بعد إنهاء تفويض “يونيتامس”.. هل اقترب السودان من مربع البند السابع؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الحرة – واشنطن
بعد ثلاثة أعوام ونصف من عمرها، صوّت مجلس الأمن الدولي لإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال الديموقراطي في السودان المعروفة بـ"يونيتامس"، في وقت تباينت آراء القوى السياسية السودانية بين ناقد للقرار وداعم له.
وجاءت الخطوة بعد أقل من أسبوعين على قرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتعيين الدبلوماسي الجزائري، رمطان لعمامرة، مبعوثا شخصيا له إلى السودان.
ترحيب حكومي
ورحبت وزارة الخارجية السودانية بالقرار، وأعلنت في بيان، "حرص الحكومة على استمرار الارتباط البناء مع الأمم المتحدة عبر تعزيز دور الفريق القُطري والتعاون مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة".
واعتبرت الكتلة الديمقراطية، وهي تحالف سياسي انشق عن قوى الحرية والتغيير التي قادت الحراك الاحتجاجي ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، القرار في صالح السودان، وأشارت إلى أن "البعثة عرقلت الانتقال الديموقراطي في البلاد، بدلا من تسريعه".
وقال القيادي في الكتلة الديموقراطية، التوم هجو، لموقع "الحرة"، إن "بعثة "يونيتامس" لم تقف على مسافة واحدة من كل التشكيلات السياسية، وأظهرت ميلاً بائناً ناحية قوى الحرية والتغيير، كما أنها دعمت الاتفاق الإطاري الذي يعد ضمن أسباب الحرب الحالية في السودان".
وتابع قائلاً: "كان لابد أن تُزال. لم تقدم للسودانيين أي سند، لا في تحقيق السلام، ولا في دعم الانتقال الديمقراطي، وتحولت إلى أداة للتمييز بين المكونات السياسية السودانية"
وتأسست بعثة "يونيتامس" في يونيو 2020، بناء على طلب تقدم به رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى الأمم المتحدة لدعم عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، وذلك بعد شهور من تسميته رئيسا للوزراء.
وتضم البعثة 245 شخصا، بعضهم في السودان، بجانب آخرين في نيروبي وأديس أبابا، وفق ما أكده المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نوفمبر الماضي.
وعقب استيلاء الجيش على السلطة، واعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، سارعت بعثة "يونيتامس" إلى إدانة الخطوة، ووصفت ما جرى بأنه انقلاب على الحكومة المدنية، ما زاد غضب العسكريين على البعثة.
وفي المقابل، نفى القيادي في قوى الحرية والتغيير، ماهر أبو الجوخ، أن تكون البعثة منحازة إلى طرف واحد في العملية السياسية التي أطلقتها لاستعادة المسار الديمقراطي في السودان.
وقال أبو الجوخ لموقع "الحرة"، إن "البعثة جلست مع الكتلة الديمقراطية كجزء من العملية السياسية، على الرغم من تحفظات الحرية والتغيير على ذلك، لأن الكتلة دعمت انقلاب العسكريين على الحكومة المدنية".
ولفت القيادي في الحرية والتغيير إلى أن حمدوك طلب من الأمم المتحدة أن تكون البعثة تحت البند السابع، لكن العسكريين اعترضوا وقتها، ليتم منح البعثة تفويضاً تحت البد السادس، مشيراً إلى أن العسكريين لم يكونوا على وفاق مع البعثة منذ يومها الأول.
وأُثير جدل كبير حول بعثة "يونتامس"، وظل مقرها الرئيسي في الخرطوم يشهد تظاهرات مدعومة من قبل عناصر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، للمطالبة بإنهاء تفويضها، وطرد رئيسها فولكر بيترس.
ويرى المحلل السياسي، أشرف عبد العزيز، أن بعثة "يونيتامس" عملت في ظروف بالغة التعقيد، وفي حالة من الاستقطاب والانقسام الكبير في المشهد السياسي بالسودان.
عبد العزيز قال لموقع "الحرة"، إن "البعثة واجهت رفضاً حتى داخل القوى المدنية الداعمة للتحول الديمقراطي، ما جعلها كمن يمشي في حقل ألغام، وصعّب مهمتها في دعم الانتقال بالسودان".
وتابع قائلا: "أدى انقلاب المكون العسكري على الحكومة المدنية إلى تعطيل عمل البعثة، لكنها تمكنت لاحقا من إطلاق عملية سياسية، أفلحت في توقيع اتفاق إطاري بين العسكريين والقوى المدنية الباحثة عن الديمقراطية، لكن الحرب قطعت الطريق على إكمال الاتفاق".
بين الانتصار والنكسة
مع اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، زادت نبرة الأصوات الناقدة لأداء البعثة، وتعالت الدعوات إلى طردها من السودان، وهو أمر عدّه القيادي في الحرية والتغيير، ماهر أبو الجوخ، متوقعاً لأن "عناصر النظام السابق استعادوا السيطرة على وزارة الخارجية، وأصبحوا يتحكمون في توجيه بوصلة الدبلوماسية السودانية"، حسب تعبيره.
أبو الجوخ أضاف قائلا: إن "اللغة العدائية مع المجتمع الإقليمي والدولي، التي يتحدث بها قادة وزارة الخارجية، والتحركات المكثفة لإنهاء تفويض البعثة، هي محاولة لتغطية فشل الجيش السوداني في حسم معركته العسكرية مع قوات الدعم السريع، ومحاولة للبحث عن نصر زائف".
وخلافاً، لما مضى إليه أبو الجوخ، فإن القيادي في الكتلة الديموقراطية التوم هجو، اعتبر "إنهاء تفويض البعثة انتصارا للسيادة الوطنية السودانية، ولوزارة الخارجية".
ونفى هجو أن "يكون عناصر النظام السابق يسيطرون على مفاصل القرار داخل وزارة الخارجية، أو داخل الحكومة السودانية".
وتابع قائلا: "لو كان عناصر النظام السابق بهذه القوة، لما سقط نظامهم ولما تم الزج بهم في السجون والمعتقلات".
وفي يونيو الماضي، أخطرت الحكومة السودانية، الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة رسمية، أن رئيس بعثة "يونتاميس" فوكلر بيرتس، شخص غير مرغوب فيه.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن فولكر رسمياً تنحيه عن منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس".
وكان السودان قد طالب في السابع عشر من نوفمبر الماضي، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة رسمية، بإنهاء تفويض بعثة "يونيتامس".
وقلل عبد العزيز من "تأثير الطلب السوداني على مسألة صدور قرار إنهاء التفويض"، ولفت إلى أن "البعثة مخصصة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، وهذا الانتقال تعطل فعليا بسبب الحرب الدائرة حاليا، ومن الطبيعي أن يتم إنهاء التفويض".
وأشار عبد العزيز، إلى أن "قرار إنهاء التفويض كان معداً سلفاً، وتسرب الخبر إلى بعثة السودان الدائمة في الأمم المتحدة، وسارعت بإرسال رسالة رسمية تطالب بإنهاء التفويض، حتى يُحسب ذلك كنصر دبلوماسي لها".
مناخ البند السابع
إنهاء تفويض بعثة "بونيتامس"، جاء بعد أيام من قرار الأمين العام للأمم المتحدة، بتعيين الدبلوماسي الجزائري، رمطان لعمامرة، مبعوثا شخصيا له إلى السودان، كما أنه أتى في ظل الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فما دلالة القرار، وما الذي يمكن أن يترتب عليه؟
بالنسبة إلى القيادي في الحرية والتغيير، التوم هجو، فإن "البعثة كانت بداية مؤامرة لسلب السيادة السودانية، وتدويل الشأن السوداني، واستفراد القوى الدولية بالقرار حوله".
هجو أضاف، أن "البعثة كانت مقدمة لجر السودان إلى مربع البند السابع والتدخل الدولي، لكن هذه المؤامرة انتهت، ولا مجال للبند السابع بعد استعادة السيادة الكاملة للسودان".
وفي المقابل، يرى القيادي في الحرية والتغيير، ماهر أبو الجوخ، أن "السودان بات أقرب إلى البند السابع، من ذي قبل، لأن إنهاء التفويض سببه فقدان البعثة لفاعليتها، ولأنها تعمل وفق البند السادس، وهو بند أقل من التطورات الحالية في السودان".
وأضاف أبو الجوخ، "الحالة السودانية أضحت الآن تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وهو ما يجعل البلاد أقرب إلى البند السابع".
ويتفق المحلل السياسي، أشرف عبد العزيز، مع الوجهة التي مضى إليها أبو الجوخ، مشيرا إلى أن إنهاء تفويض البعثة أملته المتغيرات العسكرية والقتالية التي حدثت في المشهد السوداني، لكنه استبعد – في الوقت ذات – اتجاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى خيار البند السابع في التعامل مع الحالة السودانية، منوهاً إلى أن "نجاح مفاوضات جدة ربما يقطع الطريق أمام هذا الخيار".
وتوقع عبد العزيز، أن يتم "توسيع تفويض لعمامرة، عقب تعيينه مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، لأن الحالة السودانية تستدعي ذلك، بخاصة مع توسع دائرة الانتهاكات خلال الحرب الحالية".
وعقب صدور قرار إنهاء تفويض البعثة، قالت وزارة الخارجية السودانية، إن "قيادة السودان تعمل على وقف الحرب ومعالجة آثارها، وإكمال مسار فترة الانتقال، بإحياء عملية سياسية موسعة، بإرادة وطنية خالصة تفضي إلى انتخابات حرة وشفافة".
وتقود السعودية والولايات المتحدة جهودا لإنهاء الحرب في السودان، من خلال جولات تفاوضية بين وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مدينة جدة، حيث اتفق الطرفان المتحاربان على "تسهيل وصول المساعدات الإنسانية"، بحسب بيان مشترك للسعودية والولايات المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في السابع من نوفمبر الماضي.
ووفق البيان، فقد اتفق الطرفان على "إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع"، ضمن مساعي تعزيز إجراءات الثقة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها اختراق منظور في مسار إنهاء الحرب عبر التفاوض.
الحرة - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأمین العام للأمم المتحدة وقوات الدعم السریع وزارة الخارجیة الأمم المتحدة البند السابع فی السودان عبد العزیز إلى أن
إقرأ أيضاً:
سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!
الجميل الفاضل
ما القصة؟
فالناس صرعي من هول الذل!!
اصطفت “البستلات”، و”الجكوك”، وصغيرات الأواني، من كل صنف ولون، تزح زحا، نحو دنان مطاهي، تسمي “التكايا”، ملأ بعضها عدسا، وشيئا من “بليلة” في آخر، هو إدام بلا خبز، لا يكفي وجبة واحدة لأسرة صغيرة، ينتظره المصطفون لساعات طوال، رغم غياب الخبز، الذي ثمنه شاعر المنافي محمود درويش بقوله:
“إنا نحب الورد لكنا نحب الخبز أكثر.
ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر”.
علي أية حال، يظل الناس هنا صرعي، وماهم بصرعي، زائغة عيونهم في ذهول، من هول ذل، يحلق فوق رؤوسهم المطرقات، كأنما حط عليها طير، بفعل حرب قيل لهم: أنها ما شبت إلا لأجل “الكرامة”، كرامتهم.
أنها كرامة، يزعم “البلابسة” الأشرار، أن هذه الحرب ستمنحها للناس بيمينها القوية، “فتكا” و”متكا”، قبل أن يتفاجأ الجميع بأن “الجوع” قادر بصفوف طعامه المهينة، أن يسلبها لهم، بين غمضة عين عن شر الحرب، وإنتباهتها علي صوت جوع، يصدر من غور سحيق، من كل جوف خاوي.
هذا بالطبع في الحضر، حيث “غرف الطوارئ” ذات التكايا، فما بالك بجوع من الدرجة الرابعة أو الخامسة، يبحث لإيجاد مخرج منه، مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، جوع أضطر الناس في معسكرات النزوح بدارفور، لمشاركة الحيوان نوع غذائه، وفي قري وبوادي أخري يأكل الآن أهلها أوراق الشجر.
لتبقي حقيقة واحدة هي: أن من لا يملك قوته، لا يملك كرامته، ولا قراره، وإن إمتلك السلاح.
والي أين سيركض هذا الشبح القادم؟
لجان دولية تقرع ناقوس الخطر!!
تقطع لجنة دولية أن خمسة علي الأقل من مناطق السودان، تقع الآن بالفعل في نطاق المجاعة، التي تقول ذات اللجنة أنها ستتمدد خلال شهر مايو المقبل، لتشمل (17) منطقة أخري، مالم تتخذ تدابير فورية لتقديم الغذاء الكافي، بصورة عاجلة ومستدامة لسكانها.
وكيف تحل بالناس المسغبة؟
يقولون: إستمرار الحرب يوسع رقعة المجاعة!!
يعد إستمرار الحرب لنحو واحد وعشرين شهرا، وإتساع نطاقها المحتمل في ظل تصاعد حالة الإستقطاب الإثني والمناطقي الحاد، وإرتفاع وتيرة خطاب الكراهية العنصري بين المكونات السودانية، التي باتت تعاني تهتكا وتمزقا متناميا يوما بعد يوم، في نسيجها الإجتماعي، وبشكل شبه ممنهج، نتيجة للسياسات التي كرست لواقع الإنقسام، من خلال إجراءات الإستبدال الجزئي للعملة ببعض مناطق البلاد، وحرمان عشرات آلاف الطلاب من حق الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية، الأمر الذي أنتج غبنا لا يخفي، ربما رشح هو الحرب لدخول مناطق لم تدخلها من قبل، كرد فعل يأتي علي كل ذلك، فضلا عن شبهة إستهداف الطيران الحربي، لما يعرف بمناطق حواضن الدعم السريع، إضافة لما ينظر اليه كشكل من أشكال العقاب التعسفي الجماعي، المطبق جزافا بمناطق سيطرة الجيش، علي المشكوك في تعاونهم مع العدو، تحت طائلة ما عرف بقانون “الوجوه الغريبة”.
عليه فإن تقارير المنظمات الدولية تشير الي أن دخول العمليات العسكرية الي مناطق الإنتاج الزراعي قد أدي في ولايتي الجزيرة وسنار، لحرمان المزارعين من حصاد محاصيلهم الغذائية، وبالتالي فإن خروج مناطق أخري من دائرة الإنتاج بدخول العمليات الحربية إليها، سيؤدي لإطلالة شبح المجاعة علي مزيد من السكان، في مناطق أخري بالبلاد، تقدرهم المنظمات بنحو خمس وعشرين مليونا.
لكن “المجاعة”، لما ينكرون وجودها؟
فهناك ما ينبغي أن يحذره “أشقي ثمود” السودان؟!
عرف السودان دائما المجاعات تأتي في زمن الديكتاتوريات والعهود الشمولية، وكعادتها تذهب مثل هذه الأنظمة والدول البوليسية لإحاطة كافة أمورها بالسرية والكتمان، خشية من أعين الصحافة الفضولة، ومن الأنوف الطويلة، لوكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية، بالحروب، والأمراض، والمجاعات، وبكل ما يتصل بحقوق الإنسان، تلك المنظمات التي تمهد بالضرورة لتدخلات ما يسمي بالمجتمع الدولي، الذي هو شر غائب ينتظر في عرف مثل هذه الحكومات، الحريصة علي ستر عوراتها الكثيرة والكبيرة، وعلي الإستفراد بشعوبها المغلوبة علي أمرها بعيدا عن تطفل ورقابة الآخرين.
ويقول التاريخ في السودان: أن مثل هذه الأنظمة، لا تعلن في العادة عن بلادها مناطق كوارث، أو طؤاري، مهما كان سوء الوضع، والأحوال، والمنقلب.
لكن تاريخ هذه البلاد نفسه يقول أيضا: أن كل المجاعات التي حلت بالسودان لم تذهب إلا ومعها في رحلة إيابها، ذات النظام المكابر، الذي رفض الإعتراف بها أول مرة، أو تلكأ علي الأقل في أن يعينه المجتمع الدولي عليها.
إذن فليتعظ ويحذر رئيس الأمر الواقع، الذي إعتبر أن هذه المجاعة “محض افتراء”، ووزير إعلامه الذي وصفها تقليلا من شأنها كقدر كبير، بأنها مجرد “شظف عيش”.
فإن الحكمة الإلهية ظلت تقضي في تاريخ السودان، بمثلما قضت علي إمرأة حميرية، رمي بها جوع هرة، لم تطعمها، ولم تتركها، لتأكل من خشاش الأرض، في النار.
لكن تري الي أي جحيم سيقذف جوع ملايين وشيك، يطارد شبحه بسرعة البرق، أطفالا صغارا، ونساءا ضعافا، وشيوخا أكل عليهم الدهر وشرب، من سمر البشر، “أصل البشرية” الأول، بشقي، إنبعث فيهم كإنبعاث “أشقي ثمود”، إذ كان في هذه المدينة أيضا، في آخر عهد “إخواني” مندثر، تسعة رهط يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، “فنادوا صاحبهم فتعاطى، فعقر”، ليشقي هو أهل هذه الديار بحرب، أجري الله علي لسانه أن أسماها، “حربا عبثية”، رغم أنها فضلا عن عبثيتها تلك، هي حرب من نوع لا يبقي ولا يذر، تبعها جوع كافر، سيحيل من فرط جنوحه لامحالة، حياة كافة السودانيين الي كدر، إذ هو جوع ترافق لحكمة يعلمها الله وحده، بأمراض شتي سرت بينهم كسريان النار في هَشِيمِ مُحْتَظِرِ.
الوسومالجميل الفاضل