أنساغ: الشفاعة فعل آخر من ضرورات القسوة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
(1)
يتمخَّضُ في سؤاله.
(2)
كل الصُّخور تتوكَّأ.
(3)
يمتهنون الفزَّاعة.
(4)
تمحقهم صفَّارتهم.
(5)
تَرْتَعُ الخِرقة فيهم.
(6)
الفِطْرُ على الرُّفوف.
(7)
الموت إشارة.
(8)
العين معيار الهشاشة.
(9)
الأماني اختناق (فلنجرِّب، في المرة القادمة، ألا نشنق الماضي).
(10)
كلُّ أغنية وداع.
(11)
المطار اعتباط (مثل بقيَّة السَّماء والأرض).
(12)
لسنا في اضطرار إلى غير هذا.
(13)
تُكَلِّفُني الينابيع، وتَكْفُلُني المياه.
(14)
أسقي الضَّباب حين تخدعني الغيمة.
(15)
في كل هذا الجرح كلمة، كلمتان، ثلاث، حتى تُنْقِذَهُ القيامة.
(16)
يبتسمون، وضريحي الثَّغر.
(17)
أمدُّ يدي قليلا نحو البحر ليفيض كل ذلك الذي نسيتِه عليَّ.
(18)
الذَّاكرة جريمة القماط، والنَّهر لا يجري صوبك.
(19)
لا نموت (إلا في التَّاريخ وبهجة الفيزياء).
(20)
يستميت دفاعا عن حصن لا يراه أحد سواه.
(21)
مَجْدُه الانقطاعات (لا ينقطع).
(22)
اخلَع قميصكَ المُضْغَة (القطار معطوبُ الصَّافرة قادم).
(23)
أيها الإغريق الكلاسيكيون: الفلسطينيُّون ملحمتكم حين تُراوحون.
(24)
لا أحد هنا، فلا تتحرك حنينا أو شِبْرا (كلُّهم هناك).
(25)
يا واهب النُّعوت والألوان: لا تَصِفْها، ليس لي شكل.
(26)
تُعَشِّش العصافير في النَّدم.
(27)
لا داعي للفضيحة (الحمائم تَقْتُل بما فيه الكفاية).
(28)
أتوسلكِ في القُبَلة التي لا تَحدُث.
(29)
كُلُّ واجبٍ مُعْضِلَة. كُلُّ مُعْضِلَةٍ انتزاع.
(30)
ليس أمامنا ما نترُك (المحطَّات قِرْبَةٌ مثقوبةٌ قريبة).
(31)
يقطنون في الصُّكوك، يتنزَّهون في النُّصوص (ورحمة الله واسعة).
(32)
يأتي الموت أبابيل من أكتافهم.
(33)
الفقراء، أحيانا. الفقر، دوما.
(34)
يشدُّون أزري بالجثث في غيلة الشُّموس القادمة، وفي الهِلال الصَّغير الذي تدحرج من كفِّكِ.
(35)
إنَّما نتذاكر في القوس قبل أن يدهسنا بقيَّة الرُّماة.
(36)
يتردَّدون في الهاوية: لا يعذرهم الماء، ولا تطير بهم الخيمة.
(37)
ينطوي الشُّعور القوي بالحُب دوما على شيء من سوء الفهم.
(38)
لا يطالني الموعد في الرَّذاذ.
(39)
الموت احتياطٌ (آخر).
(40)
قشرةُ برتقالةٍ يابسة على نجم سهيل، على حنجرة طلال مدَّاح («زمان الصَّمت يَ عمر الحزن والشَّكوه/ يَ خطوه ما غدت تقوى على الخطوه/ على هم السِّنين...»).
(41)
في هذه التُّفاحة رائحة المتاحف والحتوف.
(42)
النَّدم صلاة (الاستغفار والتَّوبة شيءٌ آخر ليس في سجَّادة محرابك ولا وارد دموعك).
(43)
كم غَدَرَ الأعداء بأسلافنا في استغنائهم عنَّا.
(44)
لا أستطيعكِ في الجَزْر، ولا أغفر لكِ في بقايا المحَّارة.
(45)
لم يُنْصِفهم الهلاك في عبادة المَلِك وجلابيب الحاشية.
(46)
كم هو بعيد في طَلَب المأتم (الحزن شهداء).
(47)
كأنَّهم في صِفَاتهم. كأن صفاتهم حدَّادٌ موهوب.
(48)
يكاد هذا الإثم ألا يكون من خطايا السَّنابك.
(49)
يروزونني في القماش، ويزورونني في القماش (أيضا).
(50)
ما أكثر أقلامهم في الأقاليم الضَّامرة، وما أقلَّهم في الُّلغة.
(51)
تهوي الطَّائرات في دمعةٍ بيضاء.
(52)
لا يُسْعِفُهم الحريق، لا يخاتلهم الضوء.
(53)
لا أفترض حُسن النِّيَّة (حتى حين لا أفترض غير ذلك).
(54)
الفضيحة لا تُرَقَّع بالوقوف (الوقوف لا يُداري، ولا يُدارَى).
(55)
أنا معكِ حتَّى في هذا (لم أكن أمامكِ ولا خلفكِ أبدا).
(56)
ليس الأمر أن نحيا، وليس الأمر أن نموت (أن ندرك الفرق، فقط).
(57)
يصيبني الواثقون من أنفسهم بالمحطَّات.
(58)
وفيٌّ لذاكرتي (والمستقبل من ارتكابات الآخرين).
(59)
لا تنسَ (العالم يتفرَّج على النِّسيان).
(60)
لم يبقَ في دمائنا، ولا ماء وجوهنا، شيء من الغُزاة.
(61)
يوجد معنى كلمة «وطن» خارج التُّخوم دوما.
(62)
انتبه كثيرا واشحذ سلاحك جيِّدا: لقد انتهت الحرب.
(63)
ندفن الشُّهداء في السَّاقية، ويصمتون في الخرير.
(64)
ينطق عن الهوى، ويُنطِقهُ النِّسيان.
(65)
عوجاء هي رِحابهم، وضلوعهم أنصال.
(66)
الحبُّ غيلة، والأحشاء زرقاء.
(67)
يرفعون المناجل، ولا يفتقِدون الفقيد.
(68)
يتكلَّمون من الزُّجاج.
(69)
يموت الوطن مثل بقيَّة الغرباء.
(70)
تلبث القيامة في الحصاة، ويكمن الملائكة في الحصاة.
(71)
يتشاغلون بك في النهار، ثم يحترفونك في الليل.
(72)
يُسْعِدُهم الوبال في أقاويل المُعَزِّين وشائعات الُّلحود.
(73)
لا يزالون في انتظار الصّعداء من هواء منتهي الصَّلاحيَّة.
(74)
لا تمد رجلك على قدر لحافك، بل اجعل السماء تتمدد تحت خطواتك.
(75)
ستحدث الوفاة في الارتباك (الموت لا يرتبك).
(76)
ينقص الوحشة شيء واحد فقط: صدى خطوات بعيدة.
(77)
ثقيلٌ هذا اليوم مثل فراشة تموت منذ نصف يوم.
(78)
مغادرة الحب في منتصف الطريق لا تعني شيئا للنِّصف الآخر.
(79)
يتساقط الأب في ذاكرته (لكن ليس كما تفعل الأوراق، وليس مثل وصول الأخاديد إلى المعركة).
(80)
المنايا تَصطفي، والحتوف تُكرَم.
(81)
هذا الموت لا يكفي (وليس مقنِعا ما يحدث بعد ذلك).
(82)
أفنيتُهم في وجودي. أمَّا «في التَّعامل مع نفسي فلا قدرة لي» (كافكا، من رسالة إلى فِليس).
(83)
كلُّنا سيمضي إلى هناك (بعضنا سيبقى هناك).
(84)
الُّلقطاء سعداء.
(85)
لا نريدك في الحياة. لا نطمح إليك في الموت. نفتقدك عند أعلى السَّحابات.
(86)
يأتون من الصَّمت، ولا يحسنون النَّظرات.
(87)
الموت ليس مَحَفَّة، ليس عربة تجرُّها خيولٌ فرعونيَّة، ليس ثوبا، ليس حمامة على نافذة أو موقد ذكريات.
الموت من ضرورات الجزالة.
(88)
لا تهذي حين تتوسَّط السَّماء المقلاة.
(89)
تلك الغيمة جلبت هذا الشّيطان.
(90)
أعذبُ الشِّعر ليس أكذَبهُ، وليس أصدَقه؛ بل أكثره سذاجة، و»المطر دموعٌ قديمة» (وليد الشّعيلي)، كما إني «أحب دوما أن أمشي تحت المطر كي لا يراني أحد وأنا أبكي» (تشارلي تشابلن).
(91)
حتى الحُب لا يشفع. الشَّفاعة فعلٌ آخر من ضرورات القسوة.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
منظمة أممية : غزة أصبحت مقبرة للأطفال وكل طرقها تؤدي إلى الموت!
الثورة نت/وكالات
أكدت منظمة أممية، أمس، أن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية لسكانه، وكل الطرق في تلك المنطقة تؤدي إلى الموت، من جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت مسؤولة الاتصالات الرئيسية لمنظمة “اليونيسيف” في غزة روزاليا بولين، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يشكل تذكيراً صارخاً بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناة الأهالي هناك، مشددة على أن “جيلاً كاملاً من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم”.
وقالت في حديثها من العاصمة الأردنية إلى الصحفيين في جنيف: “إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف. لأكثر من 14 شهراً، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، إذ أبلغ عن استشهاد أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم”.
ووصفت بولين لقاءها بصبي يبلغ من العمر خمس سنوات يدعى سعد، والذي أصيب بجروح غيرت حياته في قصف منزله حيث فقد بصره: “قال لي ‘لقد سبقتني عيناي إلى الجنة”.
ووفق بولين: “وبينما كنا نتحدث أنا والطفل الكفيف، حلقت طائرة فوقنا، وفي اللحظة التي سمع فيها الطائرة، تجمد وصرخ وأمسك بأمه. إن رؤية هذا الصبي في حالة الهلع العميق هذه كان لا يطاق بصراحة”.
وأضاف: ” أن القصص التي سمعتها في غزة “ستعذبها إلى الأبد”” كما أخبرت الصحفيين عن طفل آخر يدعى سعد، كانت قد التقت به في الصيف حين كان يبلغ من العمر سبعة أشهر ويزن 2.7 كيلوغرام فقط. توفي الطفل مؤخرا بسبب سوء التغذية، وهو ما كان بالنسبة لأمه “معجزة” بعد أن حاولت الإنجاب لسنوات عديدة.
وأضافت بولين: “لقد ولد في الحرب وترك هذا العالم دون أن تُمنح له فرصة العيش في سلام. لا أستطيع حتى أن أتخيل مدى معاناة والديه. المعاناة ليست جسدية فحسب، إنها نفسية أيضا”.
ومع حلول فصل الشتاء على غزة، قالت بولين: إن الأطفال “يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام”، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف. وأضافت أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وقالت: “هناك أشياء فورية يمكننا جميعا القيام بها اليوم لجعل الحياة أكثر احتمالا لهؤلاء الأطفال. يمكننا استخدام أصواتنا ورأس مالنا السياسي ونفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه إجلاء الأطفال المصابين بجروح خطيرة وآبائهم لمغادرة غزة والبحث عن رعاية طبية منقذة للحياة في القدس الشرقية أو في أي مكان آخر”.
وأكدت أن كل يوم يمر دون عمل “يسرق يوما آخر من أطفال غزة”، مضيفة “كل تأخير يكلف مزيدا من الأرواح. يجب أن تطارد هذه الحرب كل واحد منا. لا يستطيع أطفال غزة الانتظار”.