ماذا يحدث في الداخل الإسرائيلي؟.. «طوفان الأقصى» يُغرِق شعبية نتنياهو
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
خسرت حكومة رئيس الوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثقة شعبه، ويعاني الداخل الإسرائيلي من انقسام بسبب تعرضهم على مدار 3 سنوات إلى 3 كوارث تهدد من ديمقراطيتهم وأمنهم، وحذر بعض الخبراء وحزب الليكود من احتمالية حدوث حرب أهلية، وإضعاف إسرائيل بسبب خوف حكومة نتنياهو على مصالحهم الشخصية.
نتنياهو وقضية الفساداتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاحتيال وخيانة الثقة وقبول الرشاوي في ثلاث فضائح منفصلة في سبتمبر 2019، والتي تشمل أقطاب إعلامية قوية وشركاء أثرياء، وبدأت المحاكمة في مايو 2020.
وكانت تهم الفساد أيضا في قلب أزمة سياسية مطولة دفعت الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع خمس مرات في أقل من أربع سنوات، كان كل تصويت استفتاء على لياقة نتنياهو للحكم.
وبعد خسارته السلطة في 2021، عاد نتنياهو رئيسا للوزراء في نوفمبر 2022، على الرغم من مشاكله القانونية، ولكن بموجب القانون الإسرائيلي، ليس على رئيس الوزراء الالتزام بالتنحي أثناء المحاكمة، وفق ما أفادت به «أسوشيتد برس».
التعديلات القضائية التي أقرتها حكومة نتنياهوعبَّرت حكومة نتنياهو المتطرفة والتي تعتبر الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل الممتد من 75 عاما، عن رغبتها في إحداث تعديلات على سلطات القضاء، وخاصة المحكمة العليا، في بداية العام الجاري وتحديدا يوم 4 يناير 2023، ما أدى إلى انقسام في الداخل الإسرائيلي، حيث إن هذه التعديلات تقييد صلاحيات المحكمة العليا وهو برنامج حكومي غير مسبوق يسعى لسحق القضاء وإنهاء القيود المفروضة على قرارات السياسيين، نقلا عن «تايمز أوف إسرائيل».
وأجري استطلاع للرأي أظهر أن 66% من الإسرائيليين يرون أن المحكمة يجب أن تبقى متمتعة بسلطة إلغاء أي قانون، إذا كان يتعارض مع القوانين الأساس، وهي البديل للدستور، فـ إسرائيل لا دستور لها حتى الآن، بحسب معهد الديمقراطية في إسرائيل.
احتج المواطنون في الشوارع أسبوعيا، وبأعداد ضخمة حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقديرات بأن أعداد المتظاهرين بلغت أكثر من 600 ألف، بعد أن تأكدت مخاوفهم من انهيار «الديموقراطية» بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بسبب رفضه للتعديلات القضائية، ويخشى كثيرون أن يقلص نتنياهو والحكومة اليمينية المتشددة استقلال القضاء، مع ما يترتب عليه ذلك من عواقب دبلوماسية واقتصادية، وإساءة استخدام السلطة، وخوف المواطنين من أن هذه التعديلات قد تؤثر على نزاهة محاكمة نتنياهو، نقلا عن «تايمز أوف إسرائيل».
حذر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من إمكانية حل الحكومة في حال التراجع عن التعديلات القضائية، خصوصا بعد أن هدد وزير العدل ياريف ليفين بالاستقالة في حال التراجع، ما جعل مسؤولين في حزب الليكود الإسرائيلي يقولون إن وزير العدل متهور ومستعد لحرق البلاد، كما أضافوا «وزير العدل وضع البلاد على شفا حرب أهلية وعليه أن يستقيل»، وفق ما نقلته قناة 12 الإسرائيلية.
الرأي العام في إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبرازداد التوتر في أنحاء إسرائيل بعد هجوم الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر، وفقد نتنياهو شعبيته تماما وتضاعفت عدد المظاهرات التي تناشد بإقالته، والتي وصفت فترة حكمه بالفاشلة وتحمله مسؤولية فشل الأجهزة الاستخباراتية ودم القتلى الإسرائيليين.
وارتدى بعض المشاركين في المظاهرات قمصانا سوداء عليها الكلمة العبرية «شيفا» (سبعة) مطبوعة عليها، في إشارة إلى أحداث 7 أكتوبر، وآخرون ارتدوا قميصا مألوفا آخر تم ارتداؤه خلال الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في صيف 2020، مع كلمة «ليخ» (اذهب) مطبوعة باللون الأبيض على الأسود، نقلا عن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وأجرى شموئيل روزنر بـ«معهد سياسة الشعب اليهودي»، استطلاعا للرأي عمن يلومون على الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، وكانت النتائج أن: 30% يلومون الحكومة الإسرائيلية، و26% يلومون جيش الاحتلال الإسرائيلي، و38% يلومون كلاهما بالتساوي وفق ما أفادت به صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية.
تتهم صحيفة «جيروزاليم بوست» نتنياهو بأنه يحارب من أجل المحافظة على منصبه وحياته السياسية، وليس للحفاظ على أمن إسرائيل والقضاء على حماس، حيث إن نتنياهو قد ألقى باللوم شخصيا على أكتاف رئيس المخابرات العسكرية عندما غرد في أواخر أكتوبر بأنه لم يتلق أبدا تحذيرا من بشأن هجوم وشيك لحماس.
وتتهمه على أن هذه هي خططه لكيفية البقاء على الساحة السياسية عندما تنتهي الحرب و تندلع احتجاجات تطالبه بالاستقالة، إذا بدأ المزيد من الناس يعتقدون الآن أنه بريء وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي فشل في التنبؤ بشأن هجوم حماس وتحذير رئيس الوزراء في وقت مبكر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مظاهرات ضد نتنياهو مظاهرات نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي بنیامین نتنیاهو رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
قبيل هجوم حماس.. تحقيق إسرائيلي في مكالمة "تهز مستقبل نتنياهو"
فتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقا بشأن تلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصالا صباح 7 أكتوبر 2023، يفيد باستعداد مئات المسلحين لشن هجوم عبر الحدود، ثم التلاعب بتسجيل هذه المكالمة لاحقا، حسبما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس.
ووفق الصحيفة، يخضع مساعدو نتنياهو للتحقيق بشأن اتهامات بتسريب وتزوير السجلات والترهيب، في حين ينفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه المزاعم.
ففي صباح اليوم الذي شنت به حركة حماس هجومها على إسرائيل العام الماضي، اتصل جنرال إسرائيلي كبير برئيس الوزراء لإخباره أن مئات المسلحين يبدون على استعداد لشن هجوم انطلاقا من قطاع غزة، حسب "نيويورك تايمز".
وقال مسؤولون مطلعون للصحيفة، إن مساعدي رئيس الوزراء يخضعون للتحقيق بشأن تغيير التفاصيل حول تلك المكالمة في السجل الرسمي لأنشطة نتنياهو في ذلك اليوم.
ويسعى التحقيق لكشف ما إذا كان نتنياهو قد تلقى بالفعل معلومات بشأن هجوم حماس في 7 أكتوبر قبل قوعه، الأمر الذي قد يكون حاسما في مستقبله السياسي.
ووجهت لمساعدي نتنياهو تهما عدة، منها تسريب وثائق عسكرية سرية، وتغيير النصوص الرسمية لمحادثات رئيس الوزراء، وترهيب الأشخاص الذين كان بإمكانهم الوصول إلى تلك السجلات.
وتزيد القضية الانطباع بأن نتنياهو وفريقه استخدموا وسائل غير مشروعة لتحسين صورة رئيس الوزراء، على حساب الحقيقة أو الأمن القومي أو كليهما، في حين ينفي نتنياهو ومكتبه الاتهامات.
وبحسب التحقيق، فإن جنرالا يدعى جيل أخبر رئيس الوزراء صباح يوم 7 أكتوبر أن مئات من أفراد حركة حماس يتصرفون بطريقة توحي بأنهم على وشك شن هجوم على إسرائيل، وهي مكالمة قيل إنها تغيرت في النصوص الرسمية، وفقا لما أفاد به مسؤولون مطلعون لـ"نيويورك تايمز".
قضية الترهيب
وبحسب المسؤولين، فإن قضية تزوير السجلات لها شق آخر، وهو أن أحد مساعدي نتنياهو "أرهب" ضابطا في الجيش كان يتحكم في الوصول إلى سجلات الهاتف.
وجاء ترهيب الضابط بعد تصويره من كاميرا أمنية مثبتة في مقر رئيس الوزراء، وهو يرتكب فعلا قد يسبب له إحراجا شخصيا.
وبعدها اقترب أحد كبار مساعدي نتنياهو من هذا الضابط وأخبره أنه حصل على الفيديو المحرج، وهذا الشخص هو نفسه المتهم بإصدار أمر بالتلاعب بسجلات محادثات نتنياهو، مما يشير إلى أنه قد تعرض لنوع من الترهيب والابتزاز، وهو بالفعل نفس ما قاله الضابط لقادته.
تسريب وثائق حساسة
تهمة أخرى موجهة لمساعدي نتنياهو وهي تقديم وثيقة حساسة سرا إلى مؤسسة إخبارية أجنبية، وهي عبارة عن مذكرة يفترض أن من كتبها ضابط من حماس وحصل عليها الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، وتم تسريبها إلى صحيفة "بيلد" الألمانية.
وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة أظهرت أن حماس سعت إلى التلاعب بأسر الرهائن لإقناع نتنياهو بالتنازل في محادثات الهدنة والموافقة على شروط أقل ملاءمة لإسرائيل.
واستشهد نتنياهو بتقرير صحيفة "بيلد"، ليزعم أن حماس سعت إلى "بث الفتنة بيننا، واستخدام الحرب النفسية ضد عائلات الرهائن".
وقال المسؤولون إن المحققين يفحصون ما إذا كان نتنياهو يستشهد بوثيقة سربها مساعدوه، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن نتنياهو نفسه يخضع للتحقيق أو أنه تم استجوابه.
وألقي القبض على أحد مساعدي رئيس الوزراء، وهو إيلي فيلدشتاين، و4 من الضباط بتهمة المساعدة في حصول الصحيفة على الوثيقة.
كما نشرت صحيفة "كرونيكل" اليهودية ومقرها لندن في بداية شهر سبتمبر الماضي، تقريرا يعزز نفس الرواية، لكن المسؤولين يعتقدون أن هذه المعلومات مفبركة بالكاملة.
وتعزز هذه الادعاءات الانطباع بأن نتنياهو استخدم وسائل غير مشروعة لصرف الانتباه عن إخفاقاته، وأن مساعديه أعطوا الأولوية لبقائه السياسي على حساب مصالح إسرائيل.
كما تشير المعلومات والتحقيقات الجارية إلى أن رئيس الوزراء رفض الاستقالة، رغم محاكمته بتهمة الرشوة والاحتيال، مما يجعله يهتم بمصيره أكثر من استقرار البلاد، بحسب "نيويورك تايمز".