كشفت صحيفة CNN الأمريكية، أن هشام عورتاني، وهو أحد الطلاب الجامعيين الفلسطينيين الثلاثة الذين  أصيبوا بالرصاص أثناء سيرهم  في فيرمونت خلال عطلة عيد الشكر، قد أصيب بالشلل من الصدر إلى الأسفل بعد أن استقرت رصاصة في عموده الفقري، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن عائلة عورتاني أطلقت حملة لجمع التبرعات على موقع GoFundMe لمساعدة الشاب البالغ من العمر 20 عامًا في جامعة براون، والذي من المقرر أن يخرج من المستشفى الأسبوع المقبل ثم يستمر لتلقي رعاية إعادة التأهيل، وذلك حسبما قالت والدته، إليزابيث برايس.

كان عورتاني وصديقيه القدامى من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل - كنان عبد الحميد من كلية هافرفورد وتحسين علي أحمد من كلية ترينيتي - في  نزهة  يوم السبت في بيرلينجتون، حيث كانوا يتحدثون كما كانوا يفعلون غالبًا باللغتين الإنجليزية والعربية، عندما كانوا في الخارج بالرصاص، وذلك بحسب قائد شرطة بيرلينجتون جون مراد، وأضاف أن اثنين من الرجال كانا يرتديان الأوشحة الفلسطينية التقليدية المعروفة بالكوفية وقت الهجوم.

 

 

تهديد مؤيدي القضية الفلسطينية بأمريكا بهجوم العصابات

 

 

والملفت للنظر في تلك الجريمة، أنها تمت بعد أيام من نشر صحيفة عبرية تهديد لمؤيدي القضية الفلسطينية بأمريكا بتعرضهم لحرب عصابات، واستهدافهم بالسلاح، وذلك عقب حالة من الجنون يعيشها الكيان الإسرائيلي بعد حالة التضامن الغير مسبوقة داخل المجتمع للأمريكي للقضية الفلسطينية، وهو التهديد الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية منذ شهر تقريبا.

ففي تحريض مباشر للعنف ضد كافة أشكال دعم القضية الفلسطينية داخل المجتمع الأمريكي، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أحد أعرق الصحف الإسرائيلية، ما أسمته قصة أسطورية، ترصد فيه كيف تعامل اليهود في ثلاثينات القرن الماضي مع تجمعات الاتحاد الألماني الأمريكي التي كان لها موقفا معاديا لليهود، وذلك عبر تنظيم هجوم عنيف ضد تلك التجمعات بواسطة العصابات المسلحة اليهودية التي كانت موجودة في تلك الفترة، والحديث يحمل تحرضا مباشرة على مؤيدي الفضية الفلسطينية في الوقت الحالي حين تم ربط نشر المقال مع التساؤل عن أفضل طريقة للتعامل مع المعادين لإسرائيل بأمريكا، وهو ما حدث في استهداف الفلسطينيين الثلاثة.

 

هذا ما حدث مع الاثنين الآخرين 

 

ووفقا لصحيفة CNN، فبالإضافة إلى إصابة عورتاني في العمود الفقري التي غيرت حياته، أصيب الرجلان الآخران بالرصاص في الجذع العلوي والأطراف السفلية وتم نقلهما إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة، وفقًا للشرطة، وقال مصدر مقرب من عائلات الضحايا، إن أحد الضحايا خرج من المستشفى يوم الاثنين، وقال والدا عبد الحميد في  بيان مساء الثلاثاء  إنهما يشعران بالارتياح الشديد لخروجه من المستشفى ولكنهما يعلمان أن هذه المأساة ستشكل بقية حياتنا. 

وأضافوا: "أخبرنا كنان أنه يخشى مغادرة المستشفى، فقد يكون طفلنا في صحة جيدة بما يكفي ليخرج من المستشفى، لكنه لا يزال مهتزًا من هذا الهجوم المروع".

 

 

 

كان الطلاب يزورون لقضاء العطلة

 

وبحسب شبكة CNN، فإن الطلاب كانوا يزورون بيرلينجتون لقضاء عطلة عيد الشكر، وكانوا يقيمون مع عم عورتاني، ريتش برايس، وأضاف أنهما حضرا حفل عيد ميلاد ابني العم التوأم البالغ من العمر 8 سنوات قبل ساعات فقط من الهجوم عليهما، وقال عورتاني لوالدته إنه "وجد نفسه فجأة على الأرض" عندما بدأ إطلاق النار، وتذكر أن أحد أصدقائه "كان يصرخ من الألم" من جرح في الصدر، بحسب إليزابيث برايس، وأضافت أن الضحية الثالث، الذي ظن أن أصدقائه قد قتلوا، حاول الهرب للحصول على المساعدة.

 

وقالت الأم إن مطلق النار يحوم فوقهم لفترة قصيرة، واعتقد عورتاني أنه "سيواصل إطلاق النار عليهم وقتلهم، وبمجرد فرار مطلق النار، تمكن عورتاني من الاتصال بالرقم 911، وقالت إليزابيث برايس لشبكة CNN، يوم الثلاثاء، إن ابنها يعاني من "إصابة غير كاملة في العمود الفقري"، مما يعني أنه يستطيع الشعور بساقيه ولكنه لا يستطيع تحريكهما، وأضافت أن الترقوة لدى عورتاني مكسورة أيضا، كما أن إبهامه مكسور، وبسبب إصابة العمود الفقري، يجد صعوبة في تنظيم درجة حرارة جسمه.

 

جاءوا من رام الله ليصابوا في أمريكا 

 

وبحسب الأم فإنه من المتوقع أن يقضي ما بين أسبوع وأربعة أسابيع في رعاية إصابات العمود الفقري، تليها أشهر في العلاج الطبيعي، فيما قال عم عورتاني إن الطلاب الثلاثة نشأوا في رام الله قبل مجيئهم إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالجامعة، وعورتاني وعبد الحميد وأحمد أصدقاء منذ المدرسة الابتدائية، حسبما قال برايس من رام الله، وذلك قبل مجيئهما إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالجامعة، وذهبا إلى المدرسة معًا في مدرسة فريندز رام الله، وهي مدرسة خاصة غير ربحية تديرها جمعية الكويكرز في المدينة التي تحتلها إسرائيل، حسبما قالت مديرة المدرسة، رانيا معايعة.

 

وجميع الشباب الثلاثة الذين أصيبوا في فيرمونت وُلدوا قبل وقت قصير من نهاية الانتفاضة الثانية، وهي انتفاضة شعبية قام بها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والتي أودت بحياة الآلاف، ويقول ريتش برايس: "لقد نشأوا في ظل الاحتلال العسكري ومن كان يتخيل أنهم سيأتون إلى مكان مثل هذا للاحتفال بعيد الشكر، وهذا هو الوقت الذي تكون فيه حياتهم في خطر". 

 

 

العائلات تحث الشرطة للتعامل مع القضية كجريمة كراهية

 

وقد تم القبض على المشتبه به في الهجوم، جيسون جيه إيتون، البالغ من العمر 48 عامًا، يوم الأحد ووجهت إليه ثلاث تهم بمحاولة القتل، ودفع ببراءته، فيما تقول السلطات إنها لم تحدد الدافع وراء الهجوم، لكنها قالت إنها تحقق فيما إذا كان الدافع وراء الحادث هو الكراهية، وبتفتيش شقة المشتبه به، المجاورة لمكان إطلاق النار، عثر على مسدس وذخيرة كانت متصلة بأغلفة الرصاص التي عثر عليها في مكان الحادث، بحسب مراد، قائد الشرطة، ولكن بينما يقول المحققون إنهم عثروا على أدلة كافية لربط إيتون بالهجوم، إلا أنهم ما زالوا يبحثون عن الدافع.

 

وقال مراد في مقابلة مع إيرين بورنيت أوت فرونت على شبكة سي إن إن ليلة الاثنين إن مجموعة من الأجهزة الإلكترونية التي تم الاستيلاء عليها من شقة إيتون قد تقدم بعض المعلومات، وتخطط الشرطة للعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لتحليل الأجهزة، وأثناء البحث، عثرت السلطات على خمسة هواتف محمولة وجهاز iPad وحقيبة ظهر مليئة بالأقراص الصلبة، وفقًا لإفادة خطية.

 

ودعت عائلات الضحايا والعديد من جماعات الحقوق المدنية المحققين إلى التعامل مع القضية باعتبارها جريمة كراهية، حيث يأتي الهجوم وسط  تقارير  عن تزايد حوادث التحيز ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة منذ الحرب بين إسرائيل وإسرائيل. لقد اشتعلت حماس الشهر الماضي.

 

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة

لم يخطر ببال أحد من المراقبين أو حتى أشد الكارهين للعصابة الصهيونية أن تقوم بكل هذا الإجرام المعقد الذي يفوق خيال البشر.

ولأن الجيش الإسرائيلي فشل في مواجهة رجال المقاومة على الأرض وفشلت كل أسلحته الأكثر حداثة في العالم في تحقيق النصر المطلق على المقاومة فقد لجأ إلى استخدام أحط الأسلحة وهو التجويع ضد المدنيين لممارسة أقصى درجات الضغط على المقاومة.

ولم يكتف بتدمير البيوت والمراكز الطبية وخطوط المياه والكهرباء وتدمير مخازن الأدوية والأغذية وقتل الأطباء ورجال الدفاع المدني حتى لا ينقذوا جريحا أو ينقبوا تحت ركام المنازل لاستخراج المستغيثين، ولكن العصابة أيضا ابتكرت أساليب شيطانية لإغلاق كل منافذ الحياة أمام شعبنا في غزة.

ومن بين هذه الأساليب خلق عصابات إجرامية في القطاع تتعاون مع جيش وتجار إسرائيل لسرقة مواد الإغاثة على حدود إسرائيل وقبل دخولها غزة وعلى الرغم من أن هذه المساعدات تدخل تحت الضغوط الدولية وبنسب لا تزيد على 5% من احتياجات الشعب في غزه، إلا أن العصابة الصهيونية لم تسمح بوصول هذه الكميات متناهية الصغر الى الجوعى وبدلا منهم سلمتها لعصابات إجرامية مقابل الخيانة والعمالة.

صناعة الأزمة

وحفلت وسائل إعلام دولية بتقارير موثقة حول سرقة وتلاعب منظمين بمساعدات الغذاء والدواء التي تصل إلى القطاع. وتشير تحقيقات ميدانية وشهادات شهود عيان إلى تورط عصابات إجرامية مدعومة من جهات إسرائيلية، بالتعاون مع ميليشيات فلسطينية محلية، في نهب هذه المساعدات وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية، مما يسهم في تعميق أزمة تجويع الشعب الفلسطيني.

عصابة أبو شباب

وفقًا لمصادر أمنية فلسطينية ودولية، تقوم مجموعات إجرامية تعمل تحت حماية الجيش الإسرائيلي باختطاف شاحنات المساعدات عند معابر مثل "كرم أبو سالم" وتحويل مسارها إلى مستودعات سرية داخل الأراضي المحتلة، حيث يتم بيعها لاحقًا بالاتفاق مع ضباط وتجار إسرائيليين.

وفي الشهر الجاري كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن وثائق تثبت تورط ضباط إسرائيليين في تحصيل رشاوى من هذه العصابات مقابل غض الطرف عن سرقة المساعدات وتقديم تسهيلات وحماية لأفراد العصابة لمنع وصول المقاومة إليهم إضافة إلى امدادهم بالمعلومات والأسلحة.

ويقود ياسر أبو شباب العصابة الإجرامية الكبرى في قطاع غزة التي تتخذ من المناطق الحدودية مع إسرائيل قاعدة لعملياتها، حيث تقوم الميليشيا بتهريب المساعدات المسروقة عبر أنفاق سرية، وبيعها بأسعار مرتفعة جدا لتجار محليين تفوق قدرة المواطنين.

وقامت المليشيا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين يحتجون على انعدام المساعدات، كما حدث في مخيم رفح في مايو 2025

و أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا يوم 20 يوليو 2025، اتهمت فيه مليشيا ياسر أبو شباب بالعمل كـ"ذراع تنفيذية" لعصابات إسرائيلية منظمة.

وأشارت إلى وثائق تثبت تلقي المليشيا تمويلًا وإرشادات أمنية مباشرة من ضباط في الجيش الإسرائيلي مقابل:

1- ضمان عدم وصول المساعدات الغذائية إلى المناطق التي تقول إسرائيل أنها موالية للمقاومة.

2- تزويد إسرائيل بمعلومات أمنية عن أنشطة المقاومة في مقابل حصص من المساعدات المسروقة.

وفي تصريح نادر للإذاعة الإسرائيلية (راديو الجيش) يوم 10 يوليو 2025، قال ياسر أبو شباب: نحن نتعاون مع من يضمن بقاءنا وإسرائيل ليست عدوة لنا.

كما نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (15 يوليو 2025) تحقيقًا استند إلى تسريبات من ضباط إسرائيليين أكدوا أن أبو شباب مدرج في قائمة "الشركاء الموثوقين" لدى وحدة التنسيق المدني الإسرائيلية. وأكدت ان الجيش الإسرائيلي يغض الطرف عن سرقة شاحنات المساعدات في المعابر مقابل معلومات استخبارية عن أنفاق المقاومة.

وقد صنفت الأمم المتحدة أبو شباب في تقرير سري كـعقبة أمام العمل الإنساني ودعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على "الشبكات الإجرامية العابرة للحدود".

وأفاد المراسلون وشهود عيان أن السلع المسروقة تباع في أسواق رفح بواسطة الميليشيا رغم أنها تحمل أختام مساعدات الاتحاد الأوروبي، فيما أكد الناشط الغزاوي محمد أبو عيسى أن المليشيا تهدد العاملين في المنظمات الدولية بالسلاح إذا كشفوا الفساد.

ويبقى أن سرقة المساعدات ليست أعمالًا فردية، بل هي مخطط منهجي تُديره إسرائيل بمشاركة مليشيات محلية لتحقيق أهداف سياسية:

1- تجويع السكان لدفعهم للهجرة.

2- تدمير شرعية الفصائل عبر تصويرها كفاسدة.

3- الامعان في إذلال الشعب الفلسطيني والقضاء عليه وخاصة قتل الأطفال ومصادرة مستقبل أجيال كامله من شباب ورجال ونساء غزة.

إنها جرائم تفوق الخيال لكنها تحدث الآن في غزة أمام العالم.

اقرأ أيضاًمئات الأطنان من المساعدات تعبر رفح: خمسة أفواج من الشاحنات إلى غزة (فيديو)

صرخة الخبز في غزة: الأسواق تحوّلت إلى ساحات تجويع وعقاب جماعي

مقالات مشابهة

  • هجوم مسلح يتسبب في مقتل 5 أشخاص وإصابة 6 آخرين بأمريكا.. فيديو
  • عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة
  • نيويورك: مقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي في إطلاق نار بمانهاتن
  • أسفر عن مقتل 4 أشخاص.. هذا ما نعرفه عن إطلاق النار في مانهاتن ومصير منفذ الهجوم
  • سقوط قتلى بإطلاق نار وسط مانهاتن
  • فيديو.. 5 قتلى أحدهم شرطي في إطلاق نار بمنهاتن
  • الأمم المتحدة: واحد من كل 3 فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام
  • نشأت الديهي: تنظيم الإخوان أساء إلى القضية الفلسطينية.. وقدموا لإسرائيل ما لم تقدمه الحركات الصهيونية
  • تفاصيل الهجوم على محكمة في إيران.. واتهامات لإسرائيل
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة