يمانيون:
2024-11-23@19:08:01 GMT

لماذا حرب طوفان الأقصى كانت ضرورة منتظرة؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

لماذا حرب طوفان الأقصى كانت ضرورة منتظرة؟

يمانيون – متابعات

أكّد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف خلال الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى أنّ المقاومة الفلسطينية “قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب”.

وكانت سنة 2023، في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، حافلة بالاستفزازات والضغوط والجرائم بحق الفلسطينيين إلى جانب تطبيع بعض الدول العربية التي ولدت الانفجار الكبير ضمن إطار عملية طوفان الأقصى، حيث لم يكن هناك خيار آخر للفلسطينيين غير الحرب.

وفي هذا السياق، تتعدد المسارات الداخلية والخارجية التي جعلت من “طوفان الأقصى” معركة ضرورية ومنتظرة.

انتهاكات المسجد الأقصى
صعّدت قوات الاحتلال وتيرة الاعتداءات على المقدسيين ومقدّساتهم خاصّة مع وصول اليمين المتطرّف إلى الحكومة، وذلك من خلال الهدم والضرب والاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى، والسماح لمزيد من المستوطنين باقتحامه. فقبل شهر واحد فقط من عملية طوفان الأقصى في أيلول/سبتمبر 2023، اقتحم نحو 4500 مستوطن المسجد الأقصى نحو 1600 منهم خلال عيدي “رأس السنة العبرية” و “يوم الغفران”.

هذه الانتهاكات كانت دافعًا أساسيًا لإعلان الحرب على الاحتلال وخصوصًا بعد تحذير قادة الفصائل الفلسطينية مرارًا وتكرارًا، حيث صرّحت حركة حماس في 26 أيار 2022، أن “تجاوز الحكومة الصهيونية للخطوط الحمراء في الأقصى سيفجّر الأوضاع”.

توسّع الاستيطان
اعتمدت جميع الحكومات الصهيونية المتعاقبة سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية، وتقديم الحوافز والتسهيلات لتشجيع هجرة الصهاينة إليها. وبلغة الأرقام، فقد تضاعف الاستيطان 4 مرات، إذ كانت تشير الإحصائيات في عام 1992 إلى وجود 172 مستوطنة يقطنها 248 ألف مستوطن، لتصل إلى 444 مستوطنة وبؤرة استيطانية يقطنها 950 ألف مستوطن في عام 2023. ويأتي هذا المشروع الاستيطاني تزامنًا، مع قرار اتخذه وزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في 6-9-2023، بشرعنة 3 بؤر استيطانية جديدة. وعلى الرغم من الإدانات الدولية للاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، أعلن سموتريتش عن “شرعنة” البؤر الاستيطانية “افيغيل” و”اصائيل” في جنوب الضفة و”بيت هوغلا” في منطقة الأغوار. وعلى خلفية هذه الأحداث، حذّرت المقاومة الفلسطينية “حماس” أنّها ستقف “سدًا منيعًا” في وجه التسارع المحموم بالنشاط الاستيطاني واعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية، “مهما كانت الأثمان”.

الإجراءات الأمنية التعسفية في الضفّة
تعاني مدن الضفة الغربية وبشكل يومي من الإجراءات الأمنية التعسفية، وكذلك من نقص الخدمات الأساسية والسلع الغذائية وتضييق أمني كبير على الفلسطينيين، والذي ارتفعت وتيرته مع وصول اليمن المتطرف إلى الحكومة. حيث تشهد الضفّة: مداهمات شبه يومية للأحياء، وكمائن إسرائيلية بين الأحياء. وعلى ضوء هذه الاعتداءات، حذّرت المقاومة الفلسطينية مرارًا من وضع حدّ لهذه الجرائم والاعتداءات كما وصرّحت بأنهم “سيدفعون ثمن الجريمة والعدوان على شعبنا ومقدساتنا” وأكدت المقاومة بأن “الكلمة ستكون لها، ولن تتأخر في ردع الاحتلال عن جرائمه وانتهاكاته” مشددةً على أن “هتك الحرمات المقدسة امتداد للعدوان بحق شعبنا، وسيزيد من لهيب المقاومة”. وحذّرت “حماس”، من التداعيات المترتبة على استمرار اعتداء المستوطنين الصهاينة على الممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلّة.

توسّع عمليات الأسر وسوء أوضاع الأسرى
يعد ملف الأسرى أحد أهمّ الأسباب وراء عملية طوفان الأقصى، والتي أعلنت حماس على أثرها أن ثمن إعادة أسرى العدوّ هو “تبييض كامل السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين”. ويُدرك الأسرى، وخلفهم الشعب الفلسطيني، أن الوسيلة الوحيدة القادرة على تحريرهم، هي أَسر جنود الاحتلال، ثمّ تنفيذ عملية تبادل، وهذا ما حققته عملية طوفان الأقصى.

عمليات التهجير
ضمن طرح عملية التهجير أمر نتنياهو مجلس الأمن القومي بإعداد تقرير حول هذا الموضوع والاتصال بالدول المستهدفة التي يمكن أن ينتقل إليها سكان غزة. حينها أجرى الموساد اتصالات مع ثلاث دول – مصر والأردن وقطر – وكان الاقتراح بالنسبة لهم هو: “توفير إمكانية الهجرة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، مع وعد صهيوني بالحفاظ على حق العودة إلى قطاع غزة للفلسطينيين، بحيث لا تعتبر هذه الخطوة في الواقع هجرة بل إقامة”. فضّل الجيش الصهيوني أن تكون الدولتان المستهدفتان هي الأردن ومصر، لأن الانتقال إليهما يتم عن طريق البر. وبما أن الشاباك كان يفضل قطر فعلياً، فقد تم رسم خطة لبناء مطار صغير بالقرب من غزة. وكبديل لذلك، وضعت خطة بديلة للخروج من غزّة عبر مطار رامون الواقع جنوب صحراء النقب، والذي تم افتتاحه في نفس العام.

الحصار الاقتصادي الأداة الأكثر فعالية لتهجير سكان غزّة
منذ ما يقارب 18 عامًا يعيش قطاع غزّة حصارًا اقتصاديًا خانقًا، يشتدّ خنقًا مع مرور الوقت، حيث وصلت الأوضاع إلى أشدّها قبل عملية طوفان الأقصى، حيث يسعى الاحتلال ومن خلال الحصار الخانق الى تنفيذ استراتيجية التهجير، إلى مصر عبر معبر رفح تحديدًا لأنه المكان الوحيد الذي يستطيع الغزيين الخروج منه إلى خارج القطاع بسبب الحصار الأمني.

نية العدّو في شنّ هجوم على فصائل المقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلّة
ذكر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشيخ صالح العاروري، أنّ الحركة كان لديها معلومات ومعطيات، عن نية العدو شنّ ضربة قاسية ضد فصائل المقاومة داخل فلسطين المحتلة، بما في ذلك تنفيذ عمليات الاغتيال لقيادات في داخل فلسطين وخارجها.

التطبيع
إحدى دوافع عملية طوفان الأقصى هي لجم مسار التطبيع العربي الجاري مع الكيان المؤقت والتطبيع المحتمل مع السعودية، إذ اعتبرها الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية “طعنة في الظهر”، وتهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية.

في الخلاصة، استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر منذ قرابة العقدين، والذي فاقم المشكلات المعيشية لسكان القطاع. بالإضافة إلى ملف الأسرى الفلسطينيين، وتقويض دور السلطة الفلسطينية وتهميشها من طرف الحكومة الصهيونية وهو ما جعل تأثيرها محدوداً جداً في المشهد السياسي والأمني الفلسطيني، واستمرار الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية، وتمكين المستوطنين المتطرفين من انتهاكها، استمرار اقتحام الجيش الصهيوني للمدن والقرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وشن حملة اعتقالات وهدم للبيوت ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وقيامه بممارسات استفزازية إلى جانب إحياء عملية السلام من خلال النافذة السعودية. أدت هذه السياقات والأسباب مجتمعة إلى معركة 7 تشرين الأول، التي تؤكد كل المعطيات التاريخية والميدانية والعسكرية، بأن ما قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده.

* المصدر: موقع الخنادق

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة عملیة طوفان الأقصى فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال ينسحب من جنين بعد عملية خلفت 8 شهداء

قالت مصادر للجزيرة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحب بشكل كامل من كافة أنحاء مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، بعد عملية عسكرية استمرت نحو يومين وخلفت 8 شهداء فلسطينيين و19 إصابة وعشرات المعتقلين وتدميرا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.

وعلى مدار يومين، اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة مناطق أبرزها الحي الشرقي للمدينة وأطراف المخيم وقرية كفر دان.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا عن محافظ جنين كمال أبو الرُّب، تأكيده استشهاد شابين في بلدة كفر دان غرب جنين، واحتجاز جيش الاحتلال لجثمانيهما.

ووفق الوكالة يرتفع بذلك عدد الشهداء في البلدة إلى 3، وفي المحافظة إلى 8 شهداء، بالإضافة إلى 19 مصابا، خلال العدوان الذي تواصل على مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات في المحافظة لـ48 ساعة.

بدورها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بأسمى آيات الفخر والثقة بنصر الله القريب، تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام فارسًا من فرسانها الميامين الشهيد القسامي المجاهد قصي محمد ياسر فرحات".

وأكدت أنّ الشهيد فرحات ارتقى إلى العلا عصر الأربعاء خلال اشتباكه مع قوات العدو الصهيوني في قرية كفردان بجنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

اعتقال وتدمير

وقبل انسحابها، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في مدينة ومخيم جنين خلال مداهمات لمنازلهم، وبموازاة مع ذلك استمرت لليوم الثاني على التوالي عمليات تدمير وتخريب البنى التحتية.

واعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال وأسرى سابقون، خلال اقتحامها مناطق متفرقة في الضفة الغربية، وارتفاع عدد المعتقلين إلى أكثر من 11 ألفا و700 منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إطار حملة اعتقالات ممنهجة ومتصاعدة، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

كما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة 790 شخصا، في حين وصل عدد الجرحى إلى نحو 6 آلاف و450، وفق معطيات رسمية.

وقال بشير مطاحن، مدير العلاقات العامة في بلدية جنين إن جيش الاحتلال انسحب من كامل مدينة جنين ومخيمها.

ومؤكدا أن عشرات المنازل أحرقت أو دمرت، أوضح أن عمليات تجريف وتدمير استهدفت البنية التحتية من شبكات شوارع ومياه وصرف صحي بطول 4 كيلومترات.

وذكر أن الجيش عمل على تدمير شبكات مخيم جنين من كهرباء ومياه وصرف صحي وشوارع بالكامل، وما زال المخيم بلا كهرباء منذ بداية الاقتحام.

وبالتزامن مع التصعيد في الضفة، تواصل إسرائيل شن حرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن سقوط نحو 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع ومجاعة أودت بحياة العشرات.

مقالات مشابهة

  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 21 عملا مقاوما خلال 24 ساعة
  • تطورات اليوم الـ414 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • قرار إسرائيلي بوقف الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية
  • حماس تدعو للحشد في الأقصى وإحباط مخططات التهويد بالقدس
  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • جيش الاحتلال ينسحب من جنين بعد عملية خلفت 8 شهداء
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ارتقاء 8 شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية العسكرية في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مدخل بلدة السيلة الحارثية في الضفة الغربية