صاندي تايمز ترسم خريطة للفصائل المسلحة التي تقاتل في غزة وقدراتها
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "صاندي تايمز" تقريرا للباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات سلط فيه الضوء على الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تقاتل في غزة.
وبحسب لوفات ستكون المعركة في غزة طويلة ودموية في ظل ترسخ الحركة في داخل القطاع والدعم الذي تحظى به من جماعات أخرى ومسلحة جيدا، وكانت إلى جانبها في أثناء الهجوم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي الوقت الذي ساوت فيه "إسرائيل" حماس بتنظيم الدولة من أجل تعبئة الغرب والحصول على دعم، فالحركتان مختلفتان، حيث تتبنى حماس شكلا من الإسلامية المتجذرة في القومية الفلسطينية. ونشأت من داخل جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات من القرن الماضي، ونمت جذورها داخل المجتمع الغزي وعلى مدى عدة عقود، وقامت على الكفاح المستمر من أجل الحقوق الفلسطينية وقدرتها على توفير الخدمات المحلية والإدارة، والتي أدت إلى إنشاء خدمة مدنية توفر المساعدات لأكثر من 40.000 غزي. ومع تصاعد الدعم الفلسطيني للمقاومة المسلحة ضد "إسرائيل" وعلى مدى العامين الماضيين، فقد ساعدها ذلك على تعزيز موقفها المحلي.
وقبل هجمات 7 تشرين الثاني/ أكتوبر، أظهرت نتائج دراسة مسحية أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن دعم حماس يصل إلى 34% بشكل متساو مع حركة فتح التي تدير الضفة الغربية، ولكن الشعبية زادت، وفي الضفة الغربية تحديدا، حيث برز علمها الأخضر بشكل واضح. ويتناقض هذا الدعم الواضح للحركة مع النظرة والمفاهيم عن السلطة الوطنية التي تتهم ببيع القضية الفلسطينية.
وزادت قوة حماس، وهذا نابع من زواج المصلحة مع إيران التي قدمت لها السلاح والمال لقتال "إسرائيل". وتقدر الأخيرة عدد مقاتلي الجناح العسكري "كتائب عز الدين القسام" بحوالي 25.000 مقاتل، وبحسب "إسرائيل" فقد قضي على 5.000 مقاتل مع أن معظم قادتها البارزين لم يصابوا.
وتأتي حركة الجهاد الإسلامي في المرتبة الثانية من ناحية القوة، فمنذ ظهورها أول مرة عام 1981 بمدينة رفح، فقد كرست المجموعة نفسها لقتال "إسرائيل" وبنت قدراتها العسكرية الخاصة بها، بما في ذلك ترسانة من الصواريخ الموجهة ضد الأهداف الإسرائيلية، وهي نفسها خرجت من داخل حركة الإخوان المسلمين وشبكاتها في فلسطين، ولكنها أكثر تشددا من حماس، وتأثرت بشكل كبير بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وأصبحت الحركة أكثر قربا من إيران في ظل قيادة زياد النخالة، الذي يعتقد أنه يعيش تحت حماية حزب الله في لبنان. وخلال العامين الماضيين، وسع التنظيم نفسه داخل الضفة الغربية، تحديدا في مخيم جنين.
لكن الحركات المسلحة في غزة ليست كلها إسلامية، فلدى كتائب شهداء الأقصى حضور بارز، وهم الذراع العسكري لحركة فتح، أكبر حزب سياسي في منظمة التحرير الفلسطينية. وظهرت الكتائب كشبكة غير مركزية أثناء الانتفاضة الثانية ما بين 2000- 2005. ورغم الخلافات السياسية إلا أن الكتائب تقاتل إلى جانب حماس والجهاد في غزة والضفة الغربية.
وظلت علاقة كتائب شهداء الأقصى مع قيادة فتح والسلطة الوطنية غامضة نوعا ما. وربما انتفعت من علاقاتها مع مسؤولين بارزين في فتح، إلا أنها ليست تحت قيادة زعيم فتح، محمود عباس، رئيس السلطة الذي لا يزال متمسكا بخيار المفاوضات مع "إسرائيل".
وظهرت جماعة ذات ميول إسلامية داخل حركة فتح وهي "لجان المقاومة الشعبية"، وربما كانت ثالث القوى المسلحة داخل غزة ولديها تحالف قوي مع حماس والجهاد الإسلامي. ومع أنها تؤمن بالقتال ضد "إسرائيل" ويعتقد أنها تحصل على دعم إيران، إلا أنها تتبنى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية. وهناك جماعات يسارية من منظمة التحرير تقاتل في غزة، وتضم هذه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكلاهما حركتان ذات توجه ماركسي أنشئتا في الستينات من القرن الماضي، واشتهرت الجبهة الشعبية في الفترة ما بين 1968 -1972 من خلال عمليات اختطاف الطائرات. وفي 2001 اغتالت الوزير الإسرائيلي رحفام زئيفي.
وتعمل الجبهة الشعبية في غزة من خلال جناحها العسكري "كتائب أبو علي مصطفى". أما الجبهة الديمقراطية فلديها سجل في قتال "إسرائيل" إلى جانب حماس، مع أنها أول حركة فلسطينية تتبنى حل الدولتين في السبعينات من القرن الماضي.
ويجب التمييز بين هذه الحركات الوطنية الفلسطينية والحركات الجهادية السلفية التي تريد على غرار تنظيم الدولة إنشاء خلافة إسلامية في الشرق الأوسط. وهناك جماعات سلفية صغيرة في غزة وأنشأ بعضها أعضاء سابقون في حركة حماس شعروا بخيبة من الطريقة التي لطفت فيها حماس مواقفها من "إسرائيل".
إلى جانب هذه الفصائل، هناك حركات مسلحة أنشأتها قبائل، قاتل أبناء لها مع القاعدة ضد القوات الأمريكية في العراق، وتدعو إلى إنشاء إمارة إسلامية في غزة. ووقعت تحت تأثير فرع تنظيم الدولة بيت المقدس، وهو جزء من ولاية الدولة الإسلامية في سيناء، مصر. وليس لدى هذه الجماعات إلا سجل صغير في مهاجمة "إسرائيل"، بما في ذلك عملية ضد نقطة حدود إسرائيلية في 2009. لكنها تهاجم أكثر حماس المتهمة بعدم تطبيق الشريعة.
ونظرا لهيمنة حماس وقوتها، فقد عملت على احتواء هذه الحركات ومنع خطرها، وكذا مراقبة عدة اتفاقيات وقف إطلاق النار خلال العقد الماضي ومنع بقية الفصائل من خرقها. وباتت تنظر إلى هذا كمصيدة، حاول دفع الحركة للتعاون مع "إسرائيل" وبالإنابة عنها، ومن جهة أخرى، أظهرت قدرة على أنها قادرة على التفاوض والالتزام بالاتفاقيات مع "إسرائيل" وفرض الشروط على الجماعات الأخرى. وكانت هذه الدينامية واضحة في عملية وقف إطلاق النار المؤقتة.
ويرى الكاتب أن إخراج حماس من المعادلة، كما ترغب "إسرائيل"، ربما كان ردة فعل على هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن النتيجة ستدخل غزة في فوضى مستمرة، وفي ضوء عدم توفر أي خطة قابلة للحياة لما بعد الحرب والدور الذي لعبته حماس في الحكم والأمن داخل القطاع. وبدون حماس التي ستقنع المسلحين وقيادتهم نحو اتفاقية وقف إطلاق النار، فستجد "إسرائيل" نفسها موحلة في حرب طويلة بدون استراتيجية خروج واضحة. وسيعقد تمرد متشرذم الجهود الدولية لبدء مسار سياسي وتحقيق استقرار في القطاع وعودة للسلطة الوطنية. وكما حدث مع نظام البعث لصدام حسين في العراق، قامت جماعات أخرى ومتشددة أكثر باستغلال الفراغ الأمني لتقوية مواقعها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة حماس الجهاد المقاومة حماس غزة المقاومة الجهاد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة إسلامیة فی فی غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
أظهر تحقيق عسكري إسرائيلي ، نشر مساء الاثنين 3 مارس 2025 ، فشل الجيش الإسرائيلي في أداء مهامه الدفاعية خلال الهجوم الذي شنته كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس ، على موقع ناحل عوز العسكري في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أدى إلى مقتل 53 جنديًا وجندية، وأسر سبع مجندات وثلاثة جنود من الموقع خلال العملية.
ووفقًا للتحقيق، فإن سلسلة من الإخفاقات القيادية والتجاهل للإنذارات العسكرية من قبل قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة التابعة لها، أدت إلى سقوط الموقع العسكري، رغم أنه كان قادرًا على التعامل مع الهجوم؛ وأظهر التحقيق أن القسام خطت للهجوم بدقة.
وشدد قائد التحقيق، الجنرال بالاحتياط عيدو كاس، أن ما حدث في "ناحل عوز" يُعد "واحدًا من أكبر الإخفاقات في 7 أكتوبر"، واصفًا ما حدث بأنه "فشل منهجي خطير".
وأضاف "الموقع العسكري واجه الموجة الأولى من الهجوم بعدد من المخربين (في إشارة إلى عناصر المقاومة الفلسطينية التي شاركت في الهجوم)، وكان يجب أن يتمكن من التصدي لهم، لكن سلسلة من الأخطاء والانهيارات الميدانية أدت إلى سقوطه في يد حماس".
تسلسل زمني لسقوط موقع "ناحل عوز"06:29 – إطلاق وابل من الصواريخ على الموقع، ما دفع الجنود إلى الاحتماء في الملاجئ.
06:31 – قائد سرية في لواء "غولاني"، شيلا هار-إفين، الذي كان جنوب الموقع، يبلغ عن "حدث معقد"، ويتزامن ذلك مع انفجار عند السياج الحدودي بين غزة والموقع.
06:35 – هار-إفين يستقل مدرعة ويتوجه نحو نقطة الاختراق في السياج.
06:41 – المجندات في مركز المراقبة بالموقع يبلغن عن اختراق السياج الحدودي واقتراب عشرات المسلحين من الحدود.
06:42 – عدد من مقاتلي لواء "غولاني"، الذين كانوا خارج الموقع بأسلحة خفيفة فقط، يتحركون باتجاه نقطة الاختراق.
06:48 – مقاتلو القسام يطلقون قذيفة RPG على الجانب الغربي من الموقع، بالتزامن مع بدء 65 مقاتلًا الهجوم المسلح. 90 من الجنود في القاعدة هم مقاتلون مسلحون، ومعظمهم بقوا في الملاجئ.
07:00 – إخلاء مركز المراقبة بالموقع، مما أدى إلى فقدان السيطرة وانقطاع الاتصال بالقوات الميدانية.
07:30 – عناصل المقاومة يكملون تطويق الموقع وتدمير دفاعاته، فيما يتم قتل ثلاثة جنود من "غولاني" عند بوابة الموقع.
07:36 – عناصر المقاومة يقتحمون بوابة الموقع الرئيسية ويسيطرون عليه بالكامل.
07:40 – مواجهة مباشرة بين عناصر المقاومة وخمسة من الجنود المسؤولين عن تشغيل منطاد المراقبة، ما أدى إلى مقتلهم جميعًا.
07:43 – طائرة بدون طيار إسرائيلية تستهدف ملعب كرة القدم داخل الموقع العسكري.
07:46 – إصابة قائد السرية في "غولاني"، هار-إفين، بينما يسيطر عناصر المقاومة على إحدى غرف الملجأ التي كانت تضم عشرات المجندات.
08:00 – بعض المجندات ينجحن في الفرار إلى المهاجع، فيما تتقدم ضابطة مع أربع جنديات لمحاولة صد عناصر المقاومة عند مدخل الملجأ.
08:20 – عناصر المقاومة يسيطرون بالكامل على الموقع.
08:26 – محاولة فاشلة من قبل القوات الإسرائيلية لاستعادة الموقع، تنتهي بإصابة معظم القوة المهاجمة.
08:45 – انضمام 50 عنصرا إضافيًا من فصائل المقاومة إلى الهجوم على الموقع.
08:53 – استهداف دبابة إسرائيلية بصاروخين مضادين للدروع، ما أدى إلى مقتل طاقمها.
09:02 – تدمير دبابة أخرى كانت تحاول التقدم باتجاه الموقع.
09:45 – وصول نحو 100 عنصر إضافي من فصائل المقاومة لتعزيز السيطرة على الموقع، مع تنفيذ عمليات قتل وأسر جديدة وإشعال النيران في المباني.
10:00 – أسر ثلاثة جنود من قوات المدرعات من دبابة خارج الموقع.
10:28 – أسر سبع مجندات من داخل الملاجئ.
11:58 – اندلاع حريق في غرفة القيادة داخل الموقع.
13:35 – وصول أولى قوات الإنقاذ الإسرائيلية إلى الموقع.
17:00 – الانتهاء من "تطهير" الموقع من المسلحين.
وبحسب التحقيق، فإن 162 جنديًا إسرائيليًا كانوا داخل الموقع، من بينهم 90 جنديًا مسلحًا، لكنهم لم يكونوا في حالة تأهب رغم ورود إنذارات مسبقة باحتمال حدوث هجوم. ورغم أن الموقع يقع على بُعد 850 مترًا فقط من قطاع غزة، إلا أن القادة لم ينشروا قوات مراقبة على الجهة الغربية المواجهة لغزة، واقتصرت الحراسة عند المدخل على جندي واحد فقط.
وأظهر التحقيق أنه لم يتم تفعيل إجراءات الطوارئ العسكرية عند شروق الشمس، وهي قاعدة متبعة في المواقع العسكرية، كما أن العديد من الجنود كانوا في إجازة بسبب عيد "سيمحات توراه"، مما ترك الموقع في حالة ضعف شديدة.
وخلال العمليات العسكرية اللاحقة، عثر جيش الاحتلال على مواد استخباراتية توضح مدى التخطيط الدقيق للهجوم من قبل حماس، ضمن خطة أطلقت عليها اسم "جدار أريحا". وفقًا لهذه المعلومات، اعتبرت حماس موقع "ناحل عوز" هدفًا محوريًا في نجاح عملية الاقتحام.
وبحسب التحقيق، "تم بناء نموذج محاكاة مطابق لموقع ‘ناحل عوز‘ داخل غزة، وتدرب مقاتلو "النخبة" عليه بانتظام. كما استخدمت حماس طائرات مسيرة، ووسائل مراقبة إلكترونية، وحتى منصات التواصل الاجتماعي لجمع معلومات حول أماكن تمركز الجنود، ومسارات تحركهم، ومخابئ الأسلحة.
وخلص التحقيق إلى أن القيادة العسكرية لم تدرك خطورة الموقف في الوقت المناسب، حيث ركزت اهتمامها على الأحداث في المستوطنات، ولم تقدم دعمًا كافيًا للدفاع عن الموقع. كما لم يتمكن سلاح الجو من تقديم غطاء جوي فعال، واستخدم الطائرات المسيرة لقصف ملعب كرة القدم داخل الموقع، دون أن يكون لذلك تأثير يذكر على سير المعركة.
وأظهر التحقيق أن الذخائر والأسلحة في الموقع كانت داخل المخازن المغلقة، ولم يكن بحوزة الجنود سوى رشاشات من نوع "نيغيف" والأسلحة الشخصية. كما لم يكن بمقدور الجنود رؤية ما يجري خارج الجدران العالية للموقع، ما جعلهم معزولين تمامًا عن مجريات الهجوم.
وشدد التحقيق على أن معركة "ناحل عوز" كانت إحدى أكبر الإخفاقات العسكرية التي واجهها جيش الاحتلال خلال الهجوم، معتبرًا أنها "تمثل فشلًا كارثيًا يتطلب مواجهة الحقيقة بشجاعة ومسؤولية". كما أشار إلى أن التعامل مع العائلات الثكلى بعد الحدث تم "بانعدام حساسية تام"، مما زاد من معاناة أهالي الضحايا.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كاتس : لن نسمح لحركة حماس بالبقاء في السلطة سموتريتش يهدد بقطع الكهرباء والماء عن غزة بن غفير : علينا تجويع حماس وأنصارهم قبل استئناف القتال الأكثر قراءة غارة جوية إسرائيلية تستهدف رفح وزيرة إسرائيلية: تحقيق النصر الاستراتيجي أهم من إعادة الأسرى حماس تعقب بعد تصريحات موسى أبو مرزوق لصحيفة نيويورك تايمز وفاة الأسير مصعب هنية من غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025