فيما يواجه النظام الدولي تحديات كبيرة مع عودة صراع القوى الكبرى، أدلى الفنزويليون، أمس، بأصواتهم في استفتاء يأمل الرئيس نيكولاس مادورو أن يعزز مزاعم فنزويلية تتردد منذ قرن لضمّ منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط، والتي يعدّ احتياطيها النفطي مماثلاً لما لدى الكويت، ويعتبر الأعلى نسبة للفرد على مستوى العالم.

وتخضع المنطقة لإدارة غويانا المجاورة، وهي الجمهورية الوحيدة الناطقة بالإنكليزية في أميركا اللاتينية، ويحكمها عرفان جمعة، وهو الرئيس الوحيد المسلم في القارة التي تدين غالبيتها بـ «المسيحية الكاثوليكية». وكان مادورو الاشتراكي قد أدلى بصوته أمس في موقع عسكري، بعد أن وصف – في تجمّع حاشد الجمعة – رئيس غويانا بأنه يعمل لمصلحة شركة الطاقة الأميركية العملاقة إكسون موبيل. وأكدت حكومة الرئيس الفنزويلي أنها لا تبحث عن مبرر لغزو المنطقة الشاسعة أو ضمّها، كما يخشى البعض في غويانا، المستعمرة البريطانية السابقة، وبغضّ النظر عن نتيجة الاستفتاء بفنزويلا، فلن يحدث أي تغيير يُذكر على الأمد القصير، ولن يصوّت سكان «إيسيكويبو»، في استفتاء «غير ملزم»، لكنّ منسوب التوتر يرتفع بشكل ثابت منذ حصلت غويانا على مناقصات في سبتمبر مرتبطة بعدة مناطق بحرية للتنقيب عن النفط، وبعدما أُعلن في أكتوبر عن اكتشاف رئيسي جديد. يأتي ذلك في وقت شددت حكومة مادورو لهجتها، وأجرت مناورات عسكرية في المنطقة، كما عززت بلاده وجود قواتها قرب الحدود. وتطالب فنزويلا بالسيادة على المنطقة منذ عقود، علماً بأن مساحتها البالغة 160 ألف كيلومتر مربع، تمثّل أكثر من ثلثَي مساحة غويانا، في حين يشكّل سكانها وعددهم 125 ألفاً خُمس إجمالي عدد السكان في غويانا. وتؤكد كراكاس أن المملكة المتحدة قسّمت الأراضي الفنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر. لكنّ غويانا تشدد على أن «الحدود ثبتتها محكمة تحكيم عام 1899»، وتقول إن محكمة العدل الدولية التي تعدّ أعلى هيئة قضائية أممية صادقت على هذا الاستنتاج، طالبة من المحكمة الدولية حظر الاستفتاء الذي اعتبرت أنه «يرقى إلى انتهاك للحقوق الدولية»، لكن من دون جدوى. ودعت محكمة العدل، الجمعة، كراكاس إلى عدم اتخاذ أي خطوة من شأنها إدخال تغييرات على الأراضي المتنازع عليها، لكنها تجنبت الإشارة إلى الاستفتاء. وقال رئيس غويانا، خلال قمة «كوب 28» الدولية للمناخ في دبي: «نعتقد أن القضاء، لا القوة، يجب أن يكون الحَكَم في النزاعات الدولية».

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الدولية.. أسبوع حاسم لمساءلة إسرائيل حول حصار غزة

تبدأ اليوم الإثنين، في لاهاي جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية، حيث ستواجه إسرائيل اتهامات بانتهاك القانون الدولي بسبب منعها دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يضم 2.3 مليون نسمة، وتأتي الجلسات بمشاركة مرافعات تقدمها عشرات الدول، وتستمر حتى الجمعة.

وتعود جذور هذه الأزمة إلى قرار إسرائيل، الصادر في 2 مارس، بمنع دخول جميع الإمدادات إلى القطاع، ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية تقريبًا التي دخلت أثناء وقف إطلاق النار في بداية العام، وكانت محكمة العدل الدولية، بناءً على تكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، عملت على إعداد رأي استشاري حول مدى التزامات إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الدولية إلى غزة.

من جهتها، تبرر إسرائيل موقفها بعدم السماح بدخول المساعدات حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس”، وردًا على هذا، دعت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل الأسبوع الماضي إلى الالتزام بالقانون الدولي وضمان مرور المساعدات دون عوائق.

وفي تطور آخر، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع المحاصر، وبينما تتبادل إسرائيل و”حماس” الاتهامات بشأن الأزمة، تزعم إسرائيل أن حماس تستولي على المساعدات، في حين تتهم حماس إسرائيل بالتسبب في نقص الإمدادات.

يُشار إلى أن قرار الأمم المتحدة الصادر في ديسمبر، والذي تبنته 137 دولة من أصل 193، دعا إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، معبرًا عن قلق بالغ إزاء التدهور الإنساني في غزة، بينما صوتت 12 دولة فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، ضد القرار.

من المتوقع أن يقدم ممثلو الأراضي الفلسطينية أولى المرافعات أمام المحكمة، في حين تلتزم إسرائيل بالغياب عن جلسات الاستماع. ومن المنتظر أن تعلن المحكمة رأيها الاستشاري بعد عدة أشهر، رغم أن آراء المحكمة، المعروفة بثقلها القانوني والسياسي، تظل غير ملزمة قانونيًا.

مقالات مشابهة

  • شريف الجبلي: مصر تسعى لتعزيز التعاون مع أفريقيا تحت قيادة الرئيس السيسي
  • رئيس حزب الاتحاد: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كشفت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل قتلت أكثر من 52 ألف شخص في غزة
  • الرئيس تبون يستقبل سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية
  • محكمة العدل الدولية.. أسبوع حاسم لمساءلة إسرائيل حول حصار غزة
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة وساعر يعلق"لن نشارك بالسيرك"
  • محكمة العدل الدولية تعقد جلسة استماع حول دور "الأونروا"
  • تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
  • إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في سلسلة جلسات تنطلق اليوم