البابا تواضروس يشهد احتفالية بمناسبة يوم الصحافة القبطية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
كتب- إسلام لطفي:
شهد البابا تواضروس الثاني مساء اليوم بالمقر البابوي بالقاهرة احتفالية عيد الصحافة القبطية تحت عنوان "محطات للصحافة القبطية في بلادنا المصرية" والتي نظمتها للعام الثاني، لجنة الصحافة القبطية، برئاسة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى والمشرف على مجلة الكرازة.
وتضمنت الاحتفالية رصدًا للدور الوطني للصحافة القبطية ومساندتها للوطن في كافة المواقف، وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر.
تحدث خلال الاحتفالية الأنبا ماركوس، والدكتور سمير مرقس، نادية منير سكرتير تحرير مجلة مدارس الأحد، واختتمت الكلمات بكلمة البابا وتناول فيها ثلاث نقاط تبرز التأثير الإيجابي القوي للصحافة القبطية، وهي:
١- المشاركة التاريخية: وكيف أن التاريخ يكشف عن شخصيات قبطية عديدة كان لها بصمة واضحة في بناء الوطن، وتضحيات واضحة لصالحه.
٢- المشاركة المعمارية: ويقصد بها الكيانات والمؤسسات التي قدمت خدمات عديدة تخدم كل أفراد المجتمع المصري، مثل المستشفيات والمدارس والمتاحف والقبطية في مصر وخارجها والمكتبة البابوية في وادي النطرون التي تعد صرحًا ثقافيًا هامًا، وكذلك المستشفى القبطي بالقاهرة.
٣- المشاركة المجتمعية: وهي تواجد الكنيسة القبطية في كل الفعاليات الاجتماعية، والمساهمة في معالجة قضايا المجتمع وتسديد احتياجاته، مؤكدًا على اهتمام قداسته بأن تكون هذه المشاركة فاعلة وليست شكلية، وأن الكنيسة تهتم بأن تغرس وتعمق هذا الشعور لدى أبنائها.
وفي الختام تم تكريم مجموعة من رواد الصحافة القبطية بيد البابا.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هدنة غزة مخالفات البناء مستشفى الشفاء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة البابا تواضروس عيد الصحافة القبطية طوفان الأقصى المزيد الصحافة القبطیة
إقرأ أيضاً:
السلطة الرابعة وسلطة المنصات
هل فقدت الصحافة دورها كسلطة رابعة في المجتمع لصالح السلطات الجديدة المتمثلة في المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الحديث؟ أم أن سلطتها لا تزال باقية رغم البريق الذي فقدَهُ وهج الصحافة والإعلام التقليديين؟
لمن لا يعرف معنى مصطلح «السلطة الرابعة» ولماذا يُطلق تحديدًا على الصحافة، فإنني أورد هنا تعريفًا للمصطلح: الصحافة تُعدّ قوة رقابية مستقلة تُسهم في مراقبة السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، القضائية)، وتسهم في الكشف عن قضايا الفساد في المجتمع، وتعزيز الشفافية والنزاهة، وتوعية المجتمع، وإعلام الرأي العام. هذه الأدوار جعلت منها أداة أساسية في تحقيق التوازن والشفافية في المجتمع.
التساؤل المثار حول قوة الصحافة وتأثيرها في المجتمع مقابل قوة المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل ليس بالتساؤل الجديد، فقد أُشبع بحثًا من قبل منظري هذا العلم أولًا، ومن الجمهور الذي لم يعد يعنيه أمر التأثير بقدر ما يعنيه أمر الحصول على المعلومة الصحيحة والمؤكدة والمعبّرة عن رأيه، أيًا كان مصدرها. إلا أن السؤال يظل مطروحًا: هل نجحت المنصات الإلكترونية في انتزاع لقب «السلطة الرابعة» من الصحافة التقليدية؟
على الرغم من الحقائق المطلقة التي تقول بتراجع الصحافة عن أدوارها التي كانت تؤديها في المجتمع، والتي بُنيت على أسس علمية واحترافية صمدت لعقود طويلة، إلا أن قوة الصحافة لا تزال حاضرة خصوصا عندما يتعلق الأمر بنشر ما من شأنه إبداء ملحوظات أو نقد لبعض الجهات في أداء عملها في حين أن تلك الجهات تبدي تسامحًا أكبر عندما تُطرح القضايا نفسها على منصات التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية الأخرى.
هذه المفارقة أثارت فضولي، فبدأت أبحث عن الأسباب التي تجعل تلك المؤسسات تحسب حسابًا لما يُنشر في الإعلام التقليدي وتتساهل في ما ينشر على وسائل التواصل فوجدت إلى أن تلك المؤسسات ترى أن الصحافة وباقي وسائل الإعلام التقليدية تمتلك مصداقية وتأثيرًا أوسع في المجتمع، مما يجعلها مسؤولة بشكل أكبر عما تنشره. في المقابل، تُعامل منصات التواصل الاجتماعي كفضاء أكثر انفتاحًا وأقل رسمية، وبالتالي لا تحمل الثقل المهني نفسه أو التأثير المؤسسي الذي تتمتع به الصحافة التقليدية.
هذا التباين في التعامل جعلني أدرك أن الصحافة، رغم تراجعها الظاهري، إلا أنها لا تزال تحتفظ بقوة تأثيرية كبيرة، وهو ما يجعلها تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى.
قد تكون المصداقية والرسمية من أبرز الركائز التي تستند عليها قوة الصحافة، فهي تتميز بدقة المعلومات والتحليل المتعمق، مما يجعلها مرجعًا موثوقًا في القضايا المصيرية والأحداث الكبرى. ومع ذلك، فإن هذه القوة لم تكن كافية لضمان تفوقها المطلق في المشهد الإعلامي الحالي، حيث ظهرت تحديات وسلبيات أسهمت في تراجع تأثيرها أمام صعود المنصات الرقمية.
أبرز هذه التحديات يتمثل في البطء النسبي في نقل الأحداث، حيث تتطلب الصحافة التقليدية إجراءات تحريرية صارمة تمر عبر مراحل التحقق والتدقيق قبل النشر، مما يجعلها أقل سرعة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الخبر لحظيًا، حتى لو كان ذلك على حساب الدقة أحيانًا، بالإضافة إلى ذلك، تواجه الصحافة قيودًا تحريرية تحدّ من قدرتها على تناول بعض القضايا الحساسة بجرأة وحرية، وهو ما أتاح للمنصات الرقمية أن تملأ هذه الفجوة بطرح أكثر مرونة وانفتاحًا.
في ظل المد الرقمي الهائل الذي يجتاح العالم، يصبح من الواضح أن الزمن لن يستطيع إيقاف هذا التدفق التقني الذي يعيد تشكيل المشهد الإعلامي. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن الصحافة يجب أن تتراجع أو تفقد هويتها، بل عليها أن تتكيف مع هذا التحول الجديد بذكاء وحرفية.
على الصحافة أن تتواكب مع التقنيات الحديثة، ليس فقط من خلال تبني أدوات رقمية جديدة، بل أيضًا عبر تطوير أساليب تواصل أكثر مرونة تتناسب مع طبيعة الجمهور الرقمي الذي يبحث عن السرعة والتفاعلية، ويمكن للصحافة أن تستثمر في المنصات الرقمية، سواء عبر إنشاء محتوى تفاعلي أو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، لكن دون أن تفرط في المعايير المهنية التي جعلتها مصدرًا موثوقًا للمعلومات على مدى عقود، فالصحافة التي تجمع بين قوة المصداقية ومرونة التكنولوجيا هي التي ستنجح في الحفاظ على مكانتها كسلطة رابعة، حتى في خضم هذا التحول الرقمي الكبير.