وقفتنا هذا الأسبوع رأيت أنه لابد من استمرار إلقاء الضوء على معركة غزة، فهي بحق تستحق الحديث عنها ليس بمقال واحد أو مقالين او اكثر، بل تستحق الحديث عنها لشهور وسنوات.
وسوف أتناول اليوم بعض من إيجابيات تلك المعركة، فهي بطولة جديدة دخلت خزينة بطولات العرب بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة، وسوف نبدأ هذا الأسبوع بالإيجابيات والتأكيد عليها لأنها تستحق نؤجل الحديث عن السلبيات في مقال الأسبوع القادم إن شاء الله.
1 - الإيجابية الأولى، هي ما رأيناه من عزائم وقوة بأس تساوت فيها القوة بين النساء والأطفال والرجال لجميع مراحلهم السنية، فقد رأينا أطفال بعمر السنتين والثلاثة وحتى الثامنة عشر بقلوب أسود وحوش، وليس بقلوب بشر لا يهابون أي شيء لا قنابل ولا طائرات ولا دبابات ولا مدرعات، ولا لتهدم بيوتهم ولا لنقص الأمن والغذاء والغطاء ومكان المبيت والدواء والعلاج، ورغم ذلك تجد الابتسامة في وجوههم وشدة البأس واضحة، والسيدات تراهن فقدن أولادهن وأزواجهن وأقاربهن، ولكن تجدهن ثابتين غير زائغي البصر مرابطين لا يهمهن أي شيء ولا ينتابهن أي خوف أو فزع، يا الله كم انت كبير وحليم ورحيم، فما هم وهن فيه ما هو إلا نصر ودعم من الله سبحانه وتعالى أظن ذلك وأنا أحسن الظن بالله.
2 - الايجابية الثانية، هي «صناعة الشربات من الفسيخ» هذه المقولة رأيتها تتحقق على الأراضي الفلسطينية فأبطال المقاومة صنعوا بطولاتهم بسلاح بدائي للغاية، بالمقارنة بالأسلحة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية والإيطالية، سواء كان بالسلاح الحربي أو المادي أو المعنوي، ورغم ذلك انتصر حتى الآن سلاح المقاومة، لأنهم أثبتوا أن السلاح الأهم هو سلاح الرجولة والإقدام وقد كان.
3 - الإيجابية الثالثة، قوة التحمل فالأبطال الفلسطينيين تحملوا المقاطعات ولا أجدعها قوات من الصاعقة، تحملوا العراء بعد تهدم بيوتهم، وتحملوا فراق الأقارب و الأحباب والجيران والأصدقاء، تحملوا وقف الدراسة سواء ما قبل الجامعية أو الجامعية، ما هذا لا يوجد شعب في العالم يتحمل مثلما تحمله الفلسطينيون، ويا ليت تركوهم لحالهم بل وجدوا من يشكك فيهم وفي نواياهم، وفي أنهم جلبوا لنفسهم أم المصائب، ما هذا يا ناس، كيف يتحمل هؤلاء الأبطال هذا الظلم.
4 - الإيجابية الرابعة، هو تحول أغلبية الشعوب في العالم جميعهم بإعلامهم لتأييد الفلسطينيين والمقاومة، بعدما رأوا من ظلم جائر للعدو الصهيوني واستخدام القوة الغاشمة المفرطة نالت جميعها المدنيين العزل بلا أي ذنب اقترفوه.
اكتفى بهذا القدر من الإيجابيات التي هي بالفعل أضعاف أضعاف ما ذكرته، ولكن لعدم الإطالة، وقد نستكمل بعضها في مقالات أخرى قادمة إن شاء الله.
يتبقى السلبيات وسوف نلقي الضوء عليها الأسبوع القادم بمشيئة الله لنتعرف معا على أهم عقبات تلك الحرب على الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية الغراء.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم، إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
اقرأ أيضاًأمير قطر يوجه بعلاج 1500 جريح وكفالة 3 آلاف يتيم من الشعب الفلسطيني
المقاومة الفلسطينية تستهدف دبابة للاحتلال بقطاع غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال المقاومة غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
وقفة تضامنية للدفاع المدني في ساحة الأمويين إحياء لذكرى الزلزال
دمشق-سانا
نظمت مؤسسة الدفاع المدني في ساحة الأمويين مساء اليوم، وقفة تضامنية إحياء للذكرى الثانية لكارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وجنوب تركيا في السادس من شباط 2023، وذهب ضحيته أكثر من 4500 شخص، فيما أصيب أكثر من 10400 بجروح في مختلف المناطق السورية.
وفي تصريح لمراسلة سانا ، بين المتطوع في الدفاع المدني إسماعيل عبدالله، أن وقفة اليوم تتزامن مع وقفات عدة نفذها الدفاع المدني، في أكثر من مدينة سورية مثل إدلب وحمص وغيرها، إجلالاً واستذكاراً للضحايا الذين وقعوا نتيجة تلك الكارثة.
ولفت عبدالله إلى أن الرسالة من الوقفة تذكير العالم والمجتمع الدولي بالآثار المدمرة التي خلفها الزلزال، والأثر النفسي الكبير على العوائل التي تهجرت و لاتزال تعيش في المخيمات، للتضامن معها وتقديم المساعدة لها للعودة إلى منازلها.