كيف يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي لقصف غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أمس السبت إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لشن حرب شاملة في قطاع غزة يستطيع بها تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، قائلة إن الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن الـ21.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي ادعى قيادته ما سماه "حرب الذكاء الاصطناعي" الأولى، باستخدام 3 خوارزميات، هي "الكيميائي"، و"الإنجيل"، و"عمق الحكمة"، وذكرت نظاما عسكريا آخر تستخدمه يطلق عليه "مصنع الإطفاء".
ويستخدم الجيش الإسرائيلي هذه الخوارزميات لتحليل عدد كبير من البيانات الاستخباراتية وتقدير تأثيرات الخيارات الإستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين على وجه الخصوص في حربه على قطاع غزة، هما "الإنجيل" و"مصنع النار".
ويهدف الأول إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثاني، يُستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيّرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة، كما تكون الخوارزميات مسؤولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى الجيش الإسرائيلي تعمل من قبل مشغلين يجب عليهم التحقق والموافقة على الأهداف وخطط الغارات، مما يعني أن هذه الأنظمة لن تتخذ قرارا مباشرا بإطلاق النار، على الرغم من أن جزءا من العملية سيكون آليا.
طائرات الاحتلال تستهدف منازل مأهولة وأبنية سكنية (رويترز) استهداف المدنيين ليس صدفةوقالت الصحيفة إن خوارزمية "الإنجيل" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.
ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية مقابلتها لمصدر عسكري، قال إن صواريخهم لغزة ليست عشوائية، وأفاد بأنه "عندما تُقتل فتاة في الثالثة من عمرها في منزل بغزة، فذلك لأن فردا بالجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس مهما"، مؤكدا أنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن قصف كل منزل.
قصف محمومونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن استخدام هذه الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة.
فبحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، قصف 15 ألف موقع خلال أول 35 يوما من أيام الحرب على القطاع، واعترف بأن خوارزمية "الإنجيل" سمحت له تلقائيا بتحديد "أهداف بوتيرة سريعة".
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي قال إن خوارزمية "الإنجيل" تسجل 100 هدف يوميا للقصف، في حين كان الجيش يضع 50 هدفا سنويا في غزة لقصفهم، ووصف ضباط سابقون بالجيش الخوارزمية بأنها "مصنع اغتيالات جماعية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حرب الذكاء الاصطناعي.. من ينتصر؟!
يشهد العالم اليوم سباقاً خطيراً وسريعاً بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي.. سباق بات هو الأعلى صوتاً بعد وصول الرئيس ترامب للمكتب البيضاوي وإعلانه عن مشروع «ستارغيت» الضخم لإنشاء بنى تحتية لهذه التكنولوجيا في الولايات المتحدة باستثمارات تتجاوز قيمتها 500 مليار دولار بهدف التفوق على الصين.
وحتى نرى الصورة كاملة من المهم فهم أن الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة الزمنية لا تقتصر على تحقيق التفوق العلمي فقط، بل تشمل الجوانب العسكرية والاستخباراتية، ولهذا فإن التنافس المحموم يعكس إدراك الدولتين لمدى خطورة الذكاء الاصطناعي كعنصر حاسم في تشكيل مستقبلهما وتغيير قواعد اللعبة العالمية لتعزيز نفوذهما، بل وربما تمكين إحداهما من السيطرة على مستقبل البشرية!الولايات المتحدة لديها ميزة الريادة التقليدية بفضل نظامها البحثي القوي وشركاتها التكنولوجية الكبرى مثل Google ،Microsoft ،OpenAI، بجانب تبني واشنطن سياسات صارمة للحد من تصدير التقنيات المتقدمة والرقائق إلى الصين، في محاولة أخيرة للحفاظ على التفوق التكنولوجي.
ومن جهتها تواصل الصين تحقيق تقدم سريع في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بخطة وطنية معلنة تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية بحلول عام 2030. وتقود جهودها شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل «علي بابا»، «تينسنت»، و«بايدو».. وقد أثبتت هذه الشركات قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تنافس النماذج الغربية، على الرغم من القيود الأمريكية على تصدير التقنيات المتقدمة، مثل أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة، وتبرر واشنطن ذلك بكون الذكاء الاصطناعي ساحة رئيسية للتنافس العسكري بما في ذلك الطائرات بدون طيار، والأسلحة الذكية، وتحليل البيانات الاستخباراتية، وهو ما قد يدفع العالم مستقبلاً لوضع قوانين دولية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.
السباق الصيني الأمريكي يختلف اختلافاً واضحاً في الأساليب المتبعة، ففي حين تعتمد واشنطن على الابتكار الفردي والتعاون بين القطاعين العام والخاص، تركز الصين على التخطيط المركزي والاستثمارات الحكومية الكبيرة. وهو تباين يعكس اختلاف الفلسفة الاقتصادية والسياسية لكل من البلدين.