محيي الدين: تمويل العمل المناخي يستلزم اصلاح بنوك التنمية وزيادة اموالها
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن زيادة التمويل الخاص ضرورية لسد فجوة تمويل أنشطة التكيف مع تغير المناخ.
وقال محيي الدين، خلال جلسة "اتاحة التمويل الخاص لأنشطة التكيف: إجراءات عملية لتنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف" ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، إن نسبة مساهمة القطاع الخاص في تمويل أنشطة التكيف تتراوح بين ٣٪ إلى ٥٪ فقط، بينما تراجعت حصة التكيف من تمويل العمل المناخي العالمي من ٧٪ عام ٢٠١٩/٢٠٢٠ إلى ٥٪ عام ٢٠٢١/٢٠٢٢.
وأفاد محيي الدين بأن تمويل أنشطة التكيف في أفريقياً بلغت ١١ مليار دولار سنويًا، بينما تتطلب أنشطة التكيف المنصوص عليها في المساهمات المحددة الوطنية للدول الأفريقية ٥٥ مليار دولار، فيما تشير تقارير دولية أن أفريقيا تحتاج نحو ١١٠ مليارات دولار سنويًا لتمويل أنشطة التكيف لديها، مشددًا في هذا الصدد على أهمية دور القطاع الخاص في سد هذه الفجوات.
وأوضح محيي الدين أن التراخي في تنفيذ أنشطة تخفيف الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ أدت إلى زيادة الاهتمام بملف الخسائر والأضرار، الذي نجح مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ في إبرازه من خلال تدشين صندوق الخسائر والأضرار الذي تم تفعيله خلال مؤتمر دبي، قائلًا إن الصندوق من شأنه تغيير ديناميكيات العمل المناخي والتنبيه بضرورة الاهتمام بتمويل وتنفيذ أنشطة تخفيف الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
تمويل كافة أوجه العمل المناخي في الدول النامية
وأشاد محيي الدين بإطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة صندوقًا بقيمة ٣٠ مليار دولار تأتي في الأساس من القطاع الخاص لتمويل كافة أوجه العمل المناخي في الدول النامية، والمساهمة في بناء القدرات وتقديم الدعم التقني لمشروعات المناخ في هذه الدول.
ونوه محيي الدين عن نجاح عملية تجديد الموارد الثانية لصندوق المناخ الأخضر بعد أن ساهمت ٢٩ دولة بتمويل قدره ١٢,٤ مليار دولار، موضحًا أن الصندوق يعمل على تمويل أنشطة المناخ في الدول النامية بصورة عادلة ومتوازنة تساهم في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات وبناء الصمود في مواجهة التغير المناخي.
وخلال مشاركته في جلسة "التحول على مستوى الدول: الفقر والمناخ والتمويل"، أكد محيي الدين على أهمية النهج الشامل الذي يعتبر العمل المناخي جزءًا لا يتجزأ من العمل التنموي، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة العمل المناخي وتنفيذه وفقًا لمعايير واضحة للمحاسبة.
وأفاد محيي الدين بأن الحاجة إلى حشد ١,٤ تريليون دولار سنويًا من مصادر التمويل المحلية يستلزم التعاون من جميع الجهات الفاعلة محليًا وفي مقدمتها القطاع الخاص، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى ضرورة إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف بزيادة رؤوس أموالها وتبني سياسات أكثر فاعلية للتمويل الميسر.
وفي جلسة "تقرير حملة السباق نحو الصمود في مواجهة التغير المناخي"، أفاد محيي الدين بأن أنشطة التكيف مع تغير المناخ يجب أن تحظى بالاهتمام والتمويل الكافيين من أجل بناء القدرة على الصمود لنحو ٤ مليارات شخص بحلول عام ٢٠٣٠.
وقال محيي الدين إن اهتمام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي بالاستثمار في الطبيعة والتنوع البيولوجي يتكامل مع اهتمام مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ بملف التكيف مع تغير المناخ، والذي أسفر عن إصدار أجندة شرم الشيخ للتكيف كآلية عملية لتنفيذ أنشطة التكيف.
وأوضح أن النهج الشامل للعمل المناخي الذي أكده مؤتمر شرم الشيخ وتم البناء عليه في مؤتمر دبي يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال أنشطة خفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
وأشاد محيي الدين بالنجاحات التي حققها مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين منذ اليوم الأول، والتي نتجت عن الإعداد الجيد والعمل المخلص من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال مشاركته في "الحوار حول تمويل المناخ عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص"، أكد محيي الدين أن سد فجوات العمل المناخي تتطلب تعاونًا بين الحكومات والقطاع الخاص.
وأوضح محيي الدين أن القطاع الخاص لديه القدرة على تمويل العمل المناخي في حال توافرت السياسات التنظيمية المحفزة للعمل المناخي، وهو ما يجب على الحكومات القيام به.
وأفاد بوجود مجالات متعددة للشراكة بين القطاعين العام والخاص في العمل المناخي، منها المشروعات التي كشفت عنها مبادرة المنصات الإقليمية لمشروعات المناخ، حيث يمكن للقطاعين العام والخاص التعاون في تدبير التمويل وبناء القدرات وتوفير الدعم التقني لهذه المشروعات.
وأفاد بأن تفعيل أدوات التمويل المبتكر ومقايضة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ وإنشاء أسواق الكربون تتطلب تعاونًا بين القطاعين العام والخاص، مؤكدًا على ضرورة ملائمة المساهمات المحددة وطنيًا للاحتياجات الحقيقية للعمل المناخي، وأن يتم تحويل هذه المساهمات إلى خطط واستراتيجيات عملية لتحقيق أهداف المناخ والتنمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محيي الدين المناخ تغير المناخ التکیف مع تغیر المناخ العمل المناخی مؤتمر الأطراف القطاع الخاص العام والخاص ملیار دولار محیی الدین
إقرأ أيضاً:
أستراليا تشهد ثاني أكثر صيف حرارة في تاريخها بسبب التغير المناخي
شهدت أستراليا ثاني أكثر صيف حرارة على الإطلاق خلال موسم 2024-2025، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 1.89 درجة مئوية فوق المتوسط طويل الأجل، وفقًا لبيانات مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي.
تأتي هذه الموجة الحارة بعد ثاني أكثر شتاء حرارة وأشد ربيع حرارة مسجل في تاريخ أستراليا، مما يشير إلى اتجاه تصاعدي واضح في درجات الحرارة. وشهدت البلاد ثاني أشد شهر يناير حرارة وثالث أكثر شهر ديسمبر دفئًا على الإطلاق.
ووفقًا للبيانات، لم يكن هناك سوى صيف واحد أكثر حرارة من هذا، وهو صيف 2018-2019، الذي سجل ارتفاعًا بمعدل 2.11 درجة مئوية فوق المتوسط. ومنذ عام 2010، كانت معظم فصول الصيف أكثر حرارة من المعدل الطبيعي، باستثناء عامي 2011 و2001.
ما يثير القلق بشكل خاص هو أن هذه الحرارة الشديدة جاءت رغم ظهور ظروف شبيهة بظاهرة "لا نينيا" في المحيط الهادئ، والتي عادةً ما تكون مرتبطة بطقس أكثر برودة. ومع ذلك، سجلت جميع مناطق أستراليا درجات حرارة يومية ضمن أعلى ست مستويات على الإطلاق.
على مستوى الولايات، كان متوسط درجات الحرارة في جميع الولايات الأسترالية ضمن أعلى عشر درجات حرارة مسجلة. وسجلت ولاية أستراليا الغربية أكثر صيف حرارة لها على الإطلاق، مع ارتفاع درجات الحرارة الليلية إلى مستويات قياسية.
رغم أن معدلات هطول الأمطار خلال الصيف كانت أقل من المعدل بقليل، إلا أن مناطق مثل جنوب أستراليا والإقليم الشمالي شهدت جفافًا واضحًا. ومن المتوقع أن تشهد مناطق شمال ووسط كوينزلاند طقسًا أكثر جفافًا خلال الخريف، في حين قد يكون الشمال الغربي أكثر رطوبة.
مع استمرار تسجيل درجات حرارة قياسية، تبدو أستراليا في مواجهة مستقبل مناخي غير مسبوق، يتطلب استراتيجيات عاجلة للحد من الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري قبل أن تتحول التغيرات المناخية إلى كوارث لا يمكن التحكم بها.