عادة ما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل حصر الأهداف وتجنب الأضرار الجانبية، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يكترث لهذه الميزة، بل ربما حرص على العكس، حيث يعتمد برنامجه لرصد أهدافه في قطاع غزة على الكم لا على النوع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استخدامه تقنية الذكاء الاصطناعي في تحديد الأهداف التي يريد قصفها في غزة بوتيرة متسارعة، ووصف هذه التقنية بالمصنع الذي يعمل على مدار الساعة لتوليد الأهداف المحتملة.

وحدد البرنامج الذي يدعى "غوسبيل" بالإنجليزية و"الإنجيل" بالعربية ويستخدمه الاحتلال لرصد أهدافه في قطاع غزة، 40 ألف مشتبه بهم ليتم اغتيالهم.

ويعتمد البرنامج على معلومات وصور من الطائرات المسيّرة والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات كما يستخدم بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، ثم يعطي إرشادات لأهداف يجب مهاجمتها، وعدد الأشخاص المحتمل قتلهم في القصف.

وأوضح مسؤول إسرائيلي لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية منتصف يونيو/حزيران الماضي، أنه يجرى استخدام نموذجين لبناء مجموعة بيانات تعتمد على خوارزميات بشأن الأهداف المحددة، وذلك لحساب الذخيرة المحتملة، وتحديد أولويات، وتعيين آلاف الأهداف للطائرات، واقتراح جدول زمني للغارات.

وبحسب المسؤول ذاته فإن النظامين يخضعان لمشغلين بشريين يقومون بفحص الأهداف وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، ومن اللافت أن البرنامج لا يأخذ القرار بنفسه بل يتركه لقائد الوحدة الذي يضغط زر التدمير بعد أن تصله القائمة من وحدة الأهداف، التي تأسست عام 2019.

لا لتبرير الإبادة

وأثار استخدام الاحتلال للذكاء الاصطناعي في تحديد أهدافه تفاعلا واسعا رصد برنامج شبكات (2023/12/3) جانبا منه، ومن ذلك ما كتبه محمد السراي: "خطورة الذكاء تكمن في الاستخدام السلبي له من قبل أشخاص قتلة أو مجرمين أو ظالمين!! الرحمة والخلود للشهداء الفلسطينيين".

وغرد يلمقة البراء: "لا لتبرير الإبادة الجماعة الحاصلة تحت أي مسمى.. أين الذكاء الاصطناعي وفيلق استخبارات الوحدة (8200) منذ بداية طوفان الأقصى؟! أين الذكاء الاصطناعي من القصف العشوائي على المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس؟! أين الشاباك من المجازر وقتل الأبرياء وأين وأين؟؟".

ووافقته إيمان حسن، حيث كتبت: "لا هو ذكاء ولا تكنولوجيا ولا أي حاجة.. هم بيدكوا كل حاجة قدامهم. أميركا بتديهم قنابل وهم بيرموها في كل حته.. كام كيلوا رموا عليهم؟ كل قنابل العالم لدرجة أوكرانيا بتصوت مش لاقيه سلاح. غزه بيترمي عليها سلاح أكتر من روسيا ويقول لك ذكاء!".

أما شادية سعداوي، فقالت "ما الذي سيغير الأمر، دائما صاحب الأرض هو المنتصر وصاحب الحق إذا كان مع الله الله معه فهو من فوق العرش وهم تحت العرش".

واستهدفت هذه الوحدة حتى الآن أكثر من 15 ألف هدف في غزة خلال الـ35 يوما الأولى من الحرب، في حين كانت إسرائيل تحدد وسطيا 50 هدفا في السنة قبل استحداث هذه الوحدة، لكن بمساعدة التقنية الجديدة، تقصف الآن 100 هدف يوميا، وهو ما ضاعف عدد الضحايا 15 ضعفا عن عدوان الاحتلال على غزة عام 2014.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

كيف ستتأثر الأسواق إن قصفت إسرائيل مواقع نفطية إيرانية؟

يختبر خطر نشوب حرب متصاعدة بين إسرائيل وإيران قدرة سوق النفط العالمية على الحفاظ على أسعار النفط الخام دون تأثر، إذ على مدى العقود الماضية كانت الصراعات في المنطقة الغنية بالنفط تخيف أسواق النفط وتؤثر على الاقتصاد.

وينقل تقرير من مجلة "بوليتكو" أنه على عكس العقود السابقة، لا تسبب المناوشات العسكرية الحالية في الشرق  الأوسط ارتفاع الأسعار.

وقال محللو الطاقة والأمن للمجلة إن زيادة إنتاج النفط من الولايات المتحدة والبرازيل وأماكن أخرى في العقدين الماضيين أدت إلى تنويع إمدادات الوقود العالمية، مما يعني أن أسواق النفط باتت تعتمد بشكل أقل على شحنات الشرق الأوسط التي يمكن أن تعطلها طهران. 

وقال مايكل نايتس، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى " أثبت السوق مرارا وتكرارا أنه قادر على تعويض النقص". 

ويمكن للمراحل التالية من الصراع الإسرائيلي مع إيران أن تختبر قوة السوق بطرق لم نشهدها منذ عقود، حيث يدرس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كيفية الرد على الهجمات الصاروخية  الإيرانية وتلوح حقول النفط الإيرانية والمنشآت النووية في الأفق كأهداف محتملة.

وقفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي في البداية بأكثر من 5 في المائة صباح الثلاثاء عندما تسربت التحذيرات بشأن الضربة الصاروخية الإيرانية الوشيكة إلى السوق، لكن الأسعار سرعان ما تقلصت بعد الهجوم.

و اعتبارا من صباح الخميس، تم تداولها عند حوالي 73 دولارا للبرميل، بزيادة تقارب 3 دولارات لليوم ولكنها أقل بكثير من المستويات فوق 80 دولارا حيث تم تداولها لمعظم الصيف. 

وقال الخبراء إنه حتى  الاتساع الهائل في الأعمال العدائية إلى جيران إيران المنتجين للنفط من المحتمل أن يرفع النفط إلى حوالي 100 دولار فقط للبرميل، وهو سعر من شأنه أن يدفع أسعار البنزين الأميركية إلى ما بين 3.50 دولار إلى 4.50 دولار للغالون.  

وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها خلال إدارة جو بايدن واقتربت من 124 دولارا للبرميل في مارس 2022، بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا، مما دفع أسعار البنزين إلى مستوى قياسي بلغ 5.03 دولار للغالون في ذلك الربيع. 

لكن ارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى أعلى مستوياته، والزيادات في الإنتاج من منتجي أميركا الجنوبية، خفف من اعتماد السوق على نفط الشرق الأوسط.

وفي الآونة الأخيرة، أثر ضعف الطلب الصيني على الوقود على الأسعار العالمية. وقال محللون إن السعودية والإمارات وليبيا ومنتجين آخرين للنفط لديهم طاقة إنتاجية فائضة يمكن أن تعوض بسهولة أي نقص في الإمدادات إذا أدت ضربة إسرائيلية على حقول النفط الإيرانية أو منشآت التصدير إلى ارتفاع الأسعار.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!
  • ينتج صوتاً وصورة.. ميتا تكشف عن الذكاء الاصطناعي الجديد موفي جين
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • الذكاء الاصطناعي.. هل سينافس البشر على الجوائز؟
  • مصر للمعلوماتية تنظم ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي
  • جديد الذكاء الاصطناعي.. يمكنه اكتشاف المشاعر!
  • كيف ستتأثر الأسواق إن قصفت إسرائيل مواقع نفطية إيرانية؟
  • نائب وزير التعليم: دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أدوات تطوير القطاع بمصر
  • وزارة الرياضة تطلق أول أكاديمية متخصصة في تدريب الذكاء الاصطناعي "أكاديمية شباب مبتكرون
  • إسرائيل سترد على هجوم إيران خلال أيام.. تقرير يكشف الأهداف المحتملة