«مسلم»: هناك فجوة بين تصريحات المسؤولين وما يحدث في الواقع الأمريكي بشأن الحرب على غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
قال الدكتور محمود مسلم، رئيس مجلس إدارة جريدة «الوطن» ورئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إنّ استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة بعد الهدنة أمر غريب، فقد كانت تستهدف الشمال قبل الهدنة، وتطالب الفلسطينيين بالنزوح إلى الجنوب.
وأضاف «مسلم»، في مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية: «أصبحت إسرائيل تضرب في كل مكان، وتحديدا في خان يونس، وتتحدث دائما عن مناطق عازلة، وتوزع خرائط على الفلسطينيين، تطالبهم بالنزوح في بعض المربعات، وكيف يمكن أن يصدقهم الفلسطينيون، حيث يطلبون منهم التوجه إلى المدارس ثم يستهدفونهم فيها».
وتابع رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أن الوضع في غزة تدهور بعد الهدنة أكثر مما كان عليه قبلها، فالضرب مستمر وأعداد الشهداء تزداد يوميا، أما خطاب المجتمع الدولي فمتناقض، مشيرا إلى أن الخطاب الأمريكي به مسافة شاسعة بين ما يردده المسؤولون الأمريكيون، وما يحدث على أرض الواقع.
خطورة المخططات الإسرائيليةوأكد أن ما يحدث على الأرض، يدل على نية الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ التهجير رغم الرفض الأمريكي والأوروبي والمصري والعربي، مشيرًا إلى أن الضرب في كل مكان بقطاع غزة، سيؤدي إلى نزوح الناس تلقائيا، رغم تمسك الفلسطينيين بأرضهم طوال فترة الحرب، إلا أن الأمور بعد الحرب، أصبحت أكثر شراسة وعجزا دوليا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلم محمود مسلم غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي على اليمن وإفشاله
ارتكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدّو العالم كله، خطيئته العسكرية، أو خطأه العسكري الأوّل، بشنّ حرب عدوانية على اليمن. فقد أخطأ ترامب، من حيث لا يدري، أنه ذهب إلى الحرب ضد شعب اليمن، الذي طالما هزم دولاً كبرى، معتمداً على عدالة قضيته (تعرّضه للعدوان العسكري)، ومستنداً إلى مناعة جباله، وشدة شكيمة شعبه وإيمانه، وحساسية موقعه الاستراتيجي، ولا سيما سيطرته على باب المندب، من جهة، ووجوده الخليجي، في العصر الراهن، المؤثّر في الاقتصاد العالمي، في حالة تهديده لإنتاج النفط، أو خطوط نقله، من جهة أخرى.
فإلى جانب دروس التاريخ المتعدّدة، في مناعة اليمن على السيطرة العسكرية والاحتلال، ثمة تجربة الحرب الأخيرة، التي لم تحقّق انتصاراً، من خلال القصف الكثيف، لسنوات كذلك. أي إن تهديد ترامب، بالتدخل العسكري البرّي، سيواجَه، يقيناً بالصمود، وبمقاومة قاسية، تنتظره حيثما حلّ أو تحرّك.
إذا كان العدوان العسكري الذي شنّه ترامب في 15 /3 /2025، مصيره الفشل، ما لم يتدحرج إلى حرب إقليمية أوسع (هذه لها حساب آخر) في احتمالات الفشل أيضاً، فإن ترامب يكون قد ذهب إلى الاختبار الأقسى لاستراتيجيته التي لم تترك دولة، أو قوّة، في العالم، إلّا عادتها، بشكل أو بآخر، ولا سيما بالتهديد والوعيد، أو بالحرب الاقتصادية، من خلال العقوبات، أو رفع الجمارك، كجزء من الحرب الاقتصادية، والضغوط، بما هو دون استخدام القوّة العسكرية، التي تبقى كمسدس، تحت طاولة المفاوضات.
في الواقع، إن ما يُهدّد به ترامب، في شنّه الحرب على اليمن، لا يمكن اعتباره جديداً، لأن إدارة بايدن وبريطانيا، مارستا القصف الجوّي، والتهديد، من قبل، ولكن من دون نجاح، أو تحقيق هدف العدوان العسكري الجويّ، في التأثير على قدرات اليمن الصاروخية، أو استراتيجيته، المساندة، حتى المشاركة، للمقاومة في قطاع غزة. بل وصل الأمر، بعد كل ذلك، وبعد تهديدات ترامب، إلى توسّع اليمن في دعم المقاومة والشعب في قطاع غزة، ردّاً على سياسات التجويع، ووقف المساعدات الإنسانية. أي الانتقال إلى درجة أعلى وأقوى، في الوقوف اليمنيّ، إلى جانب المقاومة والشعب في قطاع غزة.
على أن التأكيد أعلاه، على فشل ترامب، في مغامرته العسكرية العدوانية ضد اليمن، لا يعني أن أحداً في اليمن، يمكنه أن يقف متفرجاً، أو شامتاً، وإنما يجب أن يتّحد اليمن كلّه خلف قيادة أنصار الله. بل يجب على الدول العربية، والشعوب العربية، والدول الإسلامية، والشعوب الإسلامية، وكل أحرار العالم، أن يرفعوا الصوت عالياً، ضدّ ترامب وعدوانه، وأن يقفوا، وفي المقدّمة الشعب الفلسطيني وفي طليعته المقاومة والشعب في غزة، إلى جانب اليمن الفلسطيني العربي المسلم، الحرّ الشجاع، القدوة والنموذج.
* كاتب وسياسي فلسطيني