الضحايا المنسيون .. بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
yas_shalabi@yahoo.com
يصادف اليوم العالمي للإعاقة الثالث من ديسمبر من كل عام ، ويهدف اليوم الى رفع الوعي بقضية الإعاقة و مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة . جعلت الأمم المتحدة موضوع هذا العام هو "متحدون في العمل لإنقاذ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأشخاص ذوي الإعاقة ومعهم وبواسطتهم".
'United in action to rescue and achieve the sustainable development goals for, with and by persons with disabilities'.
الدعوة هنا ، لتكثيف الجهود وتسريعها لتفعيل أهداف التنمية المستدامة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيقها معهم وبجهودهم، نظرا لأن الأشخاص ذوي الإعاقة هُمشوا كثيرا ، و ذلك من خلال الضغط والمناصرة لتقوية الالتزامات بتحقيق التنمية المستدامة ، و التركيز على السياسات والإجراءات التي تستهدف الفئات الأشد فقرا وضعفا، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة . و كانت الأمم المتحدة في يونيو 2019،قد دشنت استراتجية إدماج منظور الإعاقة في كل ركائز العمل والإعمال الكامل لحقوق الإنسان لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة .يطالب موضوع هذا العام الجميع العمل معًا لجعل العالم أفضل وأكثر عدلاً للأشخاص ذوي الإعاقة. ومن المهم أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة جزءًا من هذا العمل وأن يكون لهم رأي كبير فيما يحدث .
في سبتمبر 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة التنمية المستدامةويشكل الشمول إحدى السمات المميِّزة لهذه الخطة: فهي لا تعتبر المجتمعات المحلية المهمشة مجرد جهات مستفيدة منها، بل أطرافاً رئيسية شاركت في وضع التصور العام لها وفي صياغتها. ، والتي أسفرت عن أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفاً، وعن المقاصد المتصلة بها والبالغ عددها 169 مقصداً، منها سبعة مقاصد تذكر بوضوح "الأشخاص ذوي الإعاقة" أو "الإعاقة". أضف الى ذلك ، فكافة الأهداف والمقاصد بطبيعتها عالمية وشاملة للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.
الجدير بالذكر ، السودان من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأشخاص ذوي الاعاقة في ابريل 2009 ، و يعتبر السودان من أكبر الدول العربية من حيث عدد الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك حسب تقرير جامعة الدول العربية والإسكوا 2018 . لقد جاء في التعداد السكاني الخامس (2008) أنه بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة ذات (1,854,985) بنسبة (4.8) في المائة من إجمالي عدد السكان!! فكيف الحال بعد هذه الحرب العبثية و الدمار الذي قطعا أول من يتأثر به هم الأشخاص ذوي الاعاقة في ظل نسيانهم وغياب حقوقهم و التدابير الخاصة بحمايتهم و وضع الخطط! و خاصة الأطفال ذوي الاعاقة و ما أدراك ما الأطفال ذوي الاعاقة و الموت و المخاطر و التحديات الكبيرة حيث لا حماية و لا شفقة و لا رحمة و خاصة ذوي الاعاقة الذهنية من فاقدي الرعاية الوالدية !
في ظل هذه الحرب العبثية ، يصبحوا ضحايا لا يذكرهم أحد.. تختفي أليات حمايتهم الهشة..و تظهر أنانية المجتمع القبيحة.. يواجهون مخاطر وتحديات جسيمة في البقاء و لحماية أنفسهم والوصول إلى الضروريات و في ظل انهيار الخدمات والبنية التحتية و يظلون غير مرئيين عند تقديم المساعدة. علينا الايفاء بحقوقهم و خاصة حقهم في الحماية في حالات النزاع المسلح ، كما تنص المادة (11) من اتفاقية الأشخاص ذوي الاعاقة باتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات النـزاع المسلح والطوارئ . لا نجد معلومات أو إحصاءات حولهم ونلاحظ إفتقار معسكرات والنازحين للمعايير التى تكفل التمتع بالحقوق الأساسية لهم.
في هذا اليوم ،فلنتحرك سوا و معهم...نحو مناصرة حقوقهم و حمايتهم ..ومعا لوقف الحرب .
والله الموفق
ياسر سليم
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة التنمیة المستدامة ذوی الاعاقة
إقرأ أيضاً:
بمناسبة اليوم العالمي للطفل.. البابا تواضروس يتحدث عن "رؤيتنا للطفولة"
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية من كنيسة السيدة العذراء بحلوان (مقر مطرانية حلوان والمعصرة)، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستقبل فريق الكشافة قداسته على مدخل الكنيسة، حيث عزف موسيقاه المميزة ترحيبًا بقداسته، التقى بعدها مجمع كهنة إيبارشية حلوان، وتحدث معهم في موضوع رعوي عن مسؤولية الكاهن، ثم توجه إلى الكنيسة وسط ترحيب حار من قبل شعب الايبارشية الذين اصطفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة، وحرص قداسة البابا على تحيتهم ومباركتهم. وفعل قداسته كذلك عقب انتهاء العظة، حيث توجه إلى الشرفة المطلة على فناء الكنيسة الواسع والذي امتلأ بالشعب حيث باركهم بينما علت الزغاريد وكلمات التحية والمحبة منهم لباباهم وراعيهم.
كان قداسة البابا قد صلى رفع بخور عشية قبل العظة، وشاركه عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمع كهنة حلوان.
وألقى نيافة الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان، كلمة ترحيب بقداسة البابا هنأ فيها قداسته بمناسبة العيد الثاني عشر لجلوسه على الكرسي المرقسي. ورتل خورس شمامسة الكنيسة مجموعة من الألحان الكنسية بالاشتراك مع كورال الأطفال، ورتل كذلك كورال شباب الكنيسة مجموعة من الترانيم.
وعرض فيلمين تسجيليين أحدهما عن تاريخ إيبارشية حلوان، والآخر عن قداسة البابا تواضروس الثاني حمل عنوان "بورتريه".
وأشاد قداسة البابا بالألحان التي رتلها الأطفال والشباب وخورس الشمامسة وشكر أيضًا نيافة الأنبا ميخائيل على كلمته، وأثنى على الشماس الطفل "بيتر" الذي تلا قطعة "نعظمك يا أم النور الحقيقي" باللغة القبطية.
وفي العظة أشار قداسته إلى أنه سيتحدث اليوم عن "الطفولة" بمناسبة اليوم العالمي للطفل (٢٠ نوفمبر)، وقرأ جزءًا من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل القديس متى والآيات (١ - ٩)، وأوضح أن قامة الطفل هي قامة الملكوت، وأن استمرار محبة الله للإنسانية يتمثل في أنه ما زال يخلق أطفالًا، ولديه الأمل أن نرجع عن الخطية.
وأعطى قداسة البابا أمثلة لأطفال ومواقف مع الأطفال من الكتاب المقدس، كالتالي:
- طفولة يوحنا المعمدان وقصة ولادته.
- طفولة السيد المسيح حتى عمر ١٢ عامًا.
- حوار السيد المسيح في طفولته مع المعلمين.
- معجزات السيد المسيح مع الأطفال والابن الوحيد، كإقامة ابنة يايرس، وابن أرملة نايين.
وشرح قداسته أن تعبير الكتاب عن "الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" يشير إلى نوعيات متعددة، وهي:
١- صغار السن: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ" (مت ١٩: ١٤).
٢- صغار المعرفة: مثال زكا العشار، وكان قصيرًا في المعرفة الإيمانية.
٣- صغار الصوت: كالضعفاء والمُهمّشين.
٤- صغار القلب: مثال الإنسان الذي يمتلك قلبًا متضعًا.
وأشار قداسة البابا إلى أن كنيستنا القبطية تحتفل بمرحلة الطفولة في عيد "أحد السعف"، وتعتبره العيد السنوي للطفولة، لذلك نحن جميعًا مدعوين لامتلاك روح الطفولة، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأوضح قداسته أن الكنيسة تهتم بالطفولة، من خلال:
١- معمودية الطفل حتى ولو كان عمره يومًا واحدًا.
٢- مدارس الأحد.
٣- فِرق الكورال والتسبيح.
٤- رسامة الأطفال شمامسة إبصالتس (مرتل).
٥- تعليمهم منذ الصغر رشم الصليب والصلاة الربانية.
٦- تعليمهم أن الذهاب للكنيسة هو يوم عيد، مثلما نعيّد ونقرأ في السنكسار، "سبحوا الله في جميع قديسيه".
وعَرضَ قداسة البابا الطرق التي تجعل الأطفال يصبحون نماذج جيدة، كالتالي:
١- تقديم الحب بكل أشكاله، من خلال: كلمات التدليل، والحكايات، والهدايا، ولمسات الحنان، واللعب معهم، وإشباعهم بالحب، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧).
٢- القدوة: في الحوار، والاستماع والإنصات الجيد، والنظر في عين الطفل، والصلاة معه وقراءة الإنجيل وسير القديسين، والمداعبة.
٣- تجنُب جرحه نفسيًّا خاصة: سواء بالقهر، أو سوء المعاملة، أو الحرمان، أو الضرب، أو سلب الشخصية، أو اقتحام خصوصيته، بل الحفاظ على نقاوته.
٤- تجنُب الضعف الروحي، وإهمال حياتهم الروحية، بل تسليمهم الإيمان، وتعليمهم الممارسات الروحية كالانتظام في الصلوات وقراءة الكتاب المقدس.
وأكّد قداسته أن الأطفال هم زهور أرضية ونماذج للسماء، "مَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت ١٨: ٥)، وهم رجاء للبشرية، فيجب أن نصلي من أجلهم لكي يحافظ الله عليهم ويبارك حياتهم ليكونوا ناجحين في دراستهم وأعمالهم.