تبادل العملات المحلية استراتيجية بدأت الدول في اتباعها، خاصة الدول النامية، بهدف تخفيف ضغط الطلب على الدولار، حيث يتم بموجب اتفاقية بين دولتين تبادل مبلغ معين من العملات المحلية بسعر صرف ثابت لمدة محددة، مما تغطي قيمته جزءا من حجم التبادل التجاري بينهما.

استراتيجية العملات المحلية 

مصر كانت من بين الدول التي اعتمدت هذه الاستراتيجية مؤخرا، وذلك ضمن خطوات وإجراءات عدة اتخذتها الحكومة لتنويع سلة العملات المحلية في علاقاتها التجارية مع الدول المختلفة، وتخفيف الطلب على الدولار في ظل نقص السيولة من النقد الأجنبي، ولتقليل الضغط على العملة المحلية.

ووقعت مصر والإمارات، في سبتمبر الماضي، اتفاقية ثنائية بين البنك المركزي المصري، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، بشأن مقايضة الدرهم الإماراتي والجنيه المصري، وتتيح الاتفاقية لكل من مصر والإمارات، مقايضة وتبادل العملات المحلية "الجنيه والدرهم"، بقيمة اسمية تصل إلى 5 مليارات درهم إماراتي، و42 مليار جنيه مصر.

وجات اتفاقية التبادل التجاري بـ الجنيه والدرهم الإماراتي، في إطار توجه الدولة للاعتماد على فكرة تنويع سلة العملات المحلية في علاقاتها التجارية مع الدول المختلفة.

مصر تودع أزمة الدولار بقرار جديد.. ماذا فعل رئيس مجلس الوزراء؟ أكبر أزمتين أرهقتا المواطن.. أخبار مبهجة من الحكومة بشأن الكهرباء والدولار قريبا

وأكد خالد محمد بالعمي، محافظ مصرف الإمارات المركزي، أن اتفاقية تبادل الجنيه والدرهم، تعكس مدى عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومصر، وتشكل فرصة مهمة لتطوير الأسواق الاقتصادية والمالية بين الجانبين انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين على دعم العلاقات الثنائية في المجالات كافة، والعمل بما يحقق المصالح المشتركة، التي تنعكس بشكل إيجابي على القطاعات التجارية والاستثمارية والمالية وتعزيز الاستقرار المالي.

وقال حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري- حينها إنه في إطار التعاون المستمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وجمهورية مصر العربية، ودعماً لأواصر التعاون قام كل من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي والبنك المركزي المصري بإبرام اتفاقية مقايضة بالعملات المحلية بين البلدين، وتعتبر عملية تبادل  الجنيه المصري والدرهم حجر الأساس في دعم التعاون المالي بين البلدين بالعملة المحلية.

زيادة حجم التبادل التجاري

وأكد عبد الله، أن توقيع الاتفاقية يساهم في تيسير وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، بما يدعم أواصر التعاون المستمر بينهما في مختلف المجالات،خاصة وأن عملية مبادلة العملات المحلية تعد بمثابة حجر أساس للتعاون المالي المشترك بين الدولتين الشقيقتين.

وأطلقت الحكومة خلال الفترة الماضية، مجموعة من التصريحات الإيجابية التي تؤكد قرب انتهاء أزمة الدولار، ولم تتوقف عند هذا الحد بل اتخذت مجموعة من الإجراءات والقرارات في سبيل تحقيق هذا الأمر ووقعت عدد من الاتفاقيات التي من شأنها توفير العملة الصعبة أو النقد الأجنبي وإحداث خلخلة في مسألة نقص السيولة الدولارية (الدولار).

وكان من بين هذه الإجراءات الاتفاق مع عدد من الدول الخليجية على ضخ مجموعة من الاستثمارات من بينها السعودية وقطر وعمان، إضافة إلى طرح مجموعة من السندات الدولية أو الاتفاق كذلك على إجراء تبادل تجاري بالعملات المحلية مع عدد من الدول أخرها السعودية - بحسب تصريحات للمسؤولين في البلدين.

وكان من بين الإجراءات التي اتخذتها مصر هو إصدار سندات زرقاء في السوق الدولية، وفقا لوزير المالية محمد معيط.

وتعد السندات الزرقاء أحد أنواع السندات البيئية والاجتماعية والحوكمة المستدامة إذ يتم استخدامها كإحدى آليات الحفاظ على استدامة الاقتصاد الأزرق.

العملات بين مصر والسعودية 

وسبق، وقال رئيس جهاز التمثيل التجاري التابع لوزارة التجارة والصناعة يحيى الواثق بالله، إن مصر والسعودية يبحثان إمكانية استخدام العملات المحلية في جزء من التبادل التجاري بينهما خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: إن وزير التجارة السعودي تقدم بمقترح لبحث إمكانية سداد جزء من عمليات التبادل التجاري بالعملات المحلية، وسيخضع المقترح لمباحثات بين البنكين المركزيين في البلدين، متوقعاً الانتهاء من دراسات هذا المقترح خلال 2024.

وتوصلت القاهرة مع تركيا، في أغسطس الماضي، إلى آلية تطبيق التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية، تزامناً مع دعوة مصر إلى الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وهو ما سيساعدها على تنفيذ عمليات التبادل التجاري بالعملة المحلية مع الدول الأعضاء، السعودية والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا وروسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.

ويقول  الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن توجه الدول إلى التعامل بالعملة المحلية والتنسيق فيما بينهما، يساعد على حل أزمة الدولار التي تواجهها البلاد حاليًا.

وأضاف الدسوقي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولار مازال العملة الرئيسية في العالم وتتعامل بها كل الدول في التجارة الدولية، ولذلك يجب أن تسعى الدول لوجود حل لإنهاء هذه الأزمة الحالية.

التخلي عن الدولار نهائيا

وأشار الدسوقي، إلى أن الميزة الرئيسية لتعاون الدول في تبادل عملاتها المحلية هى الانتقال إلى الدفع بالعملات المحلية والتخلي عن الدولار، فى ظل العقوبات التي وقعتها الغرب ضد روسيا.

وفي نفس السياق، انضمام مصر لتجمع بريكس أمر  سوف يسهم في حل أزمة الدولار، حيث أن بركس هى مجموعة من الدول الصناعية والتى تمثل نصف اقتصاد العالم ودخول مصر بركس يعتبر أنها دخلت نادى من النوادى الكبار اقتصاديا بالعالم.

وخلال الفترة القادمة، سوف تستورد مصر بالعملة المحلية من دول المجموعة بركس، وتعد مصر من أكبر الدول فى التبادل التجاري ما بين الصين والهند وروسيا وانضمامنا إليها يجعلنا نستورد بنفس عملاتها المحلية ما يخفف الضغط على طلب الدولار.

وفى الفترة الماضية كانت هيمنة الدولار على مدار عقود طويلة ويستخدم الدولار كجانب سياسى بيدفع ثمنه الاقتصاديات النشأة.. ولكن التعامل مع الدول بالعملة المحلية يخفف الطلب على الدولار وستوفر البنوك العملات المحلية للاستيراد. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار العملات المحلية التبادل التجاري الجنيه المصري البنك المركزي المصري التبادل التجاری بین بالعملات المحلیة بالعملة المحلیة العملات المحلیة أزمة الدولار بین البلدین مجموعة من مع الدول من بین

إقرأ أيضاً:

أسعار العملات اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024

سجلت أسعار العملات الأجنبية، استقرارا أمام الجنيه المصري في البنك الأهلي المصري اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024.

اسعار الدولار مقابل الجنيه اليوم الجمعة مستقبها ضبابي.. اقتصادي يحذر من الاستثمار في العملات المشفرة (فيديو) الليرة السورية تتراجع أمام العملات الأجنبية والعربية اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

 

    سعر الدولار الأمريكي:

        50.85 جنيه للشراء.

        50.95 جنيه للبيع.

    سعر اليورو الأوروبي:

        52.61 جنيه للشراء.

        53.10 جنيه للبيع.

    سعر الجنيه الاسترليني:

        63.88 جنيه للشراء.

        64.53 جنيه للبيع.

    سعر الدينار الكويتي:

        164.29 جنيه للشراء.

        165.43 جنيه للبيع.

    سعر الريال السعودي:

        13.50 جنيه للشراء.

        13.56 جنيه للبيع.

    سعر الدرهم الإماراتي:

        13.83 جنيه للشراء.

        13.87 جنيه للبيع.

    سعر الريال القطري:

        12.90 جنيه للشراء.

        13.97 جنيه للبيع.

ويقترب الدولار الأمريكي من أعلى مستوى له في عامين، مدعوماً بتوقعات بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يبطئ من وتيرة تقليص أسعار الفائدة في عام 2025. في المقابل، يعاني الين الياباني من ضغوط كبيرة، حيث تراجع إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر، ليصل إلى 157.93 مقابل الدولار. هذا التراجع في الين يأتي في وقت يحافظ فيه بنك اليابان على سياسة نقدية ميسرة، دون رفع أسعار الفائدة.

كما تأثرت العديد من العملات الأخرى، مثل الوون الكوري الجنوبي الذي هبط إلى أدنى مستوى له في 15 عاماً، والدولار الكندي الذي سجل أضعف مستوى له في أكثر من أربع سنوات. كما تراجع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياتهما في عامين. وفي الوقت نفسه، سارعت البنوك المركزية في العديد من البلدان مثل البرازيل وإندونيسيا إلى التدخل لدعم عملاتها.

على الرغم من أن الأسواق شهدت بعض الاستقرار في الجلسة الآسيوية المبكرة، فإن التقلبات الكبيرة في قيم العملات تشير إلى استمرار الضغوط على بعض الاقتصادات بسبب التغيرات في سياسة الفائدة العالمية.

تشير التصريحات التي أدلت بها كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إلى أن هناك بعض التوقعات بين المستثمرين بأن التوجه المتشدد للبنك المركزي الأمريكي قد يمنح بنك اليابان بعض الحرية لتحريك سياسة الفائدة في الفترة المقبلة. بناء على تصريحات محافظ البنك المركزي الياباني، كازو أويدا، يعتقد البعض أن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ في 2025، مع التوقعات الأساسية بأن يكون مارس المقبل هو الموعد المحتمل لرفع الفائدة، رغم أنه لا يمكن استبعاد احتمالية رفعها في يناير.

هذا التوقع يتعلق بحرص بنك اليابان على تعديل سياسته النقدية بما يتماشى مع التغيرات العالمية، بينما يسعى لتحقيق توازن بين دعم الاقتصاد المحلي واستقرار العملة.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأعمال اليمني – السعودي يطلق مبادرات لتعزيز التبادل التجاري والإستثماري
  • الصناعة السعودية: مضاعفة التبادل التجاري والاستثماري مع مصر هدف مشترك
  • وزير الصناعة السعودي: مضاعفة التبادل التجاري والاستثماري مع مصر هدف مشترك
  • 17 مليون جنيه .. ضربة جديدة لمافيا الدولار
  • د كريم رأفت: قمة "الثمانية" فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري
  • القاهرة للدراسات: 8.5 مليار دولار حجم التبادل التجاري المتوقع لدول الثماني
  • قمة مجموعة الثماني النامية بالعاصمة الإدارية.. انعكاسات كبيرة على الدول الأعضاء.. التبادل التجاري بين مصر ودول المجموعة يقترب من 8 مليارات في 2024.. وخبراء: تقوية اقتصادات المجموعة أهم ثمارها
  • أستاذ استثمار: توقع وصول التبادل التجاري بين دول الثماني إلى 5 ترليون دولار
  • أسعار العملات اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024
  • بوتين: التبادل التجاري بين روسيا والصين بلغ 240 مليار دولار