البحريةُ اليمنية.. صمَّامُ أمانِ الملاحة الدولية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
يمانيون/ بقلم/ رفيق زرعان|
من الواضح جِـدًّا لكل العالم أن أمريكا بارعةٌ بالتمثيل وإنتاج المسرحيات ونسج خيوط المؤامرات وحبكها حبكًا دقيقًا، ولم تكن مسرحية الحادي عشر من سبتمبر البداية، وكذلك فلم ذريعة حماية الملاحة الدولية لن يكون النهاية، وإنما هي ضمن سلسلة طويلة من المؤامرات لا يمكن حصر حلقاتها؛ وذلك بغية توسيع نفوذها وضمان استمرار سيطرتها على العالم وحماية إسرائيل، وعندما لم تستطع أمريكا توفير هذه الحماية لكيان العدوّ من الصواريخ والمسيَّرات اليمنية وحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر؛ لجئت إلى خطة جديدة عنوانها (حماية الملاحة الدولية من تهديد القوات البحريّة اليمنية)، وهي في هذا الصدد ستحاول أن تحشر المجتمع الدولي تحت هذا العنوان، وهذا ما ظهر جليًّا في بيان مجموعة الدول السبع الصناعية، وللعلم أن بيان هذه الدول لم يستند على معطيات ميدانية كافية وإنما أخذ بالرواية الأمريكية والإسرائيلية التي أخفت عجز أمريكا وفشلها.
إن من يهدّد الملاحة الدولية هي التحَرّكات الأمريكيّة المريبة في البحرين الأحمر والعربي، وكذلك القواعد الأمريكيّة والإسرائيلية المنتشرة في الساحل الإفريقي والسواحل الإريترية المطلة على باب المندب، أما القوات البحرية اليمنية فتهديدها مقتصر على السفن التابعة لكيان العدوّ الإسرائيلي، وقد أعلنت ذلك بشكل واضح عبر ناطقها العسكري (العميد يحيى سريع)، ولن تتوقفَ إلا بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل كامل.
على الولايات المتحدة الأمريكية ومجتمعها الدولي إدراك أن أية حماقة يقدمون عليها ضد السواحل اليمنية هي التي يمكن أن تهدّد أمن الملاحة الدولية بشكل فعلي، فصنعاء لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تحَرّك يستهدف اليمن، فالقانون الدولي يكفل للدول ذات السيادة الدفاع عن نفسها ضد أي غزو خارجي، وبالنسبة لما قامت به القوات البحرية اليمنية من احتجاز السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر لا يدخل ضمن القرصنة الدولية.
من خلال ما ذكرناه نجد أن القوات البحرية اليمنية هي صمام الأمان لأمن الملاحة الدولية، وهي الطرف الوحيد القادر على توفير هذه الحماية في حال توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وما دام هذا العدوان مُستمرًّا فلا يمكن لأمريكا ولا لمجتمعها الدولي منع العمليات اليمنية ضد كيان العدوّ الإسرائيلي لا في البحر الأحمر ولا في البحر العربي، وأن إيقاف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد والوسيلة المتاحة التي تستطيع إيقاف عمليات التهديد للملاحة الدولية وحماية إسرائيل من العمليات اليمنية القادمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الملاحة الدولیة فی البحر
إقرأ أيضاً:
اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية
على مدى عام وأكثر، لم تخل الصحافة الأمريكية ومراكز الدراسات من طرح الأسئلة حول مستقبل حاملات الطائرات الأمريكية، تنوعت تلك الأسئلة على نحو: هل انتهى عصر حاملات الطائرات؟ هل يمكن إصابة حاملات الطائرات؟ هل يمكن أن تغرق حاملات الطائرات؟ ما البديل لحاملات الطائرات؟ ورغم تنوع الأسئلة فإنها تشترك في خلفية واحدة، الفشل الأمريكي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية في معارك البحار.
الفشل الأمريكي لا يزال متواصلاً، حيث استبدلت واشنطن خلال عام أربع حاملات طائرات، بدءًا بـ”آيزنهاور” مرورًا بـ”روزفيلت”، و”لنكولن”، وانتهاء اليوم بالحاملة “ترومان”، وكلها لم تتمكن من فرض الهدف الأمريكي المتمثل بتأمين الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، أو وقف الإسناد اليمني لغزة، ولا حماية الكيان من الضربات الصاروخية والمسيرة اليمنية.
ابتدأ العصر اليمني البحري باستهداف “آيزنهاور” أكثر من أربع مرات، فجاءت خليفتها “روزفيلت” لكنها لم تجرؤ حتى على الاقتراب من شعاع النار اليمني، واحتفظت لنفسها بموقع بعيد أعالي البحر الأحمر باتجاه خليج عمان، ولم تكن لنكولن بأحسن حال منها، حيث واصلت نهج “روزفيلت”، وعندما فكرت بالاقتراب من المياه اليمنية في خليج عدن، باشرتها القوات المسلحة بضربة استباقية، بالصواريخ والطائرات المسيرة، فقررت مباشرة الانسحاب بسلام إلى مينائها في السواحل الأمريكية، لتترك المنطقة المركزية الأمريكية بدون أي حاملة طائرات للمرة الثانية خلال عام. ويقول الخبراء العسكريون إن خلو الأسطول الأمريكي الخامس من حاملات الطائرات هو متغير كبير في تاريخ الحروب، لأن ذلك يفقد الأسطول الخامس القدرة على المناورة والحركة وبالتالي التأثير، ويجعل من التأثير اليمني في حاملات الطائرات تحولاً كبيرًا في المعركة البحرية.
مع وصول الحاملة “هاري ترومان” إلى البحر الأحمر، قادمة من شرق المتوسط عبر قناة السويس، وضعت تحت عين القوات المسلحة اليمنية، وفي الليلة التي فكرت فيها بالمشاركة في العدوان على اليمن، كانت القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير، على أتم الجهوزية للقيام باللازم للترحيب بـ”ترومان” كما يجب، فأرسلت عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أصابت الحاملة بالذعر، لترسل أوامر بإعادة الطائرات الحربية وإلغاء المخطط العدواني لتلك الليلة، وما أن عادت الطائرات للاشتباك مع القوات اليمنية، حتى سقطت واحدة منها على الأقل في مياه البحر الأحمر، نتيجة نيران صديقة حسب مزاعم بيانات عسكرية أمريكية.
إن اشتباك ليلة الأحد توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية، وانكشاف واحدة من أهم الثغرات في تلك السفينة العملاقة. إنها ببساطة لحظة إقلاع أو هبوط الطائرات، وهي لحظة قاتلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأنها تعيق عمل الدفاعات الجوية، وتفرض الكثير من الحذر في التعامل مع الأهداف وخصوصًا مع خطة الإغراق بالنيران، وتجعل القرار خطيرًا في تفعيل الدفاعات وإطلاق الصواريخ الاعتراضية، مهما مثلت من مخاطر على حركة الطيران الحربي، أو المحافظة على سلامة الطيران والتضحية بسلامة حاملة الطائرات نفسها، وهو قرار لا يمكن لأحد أن يتخذه دون الوقوع في المحذور.
هذا بخصوص السفينة نفسها، لكن ماذا عن الطيارين؟ كيف سيكون حالهم وهم يرون نسبة إصابة طائراتهم تبدو مرتفعة، والنهاية غير السعيدة أمام أعينهم، بالتأكيد سيعيدون السؤال أكثر من مرة لقادتهم وضباطهم عن ضمان العودة بسلام، لا يوجد جندي أمريكي في أي معركة دون ضمانات السلامة، هكذا يتم تدريب الجنود وتربيتهم، لكن بعد الآن فإن ملاحي الطيران الحربي الأمريكي في حاملات الطائرات سيصابون بالذعر ودرجات عالية من التوتر، وسيطالبون بالإجابة عن سؤال مهم: هل ستشتبك حاملة الطائرات في أثناء الإقلاع والهبوط؟ لكنهم لن يحصلوا على أي إجابة، لأن الضربات ستأتيهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.