البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء وبولس الرسول" بالحضرة بالإسكندرية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
دشن قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم السبت، كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول بمنطقة الحضرة الجديدة بالإسكندرية.
شارك في الصلوات الآباء الأساقفة المشرفون على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، أصحاب النيافة الأنبا باڤلي (قطاع المنتزه) والأنبا إيلاريون (قطاع غرب) والأنبا هرمينا (قطاع شرق) والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وبعض من كهنة كنائس الإسكندرية وشعب المنطقة.
وأزاح قداسته الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكنيسة، وباركها برشمها بالرشومات الثلاثة على اسم الثالوث.
توجه بعدها موكب قداسة البابا إلى داخل الكنيسة يتقدمه خورس الشمامسة وهم يرتلون لحن استقبال الأب البطريرك وسط زغاريد وكلمات ترحيب من شعب الكنيسة بأبيهم.
وصلى قداسته والآباء الأساقفة المشاركين في الصلوات، صلاة البخور الثالث للتدشين، حيث تم تدشين المذبح الرئيس بالكنيسة على اسم القديسة العذراء مريم والقديس بولس الرسول، والمذبح البحري على اسم الشهيد مار مينا العجائبي، والقديس البابا كيرلس السادس، والمذبح القبلي على اسم القديسين القمص بيشوي كامل والراهب يسطس الأنطوني.
وبذلك يكون المذبح الذي دشن على اسم القديس القمص بيشوي كامل، هو أول مذبح يدشن على اسمه بيد قداسة البابا منذ اعتراف المجمع المقدس بقداسة "القمص بيشوي كامل" في جلسته المنعقدة في يونيو من العام الماضي.
ودُشِنَت كذلك أيقونة البانطوكراطو في شرقية الهيكل، والأيقونات الموجودة في حامل الأيقونات وفي أنحاء الكنيسة.
وقدم قداسته الشكر في كلمته عقب التدشين، للآباء الأساقفة المشاركين في التدشين، وللقمص أبرآم بشوندي الذي كان له تعب في تأسيس الكنيسة المدشنة،
كما شكر كهنة الكنيسة ومجلسها والشمامسة والأراخنة، والشعب، مشيدًا بتصميم مبنى الكنيسة.
وفي عظة القداس تحدث قداسة البابا بمناسبة بدء الصوم الميلادي عن "كيف نستعد لميلاد السيد المسيح؟!" وحدد قداسته ثلاثة وسائل مساعدة تقدمها لنا الكنيسة بها نستعد لاستقبال المسيح المولود، وهي:
١- فترة الصوم: والصوم يساعد على:
- التوبة: وهي غسل النفس والأفكار والأفعال.
- إصلاح الأذن لتسمع وصايا الله:
لذا فإن الكنيسة خلال قراءات قداسات آحاد شهر هاتور تكرر على مسامعنا الآية "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" (مت ١١: ١٥).
أما في آحاد شهر كيهك فتقدم لنا السيدة العذراء نموذجًا للنفس التي تجيد سمع وصايا الله، "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو ١: ٣٨).
٢- القراءات الكتابية (آحاد كيهك): والتي تتحدث عن أربعة موضوعات وردت في إنجيل لوقا الأصحاح الأول:
- البشارة بميلاد يوحنا المعمدان: وهنا زكريا وأليصابات تأتيهما بشارة بعد طول انتظار.
- بشارة العذراء: صبية عابدة ومكرسة تأتيها ينظر إليها الله ويعطيها البشارة.
- أليصابات تلتقي مع العذراء: وكأنه لقاء بين العهد القديم والعهد الجديد وهي بمثابة عملية تسليم وتسلم من القديم للجديد.
- ميلاد يوحنا المعمدان: هنا تحقيق الوعد والاستجابة.
٣- التسبيح: نظل طوال شهر كيهك نسبح للسيدة العذراء، وجيد أن نتعلم من فضائلها ونتعلم منها تسبيح اسم الله ونقول معها "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو ١: ٤٦ - ٤٧).
وأعطى قداسة البابا تدريب يتناسب مع فترة "صوم الميلاد" وهو قراءة يومية في سفر الخروج الذي تتوافق عدد أصحاحاته (٤٠ أصحاح) مع عدد أيام الصوم وفيه ترد قصة العليقة التي نسبح بها طوال شهر كيهك، أو قراءة إنجيل لوقا الذي ترد فيه موضوعات أناجيل قداسات آحاد شهر كيهك.
وعقب انتهاء القداس أقيم حفل بمناسبة تدشين الكنيسة ألقى في بدايته، الأب القس بولس عوض كاهن الكنيسة، كلمة رحب فيها بقداسة البابا مقدمًا الشكر شاكرا لقداسته على زيارته وافتقاده لمنطقة الحضرة الجديدة وتدشين كنيستها. وعرض فيلمًا تسجيليًّا عن تاريخ الكنيسة الذي بدأت في عام ٢٠٠٣ تحت رعاية وإشراف كنيسة الشيدين مار جرجس والأمير تادرس بمطار النزهة وباهتمام من القمص أبرآم بشوندي الذي وضع أساسها.
وألقى القمص أبرآم بشوندي والقمص أبرآم اميل، كلٌ كلمة.
واختتم الحفل بكلمة قداسة البابا الذي عبر عن فرحته بجمال الكنيسة في تصميمها وأيقوناتها ومذابحها الجميلة ورقة ودقة التصميم وبالأكثر محبة الشعب للآباء وللكنيسة، وعن عمل الخدمة الرائعة في الكنيسة حتى أنه يمكن تسميتها كنيسة "المحبة".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
وصايا الرسول.. حقوق المسلم على أخيه
في حديث نبوي شريف، يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحقوق المتبادلة بين المسلمين، ويوضح كيف ينبغي أن تكون علاقاتهم قائمة على الرحمة، والمودة، والتعاون.
هذا الحديث الذي ورد في جامع الترمذي هو مرشد سلوكي يحدد حقوق المسلم على أخيه المسلم، مؤكداً على أهمية الأخوة الإسلامية في بناء مجتمع متماسك وقوي. يعدد الحديث ستة حقوق، تبرز في مظاهر الحياة اليومية وتُظهر كيف أن الإسلام لا يهتم فقط بالعبادات الكبرى، بل أيضًا بالعلاقات الإنسانية البسيطة التي تعكس روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
نص الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَتْبَعُ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". (رواه الترمذي)
أولى الحقوق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي "التسليم" عندما يلتقي المسلم بأخيه. السلام ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير عن السلامة والمحبة والود. عندما يقول المسلم "السلام عليكم"، فهو يرسل رسالة بالسلام إلى أخيه المسلم، ويحقق نوعًا من الألفة والطمأنينة بين الجميع. هذه التحية لا تقتصر على اللقاءات الكبيرة فقط، بل تمتد لتشمل حتى اللقاءات العابرة في الشوارع أو الأماكن العامة، مما يعزز التواصل الإنساني والإسلامي بين أفراد المجتمع.
ثاني حقوق المسلم على المسلم هو إجابة الدعوة. إذا دعا المسلم أخاه إلى أمر ما، سواء كان دعوة لتناول الطعام أو لحضور مناسبة، فيجب عليه الاستجابة إن لم يكن هناك مانع. الاستجابة للدعوة تظهر روح التعاون والمشاركة بين المسلمين، وتقوي أواصر العلاقة بينهم.
في هذا الحديث، يذكر النبي صلى الله عليه وسلم التشميت عندما يعطس المسلم، وذلك بقول: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ". التشميت ليس فقط تعبيرًا عن اللطف، بل هو سنة تؤدي إلى تقوية الرابط الاجتماعي بين المسلمين، وتُظهر التعاطف والرغبة في سلامة الشخص الآخر. كما أن العطاس يعتبر فرصة لطيفة لإظهار الاهتمام بالآخرين ودعوتهم للمغفرة.
من الحقوق الأساسية التي يعززها الحديث، زيارة المريض. عندما يمرض مسلم، يجب على أخيه المسلم أن يزوره ويعزيه. هذه الزيارة ليست مجرد واجب اجتماعي، بل هي عمل تعبدي يعزز الرحمة والرغبة في التخفيف عن الآخر. زيارة المريض في الإسلام تمثل دعمًا معنويًا له وتضامنًا مع آلامه. كما أن زيارة المريض تقوي الروابط الإنسانية بين الأفراد وتذكرنا بأننا جميعًا في حاجة إلى العون والرعاية في الأوقات الصعبة.
حق آخر ذكره الحديث هو اتباع الجنازة. عندما يتوفى شخص من المسلمين، ينبغي على المسلمين أن يشاركوا في جنازته، وذلك ضمن إطار الاحترام المتبادل وحسن التقدير للموتى. اتباع الجنازة ليس مجرد تكريم للميت، بل هو أيضًا تذكير لنا جميعًا بضرورة الاستعداد للآخرة والتأمل في حقيقة الحياة والموت. هذه الممارسة تعزز شعور التضامن بين المسلمين وتذكرهم بأهمية الحياة الأخروية.
أخيرًا، من أعظم الحقوق التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه. هذه المقولة تتجاوز الأفعال الملموسة إلى عمق العلاقات الإنسانية في الإسلام. إن محبة الخير للآخرين هي أساس الأخوة في الإسلام، وهي التي تضمن تبادل المحبة والاحترام بين الناس. المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه يعكس بذلك روح التكافل الاجتماعي والتعاون في كل نواحي الحياة.
إن حديث "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" يقدم لنا قاعدة ذهبية لبناء مجتمع إسلامي مترابط، يتمتع أفراده بالتعاون والمحبة. لا تقتصر هذه الحقوق على التفاعل الاجتماعي فقط، بل هي جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز الروابط الإنسانية في ظل الإيمان بالله ورسوله. هذه الحقوق تُعلمنا أن الإسلام لا يقتصر على العبادة الفردية فقط، بل يمتد إلى كيفية تعامل المسلم مع أخيه المسلم في حياته اليومية.
من خلال هذا الحديث، يمكننا أن نتعلم كيفية بناء علاقات أخوية قائمة على الاحترام والمودة. إذ يجب أن نسعى جاهدين لتطبيق هذه الحقوق في حياتنا اليومية، بدءًا من السلام عند اللقاء، وصولًا إلى محبة الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا. هذه المبادئ يمكن أن تُحدث تغييرًا إيجابيًا في المجتمع، حيث تساهم في تقوية الروابط بين المسلمين، وتقلل من التوترات والخلافات التي قد تنشأ في المجتمعات.
حديث "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" هو تذكير دائم بضرورة تعزيز الروابط الإنسانية في إطار الدين، وتطبيق هذه المبادئ في حياتنا اليومية. إذا تمسكنا بهذه الحقوق وعشنا بها، فإننا نساهم في بناء مجتمع مسلم قوي ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات بروح التعاون والمحبة. فلنحرص على أن نكون دائمًا مصدر خير لأخينا المسلم في كل وقت وحين، ولنجعل من هذا الحديث نبراسًا يهتدي به الجميع في تعاملاتهم مع بعضهم البعض.