جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-05@18:25:37 GMT

أبجديات ثقافة المقاطعة

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

أبجديات ثقافة المقاطعة

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني خلق ثقافة جديدة على مستوى الشعوب المحبة للسلام وهي ثقافة أصبحت الآن أكثر جدية بفرض ثقافة المقاطعة على كل المنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني سواء كانت منتجات أمريكية أو أوروبية وحتى تلك المنتجات التي تدعم بلدانها الكيان الصهيوني .

ثقافة المقاطعة أصبحت الآن متجذرة وأثرت على الصغير قبل الكبير وأصبح لدى الشعوب العربية والإسلامية قناعة بأن سلاح المقاطعة قد يكون أكثرا فتكاً من سلاح العدو الذي يوجه للأطفال والأبرياء.

نعم قناعة المقاطعة أصبحت السمة الأكثر بروزا منذ بداية الحرب الغاشمة على أشقائنا في غزة وفلسطين وراح ضحية هذه الحرب أكثر من ٢٣ ألف مواطن فلسطيني منهم ١٠ آلاف طفل. وتمسك الطفل في الوطن العربي بموقفه رافعاً راية المقاطعة معتبرا ذلك أضعف الإيمان وأفضل أسلوب للتعبير عن رفضه لهذه الحرب غير العادلة وغير الإنسانية .

وما إن بدأت الحرب في ٧ أكتوبر الماضي وانتصرت في هذا اليوم المقاومة على الكيان الصهيوني وقامت الدول المؤيدة للكيان الصهيوني بالدعم اللامحدود لدولة الاحتلال وبدأت دولة الصهاينة بتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء وتوجيه القنابل المحرمة دولياً لقصف البيوت وأماكن العبادة والمستشفيات ونتيجة لهذا العدوان الغاشم خرجت المسيرات السلمية في مختلف دول العالم تطالب إسرائيل ومعها الدول الداعمة لهذا العدوان بالوقف الفوري للقتال. إلا أن إسرائيل تعاملت مع هذه المطالب بالرفض بل استخدمت الأسلحة المحرمة من أجل تدمير وتهجير الشعب المرابط في غزة .

مع استمرار هذا العدوان ارتفعت الأصوات الرافضة لهذا العدوان وكان السلاح الأكثر فتكا للشعوب هو سلاح المقاطعة وتم حصر المنتجات التي يجب مقاطعتها سواء كانت في المأكولات أو المشروبات والملبوسات والأدوات الاستهلاكية بمختلف أصنافها ووجهت دعوات لمقاطعتها وعدم الاقتراب منها .

كانت هناك قناعة لدى الشعوب بأن ممارسة المقاطعة سوف تضعف هذه الشركات وبالفعل لم تستطع أن تقاوم لأكثر من شهر. وبدأت هذه الشركات تتعثر وتروج لأنها ليس لها علاقة بهذه الحرب وإنما هي شركات محلية وليس لها أي ارتباط مع الكيان الصهيوني. على الرغم من هذا الادعاء إلا أن الشعوب المحبة للسلام خاصة المسلمين وغيرهم من أصحاب الضمائر الحية طالبوا باستمرار المقاطعة ودعم المنتجات المحلية والتي تصدر من الدول التي ليس لها علاقة بالكيان الصهيوني .

على المستوى المحلي يجب الإشادة بمواقف الشعب العماني الأصيل الذي رفض منذ البداية واستنكر هذه الحرب وأصبح لسان الحال العماني كلسان حال الحكومة فالمواطن العماني تضامن مع حكومته رافضًا هذه الحرب وندد بذلك بالوقوف في مسيرات الاحتجاج وأيضا مارس حقه في المقاطعة واستهدف أي منتجات داعمة للكيان الصهيونى وأعلن بحزم وإصرار مقاطعتها معتبرا ذلك أحد الأسلحة التي يملكها ومن حقه استخدامها .

نعم المواطن العماني لأول مرة يقف وقفة رجل واحد ويُعلن المقاطعة لدرجة أن هذه الثقافة أصبحت واقعية وتعالت الأصوات بدعم المنتجات المحلية ودعم الصناعات الوطنية ودعوة الحكومة بأن تعجل عجلة الابتكار لدعم الصناعات الوطنية لكي تحل محل المنتجات التي هي في قائمة منتجات المقاطعة .

ثقافة المقاطعة أصبحت واقعا وأصبح لدى الشعوب قناعة بأن هناك مجال لأن تتحرك عجلة الصناعة والابتكار. لتكون المنتجات العربية والإسلامية هي البديل. فهناك حوالي ٥ مليارات مسلم يمكنه أن يكون وسيلة ضغط لإضعاف المنتجات الصهيونية ويحرك البوصلة إلى المنتجات البديلة المصنوعة من الدول الإسلامية.

إن صمود الآلاف وإعلانهم الاستمرار في المقاطعة سوف يوفر الإسواق العربية والإسلامية قوة باهرة ويجبر هذه المنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني أن تخسر وتغلق وتغادر بلا رجعة .

الحرب الحالية على غزة رغم الخسارة الكبيرة في الأرواح وتحمل المقاومة وحدها هذا التحدي إلا أنها تمثل انتصارا للشعوب المسلمة والمحبة للسلام، فالحرب ستنتهي ولكن المقاومة ستنتصر وستعود القدس والأقصى إلى أحضان الأمة المسلمة والكيان الصهيوني إلى مزبلة التاريخ .

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن

أقيم إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان على لبنان، في مطعم Olive Beirut–  في فندق الحبتور- سن الفيل، بدعوة من الإعلامي محمد برجي، وصاحبي المطعم خالد غياض ونجله جلال غياض، برعاية وزير الإعلام الدكتور بول مرقص وفي حضور وزير الإعلام السابق المهندس زياد المكاري.

بداية رحبت الإعلامية رنا أسطيح، بالحضور موجهة "لفتة شكر وتقدير ووفاء لكل المراسلين والمراسلات والأطقم الصحافية الذين رغم الحرب وتحت القصف والعدوان، بقوا في الميدان وأدوا رسالتهم بكل شجاعة وتفان وعرّضوا حياتهم للخطر، كي تعيش الحقيقة ويبقى الصوت مسموعاً".

وشددت على أن "التغطية ما زالت مستمرّة في زمن الهدوء كما في زمن الحروب، في وقت الهدنة أو على خطوط النار بوجود صحافيين وصحافيات بذلوا تضحيات لا توصَف، في سبيل نقل الحقيقة وإيصال الصوت والصورة".

وأشارت إلى أن "رسائل المراسلين والمراسلات على الهواء من خلف خطوط النار هي الشعلة التي وعّت الضمير العالمي والجمرة التي قلّبت تحركات شعبية ومسيرات بالآلاف في كل شوارع العالم تنديداً بالمجازر ومطالبةً بالحقيقة".

واستذكرت عصام عبد الله، ربيع معماري، فرح عمر، هادي السيد، كامل كركي، حسين صفا، محمد غضبون، محمد بيطار، علي الهادي ياسين، وسام قاسم، غسان نجار، محمد رضا، زينب غصن، سكينة كوثراني وعلي حسن عاشور "الذين استشهدوا من أجل الكلمة والحقيقة".


ثم القى محمد الجنون كلمة باسم الإعلاميين أكد فيها أن "رسالة الإعلام لا تعرف الاندثار"، وقال:"مهما حاولوا قتلنا وترهيبنا، سنبقى أسياد الكلام بإصرار".  

أضاف:"رسالتنا دائماً هي أن نكون مع الوطن، أن نكون مؤمنين بالدولة التي تصون حقوقنا، فهي ملاذنا وشعارنا وكلامنا وأصلنا، ولن نحيدَ عن درب الحقيقة مهما كانت المآسي وسنبقى شاهدين على كل تفصيل، وسننقلُ الحقّ بقوة وحماس".  

ختم:"سنراقب ونتابع، ونحمي لبنان بأقلامنا وانتمائنا، لأننا سنبقى الشهود على الحقيقة دائماً وأبداً، وسنبقى سلطة رابعة ما كانت يوماً خانعة ولا خاضعة ولا خادعة والدليل على ذلك كان في الجنوب".  


من جهتها شددت ابنة الجنوب الإعلامية رابعة الزيات على أن "تزامن شهر رمضان مع الصوم الكبير مناسبة للتفكير في هذه الوحدة من أجل بناء وطن لأننا أصبحنا بحاجة للقاء وليس للفراق".

وقالت: "الصحافيون خلال العدوان الإسرائيلي على كل لبنان، كانوا ينقلون الصورة بإنسانيتهم وأخلاقهم والتزامهم المهني، في ظروف صعبة، وأظهروا كيف يصنع المراسل رأياً عاماً وكيف ينقل الحقيقة ويمارس دوره بأخلاقية".

وأشارت إلى "أننا اليوم في حال انقسام كبيرة، فالعدوان على لبنان لم يوحد اللبنانيين، وكان هناك انقسام اعلامي شديد حوله، ولكن على الرغم من هذا الانقسام، كان الزملاء في جميع الوسائل الإعلامية يؤدون واجبهم بكل أمانة ومهنية وصدق".

وقالت:"في ظل حال الانقسام في البلد دوركم ليس على الشاشات بل أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الحياة لتقريب وجهات النظر واحترام الاختلاف وعدم إدانة بعضنا على خلفياتنا السياسية من أجل بناء وطن، ونحن اليوم في فرصة حقيقية لبناء الوطن والاعلام هو الأساس في هذا البناء".


ثم كانت كلمة للمكاري عايد فيها الحضور بحلول رمضان والصوم، وتوجه فيها الى الاعلاميين قائلا:"خضنا معارك كثيرة معا لكن قدرنا أننا أتينا في ظرف سيّئ ومأسوي وفي زمن حرب استشهد فيها إعلاميات واعلاميون بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوفهم ايضا".  

أضاف:"منذ تسلمي وزارة الاعلام اعتبرت اننا فريق واحد على الرغم من التباينات للأسف بين اللبنانيين لكننا نعتبر ذلك تنوعا ننفرد به عن غيرنا لذلك يجب أن نتغنى به ونحميه. عند اندلاع الحرب كنت أول مسؤول حكومي زار بلدة مارون الراس في 13 تشرين الأول 2023 واتشرف بذلك، والتقيت الصحافيين هناك، ويومها قلت إن اللبنانيين لا يريدون حرباً إنما اذا فرضت علينا، فيجب أن نكون موحدين، وقلت للإعلاميين إن للحرب وسيلتين: الحرب العسكرية والحرب الإعلامية التي لا تقل أهمية عن العسكرية، وكان أهم مطلب أن ننقل بكل موضوعية ما كان يحصل من دون عواطف. وهنا أنوه بكل الإعلام اللبناني على الرغم من الانتقادات والانقسامات الحادة، وأقول إنكم رفعتم اسم لبنان باحترافيتكم وموضوعيتكم، في وقت كان السياسيون منقسمين على بعضهم، كان الصحافيون اللبنانيون من وسائل مختلفة يستشهدون. فهذا هو الدرس الذي يجب أن يعيه السياسيون في لبنان، وهو أنه يمكننا أن نكون موحدين".

وتوجه المكاري إلى الوزير مرقص بالقول:"لو طُلب مني أن اختار وزيراً للاعلام من بعدي لكنت اخترتك بالتأكيد. تركنا لك أمانة غالية جداً، عملنا وصمدنا كثيراً كي نصل إلى ما وصلنا اليه، وكما بعد كل حرب هناك مخلفات وألغام، لن أتكلم عنها لكن أقول لك إن الإعلام يستحق أن تحميه إلى أبعد الحدود، وان تتحدى كل الناس والطوائف والمذاهب والمراجع كلها من أجل ذلك وستكون انت الرابح".

ختم:" من أجل حماية الإعلاميين، تركنا مشروعاً بأمانتك هو قانون الإعلام، فهو كفيل أن ينظم كل هذه البيئة وانا أكيد أنك ستستمر في هذا النهج وأتمنى إقراره خلال فترة توليك الوزارة".


في الختام القى الوزير مرقص كلمة قال فيها:"سندعم الإعلاميين بقوة الحق لأنهم أصحاب حق وقضاياهم قضايا حق، كما سندعمهم بالقانون والنظام والعدالة والإنصاف الذي يستحقه كثير من فئات العاملين في المرئي والمسموع".

أضاف:" جلت اليوم في أقسام وغرف تلفزيون لبنان الذي  يستحق أن يكون مضيئًا أكثر مما هو عليه، كذلك الأمر في أقسام عدة من مديريات ودوائر وزارة الإعلام، وفي كل مرة أجول في أرجاء الوزارة والتلفزيون، أرى كم هو مهم تدعيم الإعلام اللبناني الذي يضم طاقات زاخرة بحاجة إلى الإضاءة والدعم والإنصاف. لذلك أعدكم بأن أعمل حتى النهاية وأمضي كل وقتي في خدمة الإعلام والإعلاميين".

تابع:"الإعلام مرآة الواقع، في السلم كما في الحرب. لعلّ الفارق الوحيد، أنّ هذه المرآة تشظّت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وعلى رغم ذلك حافظت على صفاء الرؤية ونقاء الصورة. 11 إعلامياً شهيداً وثمانية جرحى منذ تشرين الأول 2023 حتى توقف الاعتداءات، كانوا رسُلَ الحق وشهوداً على قضية وطن لا يستسلم ولا يموت. واذا كان كل إعلامي يترسّل في مهنته حتى حدود الاستماتة والشهادة، فإنه يسترسل في تفانيه، أصالة عن نفسه ونيابة عن الآخرين، كل الآخرين. ولولا الترسّل والاسترسال، لما أمكن نقل الخبر من مكان الحدث الأكثر سخونة وخطورة، ولما أمكن توثيق استشهاد 163 من كوادر القطاع الصحي، وألفين و593 مواطناً، وإصابة 12 ألفاً و119 بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و400 ألف نازح داخل الأراضي اللبنانية وإلى خارج الحدود. كلها كانت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ونتيجة متابعة دؤوبة ولحظوية من عدسات لا تنام وأقلام لا تنكسر وهمم لا تفتر رغم الترهيب الإسرائيلي المُخالف للقانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي من غير المقبول ألا تُطرح مجدداً على بساط البحث لإجراء جردة حقيقية لما تبقى من نصوص أصبحت ميتة وهي بحاجة لإحيائها مجدداً وفقاً لآليات مُلزمة للدول كي تحترم حقوق الإنسان، وذلك بحاجة إلى ضغطكم لأن ما حصل لا يُستهان به ويجب التوقف عنده والاتعاظ منه من أجل إعادة التفكير في كل هذه الأدبيات التي لم تعد صالحة في عصرنا الحاضر".

أضاف:"هذا هو إعلامنا وهؤلاء هم إعلاميّونا، أصوات الحقيقة في زمن الضلال، وأقلام الحق في وقت الظلم، وعيون العقل أيام التّيه والغشاوة. من شجاعة عصام العبدالله استمدّ العالم بأساً، ومن إقدام فرح عُمر التمس نخوة وحماسة، ومن دماء زملاء آخرين كثر وجروحهم الغائرة استجمعنا قوانا وعقدنا العزم على متابعة المشوار حتى آخر مراحله المعمّدة بالدم والحبر على امتداد الوطن. قدَر الإعلامي كقدَر الجنديّ في المعركة، ومهمّتهما واحدة: بندقيّة تفكّر وعقل يقاتل. بندقية الإعلامي قلمُه، وسلاح الجنديّ وطنيّته".

ختم: "لن أطيلَ الكلام ولن أخطبَ في إعلاميين تعوّدوا أن يكتبوا ويتكلّموا ليسمع الآخرون ويفهموا قضايا الحق والحرية والكرامة. عطاءاتكم في الحرب تتحدث عنكم، وشجاعتكم وسام على صدر الوطن وصدورنا جميعاً. رحم الله الشهداء الإعلاميين وشفى الجرحى وحفظ لنا لبناننا الحبيب".

مقالات مشابهة

  • رعب الجبهة اليمنية يتواصل .. “الكيان” ينهار بين مخرجات “الهدنة” والتزاماتها وفاتورة تفجيرها
  • مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن
  • وزير الحرب الصهيوني يهدد مصر ويتوعد غزة: لن نسمح بانتهاك اتفاقية كامب ديفيد
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,397 شهيدًا و111,824 مصابا
  • ألمانيا تطالب الكيان الصهيوني برفع القيود على دخول المساعدات لغزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني على استئناف العدوان والتهجير القسري
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48,397 شهيداً
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..
  • زيلينسكي: وجود ضمانات أمنية فعالة تجعل عودة العدوان الروسي مستحيلة
  • حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى