يتجول أحد أكبر الجبال الجليدية في العالم أخيرا بحرية بعد أن أمضى أكثر من ثلاثين عاما عالقا في مكانه في القارة القطبية الجنوبية. إلى أين يتجه والمخاطر المحتملة التي يشكلها لا يزال يتم فرزها من قبل العلماء.

جبل الجليد في أنتاركتيكا

تبلغ مساحة هذا الجبل الجليدي في أنتاركتيكا نحو 500،4 ميل مربع أو 00،23 كيلومتر مربع وهي واحدة من أكبر الجبال الجليدية الموجودة في العالم اذ إنه بحجم مدينة نيويورك تقريبا.

وأشارت رويترز إلى أن الجبل الجليدي انفصل في الأصل عن الجرف الجليدي فيلشنررون في غرب القارة القطبية الجنوبية في عام 1986 لكنه ظل عالقا في مكانه منذ ذلك الحين. 

استقرت قاعدة هذا الجبل الجليدي العملاق على أرضية بحر ويديل وكان الجبل الجليدي في مكانه من هذا البحر حتى وقت قريب إلى حد ما.حيث كشفت صور الأقمار الصناعية أن الجبل كان يتحرك نحو الطرف الشمالي لأنتاركتيكا.

وقال أوليفر مارش عالم الجليد في هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا لرويترز إنه من النادر رؤية جبل جليدي بهذا الحجم يتحرك.  و يزن الجبل ما يقرب من تريليون طن متري ويتم تتبع مساره المحتمل الان. 

في 24 نوفمبر، نشرت هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا سلسلة من الصور على تويتر تظهر المسار الذي اتخذته الجبل منذ إطلاقها لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأوضح مارش لرويترز "بمرور الوقت ربما يكون الجبل ضعيفا قليلا وقد حصل على القليل من الطفو الإضافي الذي سمح له بالارتفاع عن قاع المحيط ودفعته تيارات المحيط.

وقال أندرو فليمنغ، خبير الاستشعار عن بعد في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، لبي بي سي نيوز إن الجبل كان ينجرف خلال السنوات الماضية، مضيفا أن استنتاج زملائه هو أنه ربما حان الوقت لتحرير الجبل الجليدي.

وقالت فليمنغ لبي بي سي: "سألت اثنين من زملائي عن هذا الأمر، متسائلين عما إذا كان هناك أي تغيير محتمل في درجات حرارة مياه الجرف التي ربما تكون قد أثارتها، لكن الإجماع هو أن الوقت قد حان للتو".

وأوضح فليمنغ أن باحثي المسح البريطاني لأنتاركتيكا رصدوا لأول مرة الجبل يتحرك في عام 2020 وقالوا إن الجبل الجليدي الهائل يمكن أن يجنح مرة أخرى في جزيرة جورجيا الجنوبية، والتي ستكون مشكلة رئيسية للحياة البرية المحلية.

الإضرار بالحياة الحيوانية المحلية

ذكرت صحيفة الجارديان أن ملايين الحيوانات مثل الفقمة وطيور البطريق والطيور البحرية تتكاثر في جزيرة جورجيا الجنوبية وتتغذى في المياه المحيطة بها. إذا علق الجبل بالقرب من الجزيرة، فقد تقطع الوصول إلى مناطق التكاثر ومناطق التغذيه لهذه الحيونات.

الجبال الجليدية محكوم عليها دائما بالذوبان

"في نهاية المطاف، كل الجبال، مهما كانت كبيرة، محكوم عليها بالذوبان والذبول"، أوضح مراسل بي بي سي جوناثان آموس. لكن هذا لا يجب أن يكون أمرا سيئا، أن ذوبان الجبال الجليدية الكبيرة له تأثير كبير على بيئة المحيط.

إطلاق الغبار المعدني 

وأوضح آموس: "عندما تذوب هذه الجبال الكبيرة، فإنها تطلق الغبار المعدني الذي تم دمجه في جليدها عندما كانت جزءا من الأنهار الجليدية التي تكشط على طول قاع الصخور". "هذا الغبار هو مصدر للمغذيات للكائنات الحية التي تشكل قاعدة سلاسل الغذاء في المحيطات.

تراجع الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا

لسوء الحظ ، تشكل مغامرة هذه العملاق الجليدي حول القارة القطبية الجنوبية مخاطر، لكنه قد يثبت أيضا أنه نعمة لجنوب المحيط الأطلسي حتى لو كان تذكيرا حزينا بأن الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا الذي كان قويا في يوم من الأيام في تدهور بسبب تغير المناخ.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحياة البرية القارة القطبية أنتاركتيكا القطبیة الجنوبیة الجبل الجلیدی الجلیدی فی

إقرأ أيضاً:

خلوة درزية في بعذران لمواكبة النزوح... جنبلاط: يبدو أنّ الحرب طويلة

عقد عدد من القيادات الدرزية لقاءً جامعاً في خلوات القطالب في بلدة بعذران- قضاء الشوف، حضره النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان والنائب السابق فيصل الداوود، وممثّل عن النائب السابق وئام وهاب.
وأكدت الخلوة الدينية السياسية على الموقف الموحّد بين الهيئات السياسية والدينية، وتحصين الداخل الدرزي في وجه التحديات بظلّ الحرب والنزوح الكثيف لقرى الجبل.

وكتبت" الاخبار": مجموعة من الرسائل المبطّنة أراد الحزب التقدمي الاشتراكي توجيهها، خلال لقاء درزي جمع القيادات السياسيّة والروحيّة أمس في خلوات القطالب في بعدران - الشوف. اختيار المكان لم يكن سوى واحدة من هذه الرسائل، إذ إنها أوّل قرية درزيّة استهدف فيها العدو الإسرائيلي مجموعة من العائلات النّازحة.
الهم الأمني الذي يُقلق وليد جنبلاط المُقتنع بأنّ «الحرب طويلة»، دفعه إلى المُسارعة إلى الدّعوة للقاء برعاية المشايخ الدروز وقضاته، والعمل على تكثيف الاتصالات من أجل إنجاح الاجتماع وتأمين حضور أكبر قدر ممكن من النواب الحاليين والسابقين والوزراء والمشايخ والفاعليّات. وهو ما حصل بحضور شيخ العقل سامي أبو المنى، على رأس المشايخ الذين يُمثّلون «الثقل» في قرى الشوف وعاليه والغرب الأعلى والشحّار والبقاع الغربي، كالمشايخ: أمين مكارم (رأس المتن) وأبو علي سليمان أبو ذياب (الجاهلية) وأبو زين الدين حسن غنّام (الشوف)، فيما سُجّل غياب عدد من المشايخ المُعارضين، على رأسهم الشيخ أنور الصايغ، وهو ما أشار إليه في كلمته الشيخ ناصر الدين الغريب الذي انتقد تغييب بعض المشايخ، داعياً إلى عقد لقاءات في عاليه وعدم حصرها بالشوف.
هدف جنبلاط من اللقاء كان واضحاً بتثبيت وحدة الصف الدرزي خلال مواجهة العدو الإسرائيلي وتطويق أي محاولة لإشعال فتنة، واستنفار الفاعليّات بغية تفعيل اللجان المشتركة المعنيّة بمتابعة شؤون النّازحين في القرى، وضرورة الاحتكام إلى الدّولة بكامل أجهزتها لمنع مظاهر الأمن الذاتي.
مع ذلك، لم يخلُ كلام جنبلاط من توجيه رسائل إلى حزب الله، بفصل ملفي النزوح والأمن عن بعضهما. الرّجل الذي شدّد على ضرورة حسن استضافة النّازحين، شدّد على عدم تعريض أمن الجبل لأي خطر أمني أو اعتداء من أي نوعٍ كان، خصوصاً أنّه سبق الاجتماع استهداف العدو الإسرائيلي لإحدى المركبات على طريق الكحالة، وانفلات القواعد الشعبيّة الدرزيّة التي ذهبت إلى مُحاولات لفرض حواجز أمنيّة على الطريق الرئيسية لعاليه – الكحّالة.
هذا القلق دفع بجنبلاط إلى الإشارة في كلمته خلال الخلوة إلى أنه «لا يُمكننا أن نغض الطرف عمّا يحصل على الطريق كما أنّنا لا يُمكننا الاستمرار في هذه الطريقة، وعلينا معالجة الأمر»، مشدّداً على أنّ «هذه القضيّة تحتاج إلى الانتباه وأن تبقى العيون ساهرة بالتنسيق مع الجيش والأجهزة الأمنيّة حتّى لا تنفلت الأمور».
كما دعا جنبلاط إلى «التكاتف ووحدة الصف الدّاخلي في ظل هذه المرحلة الدقيقة، ورفع درجات التنسيق لمعالجة أزمة النزوح واحتضان النّازحين وتفعيل الخدمات الصحيّة واللجان الإغاثيّة في القرى، خصوصاً أنّ الحرب طويلة»، مطالباً وزير التربية بتفعيل الخطط لتعليم النازحين. وقال إنّ الموفد الأميركي عاموس هوكشتين «تآمر علينا وقدّم لنا ورقة استسلام، فيما رصدنا أنا ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذا الأمر وتصدّينا له».

أرسلان وممثّل وهاب يردّان
كلام رئيس «الاشتراكي» استتبعه كلام لرئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان الذي شدّد على «أنّ علينا ألا نضيع البوصلة ولا ننسى أنّ إسرائيل هي المعتدية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ «أمن الجبل يحتاج إلى وعي وتنسيق مع الأجهزة الأمنيّة وشرطة البلدية التي يجب أن تبقى حاضرة منعاً لأيّ محاولة فتنة أو انقسام في الجبل وتطويق أي إشكال يحدث».
وسريعاً، تلقّف ممثّل رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب الموجود في ألمانيا، نائب رئيس الحزب، الدكتور هشام الأعور، كلام جنبلاط، وأكّد «ضرورة التنسيق مع الأجهزة الأمنية وفرض هيبة دولة القانون، ومنع المظاهر المسلّحة وانتشار الحواجز على الطرقات وقمع جميع مظاهر الأمن الذاتي، حفاظاً على السّلم الأهلي، إذ إنّ خيارنا الدّولة التي تحمي الجميع»، مشدداً على أنّ «الطائفة الدرزية هي طائفة معروفية كيانية وعروبيّة، وبالتالي علينا الابتعاد عن لغة الشماتة والتحريض». كما دعا إلى تطبيق الطائف مع الإصلاحات الإداريّة وإنشاء مجلس الشيوخ.   
في الخلاصة، كان جو اللقاء «هادئاً وموزوناً، وشدّد جميع الحاضرين على أنّ إسرائيل هي العدو وضرورة الحفاظ على السلم الأهلي وحُسن استضافة النازحين»، على حد تعبير عدد من الحاضرين. في حين ركّزت كلمة أبو المنى على الشق الروحاني والديني وضرورة توحيد الصف والكلمة والتضامن مع النازحين، «من دون أن نقبل بأي خلل أمني من أي جهة أتت ونتعامل مع الجيش وقوى الأمن لتحقيق الاستقرار». كما حذّر من «المتاجرة بالمنازل في هذه الفترة العصيبة»، مستنكراً العدوان الإسرائيلي المتمادي.  
 

مقالات مشابهة

  • ثمن الرزق الباهظ.. حياة طفلة ضاعت في الجبال.
  • بالأسماء... فقدان الإتّصال بـ4 أشخاص في بلدة ميس الجبل
  • فيديو مؤلم جدّاً... شاهدوا كيف فجّر العدوّ الإسرائيليّ بلدة جنوبيّة
  • اللقاء الدرزي يرسم خطا احمر حول السلم الاهلي
  • بدء أول مناورات بحرية مشتركة بين إندونيسيا وروسيا
  • ارتفاعه يتخطى إيفرست.. حقائق مذهلة عن أعلى جبل تحت الماء
  • في أول تدريب مزدوج.. الصين تستعرض قوة بحرية ضاربة
  • ما وراء إرسال واشنطن قاذفات ومدمرات بحرية إلى المنطقة؟
  • خلوة درزية في بعذران لمواكبة النزوح... جنبلاط: يبدو أنّ الحرب طويلة
  • تقرير جديد لمجلس الأمن يكشف عن ثروة حوثية ضخمة من جبايات بحرية