمها للاقتراع في الانتخابات. وتضيف: "الكثير من أقراني عاطلون عن العمل، ولا نحصل على أي معونات"، معتبرة أن إرث مانديلا "تم تصويره ليبدو وكأنه بلا عيوب، وهذا ليس صحيحا".
ويرى البعض مبالغة في تصوير إرث مانديلا.
ويقول توبيلي سيلي صاحب الـ 43 عاما: "لا نرى حقا ما الذي فعله مانديلا والآخرون من أجلنا (...) ما زلنا فقراء". وتؤكد لي-آن ماتيس، وهي عضو في البرلمان عن حزب المقاتلين من أجل الحرية الاقتصادية اليساري "ببساطة لم يعد لدينا حتى ديمقراطية طالما (...) بقي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في السلطة". وتقول ماتيس أن المحاكم "تم الاستيلاء عليها" للعمل لصالح حزب المؤتمر.
ويسعى موالون لمانديلا لجعل السكان ينظرون أبعد من اسمه لتحديد اتجاه مستقبلي، لكن عائلته ما زالت مؤمنة بما حققه خلال مسيرته الطويلة.
ويرى حفيده ماندلا مانديلا، وهو نائب عن حزب المؤتمر الوطني، إن الحزب حقق العديد من النجاحات وبعض "الإخفاقات المذهلة" لكن الديمقراطية في جنوب إفريقيا بشكل عام لا تزال "صحية".
ويضيف مانديلا الذي يبلغ من العمر 49 عاما: "الشر الأساسي للاستعمار هو أنه سلب شعبنا أرضه، ويبقى هذا هو الاختبار الحقيقي لكيفية قياس التحول" الذي تحقق.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تنظيم الدولة الإسلامية يعلن مسؤوليته عن عملية التفجير في الفلبين شاهد: جزائريون يتطوعون 67 دقيقة لتنظيف شاطئ إحياء لذكرى مانديلا جنوب إفريقيا تصدر عملة ذهبية احتفالا بذكرى ميلاد مانديلا المئة جنوب أفريقيا المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا ذكرى عنصريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا ذكرى عنصرية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس فرنسا ضحايا كوارث طبيعية جرائم حرب الفلبين باريس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس حزب المؤتمر الوطنی نیلسون ماندیلا جنوب إفریقیا یعرض الآن Next من العمر فی غزة
إقرأ أيضاً:
من هو الشيخ الذي عاتب الشرع بسبب التهميش؟ مؤيد لنظام الأسد (شاهد)
عاتب شيخ عشائري، الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد انتهاء مراسم قسم أول حكومة سورية في العهد الجديد.
وخلال خروج الشرع والوزراء الجدد من قصر الشعب في دمشق، وقف شيخ بوجهه، معاتبا إياه على تهميش السويداء، وغيابها عن التشكيل الوزاري الجديد، قائلا إن بدو السويداء يوجد بينهم مثقفين وشخصيات على كفاءة عالية.
وقال الشيخ "نحن مهمشون عن دور الأول (النظام المخلوع) وعن دوركم"، ليرد عليه الشرع بأن وزير الزراعة من السويداء، وأنه تمت دعوته أيضا، في إشارة إلى عدم تهميشه أو تهميش الفئة التي يمثلها.
ولاحقا، تداول ناشطون فيديو للشيخ الذي تبين أن اسمه سعود نايف النمر، وهو شيخ عشيرة الشنابلة إحدى أبرز عشائر بدو السويداء.
واللافت أن الشيخ سعود النمر كان من أبرز مؤيدي نظام بشار الأسد، وظهر في لقاءات تلفزيونية يدعو أهالي السويداء إلى الالتفاف خلف الأسد، كما دعا أي شخص مطلوب إلى تسليم نفسه.
وناشد النمر الرئيس المخلوع الأسد في لقاء سابق، بفرض سيطرته على محافظة السويداء، والتي كانت فصائل معارضة محلية تسيطر عليها بشكل مؤقت خلال الثورة.
وقال النمر في لقاء سابق إن "الشعوب العربية تدعم سوريا، بينما خان بعض الحكام العرب سوريا بتحالفهم مع "مجرمين" خارجيين، بما في ذلك إسرائيل".
شيخ عشيرة الشنابلة في السويداء سعود نايف النمر يوجه كلاماً للرئيس السوري أحمد الشرع عقب انتهاء الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد: "احنه مهمّشين على الدور الأول وعلى دوركم" pic.twitter.com/80ugcnkePc
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) March 30, 2025"الشيخ سعود النمر" يطلب من الرئيس المخلوع بشار الأسد فرض سيطرته على السويداء ويقول للرئيس أحمد الشرع في مؤتمر تشكيل الحكومة السورية الجديدة "نحن مهمشين" pic.twitter.com/DhCfzC4pg4
— ZAMANALWSL - زمان الوصل (@zamanalwsl) March 30, 2025هذا هو الشخص الذي خرج في نهاية إعلان الحكومة السورية الجديدة واعترض الرئيس بحجة التهميش واسمه سعود نايف النمر شيخ عشيرة الشنابلة في محافظة السويداء
اسمعوا كم كان مهمشاً ومظلوماً أيام نظام الأسدين الأب والإبن pic.twitter.com/IBs67ZEdM9