هل يخفف التبادل التجاري بالعملات المحلية من أزمة الدولار.. أخبار اقتصادية مبهجة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
تبادل العملات المحلية استراتيجية بدأت الدول في اتباعها، خاصة الدول النامية، بهدف تخفيف ضغط الطلب على الدولار، حيث يتم بموجب اتفاقية بين دولتين تبادل مبلغ معين من العملات المحلية بسعر صرف ثابت لمدة محددة، مما تغطي قيمته جزءا من حجم التبادل التجاري بينهما.
استراتيجية العملات المحليةمصر كانت من بين الدول التي اعتمدت هذه الاستراتيجية مؤخرا، وذلك ضمن خطوات وإجراءات عدة اتخذتها الحكومة لتنويع سلة العملات المحلية في علاقاتها التجارية مع الدول المختلفة، وتخفيف الطلب على الدولار في ظل نقص السيولة من النقد الأجنبي، ولتقليل الضغط على العملة المحلية.
ووقعت مصر والإمارات، في سبتمبر الماضي، اتفاقية ثنائية بين البنك المركزي المصري، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، بشأن مقايضة الدرهم الإماراتي والجنيه المصري، وتتيح الاتفاقية لكل من مصر والإمارات، مقايضة وتبادل العملات المحلية "الجنيه والدرهم"، بقيمة اسمية تصل إلى 5 مليارات درهم إماراتي، و42 مليار جنيه مصر.
وجات اتفاقية التبادل التجاري بـ الجنيه والدرهم الإماراتي، في إطار توجه الدولة للاعتماد على فكرة تنويع سلة العملات المحلية في علاقاتها التجارية مع الدول المختلفة.
وأكد خالد محمد بالعمي، محافظ مصرف الإمارات المركزي، أن اتفاقية تبادل الجنيه والدرهم، تعكس مدى عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومصر، وتشكل فرصة مهمة لتطوير الأسواق الاقتصادية والمالية بين الجانبين انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين على دعم العلاقات الثنائية في المجالات كافة، والعمل بما يحقق المصالح المشتركة، التي تنعكس بشكل إيجابي على القطاعات التجارية والاستثمارية والمالية وتعزيز الاستقرار المالي.
وقال حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري- حينها إنه في إطار التعاون المستمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وجمهورية مصر العربية، ودعماً لأواصر التعاون قام كل من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي والبنك المركزي المصري بإبرام اتفاقية مقايضة بالعملات المحلية بين البلدين، وتعتبر عملية تبادل الجنيه المصري والدرهم حجر الأساس في دعم التعاون المالي بين البلدين بالعملة المحلية.
زيادة حجم التبادل التجاريوأكد عبد الله، أن توقيع الاتفاقية يساهم في تيسير وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، بما يدعم أواصر التعاون المستمر بينهما في مختلف المجالات،خاصة وأن عملية مبادلة العملات المحلية تعد بمثابة حجر أساس للتعاون المالي المشترك بين الدولتين الشقيقتين.
وأطلقت الحكومة خلال الفترة الماضية، مجموعة من التصريحات الإيجابية التي تؤكد قرب انتهاء أزمة الدولار، ولم تتوقف عند هذا الحد بل اتخذت مجموعة من الإجراءات والقرارات في سبيل تحقيق هذا الأمر ووقعت عدد من الاتفاقيات التي من شأنها توفير العملة الصعبة أو النقد الأجنبي وإحداث خلخلة في مسألة نقص السيولة الدولارية (الدولار).
وكان من بين هذه الإجراءات الاتفاق مع عدد من الدول الخليجية على ضخ مجموعة من الاستثمارات من بينها السعودية وقطر وعمان، إضافة إلى طرح مجموعة من السندات الدولية أو الاتفاق كذلك على إجراء تبادل تجاري بالعملات المحلية مع عدد من الدول أخرها السعودية - بحسب تصريحات للمسؤولين في البلدين.
وكان من بين الإجراءات التي اتخذتها مصر هو إصدار سندات زرقاء في السوق الدولية، وفقا لوزير المالية محمد معيط.
وتعد السندات الزرقاء أحد أنواع السندات البيئية والاجتماعية والحوكمة المستدامة إذ يتم استخدامها كإحدى آليات الحفاظ على استدامة الاقتصاد الأزرق.
العملات بين مصر والسعوديةوسبق، وقال رئيس جهاز التمثيل التجاري التابع لوزارة التجارة والصناعة يحيى الواثق بالله، إن مصر والسعودية يبحثان إمكانية استخدام العملات المحلية في جزء من التبادل التجاري بينهما خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: إن وزير التجارة السعودي تقدم بمقترح لبحث إمكانية سداد جزء من عمليات التبادل التجاري بالعملات المحلية، وسيخضع المقترح لمباحثات بين البنكين المركزيين في البلدين، متوقعاً الانتهاء من دراسات هذا المقترح خلال 2024.
وتوصلت القاهرة مع تركيا، في أغسطس الماضي، إلى آلية تطبيق التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية، تزامناً مع دعوة مصر إلى الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وهو ما سيساعدها على تنفيذ عمليات التبادل التجاري بالعملة المحلية مع الدول الأعضاء، السعودية والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا وروسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ويقول الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن توجه الدول إلى التعامل بالعملة المحلية والتنسيق فيما بينهما، يساعد على حل أزمة الدولار التي تواجهها البلاد حاليًا.
وأضاف الدسوقي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولار مازال العملة الرئيسية في العالم وتتعامل بها كل الدول في التجارة الدولية، ولذلك يجب أن تسعى الدول لوجود حل لإنهاء هذه الأزمة الحالية.
التخلي عن الدولار نهائياوأشار الدسوقي، إلى أن الميزة الرئيسية لتعاون الدول في تبادل عملاتها المحلية هى الانتقال إلى الدفع بالعملات المحلية والتخلي عن الدولار، فى ظل العقوبات التي وقعتها الغرب ضد روسيا.
وفي نفس السياق، انضمام مصر لتجمع بريكس أمر سوف يسهم في حل أزمة الدولار، حيث أن بركس هى مجموعة من الدول الصناعية والتى تمثل نصف اقتصاد العالم ودخول مصر بركس يعتبر أنها دخلت نادى من النوادى الكبار اقتصاديا بالعالم.
وخلال الفترة القادمة، سوف تستورد مصر بالعملة المحلية من دول المجموعة بركس، وتعد مصر من أكبر الدول فى التبادل التجاري ما بين الصين والهند وروسيا وانضمامنا إليها يجعلنا نستورد بنفس عملاتها المحلية ما يخفف الضغط على طلب الدولار.
وفى الفترة الماضية كانت هيمنة الدولار على مدار عقود طويلة ويستخدم الدولار كجانب سياسى بيدفع ثمنه الاقتصاديات النشأة.. ولكن التعامل مع الدول بالعملة المحلية يخفف الطلب على الدولار وستوفر البنوك العملات المحلية للاستيراد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولار العملات المحلية التبادل التجاري الجنيه المصري البنك المركزي المصري التبادل التجاری بین بالعملات المحلیة بالعملة المحلیة العملات المحلیة أزمة الدولار بین البلدین مجموعة من مع الدول من بین
إقرأ أيضاً:
فيدان يبحث في الجزائر تكثيف المشاورات ورفع التبادل التجاري إلى 10 مليار دولار
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده والجزائر تريدان تكثيف مشاوراتهما بشأن القضايا الإقليمية وتطوير سياسات مشتركة، معربا عن أمله في رفع حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار في أقصر وقت ممكن.
وأوضح فيدان في تصريح للصحفيين عقب لقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، أن تركيا ستستضيف الرئيس تبون في اجتماع التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى هذا العام، مضيفا أن الجزائر حققت تقدما اقتصاديا كبيرا تحت قيادته.
وأشار فيدان إلى أن وجهة نظر الجزائر تجاه القضايا الدولية والسياسات تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا، متابعا "بفضل ما تمتلكه من قدرات وإمكانات، باتت الجزائر أحد ضامني الاستقرار في المنطقة. كما نتابع بارتياح أداء الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي. ونرى أن أولويات منطقتنا وقضاياها تُطرح بنجاح على جدول أعمال مجلس الأمن من قبل الجزائر".
وأكد فيدان أن العلاقات بين تركيا والجزائر تشهد تطورا مستمرا بفضل قيادة الرئيسين أردوغان وتبون، مشيرا إلى أن "أهم رابط بين بلدينا، هو الثقة المتبادلة. نحن نثق بالجزائر في كل شيء.. ستظل تركيا دائما صديقا موثوقا به للجزائر".
وعن لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين، قال فيدان "في اجتماعاتنا اليوم، ناقشنا أيضا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
إعلانوذكرت وزارة الخارجية التركية في منشور على منصة إكس أن الوزير فيدان التقى نظيره الجزائري أحمد عطاف على هامش الاجتماع الثالث لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين.
وانعقد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول 2022 في الجزائر، في حين استضافت أنقرة في سبتمبر/أيلول 2023، الاجتماع الثاني للمجموعة.
وقال فيدان إن "إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتثبيت وقف إطلاق النار هما أهم بندين على أجندتنا الحالية. وستواصل تركيا تقديم أقوى الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق. وأود أن أشكر مرة أخرى إخواننا الجزائريين على وقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أنه تم أثناء المحادثات في الجزائر التطرق إلى قضايا دولية أخرى، قائلا "نشجع جميع الأطراف في ليبيا على إقامة حوار جاد وفعّال من أجل إحلال السلام والاستقرار الدائمين، وسنواصل العمل مع الجزائر من أجل معالجة الأسباب الجذرية للقضايا مثل الإرهاب والتطرف في منطقة الساحل".
وأكد وزير الخارجية التركي أن أنقرة تدعم نهج الجزائر في حل القضايا الإقليمية سلميا، معربا عن اعتقاده بأن زيارته ستساهم في دفع العلاقات التركية الجزائرية إلى الأمام.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي، أعرب فيدان عن ثقته في إمكانية ارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار في أقصر وقت ممكن، مشيرا إلى أن أكثر من ألف شركة تركية عاملة في الجزائر تساهم في اقتصاد البلاد وتوفير فرص العمل.
وأشار إلى وجود فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، من خلال توقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة مثل تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة.
وأضاف "الجزائر من أهم شركائنا في مجال أمن الطاقة.. نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا في هذا المجال، كما سنواصل تعاوننا في مجال الصناعات الدفاعية".
إعلانوأكد فيدان أن القنصلية العامة التركية التي افتتحت في مدينة وهران، ستقدم أفضل الخدمات للمواطنين الأتراك والجزائريين، وستساهم في تعزيز المشاريع المشتركة بين البلدين.