فحيح الأفاعي| المتطرف الإسرائيلي ليبرمان محرضا على قصف غزة: "لا أبرياء في القطاع"
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
يصدق الكثير من العرب أن في الشرائح السياسية الحاكمة في تل أبيب، يوجد بينها معتدل، ويوجد متطرف، ولكن الواقع الذي نراه أن هناك تطابق بين أقوال المتطرفين، وأفعال المعتدلين داخل هذا الكيان المحتل، وبينما تقوم حكومة الحرب التي يشارك بها كافة الأطياف السياسية بإسرائيل بكافة أنواع الجرائم الإنسانية داخل قطاع غزة، وقتل كل شيء حي وبريء، نجد أحد صقور التطرف زعم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يخرج اليوم بتصريحات لا تخرج إلا من فحيح الأفاعي.
ففي تبريره للحرب الدموية بحق الشعب الفلسطيني، قال هذا السياسي الإسرائيلي إنه لا يوجد أبرياء داخل قطاع غزة، وإنه لا مجال لحل الدولتين، وأن الحديث عن تلك الرؤية أصبحت من الماضي، والواقع الحالي يفرض على الكيان الإسرائيلي القضاء على ما أسماه ببؤرة الإرهاب المتواجدة داخل قطاع، وفي مقاله العنصري المنشور بصحيفة وللا العبرية، قال بوضوح إن غزة هي عش دبابير يعج بالإرهابيين.
وأفيجدور ليبرمان هو سياسي وزعيم يميني متطرف إسرائيلي، كان يترأس منصب وزير خارجية إسرائيل منذ بداية 31 مارس 2009 في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث قدّم استقالته في يوم الاثنين 3 مايو 2015 وصرح بعدم مشاركته في الحكومة المقبلة، وهو نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، وتم تعيينه في شهر مايو عام 2016 كوزير لوزارة الدفاع الإسرائيلي إلا أنّه استقلال من رئاسة وزارة الدفاع الإسرائيلية في 14 نوفمبر 2018.
التطرف السياسي في فجاجته .. حل الدولتين تلاشى
وفي تحدى واضح لكافة قرارات الأمم المتحدة، ورؤية كافة دول العالم من ضرورة حل الدولتين لمعضلة الشرق الأوسط، تحدث ليبرمان أن هذا الأمر تلاشى، حيث قال فيما نشرته الصحيفة العبرية، إن فكرة الدولتين التي كان يتحدث عنها الكثيرون من الأشخاص العاديين، تلاشت في السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، وتحطم هذا الحلم إلى أشلاء، وبلغة عنصرية وصف السياسي الإسرائيلي غزة بأنها عش دبابير يعج ما وصفه بـ"بالإرهابيين"، وأن المواطنين الذين يبدو أنهم غير متورطين هم أيضاً غارقون في الإرهاب.
وطالب ليبرمان من العالم أن يتخلى عن الساذجة بأن هناك أناس طيبون وذوو نوايا حسنة في قطاع غزة، وذلك في تبريره لما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم بحق المدنيين في غزة، وطالبهم بالتخلى عن الساذجة التي جعلت الكثيرين يؤمنون ويروجون لفكرة السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين، وتأتي تلك التصريحات بعد حالة الغضب العالمي ضد جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
العنصرية متغلغلة .. لا أبرياء في غزة
وفي تصريحات تعد جريمة عنصرية واضحة إذا ما حوكم ليبرمان في أي دولة تحترم القانون، تحدث عن الفلسطينيين بأنهم جميعا ليس لهم حق البحث عن حريتهم، وأنهم جميعا شاركوا ي طوفان الأقصى، وقال إن الأدلة التي تم الكشف عنها في أحداث طوفان الأقصى، تتحدث أن كافة سكان غزة شاركوا في هذا الهجوم، حيث قدموا معلومات استخباراتية عن منازل السكان، وقادوا الحشد في الموجة الثانية من غزو مستوطنات غلاف غزة.
وتحدث وزير الدفاع السابق، أن هناك ممن قتلوا في طوفان الأقصى كانوا ممن يؤمنون بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني، وطالبوا بزيادة أجور العاملين منهم داخل مستوطنات إسرائيل، ويأتي هذا الحديث دون الإشارة أو الاعتراف بأن تلك الأرض هي أرض محتلة وأن أصحابها هم الفلسطينيون، وأن إسرائيل هي سلطة احتلال.
الدعم الشعبي لحماس يغضب ليبرمان
ومن الأمور التي أثارت غضب السياسي الإسرائيلي، وتضمنها في مقاله، هو الدعم الشعبي الذي تحظى به حماس داخل قطاع غزة، وهوو ما ظهر في مقاطع الفيديو التي تم تصويرها وقت تسليم المحتجزين داخل قطاع غزة في الهدنة التي انتهت الجمعة الماضية، ويرى ليبرمان أنه كان على أبناء غزة إدانة طوفان الأقصى حتى لا يتم معاقبتهم من قبل إسرائيل، ولكنه يرى أن المشاهد التي تم مشهدتها في الأيام الأخيرة كل مساء عندما يتم نقل مختطفينا للصليب الأحمر، لا يتركون مجالًا للشك بأن حماس تحظى بدعم ساحق في غزة، ولذلك يجب سحق غزة بالكامل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، "مظاهرات الفرح والدعم للإرهابيين في جميع أنحاء غزة، تشهد على قسوة السكان الذين يربون أطفالهم على كراهية دولة إسرائيل وتقوم بتدريب جيل جديد من الإرهابيين وداعمي الإرهاب الذين هدفهم تدمير دولة إسرائيل لجميع مواطنيها، وهذا يجعل من الوجاب القضاء على القطاع بأكلمه"، وهي التصريحات التي تعد مطالبة بإبادة جماعية للسكان.
بوق يردد الأكاذيب.. هكذا يبرر ليبرمان استهداف المستشفيات
وفي تبرير لقصف المستشفيات، واستهداف الطواقم الطبية، ادعى ليبرمان، أنه يمكن العثور على دليل آخر على التعاون الكامل من جانب السكان في أروقة مستشفى الشفاء، حيث ساعد مدير المستشفى وغيره من كبار الأطباء المقاومين على إخفاء الرهائن وتحويل المستشفى إلى ملاذ للمقاومة، وهي نفس الأكاذيب التي رددتها أبواق الجيش الإسرائيلي، وكذبتها التقارير الإعلامية الإقليمية والدولية.
ولم يترك ليبرمان أي جهة داخل غزة إلا واتهمها بدعم المقاومة، حتى المؤسسات الدولية، وفي دعوة لاستمرار استهداف كل شيء بالقطاع، قال المتطرف الإسرائيلي: "ليس فقط في المستشفيات التي تجد فيها متعاونين، بل أيضًا في المنازل الخاصة للمتخصصين الطبيين والمعلمين التابعين لإدارة الأمم المتحدة حيث تم احتجاز الرهائن، وتنعكس هذه الأمور أيضًا في شبكات التواصل الاجتماعي، في العالم العربي وفي غزة. 99.9% من جميع المنشورات عبارة عن كلمات مديح ودعم شامل لحماس ولعملية طوفان الأقصى، لذلك فلا يوجد الأبرياء غير المتورطين في الإرهاب في قطاع غزة"، وهي التصريحات التي تعكس فحيح الأفاعي التي تنسى أنها دولة احتلال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدفاع الإسرائیلی داخل قطاع غزة طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة.. إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء مستشفى بشمال غزة
قتل 32 فلسطينيا بقصف إسرائيلي لمناطق متفرقة وسط وجنوب قطاع غزة، وسط تعرّض المستشفيات في شمال القطاع لغارات مكثفة منذ أمس الاثنين.
وفي شمال القطاع طال قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف الطابق الثالث في مستشفى “العودة” في تل الزعتر، وسط إطلاق نار بشكل مباشر على مرافق المستشفى. وأجبرت القوات الإسرائيلية الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.
فيما تقدمت عدد من الآليات في محيط “المستشفى الإندونيسي” في تل الزعتر شرقي مدينة جباليا شمالي القطاع،
تزامنا مع غارات جوية وإطلاق نار مكثف. وأصيب أكثر من 20 شخص في صفوف الكادر الطبي والجرحى داخل مستشفى “كمال عدوان” جراء تفجير القوات الإسرائيلية “روبوت مفخخ” في محيطه. وطال قصف مدفعي على مدينة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا.
وفي مدينة غزة: نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف مبان سكنية جنوبي حي الزيتون جنوب شرقي المدينة. وقتل 4بينهم سيدتين وطفل في قصف استهدف منزلا لعائلة صيام بالقرب من سوق الذهب وسط المدينة. وسط إطلاق نار من آليات إسرائيلية في محيط منطقتي دولة والمصلبة جنوبي حي الزيتون، جنوب شرقي المدينة.
أما وسط القطاع: أدى قصف مدفعي إسرائيلي شرقي مدينة دير البلح لوقوع قتيل وإصابة آخرين جراء غارة جوية على شمال مخيم النصيرات.
أما جنوب القطاع، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية نيرانها باتجاه المناطق الشرقية لرفح.
من جهتها قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في تصريح صحفي إن قوات الاحتلال تجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال غزة.
وأضافت: نناشد كافة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لحماية المنظومة الصحية في قطاع غزة أمام هذه الهجمة الشرسة من الاحتلال عليها.
فيما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إن قطاع غزة حاليا “المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة”.
وأضاف فليتشر في بيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع، “حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة”.
من جهته قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”: إن السلطات الإسرائيلة هدمت 1787 منشأة فلسطينية بين 7 أكتوبر 2023 و15 أكتوبر 2024، منها 800 مسكن مأهول.
وذكر أن عمليات الهدم أدت إلى نزوح 4498 شخصا، فضلا عن تضرر نحو 531593 آخرين جراء هدم منازلهم أو منشآتهم التجارية والصناعية والزراعية.