أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، الأحد، أن الحرب في غزة كشفت سقوط فكرة التضامن الإنساني وفكرة حماية الفئات الضعيفة في النزاعات المسلحة مثل النساء والأطفال، في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 

جاء ذلك خلال كلمة للناشطة كرمان، في المؤتمر الدولي الخامس من أجل المرأة والسلام بكوريا الجنوبية.

 

وشددت كرمان على ضرورة أن تتوافر حماية للنساء، خصوصا في مناطق النزاع المسلح على وجه الخصوص.

 

وقالت: "لقد كشفت الحرب على غزة، اهتزاز أفكار مهمة كنا نعدها إنجازاً للبشرية، لقد سقطت فكرة التضامن الإنساني وفكرة حماية الفئات الضعيفة في النزاعات المسلحة مثل النساء والأطفال".

 

وأشارت إلى أن آخر الإحصائيات الفلسطينية الرسمية تفيد بأن "عدد النساء اللواتي قتلن في هذه الحرب يتجاوز ثلاثة ألف امرأة، أما عدد الأطفال الذين قتلوا فعددهم يتجاوز خمسة آلاف طفل".

 

وأوضحت كرمان أن أهم المعارك التي تخوضها النساء هذه الأيام لصنع السلام هي نضالها ضد الاستبداد والاحتلال.

 

وأكدت أن نجاح أجندة المرأة والسلام والأمن يتوقف على تحقيق اندماج المرأة الفعال في عمليات صنع القرار وزيادة مستوى تمثيلها على جميع مستويات صنع القرار في المؤسسات والآليات الوطنية والإقليمية والدولية، كما يتوقف أيضا على العمل مع المرأة ومساندتها ودعمها من أجل تحقيق تطلعاتها في سبيل الحرية والعدالة والكرامة والمساواة والرفاه.

 

وأضافت أن هذا الأمر يتجلى من خلال نضال المرأة في دول الربيع العربي في اليمن وسوريا ومصر وتونس وليبيا والسودان، والآن في أوكرانيا وفلسطين.

 

وقالت كرمان إن المستبدين يشكلون أكبر خطر على الأمن والسلم العالميين.

 

وبينت أن المشكلة تتمثل في كون جميع القرارات الأممية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 1325حول المرأة والأمن والسلام وقبله اتفاقية مناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، واتفاقيات منهج عمل بجين، والالتزامات الواردة في الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية للجمعية العامة المعنونة المرأة عام 2000 المساواة بين الجنسين والتنمية والسلام في القرن الواحد والعشرين، جميعها وعلى عظم نصوصها وأهمية موادها إلا أن هناك إشكالية رئيسية لا تزال مشتركة بين كل تلك القرارات والمواثيق والعهود حيث إنها تفوض عملية التنفيذ والإشراف والمتابعة للأنظمة وللدول وللحكام المستبدين  وهو ما يعني بالضبط عدم تنفيذ اي من تلك البنود إذ أن حاميها حراميها كما يقولون .

 

وخلصت إلى "ضرورة أن تحظى كل تلك القرارات والمواثيق والعهود الدولية بآلية أممية تكفل التنفيذ والمتابعة والإشراف الأممي على تنفيذها وتكفل العقاب والردع والزجر على من انتهكها، ما لم فستظل حبرا على ورق لا تجني منها المرأة سوى الوعود المعسولة على الورق وسوى الحرمان والإقصاء والإلغاء والتهميش على أرض الواقع، وإن بنسب متفاوتة بين كل دول وشعوب العالم".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: توكل كرمان اسرائيل غزة المرأة اليمنية الحرب في اليمن

إقرأ أيضاً:

رأي النساء في انشقاق تنسيقية «تقدم» ومدى تأثيره على قضايا السلام ومشاركة المرأة

 

قدم راديو وتلفزيون دبنقا حلقة خاصة رصدتها التغيير عبر برنامج كنداكات وميارم عن تأثير فك الارتباط داخل تنسيقية تقدم ومدى تأثيره على قضايا المرأة ومشاركتها في السلام.

الخرطوم ــ التغيير

واستعرض البرنامج الذي يهتم بقضايا النساء رأي المرأة في اعلان تنسيقية القوى المدنية والديمقراطية السودانيه «تقدم» بعد أن حلت نفسها و انقسمت إلى مجموعتين بعد خلافات بين مكوناتها، على خلفية تشكيل حكومة موازية واتفقت على أن تعمل كل مجموعة على منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين.
والثلاثاء برز تحالف جديد باسم صمود واختار الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا له. ورصد البرنامج قراءه النساء لهذا الانشقاق ومدى تأثيره على قضايا النساء وفرصهن في المشاركة في عملية السلام.
ووصفت الصحفية والمحلل السياسي فاطمه لقاوة فك الارتباط بأنه موقف مخز اتخذته مجموعه “تقدم” التي بنى عليها الشعب السوداني أمالاً كبيره لتكون القوة السياسية العريضة التي كان من المفترض أن تضغط على طرفي النزاع لإيقاف الحرب بحسب حديثها. ورأت فاطمة ان الانقسام يوضح عمق الخلافات السياسية السودانية وعدم القدره على اداره الخلاف ووصفت البيئة السياسية بالمضطربة.

أزمات ممتدة

و أعتبرت فاطمة الانقسام امتداداً للأزمات وقالت: مؤتمر الخريجين قبل استقلال السودان انقسم ليتكون حزبين هما الاتحاد الديمقراطي الذي أعلن ولاءه لمصر ونادى بوحدة وادي النيل، وحزب الأمة الذي أعلن ولاءه لبريطانيا.
وأضافت: انقسام تقدم ليس جديدا علينا ، لاحظنا أنه بدأ في ظاهره أنه اجتماعي إثني ولكن يحمل في طياته الداخلية انقسام طبقة الأفندية النخبوية السودانية، وهؤلاء هم السبب الأساسي في تقوقع البلاد وعدم تقدمها لأن خلافاتهم ترتبط بدعم الانقلاب العسكري وهم دائما يساندون القوات المسلحة ويتحالفون مع الجيش للوصول للسلطة”.
وتابعت : هنالك قوة من تقدم آثرت مصالحها السياسية والاقتصادية وامتيازاتها ورأت إفشال مشروع تكوين الحكومة الموازية لمجموعة بورتسودان.
وفي ردها على مدى تأثير الانقسام على الكيانين وسد الفراغ : قالت فك الارتباط سيفقد تقدم زخمها وتأثيرها على وقف الحرب، الفصيلان داخلها يفكران في تشكيل تحالفات جديده مع مكونات أخرى سواء معارضة أو داعمة لحكومة بورتسودان ما قد يعطيهما فرصه استمرارية بشروط جديدة في ظل إطار سياسي مختلف.
و أعتبرت أن مجموعة حمدوك آثرت دعم جهود السلام وفكرت الأخرى في تكوين حكومة موازية وقد تجد نفسها مع مجموعة داعمه للسلام أيضاً وهو عنصر مشترك بين المجموعتين، و قالت “ربما حينئذ يجد الدعم الشعبي المؤمن بأهمية السلام وحماية المدنيين وقضايا النساء ومشاركتهن، وتخفيف المعاناة وهو ما يجد القبول من الأطراف الإقليمية والمجتمع الدولي”.
وتابعت لقاوة: الشعب السوداني يحتاج لقيادة جديده فاعلة متفاعلة مع قضاياه لحل أثار الحرب بعد توقفها لاحقاً وجهود وقفها حاليا، ووصفت الانقسام بأنه طعنة في خاصره الشعب السوداني.

وقالت فاطمة: المجموعة التي تغازل البرهان الآن تعلم أو لا تعلم أن الأخير مراوغ وهو ثعلب لا يلتزم بما يقوله، فقط هو إنحنى لعاصفة المجتمع الدولي الذي أصبح يرى أن جيش السودان (فصيل داعشي). وختمت قولها بـ : “المجموعة التي فكت الإرتباط لو صدقت البرهان وذهبت إليه ربما يلف المشنقة حول رقابهم لأنه يخاف من المؤتمر الوطني،و يمكن أن يغدر بهم مثل ما فعل في فض الاعتصام”.

من جهتها أعتبرت نجود محمد الشلالي سكرتيرة الاتحاد النسائي في عطبرة إن فك الإرتباط نتاج طبيعي لتقاطع المصالح وعدم الالتزام بخط الثورة، مبينة أن هذه الانشقاقات متوقعة.
وقالت نجود: “نحن في الاتحاد توقعنا هذا الوضع ورأينا إعادة نشر إحدى بياناتنا التي كانت تتنبأ بالأمر .
وزادت: نعتبر ما تم من انشقاق لا يتناسب مع ظرف البلاد الحالي الذي لا يسمح بتكوين اي حكومة.
وطالبت الشلالي القوى السياسية بـ (العودة إلى رشدها) و أن يكون لديها المزيد من الوعي وقالت: “السيناريوهات والتخلخل والهشاشة والتنازع في الموقف الحالي لتقدم يعتبر تصرفات قد تؤدي إلى انقسام السودان”.
وختمت قولها: “من الواضح أن الحركة الإسلاميه ليست حريصه على وحدة البلاد وما تجربة إنفصال الجنوب إلا خير دليل”.

الوسومإنقسام الاتحاد النسائي البرهان النساء تقدم حمدوك

مقالات مشابهة

  • بمشاركة يمنية في الفعاليات.. وزير الخارجية الفرنسي يؤكد دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز السلام والأمن الرقمي وحماية حقوق المرأة
  • توكل كرمان في مؤتمر ميونخ: دول الغرب تحالفت مع الثورات المضادة وباركت الإنقلابات والمؤمرات ضد دول الربيع بهدف تدمير المنطقة.
  • مفتي الجمهورية السابق: كشف طبيب النساء على المرأة المريضة في رمضان لا يُفطر
  • توكل كرمان تنتقد السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط.. تجاوزت معيار الكيل بمكيالين
  • توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية
  • رشا راغب: المرأة تتميز بالجانب الإنساني في العمل.. وأدعوها للمثابرة لتحقيق أحلامها
  • جوتيريش: يجب تسهيل الوصول الإنساني الآمن في السودان وحماية المدنيين
  • استمرار الحرب يفاقم الازمة الانسانية في السودان .. حماية المدنيين من مبادئ القانون الدولي
  • رأي النساء في انشقاق تنسيقية «تقدم» ومدى تأثيره على قضايا السلام ومشاركة المرأة
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن أسباب خشية النظام المصري من فكرة التهجير إلى سيناء