نشرت صحيفة CNN الامريكية، القصة الكاملة لمبادرة مجموعة من الشباب المصري الذين قاموا بتفعيل مبادرة تعمل على مساعدة الفلسطينيين الموجودين بقطاع غزة، وذلك عبر توفير آلية الاتصال الهاتفي واستخدام الإنترنت، وذلك رغم قيام إسرائيل بقطع كافة أنواع الاتصالات عن القطاع في كثير من الأوقات. 

وبحسب ما نشرته الصحيفة الأمريكية، فإن ميرنا الهلباوي الكاتبة والناشطة المصرية هي مؤسس مبادرة توصيل غزة، وهي مبادرة شعبية تستخدم شرائح eSIM – أو بطاقات SIM الافتراضية – لمساعدة الفلسطينيين على تجنب انقطاع الاتصالات وسط الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة، وهي المبادرة التي ساعدت على توصيل تلك الخدمات لـ200 ألف فلسطيني.

 

الهاتف والإنترنت من حقوق الإنسان 

 

وتقول الهلباوي، إلى جانب مجموعة صغيرة من المتطوعين ومجموعة كبيرة من المانحين الدوليين، إنهم أعادوا الاتصال الهاتفي والإنترنت لأكثر من 200 ألف فلسطيني في غزة، وسيواصلون الجهود حتى تنتهي الحرب المدمرة بين إسرائيل وحماس، وتذكر صاحبة الـ31 عاماً، لشبكة CNN، إن الحق في الوصول إلى الهاتف والإنترنت هو حق أساسي من حقوق الإنسان لا يقل أهمية عن الغذاء والماء، وبدون القدرة على التواصل، لا يتمكن المدنيون الفلسطينيون المحاصرون في خط النار من الاطمئنان على بعضهم البعض أو طلب المساعدة، وكذلك لا يستطيع عمال الطوارئ والعاملون الطبيون تنسيق استجاباتهم؛ وأيضا لا يستطيع الصحفيون توثيق الفظائع على الأرض، بما في ذلك جرائم الحرب المحتملة.

 

"وبعد كل هذا الألم، لا يمكنهم حتى مشاركة حزنهم مع العالم أو الصراخ مطالبين الناس بوقف إطلاق النار"، وقالت الهلباوي: “عليهم أن يتحملوا القصف والهجمات في صمت مطلق، فإن الأمر يشبه أن تُقتل بينما يضع شخص ما يده على فمك، فلا يمكنك حتى الصراخ طلباً للمساعدة".

 

 

غزة تصمت

 

 

ويعانى قطاع غزة من عواقب جرائم الجيش الإسرائيلي بالقطاع، وقد شهدت خدمات الاتصالات انقطاعات، حيث قطعت إسرائيل الكهرباء عن المنطقة وقال مقدمو الخدمات إن القصف دمر البنية التحتية الحيوية للشبكة، وكان بعض الفلسطينيين ما زالوا قادرين على إجراء مكالمات هاتفية والوصول إلى الإنترنت، ولكن الاتصال كان متقطعا، ولعدة أسابيع، تابع الهلباوي الأخبار عن كثب، فقد حطمت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قلبها، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض؛ ويكافح الأطباء لعلاج المرضى دون دواء؛ الآباء الحداد على وفاة أبنائهم.

 

ثم في 27 أكتوبر، وبينما كانت إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها البرية، صمتت غزة، حيث قالت شركة بالتل، شركة الاتصالات الرائدة في الأراضي الفلسطينية، في بيان لها: "يؤسفنا أن نعلن عن انقطاع كامل لجميع خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المستمر"، وكان هذا هو الأول من بين عدة حالات انقطاع للتيار الكهربائي تضرب غزة، وخوفًا من أن يوفر انقطاع التيار الكهربائي غطاءً لـ "جرائم حرب"، انشغل الهلباوي بإيجاد حل.

 

 

من هنا جاءت الفكرة 

 

 

وفي البداية، انضمت الهلباوي إلى آخرين على منصة التواصل الاجتماعي X، ودعت إيلون ماسك إلى توصيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك إلى غزة - وكانت متحمسة عندما قال ماسك إنه سيفعل ذلك، ولكن عندما تعثرت المحادثات بشأن تلك الخطط ، قرر الهلباوي تجربة شيء آخر، وبناءً على اقتراح أحد متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، قامت بشراء شريحة eSIM مع خدمة التجوال، وكان لدى صديق لها محاولة الاتصال بشبكة أجنبية لدهشتها، نجحت.

وفقا لما ذكرته الناشطة المصرية: "شعرت به في جسدي كله في اللحظة التي أدركنا فيها أن هناك أمل - حتى لو كان أملاً صغيراً جداً - في أننا وجدنا حلاً، ولقد كان الضوء في نهاية نفق مظلم للغاية، وفي غضون 24 ساعة، نشرت على X وInstagram تطلب من المتابعين الذين يرغبون في المساعدة في استعادة الهاتف والإنترنت للفلسطينيين التبرع بشرائح eSIM عن طريق شرائها عبر الإنترنت وإرسال رموز QR لها. شعرت الهلباوي بالثقة في قدرتها على العثور على أشخاص في غزة لديهم خدمة لتوزيع شرائح eSIM في جميع أنحاء المنطقة".

 

إعطاء صوت للضحايا

 

وبينما بدأت الهلباوي في تنفيذ خطتها، كان أحمد المدهون في غزة يكافح من أجل كيفية تغطية الحرب دون خدمة الهاتف أو الإنترنت، وباعتباره واحدًا من الصحفيين القلائل الموجودين على الأرض، شعر المدهون بأنه ملزم بإبقاء العالم على اطلاع بآخر الأخبار، ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بأحداث ما بعد الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال المدهون، 27 عاماً، لشبكة CNN: “إنها مسؤولية كبيرة، فالناس هنا يموتون في صمت، ولا يستطيع أحد سماعهم، فنحن صوت كل هؤلاء الضحايا”.

ووسط مخاوفه، تمكن المدهون من الوصول إلى الإنترنت باستخدام بطاقة SIM إسرائيلية قبل أن يتم حجبها، وفي ذلك الوقت، نشر على موقع X متسائلا: “أحد أخبرني عن شريحة eSIM – من؟، وبعد دقائق رأى الهلباوي سؤاله وأجاب: “أنا! أنا! أنا! أرسل لي رسالة على وجه السرعة، وسرعان ما أعطت الهلباوي للمدهون رمز الاستجابة السريعة لبطاقة eSIM وساعدته في إعادة توصيله بالإنترنت، مما جعله أول شخص في غزة يحصل على واحد، وفي تلك اللحظة، وُلدت مبادرة "ربط غزة".

 

 

الحل ينتشر بسرعة

 

 

وسرعان ما انتشرت أخبار المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الأشخاص المعنيون من جميع أنحاء العالم بشراء شرائح eSIM الإلكترونية والتبرع بها، وتقول الهلباوي إن الجهات المانحة أرسلت رموز الاستجابة السريعة من أماكن بعيدة مثل الولايات المتحدة وسويسرا وباكستان وهولندا، حيث يقوم معظمهم بشرائها عبر تطبيقات الهاتف المحمول مثل Simly وAiralo، والتي تسمح للمانحين بمعرفة متى يتم تنشيط شرائح eSIM وتفعيلها عند انخفاض الأموال.

 

ويقول غرايم برادلي، أحد المتبرعين من اسكتلندا، إنه انجذب إلى هذه المبادرة لأنها طريقة سهلة لإحداث تأثير كبير على صراع تتعرض فيه حياة الكثير من الأشخاص للخطر، وقال برادلي، 38 عاماً، لشبكة CNN: "إنه لأمر مروع أن نرى مستوى الدمار والموت الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء الذين يعيشون في منطقة محتلة وليس لديهم مكان يذهبون إليه، فلا يوجد مفر لهم"، ومن خلال مساعدة الفلسطينيين على رواية قصصهم، يأمل أن يتمكنوا من "تحويل الرأي العام والضغط على زعماء العالم للدعوة إلى وقف إطلاق النار".

 

 

1.3 مليون دولار قيمة تبرعات المبادرة

 

 

وتعترف الهلباوي بأنها مهووسة بربط غزة، فإنه أول شيء تفكر فيه في الصباح وآخر شيء في الليل، وقالت: "بالكاد ننام، فربط شرائح eSIM هو أولويتنا الأولى في الحياة، وعلى الرغم من أنني أشعر بأنني أفعل شيئًا كبيرًا من أجل غزة، إلا أنني لا أستطيع التوقف عن الشعور بأننا لا نزال لا نفعل ما يكفي، فحتى الآن، تم التبرع بشرائح eSIM بقيمة تقدر بـ 1.3 مليون دولار أمريكي لتوزيعها".

وفقًا للهلباوي حيث تقول إن المبادرة، التي دخلت في شراكة مع سيملي لبعض الوقت، تربط أكثر من 1000 فلسطيني يوميًا، ويمكن لكل شخص تحويل هاتفه إلى نقطة اتصال لخمسة آخرين، ولقد حقق "ربط غزة" نجاحًا كبيرًا لدرجة أنها استفادت مؤخرًا من متابعتها المتزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي في منظمة غير ربحية تسمى "ربط الإنسانية" ، والتي تأمل من خلالها إعادة ربط الأشخاص المستضعفين في مناطق الصراع الأخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: على وسائل التواصل الاجتماعی الهاتف والإنترنت ربط غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جوميز..ليس لدى حساب على مواقع التواصل الاجتماعي

قال البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك إنه لا يمتلك أي حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك رداً على صورة منتشرة لحساب وهمي يحمل اسم المدير الفني البرتغالي على موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"
وأكد المدير الفني أنه لا يمتلك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وحذر الجميع من التعامل مع أي حسابات وهمية تحمل اسمه.
وأضاف جوميز أن تصريحات له تكون عبر الحسابات الرسمية للنادي، والمؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية فقط.

مقالات مشابهة

  • تنظيم الاتصالات يطلق تقنية WiFi 6E لتحسين خدمة الإنترنت في مصر
  • دردشات المراهقين على وسائل التواصل تقود إلى مواد الإدمان
  • جوميز..ليس لدى حساب على مواقع التواصل الاجتماعي
  • وسائل التواصل الاجتماعي والعلوم الزائفة
  • تواصل أنشطة مبادرة بداية بمحافظة الوادي الجديد
  • بالصور.. تقديم خدمات مجانية خلال افتتاح فرع اتحاد شباب العمال بإسنا
  • من القدس تعزية عبر الهاتف وتحت المراقبة
  • طفل مصري يثير تفاعلا أثناء مقابلة شاب فلسطيني.. ماذا عرض عليه؟ (شاهد)
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 51 (محمد الصليبي)
  • مواقع التواصل الاجتماعي وفوضى الشعر!